إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / حرب فوكلاند





إغراق بلجرانو وشيفلد
معركة جوس جرين
الإبرار البريطاني بسان كارلوس
الهجوم على الغواصة سانتافي
القتال للجانبين 1 مايو
احتلال رأس الشاطئ
عملية ثلاجة فورتونا
عملية خليج ستورمنس
عملية خليج كمبرلاند

مناطق الحظر البريطانية والأرجنتينية
مسرح حرب فوكلاند
مسرح عمليات فوكلاند
معركة ويرلس ريدج
الاستيلاء على ستانلي
جورجيا الجنوبية "منطقة العمليات"
خط المرتفعات الثاني
جزيرة جورجيا الجنوبية
جزر فوكلاند
سقوط ستانلي
فكرة الغزو الأرجنتيني



حرب عام 1967

المبحث الثامن

حصاد الحرب ودروسها المستفادة

أولاً: حصاد الحرب

عندما توقف القتال في جزر "فوكلاند" واستسلمت القوات الأرجنتينية في الرابع عشر من مايو، كانت كل من المملكة المتحدة والأرجنتين قد دفعت ثمناً باهظاً لحرب لم تسع إليها أي منهما، فجرها كبرياء الأولى وعناد الثانية، فخلال أربعة وسبعين يوماً تكبدت المملكة المتحدة أكثر من 1.6 بليون جنيه إسترليني تساوي قيمة الاعتمادات المالية التي أنفقتها الحكومة البريطانية وأثمان الأسلحة والعتاد والسفن والطائرات التي خسرتها المملكة المتحدة في تلك الحرب[1]، أما الأرجنتين فقد زاد عبء الحرب عليها بنسبة 15.6% عمَّا تكبدته الأولى.

وعلى صعيد الخسائر البشرية، بلغت خسائر المملكة المتحدة 1112 فرداً من الرتب المختلفة بين قتيلٍ وأسيرٍ وجريحٍ، بينما زادت خسائر الأرجنتين عن خصمها أضعافاً مضاعفة، حيث بلغت تلك الخسائر 13112 فرداً بين قتيلٍ وأسيرٍ وجريحٍ. (أُنظر جدول إجمالي الخسائر المباشرة للجانبين 2 أبريل ـ 14 يونيه 1982)

أما بالنسبة إلى خسائر الأسلحة والعتاد فكانت أبرز خسائر المملكة المتحدة هي تدمير وإغراق سبع عشرة سفينة حربية وتجارية، فضلاً عن أربعين طائرة وطائرة عمودية عسكرية، بينما بلغت خسائر الأرجنتين من هذه الأصناف ثماني سفن ومائة واثنتين طائرة وطائرة عمودية، و(أُنظر جدول خسائر الطائرات البريطانية 1 مايو ـ 14 يونيه 1982)، و(جدول خسائر الطائرات الأرجنتينية 2 مايو ـ 14 يونيه 1982)، و(جدول خسائر وإصابات السفن البريطانية 1 مايو ـ 14 يونيه 1982)، و(جدول خسائر وإصابات السفن الأرجنتينية 1 مايو ـ 14 يونيه 1982)

وبالنسبة للمجهود الجوي الذي نفذه الطرفان طوال الحرب، والتي بلغت أكثر من 3630 طلعة طائرة بالنسبة إلى طائرات القتال والتأمين، وأكثر من 10380 طلعة طائرة عمودية على الجانب البريطاني، ولم توضح الإحصائيات الأرجنتينية المعلنة أكثر من 495 طلعة طائرة قتال استغرقت 2032 ساعة طيران و446 طلعة بحث واستطلاع، بالإضافة إلى عدد من طلعات النقل (لم تحدد) استغرقت 9672 ساعة طيران (أُنظر جدول المجهود الجوي لعمليات الجانبين طوال الحرب)

وعلى صعيد النقل الجوي والبحري البريطاني، فتوضح البيانات الرسمية لوزارة الدفاع البريطانية أن طائرات النقل الحربي من طرازي "سي 130" و"في سي 10" قد نفَّذت 1700 طلعة طائرة طوال الحرب، نقلت فيها 5600 فردٍ، و7500 طنٍ من الاحتياجات من قواعد النقل الجوي بالمملكة المتحدة إلى جزيرة "أسنشن"، أما بالنسبة إلى النقل البحري فتشير نفس البيانات إلى أن خمسين سفينة نقل عسكرية ومدنية قد نقلت 9000 فردٍ، و100000 طنٍ من العتاد والاحتياجات، بالإضافة إلى 95 طائرة وطائرة عمودية من المملكة المتحدة وجزيرة "أسنشن" إلى جنوب الأطلسي (أنظر جدول إحصائيات النقل الجوي والبحري البريطاني طوال الحرب)

