إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الصراع في القرن الإفريقي





القرن الأفريقي

مناطق النزاع الإثيوبي ـ الإريتري
الهجوم الإثيوبي على الصومال
التوزيع الديموجرافي
الحدود السياسية لإثيوبيا
الحدود السياسية لإريتريا
الخريطة الإدارية لإريتريا
جمهورية الصومال الديموقراطية



الأكــــراد

المبحث الثالث

الحرب الأهلية في الصومال

أولاً: بيانات أساسية عن الصومال

يقع الصومال ـ جغرافياً ـ في جزء مهم وحيوي من منطقة القرن الأفريقي، حيث تمتد سواحله من الحدود مع جيبوتي، وحتى الحدود مع كينيا، بطول 1800 كم. وهي بهذا الوضع تشكل الكتلة، اليابسة الممتدة في المياه، في الاتجاه الشمالي الشرقي، على شكل قرن. (اُنظر خريطة جمهورية الصومال الديموقراطية) .

وتقع الجمهورية الصومالية، بحدودها الحالية، بين خطي الطول 41ـ51 شرقاً، وبين دائرتي العرض 2 جنوباً ـ 12 شمالاً. وتبلغ مساحتها نحو 637.6 ألف كم2، وتشكل رقم (7) سبعة باللغة الإنجليزية، أو بشكل مثلث، تقريباً، رأسه في اتجاه الشمال، مكونة رأس القرن الأفريقي جغرافياً.

والصومال دولة عربية، أفريقية. دينها الإسلام، وعاصمتها مقديشيو.

1. الأصول العرقية

يرجع سكان "بلاد بونت" ـ وهو الاسم، الذي كان يُطلق على السّاحل الصّومالي ـ إلى القبائل الزنجية المعروفة باسم قبائل "البانتو"، وهي نازحة من الدول المجاورة للصومال، ثم اتصلوا بعد ذلك بالحضارة العربية القديمة، قبل قيام مملكة أكسوم في الحبشة بعدة قرون. 

أمّا في العصر الحديث، فتعود أصوله العربية إلى العرب، ولديه من العادات والصفات الموروثة ما يؤكد انتسابه للعرب.

2. التركيب الاجتماعي في الصومال، وأثره على المشكلتين

النظام الاجتماعي في الصومال، نظام قبلي، ويصعب تحديد حجم كل قبيلة، لعدم تمركزها في منطقة محددة. كذلك، فإن الإحصائيات المعمول بها، هي إحصائيات لسكان الإقليم، وليست للقبائل. فضلاً عن أن القبائل الصومالية، لها امتداد في كل من إثيوبيا، وكينيا، وجيبوتي. 

وهناك أربع قبائل رئيسية في الصومال ـ ولها فروع متعددة ـ وهي: "الهوية"، و"الدارود"، و"الإسحاق"، و"الرحنوين".

أ. قبيلة الهوية

وهي أكبر القبائل الصومالية، وتتوطن في الإقليم الأوسط، وفي العاصمة مقديشيو، والتخوم المحيطة بها. ولها فروع في جنوب الصومال، وفي إقليم الحدود الشمالي في كينيا N.F.D، كذلك في إقليم الصومال الغربي، "الأوجادين". ويتفرع أبناء قبيلة الهوية، إلى الأفرع التالية:

(1) الهيداب وينقسم إلى: الإبجال، وهبرجدر، والشيخال.

(2) حوادلي، جحنطي، ومورسدي.

وقد كان لهذه القبيلة دور بارز قبل الاستقلال، واستمر بعده. وكانت تسيطر على حزب وحدة الشباب الصومالي. ومن أبرز الشخصيات، في هذه القبيلة "آدم عبدالله عثمان"، أول رئيس لجمهورية الصومال منذ عام 1960م ـ 1967م، وكذلك "عبدالله عيسى"، أول وزير خارجية بعد الاستقلال.

ب. قبيلة الدارود

وهي واحدة من أكبر القبائل الصومالية، وتنتشر في شمال وشمال شرق الصومال، وفي بعض المناطق الوسطى الجنوبية، ولها وجود أيضاً في إقليم الأوجادين، وفي إقليم الحدود الشمالي، في كينيا. وهي تُعد المنافس الأكبر لقبيلة الهوية. وأشهر فروع هذه القبيلة هي: المريحان، الأوجادين، الليلكاس، الميجارتين، الدلبهانتي والأرسنجلي.

وكان لها دور بارز في مقاومة الاستعمار، في الفترة من 1900م ـ 1921م، وبرز منها الزعيم الصومالي "عبدالله حسن". كما تولى "عبدالرشيد شرماركي"، وهو أحد أبناء القبيلة، رئاسة الوزارة، ثم رئاسة الجمهورية، من عام 1967م إلى 1969م . وهناك تنافس في داخل القبيلة، بين فرعي المريحان والميجرتين.

