ومع تطور المعارك، بدأت المرحلة الثانية من العملية، وبادر الفريق جوناثان سيمان Jonathan O. Seaman، قائد القوة الميدانية الثانية، المنوط بها حماية مناطق تمركز الجيش الثالث الأمريكي، في شمال وشمالي غرب سايجون، إلى نقل الجزء الأكبر من قواته، في شرق مدخل حدوة الحصان، إلى منطقة تتحكم في الطريق الرقم 4، غرباً، والطريق الرقم 246، شمالاً، والطريق السريع الرقم 13 شرقاً. كان ذلك بسبب إخفاقه، أثناء المرحلة الأولى من العملية الآنفة؛ في إغلاق منطقة الحرب المركزية C. وشيد سياجاً طويلاً، يحيط بالطرق الرئيسية الثلاثة. وأناط باللواء 196 التمركز في مواقع الحواجز، بطول الطريق الرقم 4، وباللواء الأول، من الفرقة التاسعة، مراقبة الطريق السريع الرقم 13. وفي داخل هذا النطاق المثلث، نشر الفريق جوناثان سيمان ثلاثة ألوية إضافية: الثالث من الفرقة الرابعة، والثاني من الفرقة الأولى، و173 د المحمول جواً؛ لتمشيط المنطقة من منشآت الشماليين والفيتكونج، ووحداتهم. وفي جنوب لاوس قُسمت مناطق الاستطلاع، داخل نطاق عملية النمر الفولاذي، إلى أربعة:  Echo و Delta   و  Golfو Foxfort، (انظر خريطة جنوب لاوس، مارس 1967)، مع مراعاة التفتيش الدقيق والرقاب المكثفة لشبكة طرق هوشي منه، (انظر خريطة شبكة هوشي منه، 1967)، سمح الفريق جوناثان سيمان للواء جون تيلسون John C.f. Tillson، قائد الفرقة 25 الجديد بقيادة القسم الغربي من المنطقة التكتيكية، بما فيها اللواء 196 والثالث من الفرقة الرابعة. كما سمح للواء جون هاي John H.Hay، قائد الفرقة الأولى، بقيادة الوحدات في القطاع الشرقي (انظر خريطة المرحلة الثانية من مدينة الملتقى).

وفي 12 مارس، أغلق الفريق جوناثان سيمان مركز قيادته المتقدم، في داو تنج Dau Tieng، وعاد إلى مراكزه الرئيسية، في لونج بنه Long Binh، تاركاً اللواءين جون هاي وجون تيلسون، مع 24 كتيبة، من دون أن يكون لديهما تصور واضح دقيق عن كيفية مواجهة الشماليين والفيتكونج. ودارت الاشتباكات مع الفوجَين: 7 و101، والفِرقتَين: الخامسة والتاسعة، من الفيتكونج والشماليين. وأسفرت عن 282 قتيلاً و1576 جريحاً من الأمريكيين، 2728 قتيلاً من الشماليين والفيتكونج.

وكانت هذه هي أهم العمليات، التي نفذت على مستوى الفيلق. واندرجت جميعها تحت اسم عملية مدينة مفترق الطرق Junction City. اشترك فيها نحو 45 ألْف جندي أمريكي وفيتنامي جنوبي؛ إضافة إلى 40 ألْفاً من الحرس المدني، و800 دبابة ومدرعة، و200 مدفع، ومئات الطائرات، وألْف شاحنة. وقد أحبط جياب هذه العملية، إذ دفع بثلاث فِرق، عبْر خط العرض 17، أجبرت فرقتَي مشاة البحرية الأمريكية، وقوة مهمة من الفِرقة 101 المحمولة جواً، علاوة على 3 فِرق فيتنامية جنوبية، قرب الخط المذكور، على اتخاذ موقف الدفاع. ثم حوصر عدد من القواعد، التي يحتلها مشاة البحرية، وأهمها قاعدة خي سانه. وهكذا فقدت القوات الأمريكية قدرتها على حرية العمل، وفشلت مناورتها الإستراتيجية؛ وأخذت المبادأة الإستراتيجية تنتقل، بوضوح، إلى الفيتكونج.