ثانياً: الدروس الإستراتيجية

1. أهمية التحالفات السياسية والعسكرية (أنظر جدول تسلسل سير الأعمال السياسية والعسكرية لحرب "فوكلاند" 17 مارس - 20 يونيه 1982)

أكدَّت حرب "فوكلاند" الدرس القديم الذي يتعلق بالدور المؤثر الذي تلعبه التحالفات السياسية والعسكرية لأحد أطراف الصراع ـ وخاصة إذا كان هذا الطرف من الدول الكبرى ـ على مجريات الصراع ونتائجه لصالح ذلك الطرف على حساب الطرف الآخر الذي لا يتمتع بمثل تلك التحالفات، فقد كان لعضوية المملكة المتحدة الفاعلة في كل من حلف "الناتو" و"السوق الأوروبية المشتركة" أثره الكبير في مساندة كل من دول الحلف والسوق للموقف السياسي البريطاني في الأمم المتحدة عندما تفجرت أزمة "فوكلاند"، كما دعمت دول السوق الموقف العسكري البريطاني بإصدارها ـ مبكراً ـ قرار الحظر على مشتريات الأرجنتين من الأسلحة والعتاد والذخائر من تلك الدول، وكان لذلك القرار آثاره السلبية على القدرات العسكرية للأرجنتين، وخاصة بالنسبة إلى قواتها الجوية والبحرية.

أما الولايات المتحدة فكان دعمها العسكري للمملكة المتحدة مباشراً وكثيفاً، فعلى ضوء الدراسة التي أجرتها قيادة القوات البحرية الأمريكية للموقف العسكري البريطاني عندما تصاعدت أزمة "فوكلاند"، وجدت تلك القيادة أن قدرة المملكة المتحدة على الدعم الإداري لقوة الواجب هشَّة وضعيفة، ممَّا قد يؤدي إلى خسارتها الحرب، ومن ثمَّ بدأت الولايات المتحدة في تقديم مساعدات عسكرية ضخمة ابتداءً من شهر أبريل 1982، قبل أن يقرر مجلس الأمن القومي الأمريكي في الأول من مايو دعم المملكة المتحدة عسكرياً.

وعلى ذلك أقامت الولايات المتحدة غرفة عمليات مركزية في "البنتاجون" لبحث وإرسال احتياجات الدعم العسكري من الأسلحة والعتاد والوقود إلى المملكة المتحدة على مدار الساعة، كما وفَّرت تلك الحليفة إمكانات كبيرة لتحلية الماء والإعاشة في جزيرة "أسنشن" ـ التي كان لها فيها قاعدة عسكرية قبل أن يقوم البريطانيون بحشد قواتهم فيها ـ ودفعت بمخزون كبير من الاحتياجات الإدارية إلى تلك الجزيرة لدعم أسطول قوة الواجب.

وتوضح القائمة التالية أبرز أصناف الدعم العسكري التي قدمتها الولايات المتحدة لبريطانيا خلال الحرب.

أ. الأسلحة:

200  صاروخ "سايد وندر AIM-9L" جو/ جو.

أنظمة صواريخ "ستنجر" مضادة للطائرات.

مدافع "فولكان" للدفاع الجوي.

صواريخ "شرايك" مضادة لرادرات الدفاع الجوي.

صواريخ "هاربون" مضادة للسفن.

ب. الذخائر:

عبوات مشاعل لأنظمة M-130.

قذائف إنارة عيار 60 مليمتراً لمدافع المورتار (الهاون)

ذخائر عيار 40 مليمتراً شديدة الانفجار.

ذخائر متنوعة أخرى.

ج. العتاد:

محركات طائرات عمودية "شينوك CH-47".

4700 طن أرضية مطارات.

18 حاوية للإسقاط الجوي.

350 صمام أكزوست للطوربيدات.

مهمات اكتشاف الغواصات.

أطباق أقمار صناعية وأنظمة اتصالات مؤمنة عبر تلك الأقمار.

أجهزة رؤية ليلية.

د. الوقود

12.5 مليون جالون وقود لطائرات "فولكان" و"فكتور" و"نمرود"، و"سي 130".

وقد أثبتت الحرب حيوية الدعم السابق لأعمال القتال البريطانية، وخاصة صواريخ "سايدوندر M9L" التي مكنت طائرات "الهارير" البريطانية من التفوق على المقاتلات الأرجنتينية في القتال الجوي.

ولم يكن الدعم السابق هو كل ما قدمته الولايات المتحدة لدعم الموقف العسكري البريطاني، فقد وضعت الأخيرة تسهيلاتها الإلكترونية في جنوب "شيلي" في متناول البريطانيين، وفي وقت متأخر من الحرب حركت الولايات المتحدة قمراً صناعيا أمريكياً ليغطي جزر "فوكلاند"، وزودت المخابرات البريطانية بما يبثه ذلك القمر من معلومات عن تطور أوضاع القوات الأرجنتينية في الجزر، كما زودت القيادة البريطانية بالتقنية الخاصة بفك رموز الشفرة الأرجنتينية لاستخدامها بواسطة مراكز المخابرات والاستطلاع، كما وضعت الولايات المتحدة خطة طوارئ لدعم الأسطول البريطاني بإحدى سفن الاقتحام البرمائي إذا ما فُقدت إحدى السفينتين البريطانيتين.