ج. قبيلة الإسحاق

وهي أكبر قبائل الإقليم الشمالي، (الصومال البريطاني سابقاً)، ولها وجود في كل من إقليم هود، وهو جزء من إقليم الصومال الغربي، الذي ضُمَّ إلى إثيوبيا. وتضم هذه القبيلة عدة أفرع، من أهمها: هبرأول، آرب، يونس، إيذاعل.

وكان لها دور رئيسي، في توحيد شطري الصومال، وإقامة جمهورية الصومال في يوليه عام 1960م .

ومن أبرز شخصيات هذه القبيلة: "محمد إبراهيم عقال"، رئيس وزراء الصومال في الفترة من 1967م إلى 1969م.

في 5 مايو عام 1991م، وعند اشتعال الحرب الأهلية في جنوب الصومال، أُعلن انفصال الشمال عن الجنوب، تحت اسم "جمهورية أرض الصومال"، وذلك في حدود إقليم "الصومال البريطاني السابق" نفسه، وعُين عبدالرحمن أحمد علي "تور"، رئيساً للجمهورية.

د. قبيلة الرحنوين

تنتشر في المناطق الواقعة بين نهري جوبا وشبيلي، وهذه المنطقة من أخصب أراضي الصومال. وتتفرع القبيلة إلى عدة أفرع، أهمها فرعان هما: دجل ومريفل. ومن أبرز شخصياتها "عبدالقادر آدم" وزير داخلية سابق، ثم صار نائباً للرئيس المؤقت، علي مهدي محمد منذ عام 1991م .

هـ. قبائل أخرى

وهناك قبائل أخرى أقل أهمية من القبائل السابقة، مثل قبيلة الدير، في شمال وجنوب الصومال، وقبيلة البانتو، وهي قبيلة زنجية الأصل ويقطنون وادي نهر جوبا وسبيلي.

ثانياً: مشكلة الأوجادين

عند إعلان استقلال الصومال في يوليه 1962م، وضعت الدولة دستورها، واختارت علمها باللون الأزرق، تتوسطه نجمة بيضاء خماسية الأطراف، يشير كل طرف فيها إلى أحد الأقاليم الصومالية الخمسة، وهي (الصومال الإيطالي، والصومال البريطاني ـ اللذان تم توحيدهما عند إعلان الدولة ـ والصومال الفرنسي "دولة جيبوتي حالياً"، والصومال الكيني، وإقليم الصومال الغربي، "الأوجادين"، تحت السيطرة الإثيوبية حالياً).

وقد نص دستور الدولة، في المادة السادسة منه، على ضرورة تحقيق وحدة الأراضي الصومالية. وفي إطار هذا الدستور، بدأت الصومال العمل، على استعادة الأقاليم الصومالية الثلاثة، التي لم تتوحد معها. وعدّت الصومال أن خط الحدود بينها وبين إثيوبيا، هو خط إداري، خططه الاستعمار عام 1950م، وبنت حجتها في ذلك، على أن هذا الخط، قسّم القبائل الصومالية في هذه المنطقة، إلى قسمين، قسم يعيش في الصومال، والآخر في إثيوبيا.

وحينما أُنشئت منظمة الوحدة الأفريقية، اتخذت قرارات في مؤتمر القمة التأسيسي، المنعقد في أديس أبابا في أول مايو 1963م، بعدم الموافقة على وحدة الأراضي الصومالية، ثم جاء قرار القمة الأولى بالقاهرة في يناير 1964م، بعدم المساس بالحدود القائمة عند إعلان إنشاء المنظمة. لأجل ذلك لجأ الصومال إلى الحل العسكري لمشكلة الأوجادين.

1. الجولة الصومالية الإثيوبية الأولى (يناير 1964م)

ساءت الأوضاع على الحدود بين الدولتين،مما أدى إلى اندلاع القتال بينهما في يناير 1964م، وهو ما أطلق عليه "الجولة الصومالية الإثيوبية الأولى". ولم يتحدد من الذي بدأ العدوان، حيث تبادلت الدولتان الاتهامات، وتطور القتال بينهما ليشمل مواجهة على طول 900 كم. وتمكن الصومال من احتلال أجزاء من إقليم الأوجادين. وأعلنت جبهة تحرير الصومال الغربي SWLF  قيام حكومة مستقلة في الأوجادين. واستمر القتال حوالي الشهرين، وأوقف بتدخل منظمة الوحدة الأفريقية، وإصدارها قراراً بوقف النيران، في مؤتمر وزراء الخارجية الأفارقة، في دار السلام، في الفترة من 12 إلى 15 فبراير 1964م . ثم أعقب ذلك اتفاقية الخرطوم، التي وقعت في مارس 1964م، ونصت على "انسحاب القوات إلى مسافة 10 ـ 15 كم، داخل حدود الدولة".