وقد ناهزت خسائر القوات: الأمريكية والفيتنامية الجنوبية، في هذه العملية، 14 ألْف جندي، وألْف آلية، من بينها 800 مصفحة ودبابة، و167 طائرة من مختلف الأنواع، و90 مدفعاً ثقيلاً. ومن ثَم، صدر الأمر بإقالة الفريق جوناثان سيمان، قائد العملية. وقد استخدم الأمريكيون قواتهم، استخداماً مكثفاً ومركزاً. وحددوا لكلِّ جبهة أو قطاع عسكري هدفاً رئيسياً، وأسلوباً مختلفاً. وتحاشوا استخدام القوات الجنوبية المحلية في أيِّ مواجهات أمامية، واكتفوا بتكليفها حماية الخطوط  الخلفية. وقد انتهجوا عدة تكتيكات عسكرية: الهجمات المباغتة، وبقعة الزيت، والهجمات التطويقية، والدفاع المتحرك، والاختراقات العميقة، والمحاولات الالتفافية، مع الأشراك الخداعية، والمكامن، والاستدراج، وقفزات الضفدعة.

أمّا المصادر الفيتنامية، فذكرت أن عملية مدينة مفترق الطرق، قد شملت عدة عمليات تمشيط وتنظيف، تولتها وحدات، على مستوى الفِرقة أو اللواء؛ استهلكت فيها آلاف القذائف المدفعية، وآلاف الأطنان من القنابل. لكن نتائجها كانت محدودة. وكانت الخسائر فادحة، شملت 175 ألْف قتيل وجريح وأسير ومفقود، بينهم 70 ألْف أمريكي، و15 ألْفاً من الحلفاء الغربيين؛ وتدمير 1785 دبابة ومدرعة، و2200 سيارة عسكرية، و1800 طائرة، و100 سفينة، و270 جسراً، و91 قاطرة وعربة سكة حديد، و206 مواقع عسكرية.

وأقبل فصل الشتاء، فخشيت القيادة الأمريكية، أن يستغل الفيتكونج غياب الطيران خلاله، ويهاجموا القواعد المحاصرة. ومن ثَم، سحبت وحدات كثيرة من مختلف أنحاء فيتنام، في أبريل 1967، لتزيد، بسرعة، من قوات الفيلق الأول، في الشمال. ونتيجة لذلك، ارتفع عدد جنوده إلى 124 ألْف جندي، بعد أن كان يضم 62 ألْفاً فقط. واستغل الفيتكونج فترة الأمطار؛ لإعطاء فرصة استراحة لقواتهم الرئيسية، مع استمرار عمليات العصابات، ولا سيما في المنطقة الساحلية، على امتداد 500 كم؛ مع حرصهم على حدٍّ أدنى من الخسائر، وحدٍّ أقصى من التأثير النفسي في خصومهم.

في ذلك الوقت، نشرت "النيويورك تايمز" تقريراً، يعود تاريخه إلى 12 نوفمبر 1966، مفاده أن 40 بالمائة من المعونة الأمريكية: الاقتصادية والعسكرية، لحكومة سايجون، فشلت في تحقيق أهدافها؛ بسبب انتشار السرقة والخطف والفساد.

استأنفت القوات الشمالية والفيتكونج، مع الربيع، هجماتها العنيفة. ودارت العمليات العسكرية كالتالي:

25 فبراير- 3 مارس: نفذت كتيبتان من اللواءين الأول والثاني، من الفرقة التاسعة مشاة أمريكية عملية بيتسبرج Pittsburg؛ بهدف الاستطلاع في القسم الجنوبي من منطقة الحرب D، في محافظتي بين هوا ولونج خانه. واشتبكت مع الفرقة السابعة من الفيتكونج.

7- 11 مارس: نفذت كتيبتان من اللواء الثاني، من الفرقة الأولى مشاة، عملية كومبرلاند Cumberland، في منطقتي كو مي Co Mi ودونج ناي، في محافظة بيين هوا؛ بهدف البحث والتمشيط، بمشاركة الكتيبة 35 رماة جنوبية.

8 مارس- 8 أبريل: نفذت الكتيبتان 1/27 و2/27، من الكتيبة الثانية، من الفرقة 25 مشاة، عملية وايألوا Waialua، في ثو مو Tho Mo، وتراكو، في محافظة هاو نجهيا؛ بهدف إيقاف تدفق إمدادات الفيتكونج، في نهر سونج فام كو، في غرب محافظة هاو نجهيا، بمشاركة الكتيبة 34 رماة جنوبية. وتمكنت من قتل 67 وأسر 14 شمالياً وفيتكونج.

9- 23 مارس: خاضت كتائب اللواء الثالث، من فِرقة المشاة الأمريكية التاسعة؛ تساندها كتيبة الفرسان 8/4، من جيش فيتنام الجنوبية، معارك طاحنة، في منطقة فوك شي من محافظة بيين هوا، أثناء عمليات تمشيط وتطهير، مع الفوج 274 من القوة الرئيسية للفيتكونج. ولم تَرِد معلومات عن الخسائر.

