إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / مشروع الرئيس التونسي، الحبيب بورقيبة، لتسوية النزاع العربي ـ الإسرائيلي






إندونيسيا
ليبيا
مدينة أريحا
إيطاليا
مشروع التقسيم
المملكة الأردنية الهاشمية
الأماكن المقدسة
الهند
الباكستان
الجمهورية اللبنانية
الجمهورية العربية السورية
الجزائر
الشرق الأوسط
العراق
القدس القديمة
تونس
تركيا
جمهورية مصر العربية
دولة الكويت
Jerusalem's Holy places
فرنسا



ملحق

ملحق

خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في المؤتمر الوطني الفلسطيني الثاني

بخصوص القضية الفلسطينية، وتصريحات الرئيس بورقيبة

(31 مايو 1965)

أيها الأخوة:

لقد قررت في آخر لحظة، النهارده بعد الظهر أن أجئ إلى اجتماعكم. وكان من المقرر أن يحضر الأخ كمال رفعت لينوب عن الجمهورية العربية المتحدة ورئيسها في تحيتكم ويترك مؤتمركم ليبحث أموره. ولكن في آخر لحظة النهارده بعد الظهر قررت أن أحضر معاكم وأتكلم معاكم.

وفى الحقيقية كلامي معاكم لن يكون مجرد تحية ولا مجرد ترحيب والأسباب إللي يمكن دفعتني أن أجئ أتكلم معاكم حتكلم عنها. حسيت أن اللحظات إللي احنا فيها بتمثل لحظات عصيبة ومضنية في النضال العربي. وحسيت ان أنا لابد أن أجئ وأتكلم معاكم كمواطن عربي يشعر زى مابتشعروا وبيحس بنفس الأحاسيس، بيشوف وبيسمع ونتخلى عن إللي كان مقرر أن يكون هناك من تحية من الجمهورية العربية المتحدة، وتمنياتها بالنجاح. طبعاً كان من الواضح أن أنا لما أجي حانتكلم في مواضيع كتير حنفتح هذه المواضيع ومش حاقدر آجى أقول لكم إن أنا بأحييكم وبأتمنى لكم النجاح في حل قضية فلسطين، وأقول لكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا. بأحاول أقول لكم إننا في المرحلة إللي أحنا فيها تستدعى أن نتكلم بوضوح ونحط كل الأمور بصراحة.. كل واحد فينا في هذه الأيام بيشعر أن هناك فتور في العمل العربي وظروف كثيرة كل واحد فينا بيحس أنها صدمته فيما كان يتصوره وما كان يحلم بيه.

فيما يتعلق بهدايا السلاح الألماني لإسرائيل وظهور الموجة الثورية العارمة في أنحاء العالم العربي تبين مقاومة الأمة العربية.. فيه شعور أن هذه الموجة تهدأ الآن كما يخيل للبعض منا. فيه ناس فيكم تنتابهم عوامل من الضيق. وفيه ناس فيكم تنتابهم عوامل من خيبة الأمل. وفيه ناس بيحسوا بالمرارة فيه إللي إتضايق أن في وسط الإجماع الشعبي تحفظت 3 دول عربية على قرار قطع العلاقات السياسية مع ألمانيا الغربية. فيكم أحياناً رئيس عربي أو ملك عربي بيقف للمرة الأولى ويطالب بالاعتراف بإسرائيل والتعايش السلمي معها. فيكم اللي أتضايق من القرار إللى صدر عن رؤساء الحكومات العربية بخصوص بورقيبة.. وفيه في أنحاء العالم العربي وبين الشعب إللي بيقولوا إن هذا القرار لا يتناسب مع مافعل بورقيبة وآثار ما فعل بورقيبة. بورقيبة باع الوطن العربي للاستعمار والصهيونية.. وإحنا الشركات إللي بتتعامل مع إسرائيل بنقاطعها. فليه مانقاطعش بورقيبة ده الممثلات والممثلين إللي بيتعاونوا مع إسرائيل أو بيجمعوا تبرعات لإسرائيل أو بيعملوا دعاية لإسرائيل بنقاطعهم.. فليه لم يصدر قرار بمقاطعة بورقيبة؟.. ناس بتحس بخيبة الأمل ناس بتحس بالمرارة.. فيه ناس لم تجد في قرارات رؤساء الحكومات العربية.. ماوجدتش في هذه القرارت الحاجة إللى كانت عاوزاها.. فيه صحف نشرت ـ كل صحيفة نشرت طبعاً ـ حسب ما ترى.

وكالات الأنباء نشرت إللي يناسبها. وفى البلد العربي إللي اتنشر لم يشف الغليل. فيه هجوم على القيادة العربية الموحدة.. وفيه تشكيك في القيادة العربية الموحدة.. بنسمع هذا الكلام من بعض الإذاعات العربية وبنقرا هذا الكلام في بعض الصحف العربية حملة مركزة على القيادة العربية الموحدة.. إيه إللي عملته القيادة العربية الموحدة لما وقعت غارات إسرائيلية على حدود الأردن..؟ وفيه عوامل تشكيك كثيرة.

