إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / مشروع الرئيس التونسي، الحبيب بورقيبة، لتسوية النزاع العربي ـ الإسرائيلي






إندونيسيا
ليبيا
مدينة أريحا
إيطاليا
مشروع التقسيم
المملكة الأردنية الهاشمية
الأماكن المقدسة
الهند
الباكستان
الجمهورية اللبنانية
الجمهورية العربية السورية
الجزائر
الشرق الأوسط
العراق
القدس القديمة
تونس
تركيا
جمهورية مصر العربية
دولة الكويت
Jerusalem's Holy places
فرنسا



تمهيـد

تمهيـد

       كان الهدف الأساسي للحركة الصهيونية، منذ نشأتها، استقطاب أكبر عدد من يهود العالم، وتركيزهم في فلسطين، بعد طرد سكانها منها. وعلى الرغم من النجاحات، التي حققتها الحركة الصهيونية، في مجالات شتى، فإن التخلص من العرب (عرب فلسطين)، كان ـ ولا يزال ـ الحل الناجع لتحقيق هدف الحركة الصهيونية. كما أنه يمثل جزءاً أساسياً من مشروعها.

       كان هذا الهدف واضحاً لدى الزعماء الصهاينة، منذ البداية. فقد كتب تيودور هرتزلTheodor Herzl، في يومياته، بتاريخ 12 يونيه 1885: "يجب أن نستخلص ملكية الأرض التي ستعطى لنا، لكن باللطف وبالتدريج. سنحاول أن نشجع فقراء السكان على النزوح إلى البلدان المجاورة، وذلك بتأمين أعمال لهم هناك، ورفض إعطائهم أي عمل لدينا".

       وبعد أن نجحت الحركة الصهيونية في تحقيق أهدافها، بإعلان دولة "إسرائيل"، في 14 مايو  1948، واقتلاع أكثر من نصف مليون فلسطيني من ديارهم، وإجبارهم على اللجوء إلى البلدان العربية المجاورة، أخذت الصهيونية والاستعمار، اللذان توافقت مصالحهما، يسعيان إلى تنفيذ الجزء الثاني من المشروع الصهيوني، المتمثل في توطين اللاجئين الفلسطينيين، واستيعابهم في البلدان المضيفة لهم. وهي محاولة لطمس الهوية الفلسطينية والحقوق الثابتة لشعب فلسطين، مما يسمح، من ثمّ، بإضفاء الشرعية على الوجود الصهيوني، من طريق تكبيل حركة الفلسطينيين السياسية وشل فاعليتهم، لأن مرور الوقت، دون حل سياسي للقضية الفلسطينية، ودون حل لمشكلة اللاجئين، يشكلان أعظم خطر يهدد الوجود الصهيوني، واستطراداً، مصالح القوى الاستعمارية.

       ومنذ صدور قرار التقسيم، في 29 نوفمبر 1947، وحتى المشروع التونسي، في 21 أبريل 1965، قُدِّمت، عشرات المشاريع لتسوية النزاع العربي ـ  الإسرائيلي، وحل قضية فلسطين. ولكي نتعرف طبيعة المشروع التونسي، لا بد لنا من أن نتطرق إلى قرار التقسيم ومشروعات التسوية، التي قُدِّمت، لنتبين الفارق الجوهري بين هذا وذاك، وكذا، ردود الفعل على المشروع التونسي، أو مشروع الحبيب بورقيبة. كما ينبغي أن يسبق ذلك، دراسة سريعة لشخصية الحبيب بورقيبة، لنعرف مفتاح شخصيته، ورؤيته السياسية.