إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / موسوعة الحرب الفيتنامية






مناطق الاستشاريين الأمريكيين
مناطق استطلاع 1965
مناطق اعتراض أمريكية
مناطق اعتراض رئيسية
مواقع 1972
مواقع عملية ليا
ممرات التسلل في جنوب فيتنام
منطقة إكس ري
منطقة تاللي هو
وحدات الفيلق الجنوبي الثاني
هجوم الفرقة التاسعة
هجوم بين هوا
مطار تخبون
أكس ري 1967
نظام MSO- Skyspot
معارك 1950-1952
معارك 1950-1954
معارك 1965
معارك 1967
معارك 1969
معارك بحرية 1964
معارك دين بين فو
معارك فيتنامية يابانية
معركة أونج ثانه
معركة هندرا بورا
معركة سوي تري
معركة فوك لونج
مقترح الانسحاب الأول
مقترح الانسحاب الثاني
أقسام لاوس
الوحدات الجنوبية 1975
الهجوم الصيفي
الهجوم في وادي كيم سون
الأيام الأخيرة للحرب
المرحلة الأولى من مدينة الملتقى
المرحلة الثانية من مدينة الملتقى
الأسطول السابع، في بحر الصين
المقاومة 1957-1959
التحركات عند نهر راخ با راي
السيطرة الجوية الأمريكية
الكتيبة 716
الفيلق الثالث الجنوبي
الفيلقين الأول والثاني 1969
الفيلقين الثالث والرابع 1969
الفرق الشمالية 1975
الفرقة 25 مشاة1967
الفرقة الأولى مشاة 1967
الفرقة الأولى فرسان 1966
الفرقة التاسعة 1967
تمركز في 1965
تحركات الكتيبة الثانية
برنامج حارس البوابة
برنامج كريكت
تسلل الفيتكونج
جنوب لاوس 1965
جنوب لاوس مارس 1967
دلتا نهر الميكونج
جيرونيمو
سواحل فيتنام الجنوبية
طبوغرافية فيتنام
شبكة هوشي منه 1967
شبكة طرق هوشي منه، إلى جنوب لاوس
شبكة طرق هوشي منه، في 1964
طرق عملية هزيم الرعد
سقوط المنطقة العسكرية الثانية
سقوط بان مي ثوت
سقوط سايجون
سقوط كسوان لوك
عمليات 1966
عمليات النحاسة اللامعة
عمليات التقاطع الساحلي
عمليات الفرقة الأولى فرسان أبريل -أكتوبر
عمليات الفرقة الأولى فرسان يناير -أبريل
عمليات القوات الكورية
عمليات كريكت في لاوس
عملية لام سون 719
عملية أتليبورو1
عملية أتليبورو2
عملية والوا
عملية هيكوري
عملية هزيم الرعد
عملية اللورين
عملية العربة
عملية بول ريفير
عملية باريل رول
عملية بيرد
عملية جاكستاي
عملية جريلي
عملية Leaping Lena
عملية شلالات الأرز
عملية سام هوستون
عملية كان جيوك
عملية فرانسيس ماريون
عمليتا نهر هود وبنتون
عمليتا النمر الفولاذي وباريل رول
قواعد ثاي وفيتنام الجنوبية
قوة الواجب أوريجون
قيادات شمالية 1966



الفصل السادس

تدفق القوات

الأول من يناير 1967: وصلت كتيبة المشاة 39/3 (AAA- O)، من فِرقة المشاة الأمريكية التاسعة، إلى فيتنام الجنوبية. وتمركزت في راخ كيين Rach Kien، في محافظة لونج آن Long An.

3 يناير: وصلت الكتيبتان 39/2 و39/4 (AAA- O)، من فِرقة المشاة الأمريكية التاسعة، إلى فيتنام الجنوبية، وتمركزتا في بيير كات، في محافظة بيين هوا.

30 يناير: وصلت الكتيبة الآلية 47/2، والكتيبتان 47/3 و47/4، من فِرقة المشاة الأمريكية التاسعة، إلى فيتنام الجنوبية، وتمركزت في فو مي Phu My، في محافظة بيين هوا كذلك.

21 أكتوبر: وصل لواء المشاة الخفيف 198 إلى فيتنام الجنوبية، حيث التحق بكتيبة المشاة الأمريكية 23، وتمركز في دوك فو Duc Phu، في محافظة كوانج نجاي. وفي اليوم التالي، وصلت إليها الكتيبتان 6/1 و64/1، من لواء المشاة الخفيف 198، وتمركزتا في الموقع نفسه. وفي اليوم الثالث، وصلت إلى فيتنام الجنوبية الكتيبة 506/3، من الفِرقة 101 المحمولة جواً، وتمركزت في فان رانج Phan Rang، في محافظة ننه ثوان؛ ثم الكتيبة 503/3، من اللواء 173 المحمول جواً، وتمركز جزء منها في بيين هوا وتوي هوا.