كما خاضت كتائب اللواء الأول، من الفِرقة 101 المحمولة جواً، معارك شرسة، في منطقة فان رانج Phan Rang، في محافظة ننه ثوان. أسفرت عن 13 قتيلاً و94 جريحاً من الأمريكيين، و92 قتيلاً و19 أسيراً من جيش فيتنام الجنوبية، ولا خسائر في صفوف الفيتكونج.

 18 مارس- 19 أبريل 1967: اشتركت الفِرقتان: 324ب و341، من الفيتناميين الشماليين، مع الكتيبتَين 808 و814 من الفيتكونج، في شن عدة هجمات، ونصب مكامن في مناطق كثيرة من محافظة كوانج تري، لكتائب مشاة البحرية: 3/3 و4/1، من جماعة الإبرار، و4/3 و9/1 و9/3، أثناء تنفيذها لعملية براري 3 Prairie Ш. وأسفرت هذه العمليات عن 56 قتيلاً و530 جريحاً من الأمريكيين، و252 قتيلاً وأربعة أسرى من الفيتكونج والشماليين.

18 مارس- 21 أبريل: نفذت الكتيبة 4/9 من اللواء الأول، والكتيبة 1/27، من اللواء الثاني، من الفرقة 25 مشاة، عملية ماكالابا Makalapa، في مناطق آب تاي، ودوك هوا، وفنه لوك، في محافظة جيا دنه. وعقب انتهاء المرحلة الأخيرة من عملية مدينة الملتقى، أرسل اللواء جون تيلسون John C. F. Tillson، نائب الفريق وياند قائد الفرقة، خمسة كتائب مشاة إلى بينيابل Pineapple، بينما عمدت وحدات الفرقة 25 جنوبية مشاة إلى تلغيم مواقع حواجز الطرق. وقد عثرت الكتائب الآنفة على مخازن ذخيرة ومؤن وطعام، و74 قطعة سلاح مخفاة في صناديق وأوان. واشتبكت مع الفوج 1/27 مشاة من الفيتكونج، وسقطت في مكمن على بعد ثلاثة أميال من دوك هوا. وأسفر ذلك كله عن سقوط 58 قتيلاً وستة أسرى من الفيتكونج.

20 مارس- الأول من أبريل: ردت الكتيبة 4/1، من قوة الإبرار الأمريكية الخاصة، بشن هجوم برمائي على رجال من الفرقتَين 324ب و341، من الشماليين والفيتكونج، في كام لو Cam Lo، وكوا فيت Cua Viet، وجيو لنه Gio Linh، في محافظة كوانج تري، ضمن عملية حملت اسم تل بياكون Beacon Hill. وأسفر ذلك عن 29 قتيلاً و230 جريحاً من الأمريكيين، و334 قتيلاً من الفيتكونج والشماليين.

21 مارس- 14 مايو: وقعت اشتباكات عديدة، بين الألوية الثلاثة من فِرقة المشاة الأولى، والكتيبتَين الآليتين: 12/2 و22/2 والكتيبة 22/3، من اللواء الثالث، التابع لفِرقة المشاة الرابعة، واللواء الأول، والكتيبة الآلية 47/2، من اللواء الثاني، التابع لفِرقة المشاة التاسعة، واللواء الثاني، وفوج الفرسان المدرع 11، من فِرقة المشاة 25؛ تساعدها كتيبة الرماة 36، من جيش فيتنام الجنوبية؛ وبين الفوج الشمالي 101، والأفواج: 271 و272 و273، من الفرقة التاسعة للفيتكونج؛ وذلك في مناطق عديدة من محافظة تاي ننه، ضمن عملية حملت اسم مدينة الملتقى 2. ونجح الفيتكونج والشماليون في نصب عدة مكامن والإيقاع بالأمريكيين؛ مع شن هجمات، باستخدام الموجات البشرية الكثيفة. كان أشدها معركة سوي تريSuoi Tre، (انظر خريطة معركة سوي تري). وأسفرت الاشتباكات عن 282 قتيلاً و1576 جريحاً من الأمريكيين، و2728 قتيلاً من الفيتكونج والشماليين.

22- 25 مارس: وقعت اشتباكات في منطقة آن هو An Hoa، من محافظة كوانج نام، بين الكتيبة 5/2، من مشاة البحرية الأمريكية، ووحدات من الفيتكونج والشماليين، ضمن عملية حملت اسم القلعة الجديدة New Castle؛ أسفرت عن خمسة قتلى و55 جريحاً من الأمريكيين، و118 قتيلاً من الفيتكونج والشماليين.

