إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الأكراد والمشكلة الكردية




الملا مصطفى البرزاني
جلال طالباني
عبدالله أوج آلان
عبدالرحمن قاسملو


منطقة الأكراد "كردستان"



الأكــــراد

ثبت الأعلام

1. الملا مصطفى البارزاني

إن قصة حياة الملا مصطفى البارزاني هي قصة الثورة الكردية في العراق.

ولد الملا مصطفى بن الشيخ محمد البارزاني بقرية بارزان، عام 1903، يتيماً، إذ توفي أبوه قبل مولده بأمد وجيز. وعندما كان في الثالثة من عمره 1906، ساق الأتراك حملة تأديبية على العشائر الكردية فأسروا الشيخ عبدالسلام، الأخ الأكبر لمصطفى - وسجنوا الطفل مع أمه فقضيا في الحبس تسعة أشهر.

بدأ حركاته التمردية سنة 1943، مع أخيه الشيخ أحمد، وقررت الحكومة العراقية إبعاده إلى بيران، فجاء إلى بغداد، في فبراير 1945، وطلب السماح له بالذهاب إلى منطقته لجمع الأسلحة، وأذن له في ذلك لكنه أخذ يتجول بين القرى ويحث القوم على الإخلال بالأمن. وأرسلت عليه حملة عسكرية لتأديبه، في أغسطس 1945، والتجأ إلى إيران وشارك في قيام جمهورية مهاباد الكردية هناك، عام 1946، ولما قضي عليها لجأ مع مجموعة من رجاله إلى الاتحاد السوفيتي، وهناك قضى وقته في دراسة اللغة الروسية والتدريب العسكري ودراسة الماركسية, وعاد إلى العراق في 6 أكتوبر 1958، ورحب به عبد الكريم قاسم، ثم انقلب عليه بإعلان الثورة الكردية عام 1961. واستمر يحارب الحكومة العراقية حتى صدور بيان 11 مارس 1970.

جرت محاولة لاغتياله في 29 سبتمبر 1971، والمحاولة الثانية في يوليه 1972.

وبعد توقيع اتفاق الجزائر بين العراق وإيران، في مارس 1975، ألقى السلاح وتوجه لحليفه شاه إيران الذي تنكر له، وأقام في طهران فترة من الوقت ثم انتقل، في عام 1976، إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج من سرطان الرئة. وتوفي هناك في مارس 1979، ثم نقل جثمانه إلى طهران ومنها إلى أورمية في شمالي غربي إيران بموافقة حكومة الثورة الإيرانية حيث ووري التراب في بلدة أوشنافيه. وفي عام 1980، قامت مجموعة ماركسية من أكراد إيران بالعبث بقبر الملا مصطفى، فاستعاده البارزانيون وأعادوا دفنه في معقلهم الجبلي في منطقة ريّان الواقعة قرب الحدود مع العراق. وفي خريف عام 1993، نقلت طائرة عمودية إيرانية جثمان البارزاني مرة أخرى إلى الحدود العراقية حيث دفن بناء على وصيته بأن يدفن في كردستان.

له ثلاثة من الأبناء، هم:

عبيدالله: الابن البكر للملا مصطفى، شكك في مواقف والده وفرّ، في عام 1974، إلى بغداد وأعلن أن البارزاني لا يريد اتفاق الحكم الذاتي. اغتاله النظام العراقي عقب مشادة دارت بينه وبين صدام حسين مع بداية الحرب العراقية - الإيرانية، دافع فيها عن والده الملا مصطفى.

إدريس: ولد في عام 1944، وكان أحد قادة الحزب الديموقراطي الكردستاني وتولى الشؤون السياسية، كلفه أبوه بالنيابة عنه بالتفاوض مع الحكومة العراقية في بغداد على رأس وفد كردي، عام 1974، وتوفي في قرية سيلفانة في آذربيجان الغربية الإيرانية بالسكتة القلبية، في 31 يناير 1987.

مسعود: ولد عام 1946، وخلف والده في زعامة الحزب الديموقراطي الكردستاني، بدأ حركاته من الحدود الإيرانية، في يوليه 1979، متعاوناً مع القوات الإيرانية.