أمّا الأرجنتين فلم تحظ بمثل الدعم الأوروبي أو الأمريكي للمملكة المتحدة، بل إن التوتر المستمر بينها وبين إحدى جاراتها (شيلي) أجبرها على إبقاء العديد من قواتها جيدة التدريب على الحدود مع جارتها، في الوقت الذي حد فيه الحظر الأوروبي على تصدير الأسلحة والعتاد والذخائر إلى الأرجنتين من قدراتها العسكرية وخاصة بالنسبة إلى بعض الأسلحة والذخائر الحيوية اللازمة لقواتها الجوية والبحرية، فعلى سبيل المثال كان كل ما تسلمته الأرجنتين من صواريخ "إكسوست" لطائرات "سوبر اتندار" لا يزيد عن خمسة صواريخ واعتذرت فرنسا عن تزويدها بباقي الصفقة المتعاقدة عليها من هذه الصواريخ في ظل قرار الحظر، وكانت هذه الصواريخ كفيلة بتغيير الموقف العسكري في مسرح العمليات لو توفرت للأرجنتين أعداد كافية منها لتكرار الهجمات الجوية لإغراق إحدى حاملتي الطائرات البريطانية، غير أن الأعداد المحدودة من هذه الصواريخ وطائرات "سوبر اتندار" أجبرت القيادة الأرجنتينية على استخدامها بحذر مرتين، أغرقت في المرة الأولى المدمرة "شيفلد"، كما أغرقت في الثانية سفينة الحاويات "أتلانتك كونفيور" بما عليها من طائرات عمودية ومخزونات إدارية.

2. استمرار الاحتكام إلى الحروب التقليدية على الرغم من امتلاك الأسلحة النووية

أكّدت حرب "فوكلاند" أنه على الرغم من التطور الكبير في مجال الأسلحة النووية، فلا زالت الدول المختلفة ـ حتى التي تمتلك مثل تلك الأسلحة ـ تلجأ إلى الحروب التقليدية عند الاحتكام إلى السلاح لحسم منازعاتها مع الدول الأخرى، وهو درس قديم برز خلال الحرب الكورية وأكدته حروب الدول الكبرى فيما تلاها من حروب، مثل "العدوان الثلاثي على مصر" و"حرب فيتنام" و"حرب أفغانستان"، وأخيراً "حرب فوكلاند"، وقد أكدت كل الحروب السابقة، أنه على الرغم من تزايد الترسانات النووية لدى العديد من دول العالم، فإن دور الأسلحة الأخيرة لازال محصوراً في إطار استراتيجية الردع وتحقيق التوازن الاستراتيجي بين الدول النووية بعضها وبعض.

3. أهمية توفير المعلومات الموقوتة والقراءة الصحيحة لها بالنسبة إلى القرار السياسي الصحيح

أكّدت حرب "فوكلاند" أحد الدروس القديمة التي اُستخلصت من حروب الماضي، فقد أوضحت "لجنة فرانكس" التي شُكلت بعد حرب "فوكلاند" لتقصي حقائق هذه الحرب في تقريرها، أن قرارات الحكومة البريطانية لمعالجة تلك الأزمة قبل اندلاع الحرب بُنيت على التقديرات الخاطئة لوزارة الخارجية من ناحية وتقييم الاستخبارات البريطانية الخاطئ لموقف الأرجنتين السياسي والعسكري والأحداث السابقة للغزو من ناحية أخرى، كما كان هناك قصور فادح في المعلومات التي توفرت عن القيادة الأرجنتينية الجديدة وقواتها المسلحة وأوضاع تلك القوات، حيث أوضح تقرير تلك اللجنة (الفقرة 264) أنه "... على الرغم من أن الحكومة البريطانية لم تتلق أي إنذار مبكر بالغزو، فقد كان يجب أن يكون لديها معلومات أكثر شمولاً وأهمية عن التحركات العسكرية للأرجنتين، وحقيقة الأمر أنه لم يكن هناك أية تغطية لهذه التحركات، ولم يتوفر ثمة دليل لدى الحكومة من صور الأقمار الصناعية بهذا الخصوص...) (أنظر ملحق مستخرج من تقرير "لجنة فرانس"، لتقصي الحقائق حول حرب "فوكلاند")

وفي الفقرة رقم (313) أكد ذلك التقرير أنه "نتيجة لعدم توفر إمكانات التغطية للتحركات العسكرية داخل الأرجنتين فلم تتوفر أية معلومات استخبارات مسبقة عن بنية القوة البحرية الأرجنتينية وتجميعها، وهي القوة التي قامت بالغزو"، كما لم تكن هناك أية معلومات استخبارات من المصادر الأمريكية أو غيرها تشير إلى أن القوة التي نُشرت في عرض البحر قبل الغزو كانت تستهدف شيئاً آخر غير المناورات البحرية العادية.