18 نوفمبر: وصل اللواءان: الثاني والثالث، من الفِرقة الأمريكية 101 المحمولة جواً، إلى فيتنام الجنوبية، وتمركزا في بيين هوا.

18 ديسمبر: وصلت الكتيبة 20/1، من لواء المشاة الخفيف 11، التابع لفِرقة المشاة الأمريكية 23، إلى فيتنام الجنوبية، وتمركزت في دوك فو. وفي اليوم التالي، وصلت بقية اللواء، وتمركزت في المكان نفسه.

وعلى الرغم من وصول هذه القوات الهائلة، إلا أن الأمريكيين وحلفاءهم المحليين، لم يتمكنوا من شن هجمات عسكرية واسعة، كالسابق. وتميز وضعهم بالدفاعية أكثر منه بالهجومية، بعد إخفاقهم في احتلال دلتا الميكونج. ولجأوا إلى شن حملات تهدئة، على أمل التقليل من الخسائر، شملت مناطق عديدة، لحشر المواطنين في القرى الإستراتيجية. وساعدهم على ذلك معظم وحدات الجيش الفيتنامي الجنوبي، ونحو 40 ألْف موظف إداري ـ سياسي. واستعانوا، في بعض الحالات، برجال العصابات الخارجة عن القانون. وعززوا أهدافهم بميزانية مالية كبيرة. ولكن، لا الجيش الجنوبي، الذي انهار وتحلل؛ بسبب المعارك وبفعل النشاط السياسي الثوري داخله؛ ولا الوحدات الأمريكية؛ ولا آلاف الموظفين المهرة وملايين الدولارات، استطاعوا أن يصلحوا ما أفسدته العمليات العسكرية الواسعة؛ الأمر الذي دفع الأدميرال جرانت شارب إلى الاعتراف، في تقرير إلى هيئة الأركان المشتركة، في نهاية عام 1967، بمحدودية النجاح العسكري في فيتنام. وعزا ذلك إلى تدفق المساعدات الاشتراكية على فيتنام الديموقراطية، لتعويض خسائرها.

تعددت العمليات العسكرية، ومسارحها (انظر خريطة معارك 1967)، وكان للفرقة الأولى فرسان أمريكية دور رئيسي، في قيادة العديد منها (انظر خريطة عمليات الفرقة الأولى فرسان، يناير- أبريل) كالتالي:

1 يناير- 5 أبريل 1967: أنيط بالكتيبة 8/1، من اللواء الأول، والكتيبة الآلية 8/2، وكتائب الفرسان 12/1 و22/1 و10/1، من اللواء الثاني، والتابعَين لفِرقة المشاة الأمريكية الرابعة، والكتيبة 35/2، من اللواء الثالث، التابع لفِرقة المشاة الأمريكية 25، تنفيذ عملية سام هوستون Sam Houston، في أنحاء محافظتَي كونتوم وبليكو (انظر خريطة عملية سام هوستون)؛ بهدف التمشيط والتطهير، ومنع أيّ إمدادات للفيتكونج. ولقد حدد القائدان: اللواء ويليم بيرز William R. Peers، والفريق الأول ستانلي لارسين، يوم 12 فبراير لبدء العملية. ومن ثم، تقدمت كتيبتان من اللواء الثاني ببطء أولاً، ثم أرسلت كل منهما سرية عبر وادي نام ساثاي Nam Sathay؛ لإغلاق منطقتي إبرار في الوادي. وشنت الكتيبة الأولى من اللواء 22 مشاة هجومها، من اليمين، من دون أحداث تذكر. أما من اليسار، فقد واجهت الكتيبة الأولى، من الفوج 12 مشاة، صعوبات جمة. وبعد 48 ساعة، أبلغتها سريتها الاستطلاعية C، أن خط الغابات المحيط بمنطقة الإبرار المقترحة، 501 شمالاً، به مستودعات بُنيت حديثاً، ثم تصدت السرية C لجماعات من الفيتناميين الشماليين، تم إبرارها، في 15 فبراير، وقصفتها، بدعم جوي ومدفعي. ورغبة في خديعة هؤلاء الشماليين، أمر القائد الجديد للواء الثاني، العقيد جيمس أدامسون James B. Adamson، بإعداد شراكات خداعية جوية ومدفعية على مسافة كيلومترين جنوباً. بعد ذلك، في سعت 1330، من 15 فبراير، حاول إدخال بقية وحداته إلى منطقة الإبرار 501- شمالاً. ولكن الحيلة لم تنطل على الشماليين والفيتكونج؛ فقد سارعت الكتيبة 8، من الفوج 66 شمالاً، إلى فتح النيران من التلال، فور هبوط أول سرب من الطائرات العمودية الحاملة للجنود، فتمكنت من تدمير ثمان طائرات، من نوع هوي Huey، بعد أن تمكنت من إبرار جنودها.

