إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الحرب في أنجولا






مناطق تمركز الجبهات المتصارعة



مقدمة

مقدمة

احتل البرتغاليون أنجولا في أواخر القرن التاسع عشر، بعد أن أدوا دوراً مهماً في تنشيط حركة تجارة الرقيق من إفريقيا إلى أوروبا وأمريكيا. وكانت أنجولا أحد أهم مراكزهم لتلك التجارة. فكان احتلالهم لأنجولا بشكل تدريجي، فبدأوا بضم لواندا ـ العاصمة الحالية ـ حتى شمل احتلالهم كافة أراضي أنجولا، المعروفة بحدودها الحالية. وبداهة لم تفوتهم فرصة احتلال منطقة كابندا، في شمال أنجولا، عام 1958، تلك المنطقة الغنية بالبترول.

وقد واجه الاستعمار البرتغالي مقاومة عنيفة، من قِبَل القوى الوطنية منذ بدايته. وكان الصراع مريراً، استخدم فيه البرتغاليون كافة الوسائل والسُبل لمواجهته. ولكن الصراع ما لبث أن تحول إلى صراع داخلي بين حركات التحرير، خاصة بعد أن نالت أنجولا استقلالها في 11 نوفمبر 1975، وتبلور في حرب أهلية، تناحرت فيها كافة الحركات.

وللحرب في أنجولا أسبابها الداخلية والخارجية، التي تبلورت في مواقف الدول المحيطة بها تجاه هذا الصراع. إضافة إلى مواقف القوى الدولية ذات المصالح المتضاربة والمتنافسة؛ فلكلٍ من هذه القوى دوافعه وأهدافه، التي تتناسب مع مصالحه.

وقد برزت عدة حركات رئيسية في أنجولا، منذ عام 1954، حتى عام 1966، مثلت أطرافاً للصراع في الحرب الأهلية فيها. وكان لكل من هذه الحركات توجهاته واعتماده على قوى قبلية. كما اعتمدت تلك الحركات، كذلك، على بعض القوى الخارجية، سواء إقليمية أو دولية، ما ترك آثاره الواضحة في تفاقم الصراع، وحال، دوماً، دون توحد تلك الحركات، لتحقيق المصالحة بينها.

وقد تضافرت الجهود لتحقيق تسوية للموقف المشتعل في أنجولا، خاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السّابق وغياب حليفته كوبا، اللذين كان لهما دوراً كبيراً في التدخل في أنجولا، سواء بالقوات أو المستشارين، وبعد أن ظهر للعيان أن الأطراف الإقليمية والدولية، كان لها الأثر السّلبي على الحرب وازدياد اشتعالها.

وقد تعاونت عدة قوى إقليمية ودولية ـ في مقدمتها منظمة الوحدة الإفريقية ـ باعتبار أن الأزمة وحلها من صميم اختصاصاتها ـ وبُذلت جهود كبيرة لتسوية النزاع في أنجولا، للوصول إلى اتفاق يرضي كافة القوى المتناحرة، إلاّ أن أياً من تلك الحلول لم يدخل حيز التنفيذ، لينهي الصراع المتأجج. وما زالت الجهود تُبذل للوصول إلى صيغة التسوية المنشودة، لوضع حد للنزاع الذي يستنزف ثروات البلاد البشرية والمادية، ويحول دون تحقيق التنمية والاستقرار.