إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / مشروع الرئيس التونسي، الحبيب بورقيبة، لتسوية النزاع العربي ـ الإسرائيلي






إندونيسيا
ليبيا
مدينة أريحا
إيطاليا
مشروع التقسيم
المملكة الأردنية الهاشمية
الأماكن المقدسة
الهند
الباكستان
الجمهورية اللبنانية
الجمهورية العربية السورية
الجزائر
الشرق الأوسط
العراق
القدس القديمة
تونس
تركيا
جمهورية مصر العربية
دولة الكويت
Jerusalem's Holy places
فرنسا



ملحق

ملحق

خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العمال الأول من مايو 1965[1]

 

أيها الإخوة: وإحنا لازم نخلص الكلام بسرعة … حاننتقل إلى موضوع بورقيبة، ونتكلم فيه بالمكشوف.حكاية بورقيبة.. أنا كنت دايماً بقول إن إحنا مبدأناش مع حد بالعدوان، واحنا كنا باستمرار في موقف الدفاع عن النفس، موضوع بورقيبة موضوع واضح. تفتكروا أيام نوري السعيد.. احنا لم نبدأ نوري السعيد بالعدوان، ولكن نوري السعيد بدأنا بالعدوان، وأمثلة أخرى كثيرة على هذا.

حصل خلاف بيننا وبين بورقيبة في الماضي. كلنا عارفين هذا الخلاف، ولكن حينما تعرضت تونس للعدوان وحصل عدوان على بنزرت كنا في خلاف. أعلنا أننا نؤيد تونس في معركتها، ونحن على استعداد ان احنا نديهم السلاح، ووقفنا بجانب بورقيبة.

في ذكرى الجلاء عن بنزرت دعاني بورقيبة، وكان معنديش وقت، كان شواين لاي جاى تاني يوم ومع هذا رحت وقعدت يوم واحد علشان نحتفل بذكرى الجلاء عن بنزرت، وقلنا نفتح الطريق، وأهم وأحسن شئ ومكسبنا الكبير أن تكون هناك وحدة في العمل العربي، وأن تكون هناك وحدة عربية توحد البلاد العربية كلها.

بورقيبة طلب منا أن يزورنا جالنا هنا، وأتكلم قدامكم واستقبلناه في كل مكان بكل ترحاب، لعل وعسى تبدأ صفحة جديدة كل ما فيها جديد.

طبعاً بورقيبة مشى من هنا، بعد ما مشى من هنا، بدأ كلام غريب يطلع من بورقيبة.. دهشنا ليه؟ دهشنا من التصريحات اللي أدلى بها الرئيس بورقيبة عن قضية فلسطين.

مقترحات بورقيبة اللي قالها لحل قضية فلسطين صدمة عنيفة للأمة العربية في الوقت اللي تمر فيه قضية فلسطين بمرحلة حاسمة، الشعوب العربية تجد نفسها ازاء تجمع استعماري صهيوني يستهدف تصفية قضية فلسطين في الوقت التى تزود فيه إسرائيل بالسلاح ارتبط بورقيبة في مؤتمر القمة الأول بقرار مؤتمر القمة الأول الذي أجمعت فيه الأمة العربية على اعتبار قيام إسرائيل هو الخط الأساسي الذي جمعت الأمة العربية على دحره.

وارتبط بورقيبة  بمؤتمر القمة الثاني حدد الهدف العربي بأنه هدف نهائي وهو تحرير فلسطين من الاستعمارارتبط بورقيبة بقرارات مؤتمر عدم الانحياز إللي عقد في أكتوبر واشتركت فيه 57 دولة، أعلنت تأييد استعادة حقوق شعب فلسطين في وطنه وتأييد الشعب العربي الفلسطيني في كفاحه للتحرر من الاستعمار الصهيوني.

بورقيبة طلع بتصريحات جديدة ايه التصريحات الجديدة؟ تصريحات بورقيبة الأخيرة، ومقترحاته معناها: وتنص على التعايش السلمي مع إسرائيل. الاعتراف بإسرائيل، مطالبة الدول العربية بالتعاون مع إسرائيل، إقامة علاقات اقتصادية بين العرب وإسرائيل.

طبعا هذا الكلام ولو أن الشعب العربي كله رفضه يضعف قضية فلسطين.