في المساء، كانت بقية الكتيبة قد تم إبرارها. وأثناء الليل، وتحت أضواء القذائف المضيئة التي أسقطتها طائرات من نوع “SpookyAC- 47، من سرب الكوماندوز الجوي الرابع. وفي الصباح، كان الجنود الشماليون قد اختفوا. تحركت الكتيبتان إلى بلي تراب Plei Trap، بينما تولت الكتيبة الثالثة من اللواء الثاني، مع الكتيبة الثانية من الفوج الثامن، حماية قاعدة إطلاق النيران، وتمشيط الطريق 509 شرق نام ساثاي. وفي صباح 16 فبراير، سقطت فصيلة ماسورة مدفعية، من الكتيبة الآنفة، في مكمن. واستغاث قائد السرية لاسلكياً؛ فأسرعت السرية بالتصدي بمدفعيتها لمدافع الهاون، وفتحت ثغرة أمكن الفصيلة المحاصرة من الانسحاب، وإخلاء جرحاها.

سقطت سرية من الكتيبة 22 مشاة، وهي أول سرية هبطت غرب نام ساثاي، في مكمن خطير، أثناء مطاردتها لجماعة من الجنود الشماليين، في مفترق طريق؛ وأبيدت فصيلتها المتقدمة. وعلى الرغم من وصول الإمدادات والنجدة، في المساء، إلا أن نيران قناصة الشماليين تواصلت طوال الليل؛ تغطية لانسحاب رجالهم.

في مدى ثلاثة أيام، خاض اللواء الثاني ثلاثة اشتباكات عنيفة مع عناصر من فوجين من الفرقة الأولى، والفوج 88 الشمالي. وبلغت خسائر الشماليين 300 بين قتيل وجريح وأسير، مقابل 55 قتيلاً و74 جريحاً من الأمريكيين.

المرحلة الثانية من سام هوستون:

أمر اللواء وليم بيرز العقيد جيمس أدامسون، قائد اللواء الثاني، بالاحتفاظ بوحداته مرابطة عند قواعدها، مدة خمسة أيام. وتبع ذلك ضربات مدفعية ميدانية، وجوية، شاركت فيها طائرات ب52. ثم طلب وليم بيرز من الفريق ستانلي لارسين إمداده باللواء الأول، ثم أرسله مع الكتائب الأخرى، عدا واحدة، إلى المرتفعات. وسلم وليم بيرز قيادة الكتائب الثلاث إلى العقيد شارلز جاكسون Charles A. Jackson، قائد اللواء الأول، بينما سلم قيادة كتيبتين أخريين إلى العقيد جيمس أدامسون، قائد اللواء الثاني. بينما بقيت الكتيبة السادسة احتياطية في منطقة 3 تانجو. كانت الطرق غرب بليكو مليئة بالألغام؛ ماسبب خسائر فادحة في المركبات والأفراد الأمريكيين، بلغت 53 مركبة. بينما وقعت سرية في مكمن، في 21 فبراير، في أيدي كتيبة شمالية، في شرق نام ساثاي، وفقدت 8 قتلى و61جريحاً. وعند بدء الهجوم الجوي، كان الشماليون قد اختفوا تماماً.

وفي 25 فبراير، اشتبكت سرية مدفعية ماسورة مع قوة شمالية، وقتلت منها 48 وجرحت ثلاثة، وفي 27 فبراير، أسقطت الطائرات العمودية وحدة؛ لتفقد آثار قصف الطائرات ب 52 في شرق نام ساثاي، على الحدود الكمبودية، فرصدت جنديين شماليين، فقتلت أحدهما، وفر الآخر. وهكذا شعر وليم بيرز أنه يطارد أشباحاً، وأن ليس بإمكانه تصيد الشماليين والفيتكونج، في أي مرة. بل حين تأكدت معلومات لديه بوجود رجال الفوج 32 شمالي شرق نام ساثاي، فأرسل 9 طائرات ب 52، فقصفت الموقع، لم تكن ثمة نتائج ملموسة تُذكر.