30 مارس- 29 أبريل: وقعت اشتباكات عنيفة، بين كتائب اللواء الأول، من الفِرقة الأمريكية 101 المحمولة جواً، وقوى من الفوج 18- ب، من الشماليين والفيتكونج، في محافظتَي خانه هوا وفوين، ضمن عملية حملت اسم سوميرال Summerall؛ أسفرت عن سبعة قتلى و43 جريحاً من الأمريكيين، و72 قتيلاً و11 أسيراً من الفيتكونج والشماليين.

3- 15 أبريل: نفذت كتيبتان من اللواء الأول، مع كتيبة من اللواء الثاني، من الفرقة التاسعة مشاة، عملية حملت اسم بحر الميناء Port sea؛ بهدف تأمين الطريق الرقم 327، وقطع طرق إمدادات الفيتكونج، في محافظة فوك توي Phuoc Tuy. وقتلت 44 من الفيتكونج والشماليين.

4- 7 أبريل: نفذت كتائب اللواء 199 مشاة خفيفة عملية كوسيتا Cussetta، في هوك مون Hoc Mon، في محافظة جيا دنه Gia Dinh.

5 أبريل- 9 مايو: في أثناء محاولة الكتيبة الآلية 6/1 من اللواء الثالث، التابع لفِرقة المشاة الأمريكية الأولى، تأمين إنشاء موقع هندسي في المعسكر CIDG للقوات خاصة، في بو نارد، ضمن عملية حملت اسم قمر الحصاد Harvest Moon، هجمت عليها وحدات من الفيتكونج والشماليين. وأسفر الهجوم عن قتيل وستة جرحى من الأمريكيين، وثلاثة قتلى وخمسة أسرى من الشماليين والفيتكونج.

5 أبريل – 12 أكتوبر: شنت الأفواج: 32 و66 و88 و95-ب، من الفيتكونج والشماليين، سلسلة هجمات، ونصبت عدة مكامن لكتائب من فرقة المشاة الأمريكية الرابعة: 8/1 و8/3 و12/3، من اللواء الأول، والكتيبة الآلية 8/2 و12/1 و22/1، من اللواء الثاني، وقوة من اللواء 173 المحمول جواً، أثناء تنفيذها عملية حملت اسم فرانسيس ماريون Francis Marion؛ وذلك في وادي إيا درانج، وإيا ميور، وجبال شو يام، في محافظة بليكو. لقد كانت خطة اللواء وليم بيرز William R. Peers، قائد الفرقة الرابعة، أن تكون عملية فرانسيس ماريون امتداداً واستكمالاً لعملية سام هوستون الآنفة. فقد كانت المهمة الأساسية للفرقة الرابعة هي حماية الساحل من تسلل القوات الفيتنامية الشمالية، التي تزايدت واشتد خطرها عن ذي قبل. ومن ثم، دفع وليم بيرز لواءه الأول، في شكل قوس، يمتد عشرين كيلومترا، شرق الساحل الكمبودي، بطول الطريق الرقم 14 B، وخط معسكرات القوات الخاصة الممتد من الشمال إلى الجنوب. وفيما بين هذا الخط والساحل، تولت وحدات القوات الخاصة CIDG، ومعها جماعات استطلاع الفرقة، البحث عن أفراد الفيتكونج والشماليين.

انتشرت وحدات الجيش الفيتنامي الجنوبي، مع وحدات من الفرقة 23، إلى الجنوب، في محافظة دارلاك Darlac، ومدت الفوج 42د، إلى الشمال، في محافظة كونتوم. وانقسم الفوج بين مدينتي كونتوم، التي تبعد 40كم إلى شمال مدينة بليكو، وقرية تان كانه Tan Canh، التي تبعد 40كم إلى الشمال، وحُشدت وحدات مدرعة عديدة لخدمة العملية، مع جماعة المدفعية الميدانية 52، التابعة للقوة الميدانية الرقم 1، عُززت بسرية من الكتيبة الأولى، 92 مدفعية ميدانية 155ملم.

في غضون ذلك، تصاعد تسلل وحدات فيتنامية شمالية إلى  غرب بليكو وشمال دار لاك، ووصلت سريتان من الفيتكونج. فأرسل وليم بيرز كتيبة قوة واجب من اللواء الأول، إلى شمال محافظة دار لاك، في 24 أبريل. وتمركزت كتيبتان بطول الطريق الرقم 14 B، بينما تحرك اللواء الأول إلى مواقع جنوب الطريق السريع الرقم 19، وغرب بلي مي، في وادي إيا درانج (انظر خريطة عملية فرانسيس ماريون). مع إعادة تمركز اللواء الثاني، بدأت سرية من الكتيبة الثانية، من الفوج الثامن مشاة، تمشيط شمالي بلي مي، في 28 أبريل. عندما انطلقت المركبات المدرعة إلى ممر ضيق صعب، أعادها قائد السرية إلى قاعدة الكتيبة. وواصلت السرية التمشيط، طوال يومين، وأعدت مكمناًَ لجماعة من الفيتناميين الشماليين، وقتلت منهم 13، وفر الباقون.