كما أكد نفس التقرير (الفقرة 294) أنه "على الرغم من إدراك المسئولين في وزارة الخارجية والكومنولث في بداية عام 1982 بأن الموقف يتجه نحو المواجهة، فقد رسخ في اعتقادهم أن الأرجنتين لن تتجه الى الحرب قبل أن تفشل المفاوضات، وأنه سيكون هناك سلسلة من الإجراءات السياسية والاقتصادية المتصاعدة قبل اللجوء إلى الحرب، وأكدت تقديرات وزارة الخارجية وأجهزة المخابرات البريطانية أنه "لن يحدث أي إجراء، ناهيك عن غزو الجزر، قبل النصف الثاني من العام".

وفي الفقرة رقم (302) من تقرير اللجنة المشار إليها أوضحت تلك اللجنة "أن المسئولين في وزارة الخارجية والكومنولث لم يقدروا بدرجة كافية ـ في ذلك الوقت ـ إمكانية تغير موقف الأرجنتين أثناء محادثات شهر فبراير أو في أعقابها، ولم يولوا اهتماماً كافياً للعناصر الجديدة في الحكومة الأرجنتينية، والتي كانت مصدراً للتهديد".

أمّا بالنسبة إلى خطأ تقييم الموقف الأرجنتيني واستخلاص الاستنتاجات الصحيحة منه، فقد أوضحت الفقرة (316) من تقرير "لجنة فرانكس" خطأ تقييم هيئة الاستخبارات البريطانية المشتركة للشواهد والدلائل التي كانت تشير إلى تغير موقف القيادة السياسية الأرجنتينية واتجاهها إلى تصعيد الموقف نحو المواجهة.

وقد أوضحت "لجنة فرانكس" في سياق تقريرها أن ما شاب معالجة الحكومة البريطانية للأزمة التي أدَّت إلى الحرب يعود بالدرجة الأولى إلى نقص المعلومات التي توفرت عن القيادة الأرجنتينية وقواتها المسلحة من ناحية وخطأ تقييم الأحداث والمعلومات الخاصة بالأرجنتين من ناحية أخرى. وقد أوضحت الدراسات البريطانية بعد الحرب أنه ما كان ينبغي أن تفاجأ المملكة المتحدة بالغزو الأرجنتيني، فقد كان لديها من الإمكانات والوسائل ما يمنع الأرجنتين من تحقيق المفاجأة، خاصة وأن الأجهزة البريطانية كان يمكنها اختراق الاتصالات الدبلوماسية والعسكرية الأرجنتينية بالإضافة إلى استخلاص الاستنتاجات الصحيحة من الدلائل والشواهد والتصريحات المعلنة.

ومن هنا تبرز أهمية تكريس الدولة لإمكاناتها المتاحة لجمع المعلومات اللازمة عن العدو وتنسيق الأجهزة القائمة بذلك على الصعيدين السياسي والعسكري، والتقييم الصحيح لهذه المعلومات واستخلاص الاستنتاجات السليمة اللازمة لاتخاذ القرارات السياسية والعسكرية الصحيحة، وهو ما أوصت به "لجنة فرانكس" في تقريرها.

4. تزايد أهمية الأقمار الصناعية في مجالات الاتصالات والاستطلاع والقيادة والسيطرة

اعتمدت القيادة البريطانية خلال حملتها لاستعادة جزر "فوكلاند" على المعلومات التي وفرتها الأقمار الصناعية الأمريكية، وقد استمرت أعمال الاستطلاع لمسرح الحرب بالأقمار الصناعية طوال الحرب، سواء من جانب الولايات المتحدة أو الاتحاد السوفيتي، وقد قامت الأولى بتغيير مدار أحد أقمارها الخاصة بالاستطلاع بالصور لتوفر للمملكة المتحدة أفضل تغطية لمسرح العمليات، ولم تكن أقمار الاستطلاع السوفيتية أقل نشاطاً في هذا الشأن، فقط غطَّت تلك الأقمار كل مسرح العمليات جنوب الأطلسي، فضلاً عن المملكة المتحدة.

وقد زودت الولايات المتحدة بريطانيا بنسخ من الصور التي أخذتها أقمارها، والعديد من المعلومات التي رصدتها أقمار الاستطلاع الإلكتروني، أما الأرجنتينيون فقد نفوا بشدة حصولهم على أي دعم من الاتحاد السوفيتي في هذا المجال، وان كانت هناك دلائل تشير إلى حصولهم على بعض المعلومات من الاتحاد السوفيتي.

