إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / حرب فوكلاند





إغراق بلجرانو وشيفلد
معركة جوس جرين
الإبرار البريطاني بسان كارلوس
الهجوم على الغواصة سانتافي
القتال للجانبين 1 مايو
احتلال رأس الشاطئ
عملية ثلاجة فورتونا
عملية خليج ستورمنس
عملية خليج كمبرلاند

مناطق الحظر البريطانية والأرجنتينية
مسرح حرب فوكلاند
مسرح عمليات فوكلاند
معركة ويرلس ريدج
الاستيلاء على ستانلي
جورجيا الجنوبية "منطقة العمليات"
خط المرتفعات الثاني
جزيرة جورجيا الجنوبية
جزر فوكلاند
سقوط ستانلي
فكرة الغزو الأرجنتيني



حرب عام 1967

المبحث الثالث

موقف وأوضاع الجانبين

أولاً: تطور موقف وأوضاع القوات البريطانية

1. موقف القوات البريطانية عشيَّة الغزو الأرجنتيني للجزر

أ. موقف القوات البحرية

كانت المملكة المتحدة عشية حرب "فوكلاند" تحتل المركز الثالث أو الرابع في مجموعة الدول البحرية الكبرى، وتتضمن قواتها البحرية كافة عناصر القوة التي يمكن استخدامها في الحرب البحرية مثل وحدات سفن السطح والغواصات ووحدات المدفعية والصواريخ الساحلية، وطيران البحرية ومشاتها، بالإضافة إلى الأسطول التجاري وسفن المساحة البحرية.

وقد جاءت حرب "فوكلاند" والقوات المسلحة البريطانية تمرُّ بمرحلة انتقالية بين إستراتيجيين، ففي ظل مرحلة الانكماش الاقتصادي الذي كانت تمرُّ بها بريطانيا في أوائل الثمانينيات ومسؤوليات المملكة المتحدة في حلف "الناتو"، كان "جون نوت" وزير الدفاع الجديد يرى أن هناك أربعة أدوارٍ رئيسية تقع على عاتق القوات المسلحة البريطانية هي:

(1) الردع، وتقوم به غواصات "بولاريس" آنذاك و"تريدنت" فيما بعد، وكلا النوعين مسلح بصواريخ نووية.

(2) الدفاع الجوي عن الجزر البريطانية، وتقوم به المقاتلات الاعتراضية للقوات الجوية وصواريخ الدفاع الجوي.

(3) المشاركة في الدفاع عن الجبهة المركزية في أوروبا، ويقوم بهذا الدور الجيش البريطاني في حوض "الراين".

(4) حماية النشاطات البحرية وتقوم به وحدات سفن السطح والغواصات التقليدية.

وعلى ذلك فإنه باستثناء الغواصات المسلحة بصواريخ نووية ـ التي وقع على عاتقها مسؤولية الردع ـ فقد انحصر دور القوات البحرية البريطانية في القيام بحماية النشاطات البحرية وهو تراجع عن دور هذه القوات في الإستراتيجية البحرية لحلف "الناتو" التي سبق أن حدَّدها الأدميرال "إسحاق كيد" القائد الأعلى لقوات ذلك الحلف – وهي أن على القوات البحرية للناتو أن تقاتل معركة دموية وأن تكتسح مقاومة حلف "وارسو" بقوة ضخمة لكي تقدم دعماً بحرياً حيوياً لأوروبا الغربية.

وتأكيداً لتقلص دور القوات البحرية أعلن وزير الدفاع البريطاني في يونيه 1981 أنه سيتم التركيز على أسطول الغواصات النووية (قنص وتدمير) وطائرات الاستطلاع البحري من طراز "نمرود" في تأخير وإلحاق أكبر خسائر بالقوات البحرية السوفيتية التي تسعى لدخول شمال الأطلسي، ثم ربط بين تقليص أعداد سفن السطح وتقليل عدد أحواض بناء السفن قائلاً "إن خمسة أحواض لبناء السفن عدد زائد عن الحد، ولذا يجب تقليل حجم الأسطول إلى المستوى الذي يسمح بتقديم الدعم الفني اللازم له بحوضين فقط من أحواض بناء السفن"، ولذلك أكد الوزير على ضرورة الانتهاء مبكراً من العمرات التي تجري للمدمرات والفرقاطات في منتصف أعمارها، حتى يمكن لحوضي بناء السفن "ديفونبورت" و"روسيث" ـ وهما الحوضان الوحيدان اللذان سوف يُستبقيان ـ للقيام بالعبء الإضافي الذي سيطلب منهما على إثر الاستغناء عن الأحواض الأخرى).

