إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / العلاقات الدولية في أفريقيا منذ انتهاء الحرب الباردة









العلاقات الدولية في أفريقيا

مقدمة

ليس من الصعوبة تعرف أوجه التدخلات وأساليب هيمنة الدول والقوى الأجنبية في شؤون الدول الأفريقية، فهي موجودة وتفعل فعلها في تغيير المضامين، والسياسات وأنماط السلوك داخل تلك الدول، وعلي مستويات عديدة منها السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وغيرها. وتتجسد المشكلة في الظروف الراهنة تتجسد في أن إضعاف أية دولة في تلك المنطقة تحت ضغوط التدخلات الدولية من ناحية، والتأثيرات الكارثية للعولمة من ناحية أخري، يحول دون تحقيق الحدود الدنيا من الاستقرار والتنمية، التي بموجبها يمكن لأية دولة في أفريقيا أن تحافظ على بقائها واستمرارها.

 ثم إنه لا توجد أي من المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، يمكن الاعتماد عليها في هذا المضمار، خصوصاً في ظل أوضاع  وظروف ما بعد انتهاء الحرب الباردة، والتنامي غير المسبوق للمكانة العالمية للولايات المتحدة الأمريكية، ومحاولاتها الدؤوبة لإخضاع المنظمة العالمية وتوجيهها لما يخدم أغراضها ومصالحها، بغض النظر عما إذا كان ذلك يتوافق مع أهداف الدول الأخرى ومصالحها أم لا. وهو الأمر الذي أفضى إلى إعادة توزيع القوى العالمية، وكذلك إعادة توزيع مناطق النفوذ والمصالح على مستوى العالم بأسره، وفي ظل رغبة أمريكية تبدو خالصةً لاحتكار قيادة العالم من جهة، والهيمنة على مناطق النفوذ والمصالح من جهة ثانية، ولتعظيم مكانتها العالمية وفقاً لمعايير الأحادية القطبية من جهة أخرى.

إن منطقة القارة الأفريقية تعد من أهم المناطق للدول المتدخلة في شؤونها، وذلك لحسابات خاصة ولمنظومة متنوعة من الأهداف والمصالح، ولا تستثنى منها دولة وفقاً لترتيبات وأولويات معينة، بل توظف جميع دول المنطقة وتستثمر بناء على تطلعات تلك الدول المتدخلة وقدراتها وأولوياتها، وقد زاد من حدة التنافس في هذا الشأن عدة عوامل، من بينها انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي لصالح الأخير، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وتوابعها، وظهور الاكتشافات البترولية والمعدنية الجديدة، وتواصُل الأزمات والمشكلات التي تعاني منها دول المنطقة وتصاعدها، وتنامي التداخلات والتشابكات بين الاعتبارات الوطنية والإقليمية والدولية، وغيرها.

ووفقاً لأوضاع الدول المتدخلة في منطقة القارة الأفريقية ، والتي ستحاول الدراسة التركيز علي بعض جوانبها تركيزاً خاصاً، يلاحظ أن بعضها لم يكن له ماضٍ استعماري في المنطقة كالولايات المتحدة والصين وإسرائيل، وإن كانت هناك اهتمامات دائمة بها، بحسبانها منطقة أهداف ومصالح لكل منها، بينما تعد فرنسا من الدول الاستعمارية السابقة، والتي لم تنقطع صلتها بالقارة الأفريقية حتى الوقت الراهن، سواء في إطار العلاقات الثنائية الممتازة مع مستعمراتها السابقة التي نالت استقلالها، أو في نطاق منظمة الدول الناطقة بالفرنسية (منظمة الفرنكفونية)، أو في إطار مساعيها لتنويع اهتماماتها وعلاقاتها وتوسيعها بالدول غير الفرنكفونية داخل القارة، كما يحدث في الوقت الحاضر.