إزاء ازدياد عجز الأمريكيين عن اختراق الدفاعات، طلبوا مساعدة المدفعية الميدانية والضربات الجوية، ثم طلبوا إمدادهم بفصيلة الاستطلاع M 113. وعندما قصفوا الدفاعات وجدوا جماعة الشماليين قد لاذت بالفرار، من دون أن تصب بسوء. وفي اليوم التالي، هاجموا قاعدة للشماليين، وقصفوهم قصفاً عنيفاً، وبعد الظهر اقتحموا تلك القاعدة، وتبين سقوط 138 قتيلاً من جنود الفوج 95 ب الشمالي، مقابل موت جندي أمريكي واحد، وعثروا على 48 قطعة سلاح، وكميات ضخمة من الذخيرة والعتاد.

في الأول من مايو، صدت سرية أمريكية هجوماً من كتيبة شمالية، بالقرب من دوك كو، وأسرت جندياً منها، كشف لها خطط الشماليين، وعزمهم مهاجمة معسكر القوات الخاصة الأمريكية في بلي دجيرنج Plei Djereng، وبلي مي، ودوك كو. إزاء ذلك، وتنفيذاً لأوامر اللواء وليم بيرز، شنت الطائرات ب52، غارات جنوب غرب المعسكر. ثم أرسل وحدة من اللواء الثاني عبارة عن الكتيبة الأولى من الفوج الثامن مشاة، بقيادة المقدم تيموثي جانون Timothy G. Gannon، إلى المنطقة.

في 13 مايو، أصدر العقيد شارلز جاكسون Charles A. Jackson، قائد اللواء الأول، أوامره إلى المقدم تيموثي جانون، بتنفيذ عملية استكشاف لموقع آثار الضربة الجوية الخامسة من طائرات ب 52، على بعد 15كم، شمال غرب دوك كو. وكان معنى ذلك، تحرك سريتين من الكتيبة الآنفة شرقاً، بعيداً عن كمبوديا، إلى قاعدة اللواء الأول على الطريق 14 ب. وفي الوقت نفسه، تتحرك الكتيبة الثالثة، من اللواء الأول، إلى الداخل لدعم ومساندة رتل المقدم تيموثي جانون. ولم تحدث أي مواجهات إلى يوم 18 مايو، عندما سقطت فصيلة، من الكتيبة الآنفة، في مكمن، قتل فيه 19، وجرح 7، وفقد واحد، وفر آخر.

وعندما حاولت السرية B التدخل للنجدة، سقط منها عشرة قتلى، و24 جريحاً. وقيل إن 114 شمالياً سقطوا قتلى، من الفوج 32 ب من الفرقة الأولى.

عقب ذلك، سارع الفوج 32 ب إلى الهجوم بمدافع الهاون، خلال ثلاث موجات هجوم. وتواصل القتال إلى منتصف الليل، ثم انسحب الفوج الآنف، مخلفاً 38 قتيلاً وثماني قطعة سلاح، بعد أن قتل عشرة أمريكيين وجرح 65. وسارعت الطائرات ب 52 إلى قصف المنطقة 24 ساعة متواصلة.

في 21 مايو، اشتبكت سريتان من الفوج الثالث، من الفرقة 12 مشاة، بقيادة المقدم ديفيد بيترز David M. Peters، مع جماعة شمالية من الفوج 66، شاركت فيها المقاتلات والقاذفات الأمريكية مع الطائرات العمودية المقاتلة؛ ما أجبر الجماعة الشمالية على الانسحاب، بعد أن قتلت عشرة أمريكيين، وجرحت 77، وسقط منها 79 قتيلاً وجريحاً، وأربعة أسرى.

في 23 مايو، شن الفوج 32 الشمالي هجوماً على سرية أخرى من الكتيبة، وقتل أربعة أمريكيين وجرح 17 آخرين، وخسر 37 قتيلاً.