تحول الملا مصطفى البارزاني إلى شخصية أسطورية في نظر الأكراد منذ انسحابه إلى الاتحاد السوفيتي بعد انهيار جمهورية مهاباد، عام 1946. فقد اشترك في قيادة الجيش في تلك الجمهورية الكردية التي قامت تحت الحماية السوفيتية، ولكن بعد تخلي الروس عنها بطش الجيش الإيراني بقادتها، وتمكن الملا مصطفى البارزاني ومعه قواته من الصمود أمام الجيش الإيراني الذي بدأ يطاردهم. وفي 11 مارس 1947، بدأ البارزانيون قتالهم التراجعي الأسطوري، وأثبتوا أنهم عدو مراوغ، وواسع الحيلة، ويحسن القتال في ظل شروط مواتية له، وعلى الأرض التي تلائمه، وفي الوقت الذي يختاره. وخلال الاشتباكات شبه اليومية التي خاضها الأكراد، نجحوا في إيقاع خسائر في صفوف أعدائهم أكبر من تلك التي أنزلت بهم. ولكن القصف الجوي المستمر الذي نفذته ضدهم اثنتا عشرة طائرة حربية إيرانية قديمة والضغط الميداني الإيراني المتواصل، أثرا تدريجياً في معنويات المقاتلين والنساء والأطفال. فقسم البارزانيون قواتهم إلى قسمين. وفي مطلع أبريل قرر الشيخ أحمد - الشقيق الأكبر للملا مصطفى - وأربعة ضباط أكراد فارين من الجيش العراقي والسواد الأعظم من المقاتلين والعائلات العودة إلى العراق مهما تكن النتائج، وسلموا أنفسهم إلى قوة عراقية كانت بانتظارهم عند الحدود. وعاقب العراقيون الشيخ أحمد بالسجن على مدى الإحدى عشرة سنة التالية، ونفوا رفاقه إلى جنوبي العراق. وصحت تحذيرات الملا مصطفى للضباط الأربعة من مغبة الاستسلام إذ أعدمهم العراقيون شنقاً.

بعد بضعة أيام سلك ملا مصطفى و493 مقاتلاً ظلوا معه طريقاً أقل خطورة. فسبق القوات الإيرانية وعبر الحدود ودخل الأراضي العراقية، ليل 13 أبريل 1947، متجهاً إلى الجبال النائية والوعرة شمالي بلدة بارزان. وبعد أسبوعين استأنف البارزاني مسيرته بسبب فشله في الحصول على عفو من بغداد. وبما أنه لا يتوقع أي مهادنة من جانب الإيرانيين أو الأتراك فلم يكن له من خيار سوى التوجه إلى الاتحاد السوفيتي. وبدأ الملا مصطفى ورفاقه رحلة الانسحاب التي استمرت ثلاثة أسابيع، فدخل الأراضي التركية، في 27 مايو1947، لفترة وجيزة ثم دخل الأراضي الإيرانية بعد يومين واتجه شمالاً. وفي سياق انسحابه اضطر البارزاني إلى دخول الأراضي التركية مراراً لفترة وجيزة قبل أن يعود إلى إيران حيث تولى لواءان إيرانيان مطاردته. ولم يكن لدى الأكراد سوى العدد الضروري من الدواب لحمل الجرحى والإمدادات القليلة التي في حوزتهم. فاضطر البارزاني ورجاله الأصحاء إلى قطع 354 كيلومتراً سيراً على الأقدام، عبر جبال زاجروس التي تصل فيها سماكة الثلوج أحياناً إلى 305 أمتار. وخوفاً من أن تكتشف مواقع قواته عمد البارزاني إلى التنقل في الجبال ليلاً، وصنعوا أحذية من إطارات مطاطية قديمة لأنها متينة ولا تصدر ضجة. وتخلّوا عن أسلحتهم الآلية لأنها ثقيلة جداً. واعتمدوا على بنادق برنّو القديمة وتقاسموا الذخيرة فحصل كل مقاتل على 500 طلقة، وخشي الأكراد من أبناء المناطق التي عبرها البارزاني أن يزودوا رجال البشمركة الخبز والأغذية وللسبب نفسه امتنع الملا مصطفى ورجاله عن النوم في القرى التي مروا بها إلا في ما ندر. وافترشوا الصخور والثلوج ونقصت المياه معهم وأصابهم مرض الحكاك واهترءت ثيابهم، لسيرهم، أحياناً، على أربع لكي لا يراهم أحد. وفي بعض الأحيان كانت الأرض وعرة جداً لدرجة أن البغال لم تتمكن من السير عليها الأمر الذي أرغمهم على التخلي عن الجرحى.