فيه  ناس كثير أيدوا حقوق شعب فلسطين. وحقوق شعب فلسطين لن تعود إلاّ بكفاحنا. وزي ما قلت لكم الدول الاستعمارية بتسلح إسرائيل. ولكن احنا ببنائنا، بقدرتنا، وطاقتنا نستطيع أن نتفوق بقوتنا البشرية، وكل ما نطور نفسنا صناعياً نستطيع أن نتفوق. المهم بورقيبة قال هذا الكلام. احنا الحقيقة استغربنا وقعدنا ندرس هذا الكلام، وأول مرة يحصل منى تعليق على هذا النهارده. "وزير الخارجية تكلم في مجلس الأمة"

ولكن طبعاً الشعب العربي كله قابل تصريحات بورقيبة باستغراب واستنكار. وحصلت عليه حملة وترك هذا، وأراد أنه يعمل المعركة معانا. طلعت مظاهرة في تونس، وهاجمت السفارة المصرية وهاجمت السفارة السورية أيضاً، وهاجمت السفارة العراقية. ولكن هو أراد أنه يبين أن المعركة معانا. هو اللي بدأ بالعدوان وهو اللي عاوز يعمل المعركة معانا لحساب مين بيعمل هذه المعركة معانا؟ إيه الموقف بتاعنا؟ هو أعلن رسالة، وقال إنه بعث لي رسالة، وأعلن الرسالة في الراديو بيقول إنه لما راح الأردن وزار اللاجئين في أريحا.. اكتشف الحل.. الحل هو أيه؟ هو الاعتراف بإسرائيل والتعايش معاها. وقال إن احنا بقالنا 17 سنة والقضية قضية إدمت، والقضية تعفنت وقال إنك أنت وافقت في عام 55، إن أنا يعنى جمال عبدالناصر، وافقت في سنة 55 في مؤتمر باندونج على قرارات الأمم المتحدة، اللي هو أعلنها. فهذا بنحرج إسرائيل.

من سنة 55 بل من قبل سنة 55، وفي سنة 49 مؤتمر في لوزان فيه العرب وفيه إسرائيل ـ وفي لجنة كونتها الأمم المتحدة ـ اسمها لجنة التوفيق لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة. إسرائيل قعدت في هذه اللجنة لغاية ما إتقبلت في الأمم المتحدة. وأول ما إتقبلت في الأمم المتحدة أخدت بعضها ومشيت وقالت إنها لن تنفذ قرارات الأمم المتحدة. في سنة 55 في مؤتمر باندونج أخذ مؤتمر باندونج وكان فيه كل الدول العربية قرار بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين. طبعاً إسرائيل رفضت في سنة 56 في الأمم المتحدة حصل كلام، إسرائيل رفضت وهكذا لغاية من سنة فاتت أيضاً الدول العربية طلبت تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بعودة اللاجئين إلى فلسطين والأمم المتحدة أخذت هذا القرار تقريباً باجماع الآراء، وأعلنت إسرائيل إنها ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.

إذن واضح أن إسرائيل بترفض قرارات الأمم المتحدة من سنة 49 وواضح أيضاً أن العرب وقفوا في الأمم المتحدة وقالوا إنهم يطالبوا بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وإسرائيل قالت لا، ومع هذا حصل إيه؟ هل ضغطت الدول العربية على إسرائيل؟ هل بطلت الدول الغربية إنها تساعد إسرائيل؟ أبداً لم يحصل شئ.

بورقيبة بيقول إنه عاوز في الرسالة اللي بعثها لي انه بيقول هذا الكلام لأن إسرائيل إذا ماقالت أنها ماهش حاتنفذ قرارات الأمم المتحدة دا بيخلي الأمريكان بيضغطوا عليها. طيب ما هي بقالها من سنة 49 بتقول إنها ماهياش حاتنفذ قرارات الأمم المتحدة، والأمريكان لا ضغطوا عليها، بل في أمريكا فيه نفوذ صهيوني، شايفين أن النفوذ الصهيوني موجود في أمريكا. مفيش نفوذ عربي موجود في أمريكا. بعدين بورقيبة في الرسالة بيقول إن إحنا نتيجة لهذا موقفنا متشابه، موقف بورقيبة مع موقفنا.