في 26 مايو، تحركت السرية C للحاق بالسرية B، على التل 521. وفي سعت 0855، حدث اشتباك آخر، بهجوم الفوج 32 د الشمالي على السرية C، قتل فيه جميع ضباط تلك السرية، فأسرع أقدم رقبائها ريتشارد شيلدرز Richard L. Childers، بتولي القيادة، وانسحب مسرعاً بالسرية إلى المؤخرة. ولحقت به السرية B، متراجعين جميعاً إلى التل الرقم 521. وكانت نتيجة الاشتباك 96 قتيلاً من الشماليين، وسقوط جريحين، والعثور على 32 قطعة سلاح.

عقب ذلك، أمر وليم بيرز بإرسال اللواء 173 د المحمول جواً إلى وادي إيا درانج، وجبال شو بونج Chu Pong، غرب بلي مي. وبذلك أصبح لوليم بيرز ثلاثة ألوية تعمل بالقرب من الساحل: اللواء الأول إلى الشمال، واللواء الثاني في الوسط بالقرب من دوك كو، واللواء 173 د إلى الجنوب. أرسل الشماليون وحدات لضرب القوات الأمريكية الآنفة، أثناء تحركاتها، بصواريخ آر بي جي 2 RPG 2، وقذائف الهاون عيار 82 ملم، فجوبهوا بنيران كثيفة اضطرتهم إلى الانسحاب. وهكذا خلال الاشتباكات الخمسة الكبرى، في أواخر مايو، قتل الأمريكيون 367، وخسروا 62 رجلاً. كما وجهت الطائرات ب 52، 14 ضربة لحشود الشماليين ومعسكراتهم.

اتبع الشماليون، عقب ذلك، أسلوب جر الأمريكيين إلى الساحل، بالقرب من مواقع ومخابيء الشماليين. ومن ثم، أصبح بيد الشماليين تجديد أوقات الاشتباكات ومواقعها.

في 17 يونيه، هجمت كتيبة من الفوج 24 شمالي على تجمع سكني في المنطقة 24 تكتيكية خاصة، في مدينة كونتوم، وأمطرته بقذائف الهاون. ثم هجمت كتيبة أخرى، من الفوج نفسه، مدعومة بكتيبة من الفوج 40 مدفعية ميدانية، على مراكز القيادة الرئيسية للفوج 42 د جنوبي، في تان كانه Tan Canh، ومعسكر القوات الخاصة في داك تو، وأمطرتها بقذائف الهاون 122ملم، و120 ملم، والصواريخ.

من 17 يونيه، بدأت عملية أخرى، خلال العملية الآنفة، سميت عملية جريلي Greeley، ويأتي ذكرها. ثم في 10 يوليه، قصفت طائرات ب 52 مواقع الشماليين، بين وادي إيا درانج Ia Drang، ودوك كو. وتوجه قائد الكتيبة الأولى من الفرقة الرابعة، المقدم كوري رايت Corey J. Wright؛ لحصر آثار القصف الآنف، وهو يتحسب من المكامن التي نصبها الشماليون لاصطياد الوحدات الأمريكية؛ فوجد أن سوء الأحوال الجوية جعل القصف الجوي لا تأثير له. ونجحت السريتان B وC، من الكتيبة الآنفة، في إنشاء مواقع دفاعية ومخابيء مغطاة مموهة وتهيئة مهابط للطائرات العمودية. في سعت 0830، يوم 11 يوليه، نجحت السرية C في قتل ثلاثة جنود شماليين، وإجبار بقية وحدة منهم على الفرار. وفي سعت 0900، اشتبكت مع وحدة أخرى، وحوصرت فصيلتان من السريتين B وC، وفشلت بقية الوحدات في الاتصال بها، وسقط قائد السرية B قتيلاً بقذيفة هاون. وسرعان ما تدخلت القاذفات الأمريكية، والمدفعية الميدانية الكثيفة. وانسحب الشماليون إلى كمبوديا، بعد أن فقد الأمريكيون 31 قتيلاً، و34 جريحاً، و7 مفقودين. وفقد الفوج 66 شمالي 142 قتيلاً.

في يوليه، تمكنت الفرقة الرابعة من نقل ثمانية آلاف من قبائل المونتاجنارد إلى مواقع استيطانية جنوبية. ولكنهم ظلوا دائماً يحاولون الفرار، والتمرد، والعودة إلى مواقعهم الأصلية.

بين 24 سبتمبر و10 أكتوبر، نفذ وليم بيرز الفصل الأخير من عملية فرانسيس ماريون. فقد تولى اللواء الأول مسؤولية حماية وتفتيش الساحل بطوله، في غرب ولاية بليكو، وحاولت وحدات اللواء الثاني منع أي تسلل، عبر الطرق في وادي داك باياو Dak Payau، جنوب شرق مدينة بليكو. وفي الأول من أكتوبر، قصفت الطائرات جماعة فيتنامية شمالية من الفوج 95 ب، كانت تتحرك هناك، فقتلت 49 وأسرت رجلين.