وخلال هذا الانسحاب خسر البارزاني 28 رجلاً في القتال، وأكثر من 20 آخرين ماتوا بسبب جراحهم أو الإعياء الذي أصابهم. واضطر البارزاني إلى خوض ثلاث معارك كبرى وحوالي ستة اشتباكات صغيرة. لكن القوات الإيرانية التي تولت مطاردته أخفقت في سحق قواته. وبفضل خبرته في دروب كردستان تمكن الملا مصطفى من تضليل مطارديه. وبعد جهد جهيد وصل البارزاني ورفاقه إلى ضفة نهر آراس الذي يمثل الحدود بين أرمينيا السوفيتية - آنذاك - وإيران، عند نقطة تبعد 40 كيلو متراً جنوبي شرقي جبل أرارات المغطى بالثلوج. فعبروا النهر سباحة إلى الأراضي السوفيتية في منتصف يونيه 1947، وبقوا هناك إحدى عشرة سنة حتى عادوا إلى العراق بأمر من عبد الكريم قاسم وبتشجيع من السوفيت، في أكتوبر 1958.

وقد اعتقله السوفيت ونفوه واضطر إلى العمل في إحدى مزارع الدولة مسؤولاً عن وزن الفاكهة وتم نقله من باكو عاصمة آذربيجان السوفيتة إلى طشقند في آسيا الوسطى، قبل أن يتم نقله مجدداً بأمر من ستالين إلى موسكو حيث التحق بمدرسة تابعة للحزب الشيوعي السوفيتي لدراسة الماركسية. وكان يلقب بالملا الأحمر.

2. جلال طالباني

أحد زعماء الحركة الكردية المشهورين. ولد عام 1933م، في قرية كلقان، في كردستان العراق، على مقربة من بحيرة دوكان. تلقى تعليمه الأوليَّ والمتوسط، بالمدارس في مدينة (كوي سنجق)، ثم واصل تعليمه الثانوي في كركوك وأربيل.

بعد أن أنهى دراسته الثانوية، تقدم للدراسة في كلية الطب، ولكن الحكومة الملكية الهاشمية في العراق، رفضت طلبه بسبب نشاطاته السياسية.

ولقد بدأ نشاطه في سبيل القضية الكردية مبكراً، فيُذكر أنه شكل خلية سرية، من الطلاب الأكراد في عام 1946م، عندما كان في الثالثة عشرة من عمره. كما انتسب في العام التالي، إلي الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي كان يتزعمه الملا مصطفى البارزاني. ولما كان في الثامنة عشرة من عمره، أي عام 1951م، انتخب عضواً في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني.

وفي عام 1953م، سمح له بالالتحاق بكلية الحقوق، ولكنه اضطر إلى ترك الدراسة في عام 1956م، وتوارى عن الأنظار، بسبب طلب السلطات القبض عليه، بتهمة تأسيس اتحاد لطلبة كردستان، وعمله أميناً عاماً له.

وفي يوليو عام 1958م، وقع انقلاب عبد الكريم قاسم، ضد الحكومة الملكية في العراق، وأطاح بالعرش الهاشمي، فعاد جلال طالباني لمواصلة دراسته في الحقوق، وفي الوقت نفسه اشتغل بالكتابة الصحفية، ورأس تحرير صحيفتين كرديتين هما: (خه بات) و(كردستان). ولما تخرج عام 1959م بدرجة البكالوريوس في الحقوق، دعي للخدمة العسكرية في الجيش العراقي، حيث عمل في سلاح المدرعات والمدفعية، وخدم قائداً لوحدة دبابات.