وفيه طبعاً إللى بيحس أن بسبب موقف بورقيبة منظمة التحرير على خلاف مع الدول العربية وانسحب رئيسها من اجتماعات الرؤساء.. فيه كلام كثير.. فيه حملات كثيرة يمكن أنتم الفلسطينيين بالذات كنتم دائماً هدف لحملات مستمرة من داخل العالم العربي ومن خارج العالم العربي كل الكلام إللي أنا قلته ده بيخلق مشاعر كثيرة مشاعر متيقظة مشاعر متعبة بين الفلسطينيين بين الشعب العربي كله.

الحقيقية أنى لما قررت آجي لكم وأتكلم معاكم وجدت أن واجبي في هذه اللحظة وكل شيء كما قصدت أنى آجي وأتكلم معاكم كمواطن عربي لن أتقيد بالرسميات. واحد حاسس بقضية فلسطين. وعايز يتكلم عن القضية. حاسس بالتناقضات الموجودة وجدت من واجبي آجي وأتكلم عن هذه التناقضات الموجودة حاسس أن الوقت يستدعى إن إحنا نعرف إحنا فين ووجدت من واجبي أنى مفتش هذه الفرصة. آجي وأقول لكم إحنا فين بالضبط وبصراحة ووضوح.

وواحد بيقرأ كل يوم كل ما يكتب في العالم عن قضية فلسطين في الصحف الأجنبية أو الصحف العربية وبيسمع الإذاعات الأجنبية أو الإذاعات العربية. باحس في هذه المرحلة بالذات بحدة الهجوم لبلبلة الفكر العربي. وحاسس أيضاً بأن الهجوم ده هجوم تعودنا عليه طوال المدة إللي فاتت من الصهيونية والاستعمار والقوى العربية التي تجد في مسألة فلسطين أمّا موضوع للكسب موضوع للبيع أو موضوع للمزايدة وموضوع للتجارة. والحقيقة كل ما تتعرض قضية فلسطين لجو مشابه لهذا الجو ناس بتيأس من الحاضر وناس بتيأس من المستقبل. ناس تقيس على الماضى احنا كنا فين في الماضي وإحنا فين النهارده وحانكون فين في المستقبل؟ وناس يقولوا قضية فلسطين بقى لنا 17 سنة بنتكلم فيها وكفاية الكلام بقى في قضية فلسطين عايزين عمل. ناس بيقولوا منظمة التحرير الفلسطينية بقى لها سنة أو سنة ونص عملت أيه منظمة التحرير الفلسطينية؟ كفاية كلام عايزين عمل. ناس زمان يقولوا الجامعة العربية. كان زمان بيتكلم عزام سنة 48 وبتقول علية أبو الكلام عزام النهارده حسونة مابيتكلمش ماتغيرتش الجامعة العربية مفيش أمل. الماضي كان حلم. الحاضر فيه تناقضات. ناس بيتكلموا زى بورقيبة ويبيعون الوطن العربي للاستعمار والصهيونية.

بيطلع بورقيبة علشان عايز 100 مليون دولار أو 150 مليون دولار بيبيع العرب كلهم ويجعل من نفسه خادم للاستعمار والصهيونية ويبعت يبشر.

بالنسبة لقضية فلسطين في إفريقية، إن العرب واجب عليهم أنهم يتعايشوا مع إسرائيل، وإن العرب إزاي يتحركوا النهارده تحرك غير واقعي وتحرك غير أخلاقي؟ وإسرائيل عضو في الأمم المتحدة ومعترف بيها دولياً ولا يمكن العدوان على إسرائيل. بورقيبة بيقول هذا الكلام علشان ييأسنا من حاضرنا وييأسنا بعد مابدأت القضية الفلسطينية تتحرك. وبعد ما بدأ الكيان الفلسطيني يبان. وبعد ما بدأت منظمة التحرير الفلسطينية تعمل. الفلسطينيين حرموا على مدى السبعتاشر سنة إللي فاتوا من العمل. يدوبك السنة إللي فاتت بدأ الفلسطينيون يكافحوا ويناضلوا في سبيل كيانهم وفى سبيل وجودهم. طوال السبعتاشر سنة إللي فاتت من قبل سنة 1948 كانت خطة الاستعمار والصهيونية هى تصفية قضية فلسطين. ولا يمكن أن تصفى قضية فلسطين إلاّ بتصفية شعب فلسطين. وكانت المحاولات دائماً مبنية على تصفية شعب فلسطين 17 سنة كانت الدول العربية خاضعة للاستعمار. احنا هنا كان عندنا 80000 عسكري إنجليزي لغاية سنة 56 كانت الدول العربية غير متحررة تحرر كامل. كانت الدول العربية تعمل في سنة 48 وهى في منطقة النفوذ الاستعماري، طيب احنا فين؟ النهارده بعد 17 سنة أو بعد 16 سنة لم تصف قضية فلسطين ولم يصف الشعب الفلسطيني بل حصل العكس. حصلت خطوة إلى الأمام. تجمع الشعب الفلسطيني، بدأ الكيان الفلسطيني، بدأت منظمة التحرير الفلسطينية. إذن لم يستطيع الاستعمار بأي حال من الأحوال أنهم يصفوا قضية فلسطين لأن شعب فلسطين لن يصفى، والدليل على هذا أنكم هنا النهارده، بتمثلوا شعب فلسطين إللي قاسى النكبة في سنة 1948.