وفي مجال القيادة والسيطرة، كانت قيادة الحملة في "نورث وود" وقيادة أسطول قوة الواجب ـ سواء في جزيرة "أسنشن" في البداية أو في جنوب الأطلسي فيما بعد ـ تعتمد اعتماداً كاملاً على تسهيلات المواصلات المؤمنة التي وفرتها لها الأقمار الصناعية الأمريكية، كما كان للقيادتين السابقتين حرية الاتصال بالأقمار العسكرية وأنظمة الاتصالات الأمريكية المؤمنة، وهو أمر لم يكن متاحاً لسيطرة القيادة البرية للحملة على وحداتها أثناء تقدمها عَبْر الأراضي الوعرة لجزيرة "فوكلاند الشرقية"، مما أدى إلى انقطاع الاتصالات بين تلك القيادة ووحداتها بواسطة الأجهزة اللاسلكية العادية في تلك الأراضي، وكانت مبادرات قادة الوحدات هي التي كانت تنقذ الموقف دائماً عند انقطاع هذه الاتصالات.

وكان يمكن للبريطانيين أن يتعرضوا لمشاكل كثيرة لو لم يحصلوا على تسهيلات الاتصال عبر الأقمار الصناعية الأمريكية، فقد كانت سفنهم تفتقر لنظم القيادة والسيطرة والاتصالات المؤمَّنة في العمليات المشتركة على مثل تلك المسافات التي جرت عليها تلك العمليات خلال الحرب.

5. الأهمية القصوى للتأمين الإداري خاصة في مسارح العمليات البعيدة

تزداد أهمية التأمين الإداري في مسارح العمليات البعيدة حيث تطول خطوط المواصلات وتزداد درجة تعرضها لأعمال قتال العدو البحرية والجوية، وقد كانت حرب "فوكلاند" مجالاً خصباً لإبراز هذا الدرس، فقد واجه الطرفان مشاكل جمة في مجالات التأمين الإداري عبر خطوط مواصلاتهما الطويلة، وخاصة بالنسبة إلى استعواض الخسائر، كما حدث بعد غرق السفينة "أتلانتك كونفيور" بما عليها من طائرات عمودية وقطع غيار، حيث أدى فقد هذه السفينة إلى مشاكل جمة في النقل الجوي التكتيكي للقوات البريطانية، واختناقات عديدة في مجال صيانة أسلحتها ومعداتها وطائراتها.

وقد أسفرت تلك الحرب عن عدة دروس في مجال التأمين الإداري كان أبرزها:

أ. أهمية مساهمة المصادر المدنية في تأمين احتياجات القوات المسلحة في الحرب والأزمات

وكان هذا الدرس أبرز ما يكون في مجال النقل البحري، حيث وفرَّت عملية تعبئة واستئجار خمس وخمسين سفينة مدنية بريطانية طاقة نقل ضخمة بلغت 675038 طن على النحو التالي:

عبارات لنقل القوات وعتادها        13 سفينة حمولتها 215339 طناً

سفن إمداد                           4 سفن حمولتها 315615 طناً

سفن معاونة                         15 سفينة حمولتها 49912 طناً

ناقلات بترول                       23 ناقلة حمولتها 374172 طناً

وقد سمحت حمولات هذه السفن بنقل مائة ألف طن من الاحتياجات والأسلحة والعتاد، وتسعة آلاف فرد، بالإضافة إلى خمس وتسعين طائرة وطائرة عمودية.

ب. تزايد معدلات الاستهلاك العالية في الأسلحة والذخائر والمعدات أكثر مما كان متوقعاً

مما دفع القيادة البريطانية إلى تلبية احتياجات حملتها على حساب مخزون حلف "الناتو"، الأمر الذي يحتم زيادة المرتبات ومخزونات الاحتياطي من تلك الأصناف لتوفير القدرة على الاستمرار في القتال، كما يتطلب وجود جهاز إداري مرن قادر على تلبية احتياجات القوات المسلحة، سواء في مسارح العمليات القريبة أو البعيدة.

ج. أهمية التزود بالوقود جواً لزيادة مدى عمل الطائرات المختلفة

فعلى الجانب البريطاني سمح تجهيز أغلب الطائرات بمعدات التزود بالوقود جواً لطائرات النقل والقاذفات والاستطلاع القيام بمهامها عبر آلاف الأميال من قواعدها في المملكة المتحدة أو جزيرة "أسنشن"، كما سمح لطائرات "الهارير" بالطيران من دون توقف من الجزيرة الأخيرة حتى منطقة انتشار الحاملات في جنوب الأطلسي، أما على الجانب الأرجنتيني، فقد أدَّى عدم تجهيز طائرات القتال بمعدات التزود بالوقود جواً (عدا طائرات سوبر اتندار) إلى قصر فترة بقاء الطائرات فوق أهدافها والاقتصار على هجمة واحدة لكل طائرة مع تجنب القتال الجوي، الأمر الذي قلَّل من قدرة الطائرات الأرجنتينية على العمل وَحَّد من قدرتها على المناورة لتجنب الدفاعات البريطانية.