وشُكلت لجنة إثيوبية صومالية مشتركة، تجتمع كل ثلاثة أشهر، للعمل على حل مشكلة الحدود بين الدولتين، ولكن اللجنة لم تحقق أهدافها، نظراً لفرض حالة استرخاء عسكري على المنطقة، دامت خمس سنوات، أي حتى عام 1969م .

2. المتغيرات في المنطقة

تواكبت هذه المرحلة، مع هدوء الحرب الباردة، بين الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتي، فلم يتدخلا في الحرب. وصدر بيان أمريكي في مارس 1964م، حث طرفي النزاع على ضبط النفس، وتسوية النزاع بالطرق السلمية، في إطار منظمة الوحدة الأفريقية.

وعلى الجانب الإثيوبي، تواصل القتال في إريتريا، وتدهورت الأوضاع، داخل الإمبراطورية، مع ضعف سلطة الإمبراطور، ووجود الجفاف، الذي أثّر على النواحي الاقتصادية، وسيطرت الأمهرة على مقاليد الأمور في الدولة. وهذا مهد الطريق إلى قيام انقلاب عسكري، في عام 1974م .

أعلنت بريطانيا عام 1956م، عن نيتها في الانسحاب العسكري، من شرق السويس، بهدف تخفيض حجم إنفاقها العسكري، لذا سارعت الولايات المتحدة، لحماية مصالحها، في البترول في منطقة الخليج، وزادت فرنسا من وجودها العسكري، في جيبوتي، مع استمرار دعم السوفيت لوجودهم العسكري في الصومال.

3. انقلاب عام 1969م

وقع انقلاب عسكري في الصومال، وتولي الرئيس سياد بري السلطة في 3 نوفمبر 1969م، وشكلت اللجنة المركزية للحزب الديموقراطي الصومالي، "وهو الحزب الوحيد في الصومال"، وعين فيها نسبة كبيرة من ضباط القوات المسلحة، الذين تلقوا تدريبهم في الاتحاد السوفيتي. وقد أعلن النظام الجديد، خطاً سياسياً جديداً ركز على:

أ. إلغاء الأحزاب السياسية.

ب. إعلان الاشتراكية العلمية.

ج. إيقاف العمل بالدستور الأول.

د. وضع سياسة اقتصادية جديدة، تعتمد على أسُس اشتراكية.

هـ. إعطاء الأولوية للدفاع والشؤون الخارجية، مع السياسة العامة للدولة.

وقّع الصّومال مع الاتحاد السوفيتي، على معاهدة الصداقة والتعاون بين البلدين، في يوليه 1974م، التي حصل بمقتضاها الاتحاد السوفيتي على تسهيلات وامتيازات بحرية، في كل الموانئ الصومالية.

4. محاولات الصومال الحل السِّلمي لمشكلة الأوجادين

بوقوع انقلاب عام 1974م في إثيوبيا، وإعلان عدائه للولايات المتحدة، حاول الصومال حل مشكلة الأوجادين سلمياً، حيث وجه الرئيس سياد بري خطاباً جاء فيه:

أن ما يجري في إثيوبيا، هو من شؤونها الداخلية، ولن يسمح بصفته أفريقياً وصومالياً، أن يتدخل أحد في شؤونها. ثم أرسل مبعوثاً سرياً خاصاً للتفاوض مع المسؤولين الإثيوبيين، لحل المشاكل بين البلدين. كما قام بإرسال مبعوث سري آخر للمهمة نفسها، ولكن إثيوبيا، أذاعت عن هذه المهمة السرية.

في فبراير 1976م، عقد الرئيس سياد بري في مقديشيو، اجتماعاً للمجلس الأعلى الصومالي للثورة، ومجلس الوزراء، لبحث موضوع العلاقات الصومالية الإثيوبية، وفوض الاجتماع الرئيس سياد بري، للتباحث مع المسؤولين الإثيوبيين، ومُنح سلطة التوقيع، على قيام اتحاد فيدرالي بين الدولتين.

طرح الرئيس سياد بري الموضوع، على المسؤولين الإثيوبيين أثناء انعقاد مؤتمر القمة الأفريقي الطارئ، الذي عقد في أديس أبابا، في أوائل فبراير 1976م . ووعد الوفد الإثيوبي بالرد، خلال خمسة عشر يوماً. إلاّ أن إثيوبيا شنت حملة دعائية، ضد الصومال، في النصف الثاني من الشهر نفسه.

طلب الصومال، وساطة الرئيس "جوليوس نيريري"، والرئيس الأوغندي، "عيدي أمين" لإقناع إثيوبيا، بالدخول في اتحاد فيدرالي مع الصومال. وكذلك طلب من الرئيس "جوزيف بروز تيتو"، رئيس يوغوسلافيا، إقناع إثيوبيا بالقبول لما فيه مصلحة الدولتين.