وعلى ذلك فإنه كان مخططاً إغلاقُ حوض بناء السفن في "شاثام" (في مقاطعة "كِنْت" جنوب شرق إنجلترا) في مارس 1984، بالإضافة إلى خفض طاقة حوض بناء السفن في "بورت سموث" إلى مستوى قاعدة تشغيل ذات تسهيلات دعم محدودة، بينما يتحول حوض جبل طارق خلال عام 1983 إلى حوض إصلاح للسفن التجارية إذا أمكن توفير استثمار تجاري له، ومن ثمَّ لم يكن من المسْتَغرب انخفاض الروح المعنوية في "ساثام" و"بورت سموث" و"جبل طارق" إلى أدنى مستوى لها، حيث كانت أعداد كبيرة من العُمَّال المهرة قد رحلت واضْطُرت للبحث عن وظائف جديدة.

وبالنسبة إلى سفن القتال كان الجاهز منها عندما بدأت تشكيل "قوة الواجب Task Force" ـ التي تقررَّ دفعها إلى جنوب الأطلسي ـ هي القوات التالية:

·   حاملتا طائرات خفيفة.

·   14 مدمرة.

·   46 فرقاطة.

·   16 غواصة تقليدية.

·   12 غواصة نووية مسلحة بأسلحة تقليدية.

·   4 غواصة نووية من نوع "بولاريس" تمثل قوة الردع النووي لبريطانيا.

وكانت الحكومة البريطانية قد قررَّت إخراجَ عددٍ من هذه الوحدات من الخدمة العاملة، خاصة بعد القرار الذي اتخذته بضم أربع غواصات نووية جديدة من طراز "تريدنت" لتدعيم قوة الردع النووّي، كما قررَّت بناء حاملة الطائرات "اليستريوس" طراز الحاملة "انفنسبل" (التي شاركت في حرب "فوكلاند" والتي تم إنشاؤها في الأصل لحساب أستراليا) وشرعت في بناء حاملة طائرات ثالثة تحمل اسم "أرك رويال" على نفس اسم حاملة الطائرات القديمة "أرك رويال" التي شاركت في الحرب العالمية الثانية، وخرجت من الخدمة في عام 1978.

وبالنسبة إلى مشاة البحرية البريطانية كانت القوة القتالية الرئيسية تمثل اللواء الثالث كوماندوز الذي يضم ثلاث كتائب مشاة قوامها نحو 2000 جندي، وكان مخططاً أن تنضمَّ عليه مشاة البحرية الهولندية لو كانت الحرب تخصُّ حلف "الناتو"، أما في حرب "فوكلاند" فقد دُعِّم هذا اللواء بكتيبتي مظلات وبطارية مدفعية عيار 105 مم هاوتز من الجيش البريطاني.

وكان لهذا اللواء طيرانُه الخاص الذي كان يتكون من سرب طائرات عمودية، كما كان يضم سرب الإغارة الأول المجهز بزوارق خفيفة للمهام الساحلية، والسرب 59 مهندسين، بالإضافة إلى فوج إداري وتروب دفاع جوي ووحدة صغيرة للإجراءات الإلكترونية المضادة.

وكان هناك عدة سفن لنقل وإبرار هذا اللواء على رأسها "هيرمس"[1]، إلا أنه في ظل الخفض السنوي لميزانية الدفاع قبل حرب فوكلاند لم يتصور مخططو العمليات إمكانية القيام بعمليات برمائية رئيسية وخاصة على مسافات بعيدة، وعلى أثر القرار الخاص باستخدام "هيرمس" كحاملة طائرات، لم يتبق سوى سفينتي اقتحام خدمة عامة هما "فيرلس Fearls" و"انتربيد Interpid" وست سفن إبرار أخرى صغيرة من نوع "سير لانسلوت Sir Lanselot".

ب. موقف القوات الجوية وطيران البحرية

فاجأت حرب "فوكلاند" القوات الجوية البريطانية كما فاجأت طيران بحريتها، فقد تمَّ تشكيلهما وتدريبهما لخوض الحرب في أوروبا وشمال المحيط الأطلسي بالتعاون مع قوات حلف "الناتو" ضد قوات حلف "وارسو"، وليس لخوض الحرب ضد إحدى دول العالم الثالث في جنوب الأطلسي على بعد 8000 ميل من القواعد البريطانية في أرض الوطن، وهو ما كان يحتاج إلى نُظم تسليح ومعدات وإمداد مختلفة، فعلى سبيل المثال كانت القوات الجوية البريطانية تمتلك عدة أسراب من طائرات "الفانتوم F-4 Phantom II" وهي طائرة متعددة المهام طويلة المدى أثبتت جدارتَها في مسرح عمليات فيتنام ومسارح عمليات الشرق الأوسط، إلا أن مداها التكتيكي بالرغم من طوله كان أقل من نصف المسافة بين جزر فوكلاند وأقرب مطار بريطاني أو حليف في المحيط الأطلسي (قاعدة "وايد أويك" في "أسنشن")، كما كان تشغيل هذه الطائرت يتطلب مدارج طويلة أو حاملات طائرات هجومية كبيرة، ومن ثمَّ كان أقصى ما تسمح به خصائصها في حرب "فوكلاند" هو استخدامها في مهام الدفاع الجوي عن جزيرة "أسنشن".