في صباح 12 مارس، تعرضت سرية من الكتيبة الثانية، من اللواء الأول لنيران كثيفة من الغابات المتاخمة لنام ساثاي، من الفوج 88 شمالي. فبادر الأمريكيون إلى قصف التحصينات، ولكن الشماليين فروا من دون خسائر تُذكر. وفي أثناء الليل، تعرضت وحدات الكتيبة الثانية من اللواء الأول، بقيادة المقدم كلينتون جرانجر Clinton E. Granger، مع سريتي نجدة أسقطتهما الطائرات، إلى نيران كثيفة من مدافع الهاون الشمالية، من الساحل الكمبودي. ولما حاول وليم بيرز تعزيز القوات وإتاحة الفرصة لطائرات الهوي لاصطياد الشماليين، فشل فشلاً ذريعاً؛ إذ لاذوا بالفرار، بعد أن فقدوا 51 قتيلاً، بينما قتلوا 14 أمريكياً، وجرحوا 46.

في 13 مارس، تعرضت المواقع الأمريكية لقصف عنيف، استمر 36 ساعة، بأكثر من 800 قذيفة هاون؛ ما سبب احتراق القاعدة في 3 تانجو، مع الذخائر والمعدات، ومقتل جندي، وجرح 87، وتدمير 25 مركبة.

المرحلة الثالثة:

تحرك اللواء الثاني، في 16 مارس، إلى منطقة تسمى بلي دوك، على بعد 15 كم، جنوب غرب 3 تانجو، وشمال غرب دوك كو. وقد نقلت دوريات التفتيش تقارير أن إمدادات الفيتناميين الشماليين تتواصل للإعداد لهجوم في أبريل، موسم سقوط الأمطار الغزيرة. فكان لابد من نقل عملية سام هوستون إلى الجنوب. ومن ثم، هبطت، في 16 مارس، أول طلائع الكتيبة الأولى، من الفوج 12 مشاة، وفوجئت بنيران كثيفة من الأسلحة الخفيفة والأتوماتيكية، من خط الغابات المحيط بمنطقة هبوطها، ما دل على استعداد الشماليين التام للمواجهة؛ وتأكد ذلك بمجرد هبوط الطائرات العمودية UH- IS، عندما انفجرت ألغام إلكترونية كثيرة، فدمرت إحداها، وأعطبت سبعة أخرى. وقد سببت ضربات المدفعية وضربات الطيران تدميراً كافياً مكَّن بقية الكتيبة من الهبوط، ولكن الشماليين كانوا في انتظارها.

في 21 مارس، فقدت مراكز قيادة اللواء الثاني، لدى العقيد جيمس أدامسون، الاتصال اللاسلكي مع دورية الاستطلاع بالقرب من  الحدود، تماماً. وفي الصباح التالي، أرسل جيمس أدامسون سريتي جرانجر للبحث عنها. وقد اشتبكت هاتان السريتان مع الفوج 95 ب الشمالي، ما أسفر عن قتل 136 شمالياً، بينما خسر الأمريكيون 27 قتيلاً و48 جريحاً، بينما فقدت دورية الاستطلاع تماماً. ومن ثم، غادرت الوحدات الأمريكية الكبرى الوادي، في 28 مارس. وفي الصباح التالي، أزال المهندسون الأمريكيون جسر سي سان Se San.

بعد ذلك، سرعان ما أحل وليم بيرز اللواء الأول محل اللواء الثاني، في بلي دوك؛ لمواصلة مهمة مسح الحدود. أما اللواء الثاني فقد أُنيطت به مهمة مساعدة الفيتناميين الجنوبيين في نقل 2500 من أسر قبائل المونتاجنارد Montagnard، من المناطق الحدودية، غرب بليكو، إلى مستوطنات جديدة، ليست بعيدة عن دوك كو. في الوقت نفسه، بدأت الفرقة الرابعة إخلاء قاعدتها الضخمة في تانجو 3، من أطنان الإمدادات والمعدات، التي تراكمت فيها منذ أكتوبر السابق. وخصص وليم بيرز سريتي مدفع ماسورة؛ لتأمين تانجو 3، مدة عشرة أيام، ريثما يتم الإخلاء.

4 أبريل 1967: أعلن مارتن لوثر كينج Martin Luther King، الزعيم الزنجي المشهور المناهض للعنصرية معارضته للحرب، وأن الحكومة الأمريكية هي "أكبر مصدر للعنف في العالم" اليوم.

