إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / اتفاقيات السلام العربية ـ الإسرائيلية خلال القرن العشرين





الحدود الأردنية الإسرائيلية
الحدود بين الأردن وفلسطين
قرار تقسيم فلسطين




القدرة الإقتصادية لإسرائيل

الفصل الخامس

الرؤية المستقبلية للصراع العربي ـ الإسرائيلي

في المسارات المختلفة، والحروب المعاصرة الجديدة

كانت التطورات، التي طرأت على النظام العالمي، والمتغيرات الإستراتيجية في البيئة الإقليمية، دوافع إلى تطوير الفكر الإستراتيجي الإسرائيلي. وتمثل ذلك التطوير في عدة عوامل:

- اعتماد سياسة جديدة، لتعزيز مكانة الدولة، من منطلق كونها قوة إقليمية فاعلة في مجالها الحيوي.

- السعي إلى دور إقليمي، في النظام الأمني لمنطقة الشرق الأوسط؛ لحماية مصالح إسرائيل ومصالح حلفائها.

- الطموح إلى أن تصبح إسرائيل دولة كبرى في المنطقة، من خلال التحول من المجال الجيوبولتيكي إلى المجال الجيوأوكونميك[1].

- الانفتاح على البيئة الإقليمية، استغلالاً لادعاء الاتجاه نحو السلام، من أجل الخروج من العزلة، وتطبيع العلاقات بالدول العربية، ومد جسور الصداقة مع دول الخليج، ودول المغرب العربي.

- ضمان التزام أمريكي بتحقيق أمن إسرائيل.

- استغلال ظروف السلام، لتوسيع دائرة التعاون الإستراتيجي مع القوى الدولية، ومع دول أوروبا الشرقية، والدول الآسيوية المهمة.

وتَنِمّ الرؤية الإسرائيلية بأن عملية السلام، لم تحسم، بعد، في الفكر الإسرائيلي؛ على الرغم من أن أعمال العنف، والحروب، لم تحقق لإسرائيل، حتى الآن، لا سلاماً، ولا أمناً. وتمخض عدم حسمها بإقرار العديد من أشكال الصراع والعنف في المنطقة؛ والحرص على أن تفوق إسرائيل، عسكرياً، سائر دولها؛ وهو ما يتكفل بتسوية سياسية ومواجهة الأعداء.

ولئن استُبعِد، في المدى القريب نشوب حرب شاملة، بين العرب وإسرائيل، فإن الغموض، وعدم الوصول إلى سلام نهائي، يزيدان الصراعات المحدودة، التي يزداد معها عدم الاستقرار، وعمليات سباق التسلح. فتل أبيب تُعلن، أنها تمضي قُدُماً في عملية السلام؛ ولكنها تحرص، في الوقت نفسه، على أن تفوق جيوش العالم العربي، نوعاً؛ فضلاً عن تلويحها، من وقت إلى آخر، باستخدام القوة العسكرية في إدارة وحسم العديد من مجالات الصراع. وهو أمر، لا يمكن تجاهله، في إطار تحليل الرؤية المستقبلية للصراع في منطقة الشرق الأوسط.

ناهيك من إصرار إسرائيل على جعْل التسوية السياسية رهينة بترتيبات الأمن، ومدى الانسحاب وحجمه، وأوضاع القوات الإسرائيلية، ورفض نشوء دولة فلسطينية، والتمسك بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، ومفهوم التطبيع، والحصول على مطالبها من المياه، وعدم عودة اللاجئين، إلخ ... كلّ ذلك، يضطر تل أبيب إلى السبق العسكري النوعي، والاحتفاظ بقدرات ردع فائقة، وبناء منظومة صواريخ دفاعية مضادة للصواريخ.

ومن ثَم، يمكن القول إن  التناقض بين فكر إسرائيل الأمني ومرحلة التوصل إلى المناخ السلمي في المنطقة؛ واستمرار اعتمادها على الأداة العسكرية، لتحقيق أهدافها ـ سيؤديان إلى انعكاسات سلبية على فرص تحقيق الاستقرار والأمن الإقليميَّين.



[1] الجيوأوكونميك: هو مصطلح، يعني أن تفوق إحدى دول الإقليم، اقتصادياً، سائر دوله الأخرى.