أنا بقول له لا أبداً. موقفنا ماهش متشابه، إحنا في سنة 55 طالبنا في باندونج بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وبعد هذا معروف أن إسرائيل ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، واحنا ننادى دائماً بتحقيق حقوق شعب فلسطين، أو استعادة حقوق شعب فلسطين. هوه بيقول إن إحنا نتفاوض مع إسرائيل. طيب ونتعايش مع إسرائيل ونتعامل اقتصادياً مع إسرائيل ونعترف بإسرائيل. طيب هي إسرائيل بتطلب إيه؟ إسرائيل باستمرار ويومياً وفى سنة 56 ـ قبل العدوان ـ بن جوريون قال إن أنا مستعد أتفاوض مع أي قائد عربي بلا قيد ولاشرط.. إسرائيل كل سنة في الأمم المتحدة تطالب بالتفاوض مع العرب. إسرائيل كل سنة في الأمم المتحدة تدفع بعض الدول لتطالب بالتفاوض مع العرب. إذن بورقيبة في الكلام اللي قاله هو تبنى موقف إسرائيل وموقف الدول الاستعمارية اللي بتعمل على تدعيم إسرائيل. بيقول إن القضية بقالها 17 سنة ما تحلتش. طيب ما الدول العربية كلها كانت مستعمرة … إحنا النهارده  بنبني قوتنا الذاتية وأنا بقول أن الزمن معانا وأنا بأقول إن القوى البشرية العربية تستطيع أن يكون لها التفوق على الأسلحة اللي ممكن الغرب يديها لإسرائيل، وبقول إن إحنا مش حانحرر النهارده فلسطين، ولكن سنعمل على تحرير فلسطين ببناء بلدنا ذاتياً، وبناء قوتنا الذاتية، وبناء جيوشنا العربية، وسنعيد حقوق شعب فلسطين.. بورقيبة بيقول هذا الكلام ده مزايدات، الغرض منها كسب الزعامات وكسب زعامات عربية. احنا في هذا الموضوع لا هو زعامة ولا هو قيادة.

الموضوع هو إيمان بقضية، والموضوع هو إيمان بأن قطعة من الأمة العربية اغتصبت. وشعب عربي هو شعب فلسطين أخرج من بلاده، واغتصبت أملاكه ووجدت بدلها قاعدة عدوانية صهيونية والاستعمار بيؤيدها. كيف نواجهها؟ هذه هي الخطة إللي علينا، أن إحنا نواجهها.

طبعاً في مؤتمر القمة الأول، ومؤتمر القمة الثاني وصلنا إلى ثلاث حاجات. وصلنا إلى قيادة عربية مشتركة، ووصلنا إلى تحويل روافد نهر الأردن، وصلنا إلى الكيان الفلسطيني، وإلى منظمة التحرير الفلسطينية. هل تقبل إسرائيل هذا؟ دا البداية الحقيقة للعمل من أجل حل مشكلة فلسطين، وتحقيق حقوق شعب فلسطيـن، طبعاً القياده العربية لا تقلبها إسرائيل. وفى سنة 56 كلنا نعلم ازاي بن جوريون قال بعد ما اتفقت سوريا والأردن ومصر إن إسرائيل بهذه القيادة الموحدة أصبحت زي البندقة داخل كسارة الجوز. كلنا نعلم هذا الكلام. إذن كان علينا أن نعمل، وأحنا يدوبك ابتدينا نعمل، ابتدينا نعمل من أجل وحدة عمل عربي.

ليه بورقيبة طلع يقول هذا الكلام؟ وبعدين في الجواب بيقول إنه إذا رفضت إسرائيل هذا الكلام بيكون الموقف في جانب العرب، وبيقول إن أنا مستعد نتقابل معاك علشان نتفاهم في هذا الموضوع. طبعاً أنا رأيى أن هذا الجواب هو ما كانش للنشر لان أنا قبل ماأستلم الجواب، الجواب انتشر في الإذاعة وطلع. طبعاً.. إذا كان بورقيبة.. أهي إسرائيل رفضت كلامه..

ولكن طبعاً إسرائيل بتهلل له. والغرب بيهلل له، طيب ليه؟ الغرب بيهلل له وليه إسرائيل بتهلل له؟ أنا بقول ليه لأنه قال نتفاوض مع إسرائيل وده مطلب إسرائيل والدول الاستعمارية وقال نتعايش مع إسرائيل وده مطلب إسرائيل والدول الاستعمارية، وهو أول رئيس عربي ينادى بهذا.

هو أنا رأيي أن كلامه لا يخدم العرب بأي حال من الأحوال. هو بيقول إنه بهذا حايخدم العرب، ويحرك القضية. أنا بقول إنه بيحرك القضية في صالح إسرائيل، لأن إسرائيل بتأخذ هذا الكلام، وبتوريه للدول الأفريقية والآسيوية اللي أيدتنا في مطالبنا بالنسبة لفلسطين. وبهذا ممكن دول من اللي أيدتنا ترجع عن تأييدها بسبب أن رئيس عربي تبنى وجه نظر إسرائيل، واللي بتنادى بيها إسرائيل.

طبعاً النهارده أنه باين أن بورقيبة عاوز يفتعل معركة معانا، واحنا ما بنخافش من بورقيبة، ولا احنا غاويين خناقات. طبعاً ده هدف الصهيونية والاستعمار، لأن الوحدة العربية، ووحدة العمل العربي إللي حصل بعد مؤتمرات القمة لا يمكن لإسرائيل والاستعمار أنهم يقبلوه. بيقول إنه عاوز يقابلني. طيب إسرائيل رفضت قرارات الأمم المتحدة.

