إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / مشروع الرئيس التونسي، الحبيب بورقيبة، لتسوية النزاع العربي ـ الإسرائيلي






إندونيسيا
ليبيا
مدينة أريحا
إيطاليا
مشروع التقسيم
المملكة الأردنية الهاشمية
الأماكن المقدسة
الهند
الباكستان
الجمهورية اللبنانية
الجمهورية العربية السورية
الجزائر
الشرق الأوسط
العراق
القدس القديمة
تونس
تركيا
جمهورية مصر العربية
دولة الكويت
Jerusalem's Holy places
فرنسا



القسم الثاني

القسم الثاني

قرار التقسيم

       في 26 فبراير 1947، وأمام فشل المحاولات البريطانية لإجهاض المقاومة الفلسطينية، وتزايد الإرهاب الصهيوني، والضغط الأمريكي، أعلنت بريطانيا أنها قررت نفض يديها من قضية فلسطين، ورفعها إلى الأمم المتحدة لبتّها.

       وعلى أثر تقديم بريطانيا قرارها إلى الأمم المتحدة، بإنهاء انتدابها على فلسطين، أوفدت هيئة الأمم "لجنة دولية" خاصة إلى فلسطين، بتاريخ 15مايو 1947، وكلفتها بإعداد تقرير في شأن مسألة فلسطين، للنظر فيه خلال دورة الجمعية العادية المقبلة، وقد قررت تلك اللجنة تقسيم فلسطين إلى دولتين، إحداهما عربية، والأخرى يهودية. كما أوصت أن توضع مدينة القدس تحت حكم دولي خاص، بعد جلاء القوات المسلحة، التابعة لسلطات الانتداب، عنها، في فترة لا تتجاوز الأول من أكتوبر  1948.

       وفى 29 نوفمبر 1947، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الثانية، القرار رقم "181"، الخاص بخطة تقسيم فلسطين (انظر ملحق نص قرار تقسيم فلسطين). وقد فاز القرار، بأغلبية "33" صوتاً ضد "13" صوتاً، نظراً إلى تدخل بعض الدول الكبرى لمصلحة اليهود. وجاء في خطة التقسيم، ما يلـي:

أولاً: يُنهى الانتداب على فلسطين في أقرب وقت ممكن، على ألا يتأخر، في أي حال، عن الأول من أغسطس 1948.

ثانياً: يجب أن تجلو القوات المسلحة، التابعة للسلطة المنتدبة، عن فلسطين بالتدريج. ويتم الانسحاب في أقرب وقت ممكن، على ألا يتأخر، في أي حال، عن أول أغسطس 1948. وعلى السلطة المنتدبة أن تخطر اللجنة، في أبكر وقت ممكن، بنيّتها إنهاء الانتداب والجلاء عن كل منطقة. وعلى السلطة المنتدبة أن تبذل أفضل مساعيها، لضمان الجلاء عن منطقة واقعة في أراضي الدولة اليهودية، تضم ميناء بحرياً وأرضاً خلفية، كافيين لتوفير تسهيلات لهجرة كبيرة، وذلك في أبكر موعد ممكن، على ألاّ يتأخر، في أي حال، عن الأول من فبراير1948.

ثالثاً: تنشأ في فلسطين الدولتان المستقلتان، العربية واليهودية، والحكم الدولي الخاص بمدينة القدس. وذلك بعد شهرين من إتمام جلاء القوات المسلحة، التابعة للسلطة المنتدبة، على ألا يتأخر ذلك، في أي حال، عن أول أكتوبر 1948.

رابعاً: تعدّ الفترة ما بين تبنِّي الجمعية العامة توصيتها، في شأن مسألة فلسطين، وتوطيد استقلال الدولتين، العربية واليهودية، فترة انتقالية.