وعشية اندلاع الحرب كانت القوات الجوية البريطانية تُعد إحدى القوى الجوية الكبرى في العالم، حيث كانت تملك نحو سبعمائة طائرة قتال ـ كان معظمها ـ مرتبطاً بحلف "الناتو" أو للدفاع عن الجزر البريطانية، كما كانت تلك القوات لا تزال تملك ثلاثة أسراب من القاذفات الإستراتيجية مجهزة بطائرات "فولكان Volcan" التي تستطيع توجيه الضربات الجوية ليلاً ضد أهداف بعيدة بواسطة حمولتها الكبيرة من القنابل التي تصل إلى 21 قنبلة زنة كل منها ألف رطل (454 كجم) في كل طائرة.

وبالإضافة إلى طائرات القتال والقاذفات الإستراتيجية، كانت القوات الجوية تملك خمسين طائرة نقل وثلاثاً وعشرين طائرة صهريج لإعادة الملء بالوقود جواً، بالإضافة إلى العديد من الطائرات العمودية التي كان أبرزها ثلاثة وثلاثين "شينوك"، كانت قد دخلت الخدمة حديثاً، وهي طائرة عمودية نقل تستطيع حمل أربعة وأربعين فرداً بمعداتهم، أو ما يساوي 9400 كجم من المعدات والاحتياجات.

وقد استدعى تخفيض ميزانية الدفاع خفض أعداد هذه القوات واستبدال طرازات طائراتها القديمة بأخرى أكثر حداثة، فعلى سبيل المثال كان مقدراً الاستغناء عن القاذفات الإستراتيجية من طراز "فولكان"ـ التي كانت تمثل العمود الفقري للقاذفات بعيدة المدى ـ عام 1982، وكانت الأسراب الثلاثة التي سبقت الإشارة إليها هي آخر ما تبقى من هذا الطراز عند اندلاع حرب "فوكلاند".

وكانت الطائرات الهجومية من طراز "تورنيدو جي. آر-1 Tornado GR-1" هي البديل الأحدث لقاذفات فولكان إلا أنها لم تكن قد دخلت الخدمة بعد في القوات الجوية البريطانية، كما كانت خصائصها غير ملائمة لنوع المهام التي قامت بها طائرات "فولكان" في جنوب الأطلسي.

وبالرغم من الحجم الكبير والكفاءة النوعية العالية للقوات الجوية البريطانية وطرازات الطائرات المتعددة التي تمتلكها، إلا أنها كانت تفتقر إلى عنصر من أهم عناصر الحرب الجوية الحديثة وهو نظام الإنذار المبكر المحمول جواً “Airborn Early Warning”، حيث كانت القوات الجوية البريطانية تعتمد فيه على ما لدى حلف "الناتو" من هذه الطائرات. كما كانت معظم طائرات القوات الجوية البريطانية غير ملائِمة أو غير قادرة على المشاركة في حرب تبعد نحو ثمانية آلاف ميل (12872 كم) عن قواعدها في الجزر البريطانية.

أمّا طيران البحرية البريطانية فقد كان يتوفر له 32 طائرة من طراز "سي هارير Sea Harrier" ـ التي تتميز بالقدرة على الإقلاع والهبوط عمودياً ـ بالإضافة إلى نحو 90 طائرة عمودية من طرازات مختلفة، كان أبرزها الطائرات العمودية "سي كنج 5 Sea King HAS.5" المجهزة ضد الغواصات، والطائرات العمودية "سي كنج 4 Sea King HC.4" و"ويسكس Wessex HU.5" لنقل الأفراد والمعدات، والطائرات العمودية "جازيل Gazelle" للاستطلاع وإخلاء الجرحى.

وقد انعكس خفض ميزانية الدفاع على طيران البحرية أيضاً، فبعد استغناء القوات البحرية عن آخر حاملاتها الكبيرة في نهاية السبعينيات، أصبح الدفاع عن الأسطول على المسافات البعيدة يعتمد على حاملتي الطائرات المتبقيتين وهما "هيرمس Hermes" و"انفنسبل Invincible"، وهما حاملتان صغيرتان تصلحان فقط لطائرات الإقلاع والهبوط الرأسي مثل "الهارير" والطائرات العمودية.

ولم يكن من مهام طائرات هذه الحاملات التي لا تزيد قوتها عن سربي "سي هارير" القتال من أجل السيطرة الجوية في منطقة العلميات أو حتى في منطقة رأس الشاطئ، وإنما فقط حماية التشكيل البحري من طائرات الاستطلاع والطائرات الهجومية السوفيتية بعيدة المدى.

وهكذا كان على القيادة البريطانية الاعتماد على قاذفات "فولكان" المنطلقة من جزيرة "أسنشن" في توجيه الضربات الجوية بعيدة المدى ليلاً، بينما كانت طائرات "سي هارير" المنطلقة من الحاملات هي الطراز الوحيد المتاح سواءً لأعمال قتال الدفاع الجوي عن القوة البحرية جنوب الأطلسي، أو تقديم المعاونة الجوية القريبة.