إمبارح بورقيبة اتكلم، بورقيبة اتكلم، امبارح في صفاقس. قال: بعد إسرائيل ما رفضت إقتراحاته اقتراحات إيه؟... اقتراحات تنفيذ قرارات الأمم المتحدة مارفضتش اقتراح التفاوض، رحبت باقتراحات التفاوض، مارفضتش اقتراحات التعايش السلمي، رحبت بالتعايش السلمي، مارفضتش التعامل الاقتصادي. رحبت بالتعامل الاقتصادي ولكن قالت إن احنا نتفاوض بدون شروط.

هو بيقول إن أنا كان قصدي أحرج إسرائيل علشان ترفض قرارات الأمم المتحدة. رفضت قرارات الأمم المتحدة، ورحبت بالباقي. بورقيبة اتكلم في صفاقس بتونس. قال إن تصريحاته بدأت ترغم الناس على التفكير في هذه القضية وهذا كسباً في حد ذاته.. بالباقي. إمبارح بورقيبة تكلم في صفاقس بتونس قال إن تصريحاته اللي أدلى بيها حتما ستأتي بنتائج إيجابية، إذ أن هذه التصريحات بدأت ترغم الناس على التفكير في هذه القضية وهذا يعد كسباً في حد ذاته..

إذن كلام بورقيبة في جوابه هو كلام للإستهلاك المحلى، وكلام الغرض منه التلاعب بالألفاظ، ويبين أن الوحي جاء في أريحا، وأنه هناك وجد الحل. الحل إيه؟ الحل ان احنا نسلم بمطالب إسرائيل.

قضية فلسطين ـ أيها الاخوة ـ لا يمكن أنها تقبل المساومات، ولا يمكن أنها تقبل التخاذل. قضية فلسطين قضية عزيزة علينا، معركة بورقيبة مش معايا، هو حايخانقنا، وطلع الناس وإداهم أجازات بفلوس، لمدة ساعتين.

وكالة رويتر قالت إن موظفي الدولة وعمالها أخذوا أجر إضافي ساعتين عشان يطلعوا يهاجموا السفارة المصرية، ويمشوا في الشوارع، ويهتفوا ضد جمال عبدالناصر. بيهتف وبيعمل معركة، المعركة ما هي معايا.

المعركة مع الشعب العربي، وقضية فلسطين ما هياش بتاعتى، قضية فلسطين دى بتاعت الشعب العربي في جميع أنحاء الأمة العربية.

أيها الاخوة: دى موضوعنا من بورقيبة. ماشتمتش بورقيبة، ولا حشتم بورقيبة. اللي عايزين يدخلونا معركة مع بورقيبة، ويقولوا دي معركة على الزعامة، وتهلل الجرايد الصهيونية وإذاعة إسرائيل. أنا بقول إن بورقيبة بيدخل معركة معانا، وأنا مابدخلش معركة معاه عاوز يدخل مع الجمهورية العربية المتحدة مايدخلش هو إللي ابتدأ بالعدوان، احنا ماابتدناش. هم شتموا، واحنا ماشتمناش.

طبعاً بيقولوا إن سفارتهم هنا اتهاجمت ولكن بعد سفارتنا احنا ما اتهاجمت بـ 24 ساعة. وبعدين هو، بعث لى الجواب ده بعد ماطلع الناس وراحوا دخلوا السفارة وكسروها وهاجموها.

منطق بورقيبة وكلام بورقيبة لا يخدم القضية العربية ولكنه يخدم فقط قضية إسرائيل، وقضية الاستعمار.

قضية فلسطين مش بتاعتى بتاعتكوا بتاعة الشعب العربي، والشعب العربي هو الحريص على قضية فلسطين.

أنا بقول أن قضية فلسطين بقالها 17 سنة ولكن مع الوقت ومع الزمن احنا اللى حنكسب قضية فلسطين لأن إحنا عندنا الحق وعندنا القوة البشرية. وبقول حاييجي اليوم إللي العرب يجندوا فيه 2 مليون و3 مليون ويحرروا فلسطين ويستعيدوا حقوق شعب فلسطين مهما كانت كمية السلاح اللى حتديها الدول الغربية لإسرائيل.

هذا هو سبيلنا إلى حل قضية فلسطين. ولا يمكن أن تكون قضية فلسطين قضية مساومات.

والله الموفق للأمة العربية كلها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 



[1]  تناول فيه تصريحات بورقيبه.