وعندما نشبت الثورة الكردية ضد حكومة عبد الكريم قاسم في سبتمبر 1961م، أوكلت إلي جلال طالباني المسؤولية عن منطقتي كركوك والسليمانية، وقاد المقاومة الكردية في مناطق (موات) و(رزان) و(قرة داغ).

وفي عام مارس 1962م، قاد مقاومة كردية منظمة، استطاعت تحرير منطقة شربازهر من قبضة القوات العراقية.

وكان في أوائل عام 1960م، قد اشترك في عدد من المهام الدبلوماسية، ومثّل الحركة الكردية في أوربا والشرق الأوسط. واشترك في مؤتمر القاهرة عام 1963م.

ولما انقسم الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1964م، كان جلال الطالباني ضمن مجموعة (المكتب السياسي)، الذي تزعمه الملا مصطفى البارزاني. وبعد انهيار الحركة الكردية في مارس 1975م، التي خلفت أزمة ذات أثار عميقة في مسيرة العمل الكردي بالعراق، اتجه جلال طالباني إلى تأسيس حزبه المعروف باسم (الاتحاد الوطني الكردستاني) مع مجموعة من الناشطين والمثقفين الأكراد، ليعطي للحركة الكردية مسارات جديدة.

وبدأ منذ عام 1976م، في تنظيم مقاومة مسلحة في داخل العراق. وفي أثناء السنوات الأولى عقد الثمانينات، ظل يقود الحزب من قواعده داخل العراق، حتى شن صدام حسين حملة بالغازات الكيميائية على الأكراد في أواخر صيف وبداية خريف عام 1988م.

وظل جلال طالباني يتنقل في إقامته بين بلاد عدة، ولكنه أكثر من الإقامة في دمشق.

يساهم طالباني بفعالية في كل المحاولات الجارية لرأب الصدع بين القوى الكردية في شمال العراق.

ويعد جلال طالباني أكثر زعماء الحركة الكردية إثارة للحيرة، بسبب تغير تحالفاته. خاصة مع الحكومة العراقية، ومع إيران وتركيا. ويتميز بأن متحدث بارع، وخطيب فصيح بالعربية، مما جعله مشهوراً في العالم العربي.

وهو صهر للزعيم الكردي إبراهيم أحمد

3. عبدالله أوج آلان

ولد عبدالله أوج آلان Abdullah Ocalan  عام 1949، في بلدة أومرلي، إحدى قرى ولاية أورفه، الواقعة بجنوب شرق تركيا، على مقربة من الحدود السورية. وينتمي إلى أسرة قروية، مؤلفة من ستة أفراد، أحدهم شقيقه، عثمان أوج آلان، الذي تولي قيادة حزب العمال الكردستاني، بعد إلقاء القبض على أخيه.

انخرط في التنظيمات السياسية منذ وقت مبكر من حياته، خاصة بعد التحاقه بكلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة، حيث كانت تعج هذه الكلية بقيادات اليساريين. وفي عام 1972 ألقي القبض عليه وسجن لمدة سبعة أشهر، بسبب نشاطات موالية للأكراد.

وفي نوفمبر عام 1978، أسس حزب العمال الكردستاني، بالاشتراك مع أقرانه من الطلاب الأكراد ذوي الميول الشيوعية، ليحل محل حزب التحرير الوطني لكردستان. وتفرغ أوج آلان للكفاح المسلح، " لعدم إضاعة الوقت على القضية الكردية في جدال سياسي" على حد رأيه، سعياً لقيام (دولة كردستان الكبرى المستقلة). واتخذ لنفسه لقب (أبوAPO).

وبدأ الصراع الدموي، في 15 أغسطس 1984، بين الحزب وقوات الأمن التركية. وقاد الحزب حملات دموية، لتصفية معارضيه من الأحزاب الكردية الأخرى.

اضطر عبدالله أوج آلان إلى الفرار من تركيا بعد الانقلاب العسكري، الذي وقع في تركيا، في 12 سبتمبر 1980، وأقام فترة في دمشق، ثم أخذ يتردد بينها وبين معسكرات مقاتليه في سهل البقاع اللبناني، الذي كان تحت السيطرة السورية. وقد أغلق بعض هذه المعسكرات عام 1992م، بعد ضغط من تركيا على سورية ولبنان.