2. الاستعدادات البريطانية الأولية (أُنظر جدول السفن الحربية البريطانية التي اشتركت في الحرب)

أ. تشكيل قوة الواجب ودفعها إلى جزيرة "أسنشن"

على أثر تطورات الموقف في جزيرة "جورجيا الجنوبية" خلال الأسبوع الأخير من مارس 1982، قرَّر وزير الدفاع البريطاني إبقاء الكاسحة "انديورنس" في منطقة الجزر وعدم سحبها لإنهاء خدمتها في البحرية كما كان مخططاً من قبل، كما تلقت سفينة الإمداد "فورت أوستن" الأمر بالاستعداد للإبحار إلى جنوب الأطلسي لإعادة إمداد الكاسحة "انديورنس". وفي الساعة 1000 يوم 29 مارس أبحرت السفينة "فورت أوستن" من جبل طارق إلى جنوب الأطلسي، في الوقت الذي كانت فيه قيادة اللواء الثالث كوماندوز في "بلايموث" تجري بعض التحضيرات على ضوء الأمر الإنذاري الذي تلقته بالاستعداد للرحيل إلى جنوب الأطلسي.

وعلى أثر تلقي المعلومات عن تحرك الأسطول الأرجنتيني نحو الجنوب أصدر وزير الدفاع أوامر بدفع ثلاث غواصات مجهزة بمحركات نووية إلى جنوب الأطلسي، وكانت تلك الغواصات بسرعتها التي تصل إلى 30 عقدة في الساعة هي أسرع الوحدات البحرية المتاحة للقيادة البريطانية في ذلك الوقت لمواجهة الموقف المتوتر المتصاعد في جنوب الأطلسي.

وفي أول أبريل أبحرت الغواصة "سبارتان Spartan" من جبل طارق إلى الجنوب، كما اُستُدعيت الغواصة "سبلندد Splended" من شمال الأطلسي حيث أُعيد إمدادها ودفعها على عجل لتلحق بالغواصة الأولى، أما الغواصة الثالثة "كونكرر "Conqueror" فقد تبعتهما في الرابع من أبريل. وكانت الغواصات الثلاث قادرة على الإبحار حول العالم دون حاجة إلى الصعود على السطح أو إعادة التزود بالوقود.

وفي الساعة 100 صباح الثاني من أبريل أقلعت أُولى طائرات النقل الجوي من طراز سي 130 التابعة للسرب 24 من مطار "لينهام Lyneham" تحمل أُولى شحنات الإمداد للعملية "كوربوريت Corporate"، مفتتحة جسر الإمداد الجوي إلى جزيرة "أسنشن". ولما كان مدى هذا الطراز من الطائرات لا يسمح بالوصول إلى تلك الجزيرة في وثبة واحدة، فقد كان على تلك الطائرات استخدام مطار جبل طارق كمطار إعادة ملء.

وبينما كانت أُولى طائرات النقل السابقة في طريقها إلى جبل طارق، تلقى قائد الأسطول الأول ـ الذي كان يجري أسطوله الصغير مناورة "قطار الربيع" في المحيط الأطلسي أمام الدار البيضاء ـ الأمر بإعداد سبع سفن من أسطوله للتوجه جنوباً حيث ستنضم إليه السفن الثلاث التي سبقته إلى المنطقة. وفي الوقت الذي كان فيه قائد الأسطول الأول رير أدميرال (لواء بحري) "وودوارد Woodward" يتلقى الأوامر السابقة كان يجري إبرار أُولى القوات الأرجنتينية على شاطئ "مولت كريك Mullet Creek" في جزيرة "فوكلاند الشرقية".

وفي الساعة 230 صباح الثالث من أبريل كان هناك سبع سفن قتال وناقلة بترول ـ خُصصِّت للعملية "كوربوريت" ـ تستعد للإبحار من جبل طارق، وفي الساعة 1030 من اليوم نفسه أصدر وزير الدفاع أوامره بإبحار السفن المخصَّصة للعملية بأسرع ما يمكن، إلا أنه كان هناك عددٌ من المشاكل التي كان يجب على قيادة البحرية حلُّها أولاً، كان أبرزها عدم وجود أي نوع من طائرات الإنذار الجوي المبكر والنقص الحاد في مقاتلات الدفاع الجوي عن التشكيل البحري والسفن اللازمة لنقل القوات والطائرات والطائرات العمودية. وباستثناء طائرات الإنذار المبكر فقد تمَّ معالجة أوجه النقص الأخرى.

