الفصل السادس

تطور الصراع وانعكاساته على الموقفين الإقليمي والدولي

(2001 – 2002)

شهدت هذه الفترة تطوراً جديداً في الصراع بين الشمال والجنوب. وحققت الحركة الشعبية نجاحاً في أعمال قتالها ضد الجيش السوداني، وركزت عملياتها في تدمير آبار النفط، التي وصلت إلى ذروتها عام 2001، الذي أُطلق عليه عام صراع النفط في الجنوب.

كان للولايات المتحدة الأمريكية دور بارز في سير مسيرة السلام خلال هذه الفترة، خاصة بعد تحسن العلاقات الأمريكية السودانية، ورفع السّودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والتعاون معه في هذا المجال، والموافقة على إصدار قرار من مجلس الأمن في سبتمبر 2001، يقضي برفع العقوبات عن السودان. هذه التحولات هيأت المناخ السياسي ودفعت بمنظمة الإيقاد لتضع أساساً للتفاوض، واتخاذ خطوات عملية نحو مسيرة السّلام الشّامل.

كان من نتيجة الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها الحكومة السودانية، البحث عن مخرج للأزمة يمثل أقل قدر من الأضرار الممكنة، بعد تقديم السودان تنازلات عن ثوابته في اتفاق مشاكوس يوليه 2002، واتفاق وقف إطلاق النار ديسمبر 2002، برعاية منظمة "الإيقاد" ومشاركة إقليمية ودولية، الأمر الذي وضع أطراف الصراع على بداية الطريق لتحقيق السلام الشامل في جنوب السودان.