أعلن أوج آلان هدنة لوقف إطلاق النار، في مارس 1993، من جانب واحد، آملاً في فتح حوار سياسي مع الحكومة التركية. ولم تعترف الحكومة التركية بتلك الهدنة، فانهارت في مايو.

وفي ديسمبر 1995، أعلن أوج آلان هدنة جديدة من جانب واحد، وهدنة ثالثة، في مطلع أيلول 1998، ورفض الجيش التركي كل تلك المحاولات.

وعبدالله أوج آلان يتحدث بالتركية، وكان يكتب مقالات باسم مستعار هو (علي فرات) في صحيفة تركية موالية للأكراد اسمها ( أوزجور أولكه) أي (البلاد الحرة) قبل أن تغلق عام 1995.

وبعد ذلك، أخذ يطلق تصريحاته ومقابلاته عبر محطة تليفزيون ميد تي في MED TV، التي تبثّ برامجها من أوربا.

وبعد تطور الوضع بين تركيا وسوريا، لجأ أوجلان في أكتوبر 1998 إلى روسيا، ثم اعتقل في مطار روما، الخميس 12 نوفمبر 1998، بينما كان في رحلة إلى دولة لم يعلن عنها. ثم أطلق سراحه يوم 20 نوفمبر 1998، وغادر روما متنقلاً بطائرة خاصة بين عدة عواصم أوربية، رفضت استقباله. ثم انطلق من اليونان نحو كينيا بجواز سفر قبرصي مزور، وأقام في مبنى السفارة اليونانية، في نيروبي، على أنه رجل أعمال يوناني. ومن نيروبي اختطفته المخابرات التركية، الاثنين 16 فبراير 1999م.

وسيق عبدالله أوج آلان إلى محكمة أمن الدولة العليا في يوم 31 مايو1999م، وانتقلت بهيئاتها من أنقرة إلى جزيرة إمرالي النائية غير المأهولة، في بحر مرمرة. ووجه الإدعاء العام تهمة "الخيانة العظمى والسعي لتقسيم تركيا" لأوج آلان، وطالبت النيابة، بمقتضى المادة (125) من القانون الجزائي، إنزال عقوبة الإعدام بزعيم حزب العمال الكردستاني.

ووضع أوج آلان، في أثناء المحاكمة، في قفص زجاجي محصن ضد الرصاص، وشهد المحاكمة أمهات وأقارب الذين قتلوا في عمليات الحزب الكردستاني من المدنيين والعسكريين، مما أثار جوا مشبعاً بالعواطف والانفعالات في قاعة المحكمة. وبقي الصحفيون ورجال الإعلام الذين قدموا من مختلف البقاع لتغطية المحاكمة، خارج الجزيرة، وأُعِدّ لهم مقر للمتابعة في بلدة مودانيا على شاطيء بحر مرمرة. ولم يتقدم أوج آلان في أثناء المحاكمة بأي دفاع عن الأعمال التي ارتكبها حزبه، وإنما وجه نداء للسلام خلال المحاكمة، وعرض نفسه في خدمة الدولة لتسوية النزاع الكردي المسلح مع القوات التركية، إذا أبقي على قيد الحياة.

واحتجت الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان على وجود قاض عسكري بين قضاة المحكمة الثلاثة. وقررت المحكمة إرجاء جلساتها إلى 23 يونيه 1999م، لإفساح المجال أمام محامي أوج آلان لتحضير دفاعه.

واضطرت الحكومة المشكلة، حديثاً، برئاسة أجاويد أن تقدم للبرلمان مشروعاً بإلغاء مهمة القاضي العسكري في محكمة أمن الدولة العليا. وصوّت البرلمان التركي لصالح إلغاء وظيفة القاضي العسكري.

ورفضت السلطات التركية استقبال أعضاء لجنة مجلس الشيوخ الإيطالي، كان من المقرر أن يزوروا أنقرة أوائل يونيه 1999، لحثّ الحكومة التركية على عدم إصدار حكم بالإعدام على الزعيم الكردي.