فبالنسبة إلى المقاتلات كان الحل الوحيد المتاح لقيادة القوات البحرية هو دعم طائرات "سي هارير" على الحاملتين المتيسرتين "هيرمس" و"إنفنسبل" ونقل أعداد أخرى منها بواسطة بعض سفن النقل التي عُبّأت وجُهزت لهذا الغرض على وجه السرعة، مثل سفينتي الحاويات "أتلانتك كونفيار" و"أتلانتك كوزواي"، كما عالجت النقص في السفن بتعبئة وتأجير الأعداد المطلوبة من سفن الأسطول التجاري(أُنظر جدول السفن التجارية المعبأة والمستأجرة لدعم قوة الواجب).

وفي الوقت الذي كان يجرى فيه تجهيز حاملتي الطائرات على وجه السرعة وصلت طائرات "سي هارير" واحتلت أماكنها على متن هاتين الحاملتين في ميناء "بورت سموث"، فزود السرب 800 على متن الحاملة "هيرمس" باثنتي عشرة طائرة من طراز "سي هارير" كما زود السرب 801 على متن الحاملة "إنفنسبل" بثماني طائرات من الطراز نفسه. وكان على السربين السابقين وطياريهم - الذين كانوا أقلَّ من ثلاثين طياراً – توفير الحماية الجوية لقوة الواجب التي خُصِّصت للعملية "كوربوريت".

وفي الخامس من أبريل أبحرت حاملتا الطائرات من "بورت ثموت" مصحوبة بدعاية كبيرة، وتوديع من جمع غفير من أهل المدينة، حيث كان الجمهور يعُد هاتين الحاملتين بمثابة القلب لقوة الواجب المخصَّصة للعملية. وأبحرت في اليوم نفسه الفرقاطتان "ألاكريتي Alacrity" و"أنتيلوب Antelope" من نفس الميناء، وفي أعقابهما ناقلة البترول "بيرليف Pearleaf" وسفينتا الإمداد "ريسورس Resource" و"أولميدا Olmeda".

ولم يكن الجمهور البريطاني يعلم شيئاً عن السفن السبع التي أبحرت من جبل طارق نحو الجنوب أو سفينتي القتال "برودسورد Broadsword" و"يارموث Yarmouth" اللتين كانتا في البحر المتوسط متجهتين إلى الخليج العربي وصدرت لهم الأوامر بالعودة والتوجه نحو الجنوب في الخامس من أبريل. وهكذا كان هناك بعد ثلاثة أيام من الغزو الأرجنتيني قوة بحرية مشكلة من حاملتي طائرات وسبع مدمرات وخمس فرقاطات وأربع ناقلات بترول وسفن إمداد تمخر البحر نحو جزيرة "أسنشن". وكانت هذه السفن هي التي شكلت قوة الواجب الأصلية قبل أن تنضم إليها سفن وقوات أخرى فيما بعد.

ففي الثاني من أبريل تلقى البريجادير (العميد) "جوليان طومسون Julian Thompson" قائد اللواء الثالث كوماندوز (مشاة بحرية) الأمر بالاستعداد للإبحار بكتائبه الثلاث أرقام 40، 42، 45 ـ التي كانت تتمركز في "بلايموث" ـ خلال ثلاثة أيام، وقد واجه تجميع هذه الكتائب بعض الصعوبات، حيث كان معظم جنود الكتيبة الثانية والأربعين مبعثرين في أنحاء البلاد في عطلة بعد عودتهم من مشروع للتدريب التكتيكي في النرويج. كما كان بعض جنودها وضباطها خارج البلاد، في الوقت الذي كانت فيه الكتيبة الأربعون تنهي تدريبها على الرماية في ميدان "التكار Altcar" بالقرب من "لفربول Liverpool"، كما كانت إحدى سرايا الكتيبة الخامسة والأربعين في "بروناي" تتدرب على حرب الأدغال، وسرية أخرى يجري تدريبها في "أسكتلندا".

وعلى ضوء المعلومات التي وصلت إلى وزارة الدفاع عن حجم قوات الغزو الأرجنتينية تقرَّر في الثالث من أبريل دعم اللواء الثالث كوماندوز بكتيبة مشاة من الجيش (الكتيبة الثالثة)، وبطارية من الفوج الثاني عشر دفاع جوي (زُوِّدت باثني عشر قاذفاً لصواريخ "رابير Rapier" المضادة للطائرات)، بالإضافة إلى مفرزة مدرعات مشكلة من ثماني دبابات خفيفة وعربة مدرعة، وبذلك الدعم وصلت قوة اللواء الثالث كوماندوز وعناصر دعمه إلى 5500 فرد.

أمّا بالنسبة إلى سفن الاقتحام والإبرار فكان المتيسر منها يوم 2 أبريل - عندما صدر الأمر للواء الثالث بالاستعداد للإبحار ـ هي سفينة الاقتحام "فيرلس" وأربع سفن إبرار صغيرة من طراز "سير لانسلوت" المجهزة لحمل العربات والإمدادات، وعلى ذلك أبحرت "فيرلس" يوم 6 أبريل وعلى متنها قيادة اللواء الثالث كوماندوز وعددٌ من أفراد اللواء، بعد أن جُهِّزت كسفينة قيادة لقوة الإبرار، ثم انضمت إليها السفن الأربعة الأخرى التي أبحرت من ميناء "مارشوود Marchwood" العسكري في "سوث هامبتون"، بعد أن حُملت بمدافع اللواء وبطارية الصواريخ المضادة للطائرات وسرب طائرات اللواء العمودية وبعض المركبات ومواد الإمداد.

