إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الديوانيات الكويتية، ودورها السياسي




الديوانية حديثا
الديوانية قديما
ديوانية البابطين
ديوانية الرعيل الأول





الأثر الاجتماعي للديوانية

الأثر الاجتماعي للديوانية

          الديوانية ظاهرة اجتماعية لها أثرها البالغ في صلات أفراد المجتمع ببعضهم. ولها أثرها في توجهاتهم الفكرية نحو الموضوعات الداخلة ضمن اهتمامهم والتي يأتي عليها النقاش في الديوانية. وربما نشأت الديوانيات وما شابهها من أماكن اللقاءات الدورية بين الأقارب والأصدقاء والجيران وازدادت أهميتها نتيجة لما تمثله من صلة رحم وصلة بالجيران، ونتيجة للروابط الأسرية القوية في المجتمع الخليجي. فهي مكان لتفقد الأحوال وهي مكان للتنفيس وطرح الهموم وهي مكان للسمر والمرح وتجاذب أطراف الحديث وتبادل الأخبار والآراء. ولأن الديوانية مكان يتكرر اللقاء فيه بشكل مستمر بين مجموعة متآلفة من الناس بينهم روابط معينة تدفعهم للقاء، إما روابط قربى، أو صلة جوار، أو صداقة، أو غيرها؛ فإن الجلسة فيها تكون بعيدة عن الرسمية والتكلف والحديث يكون عفوياً وصريحاً وفي الغالب لا يكون هناك تخطيط مسبق لموضوع الحديث والنقاش. فأي فرد في الديوانية يمكن أن يتحين فرصة مناسبة خلال الجلسة ويطرح الموضوع الذي يريد إعلام الآخرين به، أو سماع آرائهم حوله. ولا شك أن للديوانية أثر كبير في تقوية الروابط الاجتماعية وتمتينها بين مرتاديها. فكم زادت من فرص التقارب والتزاوج، وكم عولج فيها من المشكلات الأسرية والاجتماعية. وكم قلصت من فرص الجريمة في الأحياء، حيث يتقارب الجيران ويتعارفون ويعلمون مواعيد غيبة أحدهم وسفره وعودته؛ مما لا يدع مجالاً للغرباء لدخول الحي وسرقة المنازل أو المتاجر. وكم ساعدت الديوانية على شغل وقت الفراغ لدى الكثيرين من الشباب وربطتهم بخبرات من هم أكبر منهم سناً وحالت بينهم وبين مزالق الانحراف.