إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الديوانيات الكويتية، ودورها السياسي




الديوانية حديثا
الديوانية قديما
ديوانية البابطين
ديوانية الرعيل الأول





مقدمة

مقدمة

          التَّدوُّن في اللغة، الغنى التام؛ وكلمة ديوان فارسية معربة، بمعنى مجتمع الصحف أو السجل الذي يسجل فيه مجموعة من الناس أو الأشياء، وتجمع على دواوين. وفي حديث الثلاثة الذين خلفوا "وَكَانَ النَّاسُ كَثِيرًا لا يَجْمَعُهُمْ دِيوَانٌ" (مسند أحمد، 25922). وقال صلى الله عليه وسلم: "الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلاثَةٌ دِيوَانٌ لا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا وَدِيوَانٌ لا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا وَدِيوَانٌ لا يَغْفِرُهُ اللَّهُ..." (مسند أحمد، 24838). وأول من دون الدواوين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وتطلق على المكان الذي ينظر فيه في أمور الدولة أو لفصل الدعاوى، فيقال الديوان الملكي، وديوان الأمير ونحوهما. ويقال ديوان لمجموعة قصائد شاعر من الشعراء. وكلمة Dewan باللغة الإنجليزية، تطلق على رئيس أو وزير أو رئيس وزراء، بينما Kiwanis رابطة للرجال مقرها أمريكا الشمالية تهدف إلى خدمة المجتمع.

          والديوانية في نجد غرفة لاستقبال الرجال، ملحقة بالبيت، يستضيف فيها صاحب البيت الخاصة من الرجال. فهي تختلف عن المجلس الذي يكون عادة أكبر منها، ويستخدم لاستقبال الضيوف الغرباء والمناسبات الرسمية. لذا، فالديوانية عادة أقرب إلى داخل المنزل من المجلس، وفيها فرش (جلسة عربية) ومزودة بأدوات إعداد القهوة والشاي، وبها مكان لإيقاد النار (الوجار). وتصف أواني إعداد القهوة والشاي، التي يطلق عليها (المعاميل)، على رفوف خشبية تستند إلى الجدار الملاصق لمكان إيقاد النار (الوجار)، وتدعى هذه الرفوف (الكمار)، وتصف فوقها مجموعة من الدلال (أواني تقديم القهوة)، والأباريق الخاصة بتقديم الشاي. وتقدم القهوة للضيوف بعد تحضيرها في الدلّة، بأكواب صغيرة (فناجين) من الخزف الصيني ناصع البياض، الذي ربما يكون مزيناً بنقوش ذهبية. وقبل ذلك كانت تقدم بأكواب صغيرة من الفخار. وربما أطلق على غرفة الديوانية (القهوة) نسبة إلى أنها مكان إعداد القهوة وتقديمها.

          ويجلس المضيف عادة، وهو صاحب المنزل، أو من ينوب عنه في الركن الخاص بجوار الوجار، ويتولى من مجلسه إعداد القهوة لضيوفه بنفسه، ويجلس الضيوف دونه من الجهتين. وتعد لحظات إعداد القهوة من أمتع اللحظات لصاحب المنزل وللضيوف، ويتخللها الكثير من الأحاديث الشيقة. ومتابعة القهوة وهي تعد بمراحلها المختلفة من تحميص (حمس) حبيبات القهوة على النار، ثم تبريدها، ريثما يغلي الماء، ثم سحقها إلى مسحوق خشن باستخدام "النجر" ، ثم غليها مع الماء قبل أن توضع في الدلة، وتغلى مرة أخرى مع الهيل والزعفران وغيرهما؛ تقطع الوقت، وتطرد عن الضيف الملل وطول الانتظار. ومن يؤذن لهم بالدخول إلى الديوانية عادة أشخاص تربطهم بصاحب المنزل صلات قوية، ويترددون على مجلسه كثيراً، فتكون الجلسة معهم مليئة بالأنس والسعادة خالية من التكلف.

          وكلمة الديوانية رغم ما فيها من دفء وخصوصية بدأت تختفي من معجم المصطلحات العمرانية في قلب شبه الجزيرة العربية. إذ أنه مع النهضة العمرانية وتبني الأساليب الحديثة في التصميم والتخطيط والتنفيذ للمباني السكنية، تغيرت أسماء الكثير من أجزاء المنزل ومنها الديوانية. فقد اختفت الديوانية من مخططات المنازل في نجد، وربما حل محلها بيت الشعر البدوي، الذي صار يشيد بجانب مدخل الرجال، وفيه تجهيزات الديوانية نفسها، ويستخدم الاستخدام نفسه تقريباً إلا أنه لا يطلق عليه الاسم نفسه.