أمّا سفينةُ الاقتحام الثانية (انتربيد) وسفينتا الإبرار الصغيرتان المتبقيتان فقد تم تجهيزها وتحميلها على وجه السرعة ـ بعد عودتها من مهامها السابقة ـ ودفعها للحاق بزميلاتها التي سبقتها إلى جزيرة "أسنشن".

وبسبب عدم وجود سفن حربية أخرى لنقل باقي قوات اللواء الثالث وعناصر الدعم البرية التي دُعِّم بها، اتجهت القيادة البريطانية إلى تعبئة وتأجير بعض سفن الأسطول التجاري، وتركز الاهتمام في البداية على ثلاث سفن ركاب كبيرة هي السفينة "كوين اليزابث الثانية"، والسفينة "كانبرا" والعَبَّارة الكبيرة "نورلاند". ولما كانت السفينة الثانية هي المتاحة في البداية، فقد تمَّ تجهيزها بسطح لحمل الطائرات العمودية وإجراء بعض التعديلات الأخرى عليها حتى تستطيع حمل 2400 جندي، وفور انتهاء تحميلها أبحرت السفينة من "سوث هامبتون" في التاسع من أبريل متجهة جنوباً نحو جزيرة "أسنشن" بينما تأجل تعبئة السفينة "كوين اليزابيث الثانية"، أما العبارة "نورلاند" فقد حُمِّلت بباقي قوات اللواء الثالث، بينما نُقلت بعض الوحدات الأخرى بطريق الجو لتنضم إلى قوة الواجب في جزيرة "أسنشن".

وفي الوقت الذي كان يجري فيه تحميل قوات اللواء الثالث في "سوث هامبتون" تمَّ تحميل سفينة النقل المعبأة "إلك Elk" بألفي طن من الذخائر ومواد الإمداد الأخرى في نفس الميناء، وفور تحميلها أبحرت تلك السفينة في التاسع من أبريل مع السفينة "كانبرا" متجهتين نحو الجنوب.

وكان على معظم هذه القوات التوجه إلى جزيرة "أسنشن" في البداية قبل انطلاقها إلى جنوب الأطلسي، حيث كانت هذه الجزيرة بموقعها المتوسط بين الجزر البريطانية وجزر "فوكلاند" ووقوعها خارج مدى القوات الجوية الأرجنتينية بمثابة قاعدة متوسطة آمنة لإعادة تجميع وتنظيم القوات البريطانية لتكوين أسطول متوازن وتوفير الدعم الإداري له. كما كان المطار الموجود بهذه الجزيرة يسمح باستخدامه كقاعدة متقدمة لطلعات القاذفات الإستراتيجية والاستطلاع البحري وإعادة التموين جواً.

ب. تعديل الطائرات والطائرات العمودية ورفع كفاءتها القتالية

منذ اللحظة التي رُفعت فيها درجة استعداد القوات وخلال الأيام التي كان يجري فيها تشكيل قوة الواجب وإبحارها، أجرت قيادة القوات البحرية والجوية عدة تعديلات على طائراتها وطائراتها العمودية التي قررت دفعها إلى جنوب الأطلسي لتتواءم مع ظروف المسرح الجديد والمهام الموكلة إليها.

فبالنسبة إلى الطائرات أُجريت على معظمها عِدَّة تعديلات بالتعاون بين القوات الجوية والبحرية والمنشآت الصناعية المختصة التي عمل كل منها لإتمام تلك التعديلات في الوقت المناسب، وجرى عمل بعض هذه التعديلات في المملكة المتحدة، بينما تمَّ البعض الأخر في جزيرة "أسنشن" وأثناء الإبحار جنوباً.

فبالنسبة إلى طائرات "سي هارير" سُلِّحت بصواريخ جو/ جو طراز "سايد وندر AIM-9L" الأكثر كفاءة بدلاً من صواريخها الأصلية “AIM-9G/H”، كما جُهزت لإطلاق صواريخ جو/ أرض عيار 5 سم، وقذف قنابل المستودعات، كما أُدخلت بعض التعديلات على الحاسب الخاص بنظام قذف القنابل أثناء التسلق، والسماح بالإقلاع من المنٍّصات بوزن أكبر مما كان مسموحاً به من قبل، ممَّا أتاح للطائرة استخدام خزاني وقود سعة كل منهما 1500 لتر. وللوقاية من نيران المدفعية والصواريخ المعادية المضادة للطائرات تمَّ تطوير نظام داخلي لإطلاق الشرائح المعدنية “Chaff” والكرات الحرارية “Flare” باستخدام معدات أمريكية، وخلال الإبحار جنوباً بُذلت جهود مكثَّفة لضبط أجهزة الرادار المزودة بها هذه الطائرات، والتي كانت تعطي من قبل قراءات غير دقيقة.

