إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / مشروع الرئيس التونسي، الحبيب بورقيبة، لتسوية النزاع العربي ـ الإسرائيلي






إندونيسيا
ليبيا
مدينة أريحا
إيطاليا
مشروع التقسيم
المملكة الأردنية الهاشمية
الأماكن المقدسة
الهند
الباكستان
الجمهورية اللبنانية
الجمهورية العربية السورية
الجزائر
الشرق الأوسط
العراق
القدس القديمة
تونس
تركيا
جمهورية مصر العربية
دولة الكويت
Jerusalem's Holy places
فرنسا



الملحق الرقم (8)

ملحق

مقتطفات من خطاب الرئيس العراقي عبد السلام عارف،

في احتفال افتتاح مقر منظمة التحرير الفلسطينية، في بغداد (الأول من مايو 1965)

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها المواطنون، يا أبناء فلسطين... يا أبناء العروبة والإسلام، أيها الضيوف، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن هذه الدويلة المغتصبة قاعدة لشبكات الجاسوسية، وقاعدة للاستعمار، ومصدر قلق في الشرق الأوسط. ولن يستريح هذا الشرق، إلاّ بزوال هذه العصابة المقحمة في بلادنا. إنها عصابة متكونة من لملمات، كانت مشردة في أنحاء البلاد، العربية والشرقية. وكانت دائماً مصدر قلق لأهل البلاد، التي كانت تعيش فيها. فأُخرجوا منها، وكانوا بلاءً على شرقنا الهادئ، ليكونوا مصدر شغب وقلق فيه[1]. إنكم تعلمون، أيها الاخوة، ويعلم العالم أجمع، ويعلم الاستعمار والصهاينة، ما قام به العراق الحر في إبراز الكيان الفلسطيني، وما يقوم به. وسيظل العراق سنداً قوياً لفلسطين، ومدافعاً عن الحق، حتى يعود هذا الجزء المغتصب من الوطن العربي إلى الوطن الأكبر، إلى الأمة العربية. وإذا كان أهل فلسطين هم رأس الرمح، وهم المسؤولون، في الدرجة الأولى، عن وطنهم السليب، وهم الذين يقررون مصيرهم بأيديهم، فإننا نقول لهم إننا أبناء فلسطين، وليس لأي دولة عربية، أن تنفرد وحدها، ولا لأي فرد عربي أن ينفرد وحده في تقرير مصير مظلمة، لم يعرف التاريخ مثلها، مظلمة وقعت على البشرية.

وإن اقتراحات بورقيبة، كانت مفاجأة وخروجاً على مقررات مؤتمرَي القمة، فضلاً عن أنها غير مقبولة، وأنها مردودة، جملة وتفصيلاً. وقد اتخذنا إجراءات في هذا الصدد، ووقفنا  إلى جانب الأمة العربية، نتحدى الظلم والتعسف ومخططات الاستعمار ومخططات أذنابه. لقد مر على قضية فلسطين زمن طويل، ولكن هذا الزمن أعطانا درساً عميقاً، ووضح لدينا أن القضية الفلسطينية قضية مصير، يجب أن تحل حلاً، يضمن عودة البلاد إلى الوطن الأكبر، وأن أنصاف الحلول أو التراضي، لا محل لها في هذه القضية المصيرية. كيف تحل قضية سرقة في يد سارق صلف، يتحدى الحق والعدل، ثم يأتي صاحب الحق، فيقول له اعطني جزءاً، وأعترف لك بالباقي. كلاً، ثم كلاّ، إن التاريخ يعيد نفسه، فلقد كانت هذه البلاد المقدسة مسرحا لأطماع المستعمرين الصليبيين، كما أصبحت رمز وحدة الأمة العربية والإسلامية، وكانت موقعة حطين شاهد حق على هذه الوحدة[2].

واستطاع بطل العروبة والإسلام صلاح الدين الأيوبي، أن يجمع الفرات والنيل، ويخوض المعركة باسم العروبة والإسلام، ففتح الله عليه، ونصره، وثبت أقدامه، وهزم الغزاة الغاصبين والغرباء المتسللين، وعادت فلسطين إلى الوطن العربي الأكبر، قوية مرفوعة الرأس.

واليوم، أيها الإخوة، يتعانق الرافدان والنيل، والقاهرة وبغداد، وتسيران جنباً إلى جنب، خطوة فخطوة، ونعلن عن خطة مركزة مبنية على الوفاق والوئام والأخوة والوحدة، تتجسد في عمل موحد وتنظيم موحد وحركة عربية واحدة، لبناء جسم هذه الأمة في دولة واحدة، هي دولة الوحدة والعروبة، للدفاع عن حق العروبة والإسلام، وتحرير الأجزاء السليبة في وطننا العربي.

 



[1]  كما وردت في نص الخطاب.

[2]  ورد في نص الوثيقة: ``وكانت موقع تحصين يجاهد حق في هذه الوحدة``.