في فبراير عام 1977م، أعلن الرئيس الإثيوبي، "منجستو هايلا ماريام" عزم الثورة، على المحافظة على وحدة البلاد، بوصفها أحد مبادئ النظام الجديد، وبأن الاشتراكية كفيلة بحل التناقضات، واستئصال جميع التعقيدات.

5. الجولة الإثيوبية الصومالية الثانية (1975 م ـ 1978م)

بلغت العلاقات الإثيوبية الصومالية أعلى درجة من التوتر، في عام 1975م، مما أدى إلى قيام الجولة العسكرية الثانية،وهي ثلاث مراحل.

أ. المرحلة الأولى: من عام 1975م إلى مايو 1977م

في هذه المرحلة وقعت الأحداث الرئيسية الآتية:

(1) تشكيل جبهة تحرير الصومال الغربي S.W.L.F، في إقليم الأوجادين، التي وضعت لنفسها هدفاً إستراتيجياً، وهو "منح سكان الإقليم، حق تقرير المصير".

(2) عدم استقرار الموقف، داخل إثيوبيا حيث:

(أ). نجحت جبهات التحرير الإريترية، في تحرير حوالي 80% من إريتريا، خاصة الريف والطرق الرئيسية.

(ب). تكبدت القوات المسلحة الإثيوبية خسائر كبيرة في المعدات والأرواح، وهرب معظم أفراد كتيبة المظلات الإثيوبية، في أواخر عام 1976م .

(ج). نشطت جبهة تحرير تيجري T.L.F، وطالبت باستقلال الإقليم، وتوحيد نشاطها، بالتنسيق مع الجبهات الإريترية، خاصة مع الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا E.P.L.F.

(د). نشطت جبهة تحرير الأورومو O.L.F، في الجنوب، مما أدى إلى دفع القوات المسلحة الإثيوبية جنوباً.

(هـ). نشط الاتحاد الديموقراطي الإثيوبي E.D.U، بقيادة "رأس منجشا سيوم"، في إقليم جوندر على الحدود السودانية ـ الإثيوبية، وهذا أدى ـ أيضاً ـ إلى دفع قوات مسلحة إثيوبية غرباً.

(و). نشطت الأحزاب السرية، في الداخل، خاصة في العاصمة "أديس أبابا"، مثل الحزب الشعبي الثوري الإثيوبي E.P.R.P..

ب. المرحلة الثانية: من يونيه 1977م إلى 15 يناير 1978م

اتسمت هذه المرحلة، بالأحداث الرئيسية الآتية:

(1) في يونيه 1977م، طَرْد إثيوبيا للبعثة العسكرية الأمريكية M.A.G. k، التي كانت تدرب القوات المسلحة الإثيوبية.

(2) استنزاف القوات المسلحة الإثيوبية، في قتالها في إقليم إريتريا، وفي مقاومة حركات المقاومة السرية الإثيوبية.

(3) وجود صراع داخل المجلس العسكري الحاكم، في إثيوبيا.

(4) سيطرة جبهة تحرير الصّومال الغربي، على نسبة كبيرة من أراضي إقليم الصومال الغربي، "الأوجادين".

(5) تسليح الاتحاد السوفيتي القوات المسلحة الصومالية، وتدريبها، وإعادة تنظيمها.

(6) فشل الاتحاد السوفيتي، في الإصلاح بين إثيوبيا والصومال، وفي حل المشكلة سلمياً.

(7) حدوث تقارب إثيوبي ـ سوفيتي، ووصول خبراء عسكريين كوبيين.

(8) شنّ الصّومال هجوماً مشتركاً، مع جبهة تحرير الصومال الغربي، في الثاني عشر من يوليه 1977م، من دون علم الاتحاد السوفيتي، ونجاحه في تحرير حوالي 90%، من الإقليم. ووصول القوات الصومالية إلى مشارف مدينة هرر، في أوائل أغسطس 1977م . وتوقف القوات لنفاذ الذخائر، وطول خطوط الإمداد.

(9) سوء العلاقات السوفيتية ـ الصومالية، نتيجة لشن هذا الهجوم.

(10) تحول الاتحاد السوفيتي تجاه إثيوبيا، وإيقاف إمداد الصومال، بقطع الغيار والذخائر؛ وطرْد الصومال الخبراء السوفيت، وإنهاء معاهدة الصداقة والتعاون السابق توقيعها، مع الاتحاد السوفيتي.

(11) إمداد الاتحاد السوفيتي إثيوبيا بصفقة سلاح حديثة، شملت الدبابات، والمدفعية، وتدريب القوات الإثيوبية عليها.

ج. المرحلة الثالثة: من 15 يناير 1978م إلى أبريل 1978م

اتسمت هذه المرحلة بالسمات الآتية:

(1) عُقد مؤتمر في الأسبوع الأخير من يناير 1978م، ضم:

(أ) الجنرال كوليا كوف، المسؤول عن العمليات السوفيتية في أفريقيا، ومعه خمسة من كبار الجنرالات في الجيش السوفيتي.