د. أهمية توزيع احتياجات التأمين الإداري في عدة سفن، وعدم تركيز صنف واحد من الأسلحة أو الذخائر أو الاحتياجات في سفينة واحدة عند استخدام النقل البحري لتجنب المشاكل الإدارية مثل التي حدثت عند غرق السفينة "أتلانتك كونفيور".

هـ. أبرزت التحركات البرية البريطانية قيمة الآليات القادرة على السير في كافة الأراضي، كما أبرزت الحرب أهمية الطائرات العمودية كأحد وسائل النقل والإبرار، وفاعليتها في أعمال القتال ضد السفن المعادية.

ثالثاً: الدروس العملياتية العامة

أكدت "حرب فوكلاند" العديد من الدروس العملياتية في الحروب السابقة، فقد أبرزت تلك الحرب أهمية التخطيط الجيد والدقيق على المستويات المختلفة، وأن يتسم ذلك التخطيط بالمرونة والقدرة على مواجهة المتغيرات وإمكانية استخدام البدائل في المواقف الطارئة التي يفرضها القتال، وخاصة في مسارح العمليات البعيدة، كما أكدت تلك الحرب أن التخطيط الجيد للعمليات وأعمال القتال، وإصرار القوات على تنفيذ مهامها كفيل بالتغلب على عدو متفوق عددياً، كما يؤدي إلى تقليل الخسائر المادية والبشرية، وهو ما ظهر واضحاً في معركة "جوس جرين" التي تغلبت فيها كتيبة المظليين الثانية على القوات الأرجنتينية المدافعة والتي كانت تتفوق عليها سواء من الناحية العددية أو مصادر النيران أو التجهيز الهندسي، الأمر الذي انعكس على الخسائر البشرية للجانبين، فبينما لم تزد خسائر القوات البريطانية عن سبعة عشر قتيلاً وخمسة وثلاثين جريحاً، فإن خسائر القوات الأرجنتينية بلغت نحو خمسين قتيلاً وأكثر من ألف أسير.

كما أكدت حرب "فوكلاند" الأهمية القصوى لتحقيق السيطرة الجوية وخاصة مسارح العمليات البعيدة، حيث يصعب سرعة التدخل لدعم الوحدات المقاتلة أو استيعاض الخسائر، وقد دفع أسطول قوة الواجب ثمناً باهظاً نتيجة لعجز طائراته المحدودة العدد عن تحقيق السيطرة الجوية في مسرح العمليات، رغم نجاحه في تحقيق السيطرة البحرية وإجباره الأسطول الأرجنتيني على التزام سواحله في الوطن الأم بعد إغراق الطراد "جنرال بلجرانو" في الثاني من مايو.

كما أكدت تلك الحرب على أهمية التعاون الوثيق، سواء بين أفرع القوات المسلحة أو بين وحدات هذه الأفرع المشتركة في العملية، وكانت الحملة البريطانية لاستعادة جزر "فوكلاند" مثالاً جيداً لإبراز ذلك الدرس، والتأكيد على أن التعاون على المستويات الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية أحد الأسس الرئيسية التي لا غنى عنها لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للحرب، وخاصة في مسارح العمليات البعيدة، فقد كان لتعاون القوات البريطانية الثلاث (البرية والبحرية والجوية) خلال مراحل الحرب المختلفة أثره الكبير في نجاح الحملة البريطانية لاستعادة جزر "فوكلاند"، وهو أمر افتقدته القوات الأرجنتينية التي وقع على عاتق قواتها الجوية العبء الرئيسي في تلك الحرب بعد انسحاب قواتها البحرية إلى سواحل الأرجنتين في أعقاب غرق الطراد "جنرال بلجرانو"

رابعاً: دروس الحرب البرية

1. المشاة

لقد غلبت أعمال قتال المشاة على المعارك البرية، ولم يستفد الأرجنتينيون كثيراً من مدرعاتهم، كما كان البريطانيون مقيدين في استعمال مدرعاتهم ودباباتهم الخفيفة بطبيعة الأرض، وكان عليهم الاعتماد بدرجة كبيرة على المسيرات الطويلة وقتال المشاة القريب.

وقد أبرزت حملة "فوكلاند" أهمية العمليات الليلية وأعمال قتال الدوريات والإغارات الجريئة، كما أبرز القتال قيمة تفوق أسلحة المشاة وعتادها وهو ما ظهر واضحاً في "جوس جرين" وجبل "لونجدون"، عندما سمحت أسلحة المشاة المتفوقة للقوات الأرجنتينية المدافعة بإيقاف تقدم القوات البريطانية المهاجمة، ولم ينقذ القوات الأخيرة من عدة مواقف حرجة خلال المعارك البرية سوى الإسناد النيراني بالمدفعية والمعاونة الجوية، وقد أكدت تلك المعارك استمرار سيطرة البنادق الآلية الحديثة والرشاشات المتوسطة والثقيلة على معارك المشاة وخاصة في المناطق الجبلية التي لا تستطيع المدرعات من اقتحامها.

