الفصل الثامن

اتفاق السلام النهائي والمرحلة الانتقالية

(2005 – 2008)

في مستهل عام 2005، وضعت نهاية للحرب بين الشمال والجنوب والتي دامت أكثر من عشرين عاماً، بعد توقيع اتفاق نهائي للسلام في نيفاشا في يناير 2005. وقد اختلفت الآراء حوله، وحول المرحلة الانتقالية التي ستشهد تطبيق تقاسم السلطة والثروة والترتيبات الأمنية الفيدرالية. وعلى الرغم من ذلك اتهمت الحكومة السودانية بتهميش الجنوبيين في المشاركة الحقيقية في السلطة والثروة، مع استمرار الخلافات في بعض القضايا العالقة.

وخلال الفترة 2005 – 2007، واجهت الحكومة السودانية تصاعداً لأزمات أخرى. فقد تصاعدت أعمال المعارضة الشمالية، التي أمكن احتواؤها جزئياً باتفاق مع التحالف الوطني الديموقراطي برعاية مصرية في يونيه 2005. كما تصاعدت أزمة شرق السودان، التي جرى احتواؤها ـ كذلك ـ جزئياً بعدد من الاتفاقيات ضمت بعض الفصائل من شرق السودان عام 2006. كما تصاعدت أزمة دارفور بشكل غير مسبوق، رغم احتوائها جزئياً مع بعض الفصائل المعارضة في دارفور.

وعقب انتقال العلاقة بين الشمال والجنوب إلى مرحلة انتقالية تنتهي عام 2011، والتي سيجرى خلالها الاستفتاء على حق تقرير المصير لأقاليم الجنوب، إلا أن الأمر لم يخلُ من أزمة العلاقة بين الشمال والجنوب، في أكتوبر 2007، والتي فجرها جنوب السودان للمطالبة بتطبيق اتفاق السلام بشكل كامل، خاصة حقوق جنوب السودان في النفط وترسيم الحدود وحسم الخلاف في منطقة أبيي.