       وهكذا اقتطع قرار التقسيم جزءاً من أرض فلسطين العربية، بما نسبته (54%)، لإنشاء دولة إسرائيل، على الرغم من أن اليهود، في عام 1945، كانوا يملكون (1.491.699) دونماً من أرض فلسطين، التي تبلغ مساحتها (26.323.023) دونماً. أي أن مساحة ما كان يملكه اليهود من أرض فلسطين، هي 5.66% من مساحة فلسطين الكلية. كما أن عدد اليهود، عام 1947، كان أقل كثيراً من ثلث السكان، وكان 10% منهم فقط سكاناً أصليين من فلسطين.

       وفيما يلي مقارنة إحصائية للأرض، التي كان يملكها السكان، اليهود والعرب، في كل منطقة من فلسطين، وهي توضح ما كان الوضع عليه في أبريل 1945، إذ كانت فلسطين، آنذاك، مقسمة إلى ست مقاطعات:

المساحة

عرب/يهود

اسم المنطقة

الرقم

1815536  دونما 576028  دونما

عرب يهود

منطقة الجليل

1 -

434666    دونما 364276    دونما

عرب يهود

منطقة حيفا

2 -

2736077 دونما 145627 دونما

عرب يهود

منطقة نابلس

3 -

3993000  دونما 39678 دونما

عرب يهود

منطقة القدس

4 -

828805 دونما 251598 دونما

عرب يهود

منطقة اللد

5 -

830314   دونما 49260     دونما

عرب يهود

منطقة غزة

6 -

26323023  دونما[1]

مجموع مساحة فلسطين

 

توزيع السكان، العرب واليهود، في مناطق فلسطين، كما كان عليه في عام 1946

اليهود

العرب

المنطقة

الرقم

4

96

عكا

1 -

13

87

صفد

2 -

16

84

الناصرة

3 -

33

67

طبرية

4 -

47

53

حيفا

5 -

30

70

بيسان

6 -

-

100

جنين

7 -

17

83

طولكرم

8 -

-

100

نابلس

9 -

71

29

يافا

10 -

22

78

الرملة

11 -

-

100

رام الله

12 -

38

62

القدس

13 -

أقل من 1%

99

الخليل

14 -

2

98

غزة

15 -

أقل من 1%

99

بئر سبع

16 -

       وهكذا يتضح من الجدوليْن والأرقام السابقة، أن قرار التقسيم، أعطى الدولة اليهودية ما مساحته 14.000 كيلو متر مربع. ثم احتلت إسرائيل، بعد حرب عام 1948، حوالي 6000 كيلو متر مربع أخرى، من أصل المساحة المخصصة للدولة العربية.

       وفي الوقت الذي بدأ فيه البريطانيون بالانسحاب من فلسطين، ونظراً إلى التناقض والتباين الجوهريين، بين الموقفين العربي واليهودي، إزاء قرار التقسيم، ازداد خطر الموقف، وتصاعدت حدّة الاشتباكات، وتجدد القتال، وعمّ أجزاء فلسطين كلها، وأخذت المقاومة الفلسطينية تستعد لجولة حاسمة، وباشرت اللجان القومية الفلسطينية، في جمع الأموال، وشراء السلاح، وبدأت عمليات التعبئة والتدريب، وأُنشئت قيادة الجهاد المقدس.

        وفى الأول من يناير 1948، تكوّن جيش الإنقاذ، وخاض معارك ضارية ضد العصابات الصهيونية، في مناطق مختلفة من فلسطين. لكن الحركة الصهيونية، وبمساندة قوات الانتداب البريطانية وتأييدها، تمكنت من الاستيلاء على المراكز والمواقع الحساسة عسكرياً في فلسطين. وفى الساعة الرابعة من بعد ظهر 14 مايو 1948، كان بن جوريون يقف أمام أعضاء المجلس القومي اليهودي، في تل أبيب، ليعلن قيام الدولة اليهودية في فلسطين، دون أن يحدد حدود تلك الدولة.



[1]  كما ورد في المرجع السابق، علماً أن الرقم لا يساوي مجموع مساحات المناطق.