كما أظهرت المعارك البرية بشكل واضح أهمية المواقع الدفاعية العميقة المجهزة هندسياً، ومواقع الرماية وحقول الألغام المحمية، وخطط النيران المدروسة سلفاً، والتي يمكن تغطيتها مباشرة بمدافع "المورتار" والرشاشات الثقيلة، وخاصة عند القتال في المناطق الجبلية حيث تقل فرص المدرعات للقيام بعمليات الاختراق والتطويق.

وكان على القوات البريطانية المهاجمة أن تمطر المواقع الدفاعية الأرجنتينية بوابل من قذائف المدفعية البحرية ومدفعية الميدان وقنابل الطائرات قبل التقدم لاقتحام تلك المواقع الدفاعية الحصينة كما كان عليها أن تخوض قتالاً شرساً مع القوات الأرجنتينية في تلك المواقع قبل أن تتمكن من الاستيلاء عليها، ووفقاً لما جاء في بعض التقارير البريطانية الرسمية، فإن وحدات المشاة ما كانت تستطيع تحقيق مهامها خلال تلك الحملة لولا الإسناد النيراني الكثيف من المدفعية والطائرات.

وقد أمكن للبريطانيين الاستفادة من نيران المدفعية البحرية الكلاسيكية والتي تعود للحرب العالمية الثانية لأن القوات الأرجنتينية كانت تفتقر إلى الأسلحة المناسبة للرد عليها، وكان يمكن للوضع أن يتغير لو كان لدى الأرجنتين في جزر "فوكلاند" أعداد كبيرة من المدفعية المجهزة بالرادار أو الصواريخ أرض/ سطح للدفاع الساحلي.

وقد أكدت حرب "فوكلاند" ضرورة الاهتمام بالتدريب الجيد ورفع اللياقة البدنية لقوات المشاة، وتدريبها على السير على الأقدام لمسافات طويلة دون الاعتماد على وسائل النقل الميكانيكية لمواجهة المواقف الطارئة، وقد برز هذا الدرس جيداً بعد غرق السفينة "أتلانتك كونفيور" بما عليها من طائرات عمودية، ممَّا اضطر الكتيبة 45 كوماندوز وكتيبة المظليين الثالثة للسير على الأقدام نحو خمسين ميلاً (81 كم) في أراضٍ وعرة وطقس قارص البرودة بسبب الافتقار إلى وسائل النقل الميكانيكية البديلة.

2. المدرعات

أثرت طبيعة الأرض الوعرة لجزر "فوكلاند" في استخدام المدرعات في تلك الحرب، وعلى الرغم من أن البريطانيين كانوا قادرين على استخدام مركباتهم المدرعة ودباباتهم الخفيفة للمساعدة في الانتقال من "سان كارلوس" إلى "بورت ستانلي" فقد كان يعوزهم الأعداد الكافية من تلك المركبات، وهو ما يعني أنه كان عليهم أن يعتمدوا كثيراً على أعمال النقل بالطائرات العمودية أو السير على الأقدام بكامل عدتهم.

وقد أدى عدم وجود أرض مناسبة للمدرعات إلى خلق بعض المشاكل لوحدات الجيش البريطاني التي تدربت على القتال من ناقلات الجند المدرعة أكثر مما تدربت على أعمال قتال المشاة المترجلة، مثلما حدث لكتيبة "ولش جاردز" التي وجدت نفسها غير قادرة على التحرك سيراً على الأقدام مسافات طويلة مثل وحدات اللواء الثالث التي تحركت على المحور الشمالي.

ولم تغب المدرعات تماماً عن القتال في حرب "فوكلاند"، فعلى الرغم من عزوف الأرجنتينيين عن استخدام دباباتهم الإثنتي عشرة من طراز "بانهارد 90" في معارك المدرعات، فقد اعتمد البريطانيون في معركة "بورت ستانلي" على الاستخدام واسع النطاق للمشاة المترجلة المدعومة بالمدرعات الخفيفة، وقد أحسن البريطانيون استخدام دباباتهم الخفيفة في المراحل الأخيرة من القتال.

3. المدفعيـة

استخدم الجانبان في "حرب فوكلاند" تشكيلة من أنظمة المدفعية والصواريخ أرض/ أرض كان أكبر أعيرتها البرية هو الهاوتزر 155 مم، كما استخدم البريطانيون مدافع السفن من عيار 4.5 بوصة في الإسناد النيراني لأعمال قتال قواتهم البرية بالإضافة إلى مدفعيتهم وقواذفهم من عيار 105 مم.