انتهت عملية سام هوستون في 5 أبريل، واتضح أن الشماليين تكبدوا خسائر فادحة، ولكنهم في الوقت نفسه، سيطروا على مسار المعارك، وزمام المبادأة. وقد دارت الهجمات في المرتفعات في صورة سلسلة من الغارات الحدودية العنيفة؛ قللت من القوة النيرانية الأمريكية، في الوقت الذي زادت قدرتهم على إعداد المكامن. كما تمكن الشماليون من مهاجمة الدفاعات الجاهزة، في الوقت الذي نجح الفيتكونج في مهاجمة مواقع الفيلق الثالث الجنوبي (انظر خريطة الفيلق الثالث الجنوبي). واعتمد كلاهما على المكامن والغارات المفاجئة السريعة، مع الحرص على القرب من الحدود الكمبودية. بل إن 11 اشتباكا من الاشتباكات الكبرى، أثناء العملية، وقعت في نطاق خمسة كيلومترات من الحدود الكمبودية.

كذلك تعلم الشماليون أن أفضل طريقة للحماية من الطائرات ب 52 هي التحرك قريباً من الأمريكيين. ومن ثم، فإن جميع المعارك الكبرى غرب نام ساثاي، أثناء العملية، وقعت في نطاق ثلاثة كيلومترات من قواعد النيران الأمريكية؛ ما أفسد فاعلية الطائرات ب 52.

اعتمد الأمريكيون على القوة النيرانية الهائلة؛ فقد أطلقت الفرقة الرابعة، أثناء العملية الآنفة، أكثر من 230 ألف قذيفة ميدانية، واستخدمت 2500 غارة جوية تكتيكية، و31 هجمة بطائرات ب 52 Arc Light، وكان معظم القصف لأهداف ظنية غير محددة بدقة.

كان للمدفعية الميدانية صعوباتها ومشاكلها؛ ليس في تأخر نقلها لتتوافق مع أي عمل عسكري، أثناء الوقوع في مكامن، ولكن في اتجاه كثير من قادة المدفعية والمشاة للتعجل أثناء تبادل إطلاق النار.

أخيراً، فإن الشماليين والفيتكونج دفعوا بثلاثة أفواج، من وادي بلي تراب، وبفوج رابع من بلي دوك؛ ما أفشل أي خطط اعتمدت على قصف الطائرات ب 52. لكن، في النهاية، كانت عملية سام هوستون أكثر كلفة للأمريكيين، وتدريباً للشماليين على خطط اختبأ وابحث Hide- and- Seek. ما جعل إرسال الأمريكيين لوحداتهم إلى الحدود الكمبودية أمراً خاسراً من دون ريب.

عقب انتهاء سام هوستون، أرسل وليم بيرز دوريات استطلاع؛ لمسح الحدود، تاركاً كتائبه تعيد تجمعها، غرب بليكو بعيداً عن الجبهة الكمبودية. وهكذا أسفرت الاشتباكات العديدة مع الأفواج 32 و33 و66، من الفِرقة الفيتنامية الشمالية، و88، و95ب، و101سي، من الفيتكونج والشماليين، عن 169 قتيلاً و32 جريحاً من الأمريكيين، و733 قتيلاً من الفيتكونج والشماليين.

5- 7 يناير: نفذت كتائب اللواء 173 المحمول جواً، بالاشتراك مع كتيبة الرماة 35 الجنوبية، عملية شلالات نياجرا Niagara Falls، في منطقة المثلث الذهبي، في محافظة بنه دونج؛ بهدف تمشيطها وتطهيرها. وكان ذلك بالتنسيق والتعاون مع كتائب الفرقة 25 (المنفذة لعملية بيتسبرج Pittsburgh)، وقد انتشرت الوحدات كلها إلى أطراف المثلث، ولكن من خارجها. لم تحدث أي مواجهة، وبدأ الفريق جوناثان سيمان Jonathan O. Seaman، قائد القوة الميدانية الثانية Field Force II، في منطقة الفيلق الثالث، سلسلة ضربات جوية ضد القوة الرئيسية الوحيدة المعروفة، في المنطقة، وهي الفوج 272د من قوات التحرير الشعبية المسلحة People΄s Liberation Armed Forces (PLAF)، التي اعتقد أنها تتمركز في منطقة لونج نجوين، على بعد 25 كيلومتراً شمال المثلث الحديدي. وقرر اللواء وليم ديبوي William E. Depuy، قائد الفرقة الأولى، الإسراع باحتلال قرية بن سوك Ben Suc، في قلب المنطقة الرابعة، التي بات مؤكداً أن الفيتكونج سيشنون هجومهم منها. وقرر إخلاءها من سكانها؛ ليتمكن الأمريكيون من استخدام نيرانهم بحرية، والقبض على قادة الفيتكونج.

