تركيز القصف في فيتنام الشمالية

ركزت الإدارة الأمريكية جهودها في تنفيذ إستراتيجية حرب محدودة، تقحم القوات الأمريكية، مباشرة، في العمليات العسكرية في جنوبي فيتنام، من أجل تحقيق التفوق المطلق في ساحة القتال، في مجال قوة النيران والقدرة على الحركة؛ بهدف مطاردة وحدات الفيتكونج وتدميرها؛ ثم استعادة الأراضي، التي كانت تسيطر عليها. في هذه المرحلة، انحصرت مهمة القوات السايجونية: العسكرية والأمنية في مطاردة فلول القوات الثورية الفيتنامية غير النظامية والقضاء عليها، وأثناء هذه العمليات، تتولى القوات الأمريكية: الجوية والبحرية، سحق قدرات جمهورية فيتنام الشمالية: العسكرية والمادية والاقتصادية؛ لتصبح عاجزة عن أيّ مساندة أو نجدة للقوات الثورية الجنوبية. لا سيما بعد أن أكدت تقارير الاستخبارات تسرب نحو عشرة آلاف جندي شمالي، إلى الجنوب، خلال النصف الأول من 1964 (وقد ارتفع معدل التسلل، في السنوات الثلاث التالية، إلى عشرين ألفا شهرياً!) ، ولإنجاز ذلك، استخدمت القيادة العسكرية الأمريكية الأسلحة التقليدية المتطورة كافة، عدا تلك الذرية، استطراداً قوات عسكرية ضخمة، وأسلحة جديدة، تشمل طائرات عسكرية: قاذفة، ومقاتلة، وعمودية، وناقلة؛ وآليات ومدرعات، وتجهيزات إلكترونية وأجهزة متقدمة؛ إضافة إلى قدرات الإنزال الفاعلة: البحرية والنهرية. وحُدد الهدف بقصف مركز عنيف للحدود اللاوسية الفيتنامية الشمالية باستخدام سفن الأسطول؛ لتنفيذ سلسلة عمليات، تبدأ في فبراير 1964، ضمن الخطة 34 أ، انطلاقا من دانانج، بمشاركة أفراد من البحرية الفيتنامية الجنوبية.