(ب). راؤول كاسترو، وزير الدفاع الكوبي، ونائبه، على رأس وفد عسكري كوبي من 10 ضباط.

(ج). مجموعة من كبار ضباط ألمانيا الشرقية.

(د). رئيس أركان القوات المسلحة، في اليمن الجنوبي.

خطط المؤتمر للهجوم على الصومال، بهدف استعادة إقليم الأوجادين، ووُضعت الخطة على أساس القيام بهجوم شامل، على القوات الصومالية، على محاور متوازية، بدلاً من الفكرة التي طُرحت، لمهاجمة الصومال من الجنوب، والاستيلاء على ميناء كيسمايو، ثم الاتجاه شمالاً للاستيلاء على مقديشيو.

(2) أمد الاتحاد السوفيتي إثيوبيا، ببطارية مدفعية وكتيبتي دبابات، من الوحدات الكوبية في أنجولا، ومجموعة من الطيارين، وأطقم الهاوتزر، والهاون الكوبيين، وبلغ حجم الوجود الكوبي والكتلة الشرقية في إثيوبيا، حوالي 8000 ـ 9000 فرد، من قوات نظامية وخبراء عسكريين.

(3) أمدت ليبيا إثيوبيا، بعدد (غير معروف)، من الدبابات الإيطالية الصنع، وشكلت أطقم هذه الدبابات من الجنود السوفيت، واستخدمت في الهجوم على "جيججيجا".

(4) أمد اليمن الجنوبي إثيوبيا، بوحدات مدفعية ومدرعة.

(5) توقف كل من الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة الأمريكية، عن إمداد الصومال بالأسلحة وقطع الغيار.

(6) في فبراير 1978م شنت إثيوبيا، تعاونها عناصر الدعم، هجوماً مضاداً في الأوجادين. وبلغ حجم القوات "3 فرق مشاة، و4 فرق متطوعين، ولٍواءًا مدرعاً، ولواء مشاة ميكانيكي، وثلاثة ألوية مختلطة كوبية ـ إثيوبية". ونجحت القوات الإثيوبية، في اختراق الدفاعات الصومالية، وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة الصومالية، أوامرها لقواتها بالانسحاب. وتوقفت القوات الإثيوبية المشتركة، عند خط الحدود الحالي بين الدولتين. وبانتهاء الجولة الصومالية ـ الإثيوبية الثانية، رصدت الشواهد الآتية:

(أ). تحول الاتحاد السوفيتي من مواقعه في الصومال، إلى مواقع أكثر أهمية في إثيوبيا على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.

(ب). تَقَلُّصُ النفوذ الأمريكي في المنطقة.

(ج). ظُهور الوجود الكوبي في شرق أفريقيا.

(د). توطد العلاقات الإثيوبية مع اليمن الجنوبي.

(هـ). تقلص الدور الأوروبي تماماً في المنطقة، باستثناء الوجود الفرنسي في جيبوتي.

(و). توتر العلاقات الإثيوبية مع مصر، نتيجة لتأييدها للصومال وإمداده بالأسلحة.

(ز). ازدياد سوء الموقف الاقتصادي في الصومال، وظهور بوادر تمرد على نظام الرئيس سياد بري، ووقوع محاولة انقلاب عسكري فاشلة، في أواخر عام 1978م، بقيادة قائد القوات الجوية الصومالية.

6. احتواء عناصر المعارضة

تسبب فشل الجهود السلمية لحل مشكلة الأوجادين، في بدء مرحلة جديدة من الصراع بين الدولتين، أُطلق عليها "مرحلة احتواء العناصر المعادية". فقد احتوت إثيوبيا، الجبهة الديموقراطية لإنقاذ الصومال S.S.D.F، وهي الجبهة التي شُكلت تحت رئاسة الجنرال "عبدالله يوسف"، من قبيلة الميجرتين. ودعمت إثيوبيا الجبهة بالسلاح والتدريب. واعتدت الجبهة في أواخر عام 1979م، على القرى الحدودية الصومالية، ولكنها فشلت وارتدت إلى مسافة 40 كم، داخل الحدود الإثيوبية. وفي شهر يوليه 1980م، شن لواء مشاة صومالي، بقيادة الجنرال "عمر حاج محمد"، رئيس أركان حرب الجيش الصومالي، هجوماً على منطقة تمركز الجبهة، داخل الحدود الإثيوبية، وأنزل بها خسائر جسيمة.

في عام 1981م، حدث تمرد في الإقليم الشمالي للصومال، نتيجة اعتقال بعض المثقفين، الرئيسيين من أبناء الإقليم، مثل، "إسماعيل أبو بكر" النائب الثالث لرئيس الجمهورية. أسفر ذلك عن مهاجمة الحكومة المركزية الإقليم براً وجواً، مما أدى إلى هروب عدد كبير من الإقليم إلى إثيوبيا، وتشكيلهم الحركة الوطنية الصومالية S.N.M. وسمحت إثيوبيا للجبهة بالعمل عبر أراضيها.