أسرعت 60 طائرة عمودية، من نوع UH-I Huey، تحمل رجال الكتيبة الأولى، من الفوج 26، من الفرقة الأولى مشاة، بقيادة المقدم ألكسندر هيج Alexander M. Haig، بإبرار حمولتها في ثلاثة مواقع غرب، وشمال، وشرق القرية الآنفة، في 8 يناير. وأذاع جندي فيتنامي جنوبي، من عمودية حلقت فوق القرية، نداء إلى سكانها بلزوم مساكنهم، وعدم مغادرتها إلا بعد سماع تعليمات أخرى، ومن خرج من بيته ستطلق عليه النار، من الفور. تبع ذلك قصف مدفعي عنيف، وصاروخي من الطائرات العمودية، تركز على المداخل الشمالية للقرية؛ لمنع السكان من الفرار. ثم أُذيع نداء آخر إلى السكان بإخلاء القرية، والتجمع فوراً مع أمتعتهم في مدرسة القرية. وخلال ساعة، تجمع أربعة آلاف من السكان. وتولت قوة واجب، بقيادة العقيد روبرت شويتزر Robert L.Schweitzer، تحت إشراف اللواء الثاني، من الفرقة الأولى، تنظيم جهود تجميع اللاجئين، تساعدها، من قوات فيتنام الجنوبية، ثلاث فصائل شرطة ميدانية، وكتيبة من الفرقة الخامسة. وأسرعت فصائل الشرطة بعزل الذكور بين 15 و40 عاماً. وبعد الظهر، تولت الطائرات العمودية نقل هؤلاء الذكور إلى فو كونج Phu Cuong، عاصمة المحافظة؛ لاستجوابهم. وبعد يومين نُقل باقي السكان، ثم تمكنت وحدات اللواء الثاني، في 11 يناير، من قتل 40 من الفيتكونج، واكتشاف عدد كبير من الأنفاق والمخابئ، وتدمير مخازن ألغام وشراكات خداعية. ثم انهالت قذائف المدفعية الميدانية على القرية والأهداف المحيطة بها شمالاً.

أكملت وحدات أمريكية أخرى الإحاطة بالمثلث الحديدي. وانتشرت بقية الفوج 11 فرسان مدرع بطول الطريق السريع 13، والضفة الشرقية لنهر ثي تنه Thi Tinh، ثم سيطرت على الضلع الشرقي من المثلث الحديدي. وهكذا أمست عملية شلالات نياجرا تسير، جنباً إلى جنب، مع عملية شلالات الأرز. ومركزت الفرقة 25، فوجها 196 على الضفة الغربية لنهر سايجون، قريباً من الحافة الشمالية للمثلث الحديدي، ثم أرسلت لواءها الثاني، عبر النهر، قريباً من الحافة الجنوبية. ثم تولت كتيبة اقتحام جوي قصف معسكر للفيتكونج، ودارت اشتباكات، أسفرت عن فرار الفيتكونج، تحت جنح الظلام، بعد أن قتلوا من الكتيبة الأمريكية 39، بينما فقدوا هم نحو مائة بين قتيل وجريح.

قرر اللواء وليم ديبوي، في 9 يناير، تكليف وحدات اللواء الثاني مسح وتمشيط غابة ثانه دين، في الجانب الشمالي من المثلث الحديدي، بينما حاصرت كتيبتان من اللواء 173 الحافة الشرقية، بينما بقيت وحدات اللواء الثالث في الاحتياط. ثم أرسله وليم ديبوي إلى قرية بن سوك؛ عندما بلغه تسلل عناصر من الفيتكونج.

في سعت 0735، في 9 يناير، بدأت 14 بطارية مدفعية ميدانية قصفها لأول المناطق شمال شرق بن سوك. وبعد نحو 30 دقيقة، تحول القصف إلى المنطقة الثانية، بينما تحركت الطائرات العمودية الـ 60 إلى المنطقة الأولى، فأنزلت كتيبة كاملة. وتتابع الحال على ذلك، إلى أن أُنزلت ست كتائب أمريكية مشاة، على أطراف غابة ثانه دين، أربعة منها تحت إشراف اللواء الثالث، واثنتان تحت إشراف اللواء 173. ولم تواجه أيٍ منها أي مقاومة.