وانتهت المحاكمة في 24 يونيه 1999م، وصدر في 29 يونيه 1999م، قرار بإعدامه.

وكان عبدالله أوج آلان بطلاً قومياً في نظر كثير من الأكراد بالرغم من اختلافهم معه في توجهاته العقائدية والفكرية.

4. الدكتور عبدالرحمن قاسملو

ولد في شهر ديسمبر 1930، في وادي قاسملو المجاور لبلدة رضائية (أورمية حالياً) في إيران. كان أبوه ملاّكاً حسن الحال. وكان في سنوات دراسته يتتبع حركة القاضي محمد الذي أعلن الجمهورية في مهاباد الكردية، عام 1946، في ظل الحماية السوفيتية.

مضى عبدالرحمن قاسملو إلى العراق ومنه إلى أوروبا حيث أتم دراسته، وحاول في الستينيات والسبعينيات تزعم انتفاضات كردية في إيران، فلم يصب نجاحاً. وفي عام 1973، وهو يعمل محاضراَ في جامعة في براغ بتشيكوسلوفاكيا انتخب رئيساً للحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني. وتوجه بعد ذلك إلى باريس حيث حاضر في جامعة السوربون باللغة الكردية. وعاد إلى كردستان في أواخر 1978، وأسس فروعاً لحزبه في إيران. واستولى أتباعه على السلاح من الجيش والشرطة الإيرانيَّين خلال الاضطرابات التي عمت البلاد، فلما خرج الشاه وتولى الخميني مقاليد الحكم في إيران، قام الجيش الإيراني والحرس الثوري بإخماد الثورة الكردية ولم تفد قاسملو مساعدة العراق له، ثم عارض العراق بعد تنكيله بقومه وضربهم بالغازات السامة.

عاد إلى باريس ثم أُغتيل، في 13 يوليه 1989.

كان قاسملو مثقفاً يتكلم عدة لغات شرقية وأوروبية، وكان سياسياً معتدلاً يطالب بإدارة للحكم الذاتي ضمن إيران.

حادثة اغتيال الدكتور عبدالرحمن قاسملو

-  بعد انتهاء الحرب العراقية - الإيرانية، في أغسطس عام 1988، جرت محاولات لقيام حوار واتصالات بين الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني بزعامة الدكتور عبدالرحمن قاسملو الموجود خارج إيران وبين الحكومة الإيرانية. وتوسط الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بيلا، المتحمس للثورة الإيرانية في ذلك. وأرسل الرئيس الإيراني هاشمي رفسنجاني وفداً للحوار مع القيادات الكردية في الخارج. وتقرر أن يكون الاجتماع في فيينا، في حضور أحمد بن بيلا وجلال الطالباني. وضم الوفد الإيراني الذي وصل إلى فيينا، يوم 8 يوليه 1989، كلاً من:

  1. محمد رحيمي شاهرودي: مساعد قائد فرقة كردستان للحرس الثوري، وصل فيينا بجواز سفر ديبلوماسي يحمل اسم: محمد جعفري صحرارودي.
  2. منصور برزجيان، كردي، يعمل في المكتب الخارجي للاستخبارات وسبق أن عمل في الحزب الديموقراطي الكردستاني.
  3. مصطفى حاج فدائي: من وزارة الحرس الثوري. يحمل جواز سفر ديبلوماسياً باسم محمد رضوي.
  4. رحيم بورسيفي: من استخبارات الحرس الثوري، وكان يقيم في فيينا منذ فترة تحت غطاء لاجيء سياسي.

وأما الوفد الكردستاني فضم كلاً من:

  1. الدكتور عبدالرحمن قاسملو (59 سنة)، زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني في إيران.
  2. رسول ملا محمود فاضل، كردي عراقي، أستاذ في معهد العلاقات الدولية في لوكسمبورج (38 سنة)، تولى الوساطة بين طهران وقاسملو. وكان يصدر مجلة حوار في فيينا.
  3. عبدالله قادري آزاد، نائب قاسملو ورفيقه (37 سنة).