وفي 11 أكتوبر، أعلن اللواء وليم روسون William B.Rosson، قائد الفرقة 101 المحمولة جواً، انتهاء عمليتي فرانسيس ماريون وجريلي، واستكمل نشر اللواء 173 إلى منطقة فو ين الساحلية، وأمر اللواء الثاني من الفرقة الرابعة بالاستمرار شرقاً إلى محافظة فو بون؛ لتمشيط ممرات التسلل. وهكذا أسفرت الاشتباكات المتعددة عن 679 قتيلاً أمريكياً، ونحو 1203 قتلى من الفيتكونج والشماليين.

7- 22 أبريل: نفذت كتائب اللواء الثاني، من فِرقة الفرسان الأمريكية الأولى، عملية لي جيون Le Jeune؛ بهدف التحرك من مواقعها إلى محافظة كوانج نجاي، لنجدة مشاة البحرية الأمريكية فيها من هجمات الفيتكونج والشماليين المتكررة؛ وتيسير إعادة نشرهم في مواقع الفيلق الأول، في الشمال؛ وتأمين الإسناد اللوجستي لهم. وأثناء ذلك، خاضت اشتباكات متعددة مع الفيتكونج والشماليين.

وفي 7 أبريل، تمكنت كتيبة من الفرقة الخامسة فرسان أمريكية، التي يقودها المقدم روبرت ستيفنسون Robert D. Stevenson، من نقل مشاة البحرية خارج قرية دوك فو، بينما تولت قيادة اللواء الثاني قيادة جميع قوى الجيش ومشاة البحرية، في منطقة الاشتباكات، لي جيون. وتولى العميد جورج بلانكارد George S. Blanchard، مساعد قائد الفرقة الأولى فرسان، إنشاء مطار في قاعدة جبل دانج Dang، وأطلق عليها اسم منطقة مونتزوما Montezuma، مستخدماً أكثر من 200 طناً من المعدات الهندسية الثقيلة. ومن 9 أبريل، بدأت الطائرات العمودية C- 130 تهبط في مطار مونتزوما، وتقلع منه بسهولة. وحملت أكثر من 240 طناً من الإمدادات، يومياً، لدعم وإسناد القوات البرية. كما أسهمت القوات البحرية إسهاماً فاعلاً في دعم القوات الأمريكية، وتوصيل الإمدادات والمؤن إليها، فيما حول دوك فو. وقد شكل الفريق الأول ستانلي لارسين Stanley R. Larsen، قائد القوة الميدانية الأولى، قوة واجب جاللاجير Gallagher، لإدارة مهام الإسناد والتموين. وانتقاها من بين وحدات ميناء قيادة النقل الخامسة، في كوي نهون، وتوي هوا، وخليج كام رانه. واختارت قوة الواجب الآنفة موقعاً، على بعد أربعة كيلومترات، شرق دوك فو، على ساحل رازورباك Razorback، لعمليات الساحل.

وفي 25 أبريل، كانت الكتيبة الهندسية 39 قد انتهت من تجهيز طريق من رازورباك إلى مهبط مونتزوما، لتحملها الطائرات العمودية من هناك.

وفي خلال أسبوعين، من 25 أبريل، زعم الأمريكيون أنهم اشتبكوا مع الشماليين والفيتكونج، وأسقطوا 300 منهم، بين قتيل وأسير، في ولاية كوانج نجاي. بينما ذكرت مصادر أخرى أن القوات الأمريكية قتلت منهم 176 رجلاً، وأَسَرَت 127 آخرين. ولم تتيسر معلومات عن خسائر الأمريكيين.

18- 30 أبريل، نفذت الكتيبة 1/503 من اللواء 173 د المحمول جوا، عملية نيويورك، في منطقة الحرب D، عند نهري سونج بي ودونج ناي؛ لتمشيطها ومواجهة الفوج 141 الشمالي، والكتيبة د- 800 من الفيتكونج.