يطلع بورقيبة النهارده ويأخذ هذا الخط، خط يخدم الإستعمار ويخدم الصهيونية ما هو هدف بورقيبة.. هدف بورقيبة في هذا واضح. يعد مؤتمرات القمة آدى رئيس عربي طلع علينا وبيتكلم هذا الكلم إن مفيش فايدة، مفيش فايدة في هذا العمل. يطلع بورقيبة ويقول إن مفيش فايدة في المستقبل ولن تستطيع الدول العربية. ولن تستطيع الشعوب العربية ولن يستطيع الشعب العربي الفلسطيني أن يتحرر. دي مش خطة بورقيبة. دي مش خطة بورقيبة. دي خطة الاستعمار، خطة الصهيونية وبورقيبة في هذا العمل ليس إلاّ أحد أعوان الاستعمار. احنا، أعوان الاستعمار مش جداد علينا. أعوان الاستعمار عاشوا بيننا وأعوان الاستعمار انتهوا كلهم وراحوا، وبقى الشعب العربي يكافح ويناضل من أجل أهدافه ومن أجل آماله لم ييأس الشعب العربي بحاضره ولا بقدرته.

وفى نفس الوقت نبص نلاقى أيضاً من ينادى لمؤتمرات القمة وعقدت القيادات وقامت القيادة العربية الموحدة. وحصل عدوان على سوريا، نبص نلاقى إذاعة سوريا بتهاجم القيادة العربية الموحدة وتهاجم المؤتمرات العربية. معنى ده ايه؟ معناه إن إحنا بنيأس بنيأس من مستقبلنا إذا كانت الحملات تستمر على القيادة العربية الموحدة وكانت الحملات تستمر على المؤتمرات العربية. العربي أو الفلسطيني بيقول إيه؟ بيقول مفيش فايدة. العرب اجتمعوا في المؤتمر الأول للرؤساء والملوك، اجتمع مؤتمر ثاني للرؤساء والملوك واتخذوا قرارات، هذه القرارات هي تحويل الروافد. وقامت القيادة العربية الموحدة، وقام الكيان الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية وجيش فلسطين.

في نفس الوقت، نجد ذعر عند إسرائيل من هذا العمل،وحملة عنيفة، حملة نفسية وحملة تشكيك وان جمال عبدالناصر دعا إلى هذا لأنه عايز يسيطر على العرب وعلى الدول العربية.

في نفس الوقت نجد حملة عنيفة على المؤتمر مؤتمر الملوك والرؤساء وحملة عنيفة على القيادة العربية الموحدة والدعوة إلى الحرب والدعوة إلى الهجوم على إسرائيل. معنى هذا ايه؟ نجد حملة بتقول أن القيادة لم تقم بواجباتها وأن الدول العربية لم تقم بواجباتها. طيب وبعدين. انت يا فلسطيني لما بتسمع هذا الكلام النهارده من إذاعة سوريا وتسمع هذا الكلام من صحافة سوريا وبيقولوا إن جميع الدول العربية تخاذلت ماعدا سوريا بتقول ايه؟ بتقول مفيش فايدة أبدا في العمل العربي، مفيش فايدة في العرب، العرب طول عمرهم مابيتفقوش، العرب طول عمرهم بيختلفوا، مفيش فايدة في الحاضر مفيش فايدة في المستقبل. تجد فعلا القوى الانعزالية واعوان الاستعمار ومحطات الإذاعة والاستعمار أيضاً تثبط الهمة وتشكك وتقول ان الوضع بهذا بيكون وضع خطير. الحقيقة بعد ما كنت مش جاى لقيت أنه من الضرورى أنى آجى وأقول لكم.. احنا لازم نكون واضحين. لازم نعرف احنا فين ورايحين فين. مانقفش ونقول العودة. العودة يافلسطين. وأنا قلت قبل كده إن طريق العودة مش طريق مفروش بالورد طريق العودة مفروش بالدم. طريق العودة طريق صعب.

وبعدين علشان نحدد موقنا لازم نعرف إيه هو فعلا العمل العربي. إيه إمكانيات العمل العربي؟ إذا كنا عايزين نحرر فلسطين لازم نعرف أيضاً إيه اللى يحرر فلسطين؟ لازم نحدد المسالك العديدة اللى يتمشى فيها العمل العربي.