احتضن الصومال "الحزب الشعبي الثوري الإثيوبي E.P.R.P"، وهو حزب سري، وكذلك جبهة تحرير الأورومو، فضلاً عن تقديمه الدعم المادي والمعنوي، لجبهات التحرير الإريترية.

نتيجة لتدهور الموقف داخل الصومال، في كلا الإقليمين، الشمالي والجنوبي، ونتيجة لتعدد القبائل، واختلاف أهدافها ومصالحها، شكلت القبائل جبهات تحرير، أو فصائل، كما يُطلق أحياناً عليها، ونشبت حرب بين الفصائل والحكومة، أدت إلى انهيار نظام حكم الرئيس "محمد سياد بري".

وبسقوط الحكومة، نشبت الحرب الأهلية في الإقليم الجنوبي، للاستيلاء على السلطة. وأعلن الإقليم الشمالي استقلاله، تحت مسمى "جمهورية أرض الصومال".

ثالثاً: الحرب الأهلية في الصّومال

مثّلت الحرب الأهلية في الصومال، اختباراً قاسياً لشعب الصومال، وحكومته، وعلى مدى عشرين عاماً، عانت الصومال من ويلات هذه الحرب، ودفعت ثمن ذلك من استقرارها وتقدمها، حيث توقفت عجلة الحياة والتعليم والتنمية، وعاش الناس عهداً من تسلط الجبهات المسلحة، التي اندرجت تحت القبائل والفصائل المختلفة. وشكلت القبائل جبهات ـ أو كما يطلقون عليها فصائل ـ بلغ عددها 24 فصيلاً، تولى قيادة كل فصيل منها، قائد عسكري من أبناء القبيلة. وفي إيجاز، نعرض ملمحاً مختصراً لهذه الجبهات:

1. الجبهة الديموقراطية لإنقاذ الصومال S.S.D.F:

تكونت هذه الحركة عام 1978م، من قدامى السياسيين، ورجال الدولة والتجار، بعد أن بدأ نظام الرئيس محمد سياد بري، في اعتقال بعض أبناء الإقليم الشمالي. ومعظم أعضاء هذه الجبهة من قبيلة "الميجرتين". واتخذت الجبهة أديس أبابا مقراً لها. ثم حاولت القيام بمحاولة انقلاب عام 1978م ولكنها فشلت. وترأس الجبهة "محمد أبشر"، وتولى قيادة قواتها الجنرال "عبدالله يوسف". وسيطرت الجبهة على شمال شرق الصومال، وتمكنت من طرد "قوات الاتحاد الإسلامي" من "بوساسو"، إلى إقليم "سول وسانج" غرباً. كذلك، أمنت الجبهة حدودها الجنوبية مع جبهة "المؤتمر الصومالي الموحد". ورفضت الجبهة انقسام الصومال، واعتبرته خطراً يهدد الصومال بأكمله.

2. الحركة الوطنية الصومالية S.N.M

وأُنشئت في لندن عام 1981م من المثقفين، من أبناء قبيلة الإسحاق، في شمالي الصومال، و تشكل نصف عدد سكان الصومال. تولى قيادة الجبهة السفير عبدالرحمن أحمد علي، الملقب بـ "عبدالرحمن تور". ووضعت الجبهة هدفاً رئيسياً لها، وهو إسقاط الرئيس سياد بري، من خلال الكفاح المسلح، خاصة بعد العدوان المسلح للحكومة الصومالية، على مواقع الجبهة، وعلى الإقليم الشمالي، خاصة هيرجيسة عاصمة الإقليم. تعتمد الجبهة على دعم المواطنين الصوماليين، من أبناء الإقليم، في شمال الصومال، الذين يعملون بمنطقة الخليج. كذلك تلقت دعماً مادياً من ليبيا، ومنحت قاعدة لتمركز قوات الجبهة في إثيوبيا.

هاجمت الجبهة، عبر الحدود الإثيوبية، شمال الصومال، واستولت على منطقة مثلث "هيرجيسة ـ بربرة ـ برعو". وعلى الرغم من استخدام الحكومة للقوات البرية والجوية لمهاجمة قوات الجبهة، فإن الجبهة تمكنت من الاستيلاء على الإقليم الشمالي بأكملهً في يناير 1991م.

وفي 17 مايو 1991م، عُقد مؤتمر في "برعو"، أعلن استقلال شمال الصومال بحدود إقليم الصومال البريطاني السابق، وأُطلق على الدولة الجديدة "جمهورية أرض الصومال".

3. الحركة القومية الصومالية S.P.M

أُسست عام 1989م في الجنوب، برئاسة العقيد "أحمد عمر جيس"، وزير السياحةالسابق في حكومة سيادبري. وهي تتبع قبيلة "أوجادين"، أحد أفرع "الدارود". أُنشئت الجبهة، بعد اعتقال الجنرال "آدن عبدالله"، وزير الدّفاع، وأحد أبناء الجبهة.