19 أبريل - 20 سبتمبر: نفذت قوة الواجب، أوريجون Task Force Oregon، المشكلة من كتائب المشاة: 14/1 و35/1 و35/2، وكتيبتَي الفرسان: 4/3-س و10/1-س، من اللواء الثالث، التابع لفِرقة المشاة الأمريكية 25، عملية الخباز Baker؛ بهدف حرمان الفِرقة الشمالية الثالثة، والفوج 22 الشمالي، والفوجَين: 1/60 و2/97، من الفيتكونج، استخدام الأودية القريبة من دوك فو، في محافظة كوانج نجاي، في توفير الطعام والإمدادات. وقد وقعت سلسلة اشتباكات عنيفة بين الجانبَين، أبرزها معركة فنه هييم Vinh Hiem، في 19 –20 مايو، ومعركة تان فونج Tan Phong، في 27- 30 مايو (انظر خريطة قوة الواجب أوريجون). وبلغ إجمالي الخسائر 32 قتيلاً و70 جريحاً من الأمريكيين، و371 قتيلاً وثلاثة أسرى من الفيتكونج والشماليين.

20 أبريل – 31 مايو: وقعت اشتباكات متفرقة، ضمن عملية براري 4 Prairie IV، بين الكتائب 3/3 و4/1 و9/1 و9/3، من مشاة البحرية الأمريكية، وبين وحدات من الفيتكونج والشماليين، في مناطق متفرقة من محافظة كوانج تري؛ أسفرت عن 164 قتيلاً و1240 جريحاً من الأمريكيين، و489 قتيلاً وتسعة أسرى من الفيتكونج والشماليين.

21 أبريل – 17 مايو: نفذت الكتائب 1/1 و1/2 و1/3، والكتيبة 3/1، من الإبرار الخاصة، وكتيبتا مشاة البحرية الأمريكية: 5/1 و5/3، عملية الاتحاد Uniou، في مناطق متفرقة من محافظتَي كوانج نام وكوانج تين؛ بهدف تدمير معسكر حصين، بين شو لاي ودانانج، يخص الفوج الثالث، التابع للفِرقة الثانية، من الفيتكونج والشماليين. وخاضت اشتباكات متفرقة، أسفرت عن 110 قتلى و473 جريحاً، ومفقودَين اثنَين من الأمريكيين، و865 قتيلاً من الفيتكونج والشماليين.

22 أبريل- 12 مايو: شن الفوج 273، من الفيتكونج والشماليين، في مناطق محافظة بنه دونج، عدة هجمات على كتائب فِرقة المشاة الأمريكية الأولى: 2/1 و18/2 و28/2، والكتيبة 22/3، من فِرقة المشاة الرابعة، والكتائب 9/4 و14/2 و27/1، من فِرقة المشاة 25؛ إضافة إلى فوج الفرسان المدرع 11، والكتيبة الرماة 34، من جيش فيتنام الجنوبية، التي كانت تنفذ عمليتين، حملتا اسم نجم بياكون Beacon Star، ومانهاتن Manhatan. وأسفرت الاشتباكات عن 15 قتيلاً و133 جريحاً من الأمريكيين، و123 قتيلاً وسبعة أسرى من الشماليين والفيتكونج. كما شنت وحدات من الفيتكونج والشماليين هجمات على كتيبة جماعة الإبرار 3/2، في محافظة ثوا ثيين، أثناء تنفيذها عملية حملت اسم شاوني Shawnee. وأسفرت عن 31 قتيلاً و292 جريحاً من الأمريكيين، و292 قتيلاً و27 أسيراً من الفيتكونج والشماليين.

24 أبريل- 11 مايو: بذلت كتائب مشاة البحرية الأمريكية: 3/2 و3/3 و9/1، جهودها المتواصلة، للاستيلاء على التلال 558 و861 و881 شمالاً، و881 جنوباً، المحيطة بمنطقة قاعدة خي سانه  Khe Sanh، في محافظة كوانج تري. وتعرضت لعدة هجمات من فِرقة الفيتكونج 325. ودارت معارك شرسة، استخدمت فيها الطائرات، والمدفعية الميدانية، والألغام، والرشاشات. وكانت الخسائر 155 قتيلاً و424 جريحاً من الأمريكيين، ونحو 900 قتيل من الفيتكونج والشماليين.

26 أبريل- 22 مايو: نفذت الكتيبة 3/8 من اللواء الأول، التابع للفرقة الرابعة مشاة، عملية هانكوك 1 Hancock I، في بان بليتش Ban Blech، في محافظة بليكو، لتمشيطها وتدمير مكامن الفيتكونج فيها.

28 أبريل – 12 مايو: اشتبكت كتيبة مشاة البحرية الأمريكية 3/1، من قوة الإبرار الخاصة، مع وحدات من الفيتكونج والشماليين، في وادي كوي سون، في محافظة كوانج نام؛ ما أسفر عن 55 قتيلاً و151 جريحاً من الأمريكيين، و181 قتيلاً و66 أسيراً من الفيتكونج والشماليين.