توجهت فصيلتان من اللواء 11 فرسان مدرع، تعملان ضمن قوة واجب ديان Deane، بقيادة القائد الجديد للواء 173د المحمول جواً، العميد جون ديان John R.Deane، في فجر 9 يناير، فعبرتا جسرين على نهر ثي تنه Thi Tinh، في بن كات Ben Cat، ثم تقدمتا بطول الطريق الممتد جنوباً غرباً، عبر المثلث الحديدي، تجاه نهر سايجون. ولم تواجها مقاومة قوية، وتمكنتا، بمساعدة المهندسين، من إصلاح الطريق وتهيئته، حتى قرية راخ باب Rach Bap، ومن ثم، جاءت الدبابات ومدرعات الاقتحام إلى راخ باب، وأذاعت إحدى الطائرات العمودية نداء إلى السكان بالتجمع مع أمتعتهم؛ تمهيداً لإخلاء القرية. فلما تلكأ السكان، بادر الجنود الأمريكيون إلى إشعال النار في عديد من المنازل، ففر السكان شرقاً إلى بن كات، وعبروا جسور ثي ننه، وتجمعوا في منطقة جنوب بن كات. وهكذا انتهت عملية شلالات نياجرا. التي تضمنت اشتباكات مع الكتيبة المحلية، فو لوي، والكتيبتَين: الثانية والثالثة، من القوة الرئيسية للفيتكونج. ولم تَرِد أيّ معلومات عن إجمالي الخسائر.

6- 15 يناير: اشتبكت الكتيبة 9/1، من جماعة إبرار مشاة البحرية الأمريكية، تساندها وحدات اللواء برافوBravo من جيش فيتنام الجنوبية، مع وحدات من الفيتكونج والشماليين، ضمن عملية حملت اسم سطح المنزل 5 Deckhouse 5. وأسفرت الاشتباكات عن سبعة قتلى و35 جريحاً من الأمريكيين، و21 قتيلاً من الفيتكونج والشماليين.

8- 26 يناير: نفذت كتائب الألوية: الأول والثاني والثالث، من فِرقة المشاة الأمريكية الأولى، ومعها كتائب الألوية الثلاثة من فِرقة المشاة الأمريكية 25، إضافة إلى الكتيبة الآلية 22/2، والكتيبة 22/3 من فِرقة المشاة الأمريكية الرابعة، بعد إلحاقهما باللواء الثالث، التابع لفِرقة المشاة الأمريكية 25؛ إضافة إلى كتائب اللواء 173 المحمول جواً، ولواء المشاة الخفيف 196، وفوج الفرسان الأمريكي المدرع 11 (الفصيلتان 2 و3)، بما جملته 16 ألْف جندي أمريكي، يساندهم الفوجان: السابع والثامن، والفوج الأول المحمول جواً، من جيش فيتنام الجنوبية، تدعمهم 400 دبابة ومدرعة، ومئات الطائرات، عملية Cedar Falls، في منطقة المثلث الحديدي، وكاو دنه، في محافظة بنه دونج، وغابات ثانه ديين، وحول نهرَي سايجون وسونج ثي تنه Song Thi Tinh (انظر خريطة عملية شلالات الأرز)؛ بهدف التمشيط والتطهير، وإبادة المراكز الرئيسية العسكرية للفيتكونج. و شلالات الأرز اسم كودي لاسترداد المثلث الحديدي "المطرقة والسندان". وقد خطط الفريق جوناثان سيمان، قائد القوة الميدانية الثانية، لإجلاء جميع المواطنين من المثلث الذهبي، بما فيها قرية بن سوك، وعديد من القرى الحصينة، بطول الضفة الشرقية لنهر سايجون. وإعلان المنطقة منطقة اشتباكات مغلقة، بمعنى أن وجود أي شخص فيها يُعد عدوا. وعزم على إحاطة المثلث الحديدي بستة ألوية. اثنان منهما، تحت إشراف اللواء فردريك وياند Fredarick C.Weyand، قائد الفرقة 25، يتخذان ضلع نهر سايجون، بينما تكون الأربعة الأخرى، تحت إشراف اللواء وليم ديبوي، مسؤولة عن الضلعين الشمالي (غابة ثانه ديين)، والشرقي (نهر ثي تنه). أما باقي القوات فعليها تنفيذ أغلب عمليات التمشيط، أما القوات الفيتنامية فيبدأ دورها عند بدء العمليات.