أمَّا طائرات "هارير GR-3"، فكانت في حاجة أكثر إلى تطوير مكوناتها، فجسم الطائرات ومحركاتها ومعظم نظم تشغيلها لم تكن مُهيئةً للعمل من فوق الحاملات في عرض المحيط، كما لم تكن هذه الطائرات مجهزة للقيام بمهام الدفاع الجوي، الأمر الذي استوجب إجراء عدة تعديلات عليها حتى أصبحت قادرةً على العمل من فوق الحاملات، وإطلاق صواريخ "سايد وندر"، فضلاً عن قصف القنابل زنة ألف رطل (454 كجم) الموجهة بالليزر.

ولم تقتصر تعديلات الطائرات على طرازي الهارير، فقد جرت تعديلات أخرى على بعض طائرات القوات الجوية البريطانية التي اشتركت في تلك الحرب، فبالنسبة إلى قاذفات "فولكان" أُعيد تجهيزها بنظام إعادة الملء بالوقود جواً، الذي كان قد سبق الاستغناء عنه، كما جُهزت طائرات الاستطلاع البحري "فولكان SR-2" التابعة للسرب السابع والعشرين بحمالات جديدة لوضع مستشعرات إضافية، كما جُهِّزت طائرة واحدة على الأقل لحمل صواريخ "شرايك AGM.45 A" المضادة للرادار، أمَّا طائرات الاستطلاع البحري من طراز "نمرود" فقد اقتصرت التعديلات التي أجريت عليها على تجهيزها بنظام لإعادة الملء بالوقود جواً وتسليح بعضها بصواريخ جو/ جو من طراز "سايد وندر"، كما جُهزت سبع طائرات نقل من طراز "سي 130"، بخزانات وقود إضافية (خزانين بكل طائرة)، كما تم تحويل أربع طائرات أخرى إلى صهاريج وقود لتموين باقي الطائرات جواً.

وبالنسبة إلى الطائرات العمودية فقد أُجريت عليها عدة تعديلات قبل بدء القتال، وكان معظمُ هذه التعديلات مُعَّداً مُسبقاً لاستخدامها عند الضرورة، وهو ما يُعرف بأسلوب “Off- the- shelf modifcation kit”، ويرجع عدم إجراء هذه التعديلات وقت السلم لاعتبارات تتعلق بزيادة وزن الطائرة العمودية.

وكانت أبرز التعديلات تلك التي أجريت للطائرات العمودية "جازيل"، حيث تمَّ تجهيزها لإطلاق صواريخ جو/ أرض من طراز ماترا عيار 68 مليمتراً بناء على طلب مشاة البحرية، وبلغ ما تمٍّ تعديله من الطائرات العمودية "جازيل" ست عشرة طائرة، تضَّمنت التعديلات التي أُجريت عليها تدريعها بشرائح من الصلب لوقايتها من نيران الأسلحة الخفيفة، وتجهيزها بعدادات ارتفاع أكثر دقة، وأجهزة تعارف مع وسائل الدفاع الجوي الأرضية، بالإضافة إلى مروحة عُلوية يمكن طيها أثناء الإبحار على مَتْن السفن وفردها قبل الإقلاع.

كما أُجريت تعديلات أخرى لطائرات "جازيل" التي خُصِّصت لمعاونة مشاة البحرية، فتمَّ تزويدها بمدافع متعددة الأغراض ونزع الباب الأيسر لزيادة قوس النيران والسماح لطاقمها بمغادرتها بسرعة في الأحوال الاضطرارية، كما جُهز كل منها بأربع نقاط تحميل على جسم الطائرة العمودية يمكن أن يركب بها ست حمالات "صواريخ ماترا" بالنقطتين الداخليتين، وقنابل لإضاءة أرض المعركة ليلاً بالنقطتين الخارجيتين.

ج. تعبئة وتجهيز السفن التجارية لدعم قوة الواجب

إزاء عدم قدرة أسطول السفن الحربية المساعدة وحْدَة على توفير الدعم اللازم لسفن القتال، والبعد الكبير لمسرح العمليات عن القواعد البحرية البريطانية، اضطرت قيادة القوات البحرية إلى تعبئةِ وتأجيرِ عدد كبير من سفن الأسطول التجاري كان يتطلب استخدامها تعديل وتجهيز معظمها لتتواءم مع المهام التي كان عليها القيام بها.

ومن ثمَّ واجهت أحواض السفن في بريطانيا وقاعدة جبل طارق كماً هائلاً من العمل فور إبحار السفن الأولى لقوة الواجب إلى جزيرة "أسنشن"، وجرت أكثر التعديلات صعوبة على سفينتي الركاب "كانبرا" و"كوين اليزابيث الثانية" في حوض "ساوث هامبتون"، حيث شملت تلك التعديلات تركيب أسطح لإقلاع وهبوط الطائرات العمودية، وأماكن نوم إضافية، وتسهيلات طبية بالإضافة إلى تزويدها بمعدات اتصال بحرية خاصة.