في مارس 1989م، بدأت المواجهة بين الحركة، ونظام الرئيس سياد بري في منطقة "أفامادو"، شمال غرب ميناء كيسمايو، وسيطرت الحركة على جنوب البلاد، وجزء من الوسط في منطقة منتصف نهر جوبا.

وفي أبريل 1992م حدث انقسام في الحركة، للتنافس بين "آدن عبدالله"، و"عمر جيس"، على رئاسة الحركة. وتمكنت قوات "عمر جيس"، من هزيمة قوات "آدن عبدالله"، بدعم من الجنرال "محمد فارح عيديد" ومساندته. وسيطرت الحركة على ميناء كيسمايو.

هرب "آدن عبدالله" إلى نيروبي. وترأس الجناح العسكري للحركة، الجنرال محمد سعيد حرثي "مورجان"، زوج ابنة الرئيس سيادبري. وانضمت قوات مورجان، إلى فلول قوات سياد بري، عبر الحدود الكينية الصومالية، وتحالف مورجان، مع "علي مهدي محمد"، الرئيس المؤقت للصومال.

4. المؤتمر الصومالي الموحد U.S.C

شُكِّل في يناير عام 1989م في روما، من قدامى السياسيين والضباط، من قبائل الهوية في وسط الصومال وحول مقديشيو العاصمة. ووضعت الجبهة هدفين رئيسيين لها:

الأول: الإطاحة بنظام الرئيس سياد بري، حتى لو اضطرت لاستخدام القوة المسلحة.

الثاني: عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية، لتشكيل حكومة انتقالية، توطئة لإنشاء نظام ديموقراطي، متعدد الأحزاب.

تمركزت قوات الجبهة في إثيوبيا، وتم تدريبها وإعدادها عسكرياً، ثم دخلت إلى الصومال في شهر سبتمبر، عام 1990م، بقيادة الجنرال محمد فارح عيديد.

كان "علي مهدي محمد"، في ذلك الوقت، هو الممول الرئيسي للحركة، وكان على اتصال علني، "بجماعة البيان" وهي معارضة سلمية، لنظام سياد بري داخل مقديشيو. تمكنت قوات الحركة، بقيادة "الجنرال محمد فارح عيديد"، من محاصرة مقديشيو وإسقاط نظام سياد بري، في 26 يناير 1991م. ورأى عيديد أنه هو الذي أسقط النظام، لذلك فهو الأحق بزعامة الدولة.

انعقد المؤتمر العام للحركة في يونيه 1991م، وقرر انتخاب الجنرال "محمد فارح عيديد"، رئيساً له، وقرر المشاركة في مؤتمر جيبوتي، الذي حدد له يوليه 1991م، لإجراء مصالحة شاملة، بين الفصائل الصومالية. ولكن الجنرال عيديد رفض الذهاب إلى مؤتمر جيبوتي، على أساس أن الإعداد للمؤتمر جرى بشكل متسرع، وكان خاضعاً لنفوذ قوى أجنبية، خاصة إيطاليا.

وعندما اختار مؤتمر جيبوتي، "علي مهدي محمد" رئيساً للدولة، لمدة عامين، رفض عيديد الاعتراف بذلك، على أساس أن المؤتمر وزع المناصب الرئيسية، على الفصائل، وأن المؤتمر الصومالي المّوحد، الذي أعطيت له رئاسة الدولة، هو الذي ينتخب الرئيس.

في سبتمبر 1991م، تحول الخلاف، بين كل من الجنرال "عيديد"، و"علي مهدي محمد"، الرئيس المؤقت، إلى صراع بين فرعي قبيلة الهوية: "هيبرجيدر" الذي ينتمي له عيديد، و"الأبجال" الذي ينتمي إليه "علي مهدي". وتحول الصراع بينهما إلى صراع مسلح، داخل مقديشو العاصمة.

وُقِّع اتفاق إيقاف النيران بين الطرفين، في 3 مارس 1992م تحت إشراف الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وسيطرت قوات عيديد، على الجزء الأكبر من العاصمة والمنطقة جنوبها، والمناطق الغربية للعاصمة وهي منطقة قبيلة "هيبرجيدر".

تقدمت قوات الرئيس سياد بري من الجنوب، صوب العاصمة مقديشيو، في شهر أبريل 1992م ووصلت إلى بُعد 40 كم منها. تصدت قوات عيديد لها، وطاردتها مسافة 600 كم، حتى الحدود الكينية ـ الصومالية.

5. الجبهة القومية الصومالية S.N.F

أُنشئت في منطقة مدينة "بارديرا"، من قبيلة المريحان، "قبيلة الرئيس سياد بري"، وشُكِّلت برئاسة:

الجنرال "عمر حاج محمد"، رئيس الأركان السابق. ومعظم الأعضاء البارزين في الجبهة، من المسؤولين في نظام حكم الرئيس "سياد بري".