قبيل الهجوم، نصحت قيادة القوة الميدانية الثانية، اللواء فردريك وياند بإزالة غابات هو بو Ho Bo شمال كو شي Cu Chi، باستخدام كتيبتين من اللواء 196، مع كتيبتين مشاة ميكانيكيتين، وحشد اللواء الثاني مع كتيبتي مشاة، والكتيبة الثانية دبابات (من اللواء 34 مدرع)، في كو شي نفسها. على أن تتحرك هذه الكتائب السبعة، مع بدء عمليات شلالات الأرز، لإغلاق المواقع بطول نهر سايجون، بامتداد 25 كم، من الحافة الجنوبية، من غابات بوي لوي، ثم جنوباً عبر غابات هو بو ومنطقة فيلهول Filhol لإنتاج المطاط، إلى نقطة الالتقاء مع نهر ثي تنه.

كما كُلف وليم ديبوي بتجهيز لواءه الثاني، في داو تينج، على بعد 20 كم، غرب راخ باب، مع ثلاث كتائب مشاة، ولواءه الثالث في لاي خي Lai Khe، مع ثلاث كتائب أخرى. كما أراد الفريق جوناثان سيمان من إحدى كتائب اللواء 173د، وكتيبة رماة جنوبية، تنفيذ مهام تمشيط محدودة جنوب المثلث الحديدي، في منطقة التقاء كاو دنه ومصبي نهري سايجون وثي تنه، على أن تتولى سرية من الفرقة الأولى فرسان حماية وتمشيط الطريق السريع 13، بين المنطقتين وبن كات. أما بقية اللواء المحمول جواً ومعه سرية من الفوج 11 مدرع، فعليهما البقاء في بن كات.

في يوم الهجوم الأول، 8 يناير، كان على وحدات اللواء الثالث، من الفرقة الأولى، واللواء 173د، أن تقتحم جوا الضلع الشمالي من المثلث، في غابة ثانه ديين، بينما على وحدات اللواء الثاني أن تحتل قرية بن سوك، في الركن الشمالي الغربي، من المثلث. في الوقت نفسه، كان على الفوج 11 فرسان مدرع أن يصنع طريقاً سريعاً من معسكر قاعدته، شرق سايجون؛ لكي يؤمِّن فتح الضلع الشرقي بين نهر ثي تنه – والطريق السريع 13. على أنه بعد إكمال الأمريكيين انتشاراتهم، يُطلب من الجنوبيين المشاركة في إخلاء السكان. ثم تبدأ الوحدات الأمريكية، تحت إشراف الفرقة الأولى، التمشيط جنوباً، من غابة ثانه ديين، إلى قلب المثلث.

وقد بدأت المهام، ومن بينها العمليتان الآنفتان، بيتسبرج، وشلالات نياجرا. وقد حرصت وحدات المهندسين على استخدام قنابل الغاز لتفجير الأنفاق، بعمق عشرين قدماً. ولم يأت يوما 16 و17 يناير، إلا وقارب تدمير قرية بن سوك على الانتهاء، ورحلت القوات الجنوبية بالقوارب إلى فو كونج، بعد أن بذل المهندسون جهدهم الأخير لتدمير جميع منشآت الفيتكونج، الموجودة تحت الأرض؛ وهو جهد لم ينجح بنسبة كبيرة، وإن حدد المواقع التي أصبح على القوات الجوية أن تقصفها. وفي صباح 19 يناير، قصفت الطائرات ب52 المناطق المحددة الباقية في مناطق ثو داو موت – Thu Dau Mot. كما نفذ  اللواء الثالث عمليات اقتحام جوية في منطقة بن سوك – غابة ثانه ديين، لكنها لم تعثر على أي قوات من الفيتكونج، خلافاً لما رفعته تقارير الاستخبارات.

ومن ثم، سيطر اللواءان، تحت إشراف الفرقة 25، على الضفة الغربية من نهر سايجون، بعد تمشيط المناطق الآنفة، والعثور على 1300 طناً من الأرز، وكميات من الأسلحة المتنوعة، وشبكات الأنفاق، مع القبض على عديد من رجال الفيتكونج، والعثور على وثائق تتضمن قوائم بأسماء قياديين شيوعيين، وبأسماء ضباط فيتناميين جنوبيين متواطئين مع الفيتكونج، قدموا لهم معلومات وذخائر أمريكية. كما تضمنت وثائق أخرى معلومات دقيقة عن قطاع البريد والاتصالات والنقل التابع للمنطقة العسكرية الرابعة، وعن نجاح أفراد من الفيتكونج في شراء أسلحة وذخائر أمريكية، من أسواق سوداء أمريكية وكورية وفيتنامية جنوبية.