أمّا ناقلات البترول وسفن الدحرجة[2]، وسفن الصيد والعبَّارات، فقد أجريت بها تعديلات أكثر شمولاً، كما جُهزت سفن الشحن والعبارات لإعادة التموين في البحر، بالإضافة إلى عمل بعض التجهيزات في كثير من السفن التجارية لتركيب المدافع الخفيفة، وتزويد أربع من سفن الصيد بمعدات كسح الألغام.

وشملت التعديلات البارزة الأخرى تحويل سفينة الركاب "أوغندا" إلى سفينة مستشفى كاملة التجهيز، وتحويل سفن المساحة البحرية الثلاث "هلكا" و"هيرالد" و"هيدرا" إلى سفن إسعاف لنقل الجرحى إلى السفينة "أوغندا"، بالإضافة إلى تجهيز سفينتي الحاويات "أتلانتك كونفيار" و"أتلانتك كوزاوي" لهبوط وإقلاع طائرات "سي هارير" والطائرات العمودية. (أنظر جدول السفن التجارية المعبأة والمستأجرة لدعم قوة الواجب)

د. تنظيم القيادة والسيطرة

لم يُقتبس نظام القيادة والسيطرة على العملية "كوربوريت" من أي نظام سابق وإنما رُوعي فيه مبدآن أساسيان: الأول تمتع مجلس الوزراء المصغر (مجلس الحرب) ـ الذي يتشكل من مجموعة مختارة من الوزراء برئاسة رئيسة الوزراء نفسها ـ بالسلطة والمسؤولية الكاملة عن السياسة العامة التي تحكم إدارة الحملة، والثاني ترك الإدارة التفصيلية للعمليات في أيدي القادة العسكريين المسؤولين عن العملية.

وبذلك كان مجلس الوزراء المصغر الذي يجتمع يومياً مسئولاً عن توجيه الإستراتيجية العامة والتنسيق بين اتجاهات العمل الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، وكان يحضر هذه الاجتماعات الأدميرال "لوين" رئيس هيئة أركان الدفاع يصحبه أحيانا بعض القادة المعنيين لإطلاع مجلس الوزراء المصغر على تطورات العملية والحصول على التصديق بالنسبة إلى المهام والأعمال التالية.

وكانت سمة هذا النظام القيادي أن التوجيهات السياسية تصدر فقط إلى رئيس هيئة أركان الدفاع الذي يترك له تحويلها إلى توجيهات عسكرية مفصلة ترسل إلى الأدميرال "جون فيلد هاوس" قائد القوات البحرية البريطانية في "نورث وود"، الذي عُين قائداً عاماً لكافة القوات المشتركة في العملية "كوربوريت" (البحرية والجوية والبرية)، وعين له نائبان، الأول للقوات البرية وهو ميجور جنرال (لواء) "جيري مور" والثاني للقوات الجوية وهو أير مارشال (فريق جوي) "كيرتس"- قائد القوات الجوية المشتركة في العملية.

وكان القائد العام وهيئة قيادته مسؤولين عن السيطرة المباشرة على إدارة العمليات من خلال شبكة الاتصالات عَبْر الأقمار الصناعية، بينما كان رير أدميرال "وودوارد" يمارس السيطرة المحلية على العمليات في جنوب الأطلسي.

ولأن أغلب القوات التي أبحرت إلى الجنوب على عجل لم يكن لديها إلا فكرة محدودة عن العمليات المطلوب تنفيذها بعد الوصول إلى جنوب الأطلسي، اجتمع القادة الميدانيون للعملية على متن الحاملة "هيرمس" يوم 17 أبريل للاطلاع على تفاصيل الخطة العامة للأدميرال "فيلد هاوس" والتي كانت تتطلب انتشار قوة الواجب ـ عند الوصول إلى جنوب الأطلسي ـ إلى خمس مجموعات لتحقيق المهام الابتدائية التالية:

(1) فرض الحصار حول جزر "فوكلاند".

(2) استعادة جزيرة "جورجيا الجنوبية".

(3) تحقيق السيطرة الجوية والبحرية في منطقة العمليات.


 



[1] كانت الحاملة هيرمس مجهزة كسفينة اقتحام لنقل وإبرار مشاة البحرية البريطانية قبل استخدامها كحاملة طائرات خلال حرب فوكلاند.

[2] سفن الدحرجة هي سفن مجهزة بأبواب خلفية متحركة لسرعة التحميل والتفريغ شبيهة بالعبَّارت.

[3] تبلغ المسافة بين قاعدة  ريو جراندي إلى بورت ستانلي 960 كم، بينما تصل المسافة من قاعدة كومودورو ريفالدافيا إلى بورت ستانلي نحو 960 كم.