هاجم الجنرال عيديد، تسانده الحركة القومية الصومالية، بقيادة "أحمد عمر جيس"، والحركة الوطنية الصومالية، في الجنوب، الجبهة القومية في مايو 1992م، وهرب الرئيس سياد إلى كينيا. واستولت قوات عيديد على مدينة "بارديرا"، ولكن الجبهة، تمكنت في أكتوبر 1992م، من استعادة المدينة، وأصبحت الجبهة، ضمن الاتحاد، الذي تكون من 12 جبهة، مناوئة للجنرال عيديد.

وهناك جبهات أخرى، غير التي سبق ذكرها، ليس لها تأثير كبير مثل:

·   الحزب الصومالي المتحد U.S.P.

·   الحركة الديموقراطية الصومالية S.D.M

·   الاتحاد الديموقراطي الوطني الصومالي S.N.D.U.

·   الحركة الإسلامية الصومالية

وهناك تحالفان، تشكلا من عدد من الفصائل الصومالية، هما:

1. التحالف الأول: التحالف الوطني الصومالي S.N.A:

ويتكون من المؤتمر الصومالي الموحد، جناح الجنرال "فارح عيديد"، مع الحركة الوطنية الصومالية، بقيادة "أحمد عمر جيس"، والحركة الديموقراطية بقيادة "فرع محمد نور"، والحركة القومية الصومالية "فرع عبدي وَرْسَمه".

2. التحالف الثاني

ترأسه علي مهدي محمد، الرئيس الصومالي المؤقت. وتَكَوّن اثنى عشر فصيلاً، هي: التحالف الديموقراطي، والاتحاد الديموقراطي الوطني، والجبهة القومية، وجناح آدن عبدالله نور من الحركة الوطنية الصومالية، والجبهة الديموقراطية لإنقاذ الصومال، والجبهة الصومالية المتحدة، والحزب الصومالي الموحد، والاتحاد الوطني الصومالي، وجناح المؤتمر الصومالي الموحد، برئاسة علي مهدي، وأحد جناحي الحركة الديموقراطية الصومالية، ومنظمة موكي الزراعية.

سقطت السلطة المركزية في الدولة، بسقوط نظام الرئيس سياد بري، ودار الصراع القبلي، للاستيلاء على السلطة. ووقعت الحركات الأساسية الثلاث، "الحركة الوطنية الصومالية"، و"المؤتمر الصومالي الموحد"، و"الحركة القومية الصومالية"، اتفاقاً في أديس أبابا، في 2 أكتوبر 1990م، لوضع الترتيبات اللازمة لإدارة البلاد، من خلال عقد مؤتمر عام لجميع الحركات.

شكلت قيادة المؤتمر الصومالي الموحد حكومة، وضح من تشكيلها الحفاظ على مصالح جانب من قبيلة الهوية، مما أدى إلى نشوب الخلافات، بين "علي مهدي محمد"، رئيس الحكومة المؤقتة، والجنرال "فارح عيديد"، القائد العسكري للحركة.

أدى ظهور المؤتمر الصومالي الموحد كقوة، إلى تخوّف الفصائل الأخرى، مما أدى إلى نشوب النزاع بينها وبين المؤتمر. وفي النصف الأول من عام 1991م بدأ القتال المسلح في الجزء الجنوبي من الصومال، "الصومال الإيطالي السابق".

رابعاً: الخريطة السياسية للصومال، بعد انهيار نظام سياد بري

قُسِّم الصومال إلى خمسة أجزاء منفصلة، هي:

1. المحافظات الشمالية الغربية، وتخضع لسيطرة الحركة الوطنية الصومالية، ومركزها "بربرة، برعو، هيرجيسة"، وتخضع لسيطرة "محمد إبراهيم عقال"، رئيس جمهورية أرض الصومال.

2. المحافظات الشرقية والوسطى، وتخضع لسيطرة "الجبهة الديموقراطية لإنقاذ الصومال"، وتشمل مدن "بوصاصو، جلكاعيو، دوسا مأرب".

3. محافظة وهران، شبيلي، العاصمة مقديشيو، وتخضع لنفوذ المؤتمر الصومالي الموحد، بجناحيه.

4. المحافظات الجنوبية والجنوبية الغربية، موزعة بين جناحي الجبهة القومية الصومالية، وتتمركز في مدينة كيسمايو، وبارديرا، وجنوباً حتى حدود كينيا.

5. المحافظة الشمالية، وعاصمتها بوراما (على حدود جيبوتي)، تحت سيطرة "الحركة الديموقراطية الصومالية".

وتتغير الخريطة طبقاً للتحالفات، التي تتم خلال سير العمليات العسكرية، التي تدور بين الفصائل.