وقد أكدت تلك الحرب أهمية الإسناد النيراني بالمدفعية لنجاح أعمال قتال المشاة وخاصة في العمليات الهجومية، بل إنه يمكن القول أن المشاة البريطانية ما كانت تستطيع تحقيق مهامها لولا ذلك الإسناد الذي بلغ 500 قذيفة في اليوم للمدفع الواحد، وقد أطلقت المدفعية البريطانية نحو ثمانية آلاف قذيفة في أعمال الإسناد النيراني للوحدات البريطانية.

وقد مكَّن ضعف القصف الأرجنتيني المضاد البريطانيين من استخدام مدفعيتهم بأمان، كما مَكَّن استخدام الأراضي المرتفعة وحاسبات المدى بالليزر البريطانيين من الرماية المباشرة على الأهداف المنظورة بدقة كبيرة.

وقد نجح البريطانيون في استخدام الطائرات العمودية للمناورة بوحدات المدفعية ونقل ذخائرها، على الرغم من الأعداد المحدودة من طائرات النقل العموديةالتي تبَّقت لديهم بعد غرق "أتلانتك كونفيور" على عكس الأرجنتينيين الذين كانت تحركاتهم بطيئة.

4. الألغام

اُستخدمت الألغام والموانع الصناعية بشكل واسع خلال "حرب فوكلاند" ويقدر الأرجنتينيون مجموع الألغام التي قاموا ببثها بنحو 27500 لغم منها ما لا يقل عن أربعة آلاف لغم ضد الدبابات، غير أن تلك الحرب أكدت مرة أخرى الدرس القديم وهو أن حقول الألغام تفقد قيمتها مهما كان عددها وكثافتها ما لم يتم تغطيتها بالنيران التي تمنع فتح الثغرات فيها، وهو ما فشل فيه الأرجنتينيون على الرغم من كثافة حقول ألغامهم وتعدد أنواع الألغام فيها.

وقد مثلت حقول الألغام الأرجنتينية تقنيات مختلفة تراوحت بين القديم والحديث. ولم تكن الألغام قديمة الطراز تمثل تحدياً لكاشفات الألغام البريطانية، إلا أن الألغام الحديثة مثلت مشكلة كبيرة لتلك الكاشفات التي عجزت عن تحديد محلاتها، مما اضطر البريطانيون إلى إقامة أسوار من الأسلاك حول العديد من تلك الحقول بعد أن اضطروا إلى إيقاف جهودهم المضنية لإزالتها بعد الحرب.

وقد ثبت أن الألغام الإيطالية من طراز "4 إس بي 33 4 SB 33" والألغام الأسبانية من طراز "بي 4 بي B 4 B" والألغام الأرجنتينية من طراز "إف كي 1 FK 1" المضادة للأفراد يصعب اكتشافها، خاصة وأن الكثير منها يجري بثها بدون حلقة الكشف التي تمكن الأرجنتينيين من إزالة ألغامهم، وعلى الرغم من إنفاق البريطانيين سبعة ملايين جنيهاً إسترلينياً في الأبحاث والجهود المتواصلة طوال أربع سنوات بعد الحرب، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى طريقة لاكتشاف تلك الألغام، مما سيلقي على وحدات المهندسين العسكريين عبئاً ثقيلاً في حروب المستقبل لإزالة مثل هذه الألغام.

5. أنظمة الرؤية الليلية

أدّت أجهزة الرؤية الليلية دوراً كبيراً في القتال الليلي الذي جرى على نطاق واسع خلال العمليات البرية، وقد اختار البريطانيون القتال الليلي للحد من خسائرهم والاستفادة من ستر الظلام في التغلب على الدفاعات الأرجنتينية الحصينة في المناطق الجبلية، إلا أنه يمكن القول أن أداء أجهزة الرؤية الليلية البريطانية كان سيئاً، حيث كانت تصاب بعمى مؤقت عند وقوع أي انفجار مضيء أو ظهور أي وميض ضوء، وقد أقر البريطانيون بقصور أجهزة الرؤية الليلية البريطانية التي استخدموها خلال الحرب، وأن الأجهزة التي أمدتهم بها الولايات المتحدة كانت أكثر تطوراً وساعدتهم على إدارة أعمال قتالية ليلية ناجحة على الرغم من قلة عددها، الأمر الذي يحتم ضرورة تزويد القوات البرية بأجهزة الرؤية الليلية الحديثة في أي حرب مستقبلية بعد أن أصبح القتال الليلي هو الأساس وليس الاستثناء عند الهجوم على المواقع الدفاعية المحصنة، وخاصة في غياب السيطرة الجوية.


 



[1] قدرت بعض المصادر البريطانية تلك التكلفة بنحو بليونين من الجنيهات الإسترلينية.

[2] قدرتها البيانات الرسمية لوزارة الدفاع البريطانية بنحو 20 طائرة.