وبدأت المباحثات بين الوفدين في 10 يوليه 1989، واستمرت حتى مساء الخميس 13 يوليه. وقام الوفد الإيراني باستدراج الوفد الكردي إلى فخ نصبوه للتخلص منهم. فبينما كان عضو الوفد الإيراني رحيمي يتباحث مع الوفد الكردستاني في الشقة التي يقيمون فيها بفيينا. اقتحم مصطفى حاجي فدائي - أحد أعضاء الوفد الإيراني المفاوض - واغتال الدكتور عبدالرحمن قاسملو ورفيقيه عبدالله قادري ورسول ملا فاضل وجرح رحيمي عضو الوفد الإيراني. وتمكن عملاء إيران من الخروج من النمسا بحصانتهم الدبلوماسية. وبذلك انتقمت الحكومة الإيرانية من قاسملو لدوره الناشط ضد الحرس الثوري الذي اجتاح كردستان، ولتخلو الساحة الكردية من قائد كردي بارز.

وبعد ستة اشهر من حادثة اغتيال الدكتور عبدالرحمن قاسملو انتخب الدكتور صادق شرفكندي - واسمه الحركي (سيد بدل) زعيماً للحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني. ولكن هذا الزعيم أيضاً لم يسلم من يد الاستخبارات الإيرانية، التي اغتالته في مطعم في برلين، عام 1992، وأثبتت التحقيقات القضائية الألمانية مسؤولية المخابرات الإيرانية عن الجريمة.

5. إبراهيم أحمد

أديب وصحافي وسياسي كردي. ولد في عام 1914، في مدينة السليمانية، الواقعة في كردستان، شمال العراق. رحل إلى بغداد لتلقي تعليمه الإعدادي والثانوي. ثم التحق بجامعة بغداد، وتخرج في عام 1937م من كلية الحقوق. عُيّن قاضياً، في عام 1942، وخدم في مدينة إربيل ثم في حلبجة. وقد أسّس، في عام 1939، مع علاء الدين سجادي، مجلة "جلاوزه" Galawezh، وهي مجلة أدبية، وكان هو الناشر ورئيس التحرير. وقد نشر فيها كثيراً من قصائده، وقصصه القصيرة، وترجماته (وبخاصة من اللغة الإنجليزية)، ومقالاته. وفي عام 1944، ترك العمل الحكومي، ووقف نفسه على عمله السياسي والأدبي.

في عام 1949، صدر في حقه الحكم بالسجن في بغداد، لمدة عامين، وبالإقامة الجبرية في مدينة كركوك لمدة عامين، أيضاً. وبهذا أوقف إصدار مجلّته. وكان له نشاط سياسي في المنظمات، والأحزاب، والروابط الكردية، من عام 1930 إلى عام 1970. فقاد مظاهرات ضد الاحتلال البريطاني، ونظم الشباب الكردي، وأصبح عضواً نشطاً في الحزب الديموقراطي الكردي، في عام 1947، ثم صار أميناً عاماً له، في عام 1953.

ورأس تحرير صحيفة الحزب( خابات).

في عام 1960، حكم عليه بالسجن بسبب مقالته التي نشرها في الصحيفة المذكورة وانتقد فيها موقف حكومة العراق من الأكراد. وظل مختبئاً حتى نشبت الثورة الكردية المسلحة في كردستان في سبتمبر عام 1961م، فتوجه إلى الجبال وأسس له مقراً في منطقة "مالوما" بالسليمانية.

في عام 1964، قاد فرع الحزب الديموقراطي الكردي، المنشق على قيادة الملا مصطفى البارزاني. ولما توحد المنشقين مع الحزب عام 1970م، بقي إبراهيم أحمد مستشاراً لقيادة المقاومة الكردية.

اتصل به جلال طالباني، وتزوج من ابنته. ثم عاش لاجئاً سياسياً في إنجلترا من عام 1975 إلى أن توفي في 8 أبريل 2000، في مستشفى هيلر Hiller Hospital، في محافظة سوري Surrey، عن عمر يبلغ 86 عاماً.

بسبب الحظر الذي فرض على الأكراد كان ينشر مقالاته بأسماء مستعارة.