إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الحرب الباردة









المبحث الرابع

المبحث الرابع

انتقال الصراع في الحرب الباردة إلى الشرق الأقصى

       بدأ ذلك الدور في بداية عام 1950، عندما انتقل الصراع في تلك الحرب إلى الشرق الأقصى. وفي نهاية ذلك العام شمل الشرق الأوسط. ومنذ عام 1960 أصبحت الحرب الباردة في بقية القارات. فظهرت أزمة الكونغو، وأزمة كوبا، والهند الصينية. ومع ذلك فقد كانت تظهر ما بين حين وآخر محاولات لإقامة نوع من التعايش السلمي بين المعسكرين.

1. الصين الشعبية:

       لعل ظهور جمهورية الصين الشعبية، التي تأسست في الأول من أكتوبر 1949، بعد انتصار الشيوعيين في الحرب الأهلية كان أخطر حادث بالنسبة للدول الغربية، التي رأت أنّ الوجود الشيوعي في تلك المنطقة الشاسعة أمراً يهدد المصالح الغربية عامة، والولايات المتحدة الأمريكية خاصة. ولكن الدول الغربية لم توحد سياستها تجاه الصين الشيوعية، فنجد بريطانيا تعترف بالنظام الجديد في الصين في عام 1950، ورفضت فرنسا الاعتراف، بسبب ما كانت تقدمه الصين من المعونات إلى ثوار الهند الصينية. وكان الرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية يشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب انهيار النظام الذي وضعه تشانج كاي شيك Chiang Kai-Shek، الزعيم الذي كان متحالفاً مع الأمريكيين، الذين قدموا له كل وسائل العون العسكري والاقتصادي إلى أن أُجبر على الانزواء بحكومة عميلة للأمريكيين في جزيرة فورموزا Formosa، ووقف الأسطول الأمريكي يحول دون أي هجوم عليه.

       وقد راودت الولايات المتحدة الأمريكية في فترة من الفترات، فكرة الاعتراف بالصين الشعبية حتى أن وزير خارجيتها دين أتشسون Dean Acheson، كان على وشك إعلان هذا الاعتراف، إلا أن الرأي العام الأمريكي كان ساخطاً على النظام الذي خلق في الشرق الأقصى قوة شيوعية مخيفة بعد أن انهار النظام الذي أقامه صديق الولايات المتحدة الأمريكية تشانج كاي شيك. ولذلك تأجل الاعتراف الأمريكي، وتأجل معه مشروع منح الصين الشعبية عضوية هيئة الأمم المتحدة حتى تنتهي انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر 1950.

       ومهما يكن من أمر، فقد تغير موقف الولايات المتحدة الأمريكية قبل الانتخابات، فقد حدث في شهر يونيه أن اندلعت الحرب الكورية التي كان لها أثر بالغ في العلاقات الدولية.

       ويمكن تقسيم الحرب الباردة في دورها الثاني، أي بعد عام 1949 إلى ثلاث فترات: أولها عندما بدأ النزاع في مستهل عام 1950، وعلى الأخص في الشرق الأقصى "الحرب الكورية". أما الفترة الثانية عندما تحول النزاع إلى الشرق الأوسط في نهاية العام. وأخيراً الفترة الثالثة لم يقتصر النزاع فيها على تلك الأماكن بل امتد إلى بقاع كثيرة في العالم، فحدثت منذ عام 1960 أزمات في الكونغو وكوبا، وتجدد النزاع مرة أخرى على الوضع في برلين، وفي الهند ـ الصينية. ولكن النزاع لم يصل إلى حافة الهاوية، بل كان الطرفان يصلان دائماً إلى حل مؤقت للتعايش السلمي.

2. الحرب الكوريـة:

       تغير موقف الولايات المتحدة الأمريكية في يونيه 1950، عندما اندلع لهيب الحرب الكورية. كانت كوريا قد تحررت من الحكم الياباني عام 1945، خمسة وثلاثين عاماً من الاحتلال. ولكنها انقسمت إلى قسمين كما كان الحال في ألمانيا، كوريا الشمالية التي احتلتها، آنذاك، القوات الروسية، وكوريا الجنوبية التي احتلتها القوات الأمريكية. وفرقتَّ السياسة وتأثير الاستعمار بين أبناء الوطن الواحد، كما حدث في ألمانيا، وانقسمت البلاد إلى دولتين متعادلتين.

       ولكوريا أهمية إستراتيجية عظمى لجيرانها، روسيا، واليابان والصين. ثم أصبح للولايات المتحدة الأمريكية، بعد هزيمة اليابان، مصالح مهمة في تلك المنطقة، تجعلها تهتم أبلغ اهتمام بمصيرها، ولذلك فقد أرسلت قواتها من اليابان لوقف الهجوم الذي قام به الكوريون الشماليون الشيوعيون في 25 يونيه 1950. واستطاعت الولايات المتحدة الأمريكية بنفوذها أن تضمن تأييد هيئة الأمم المتحدة. وانضم إلى المحاربين قوات من إنجلترا وغيرها من الدول أعضاء هيئة الأمم، ولكن تسعين في المائة من القوات المحاربة في كوريا كانت من الولايات المتحدة الأمريكية.

       وفي سبتمبر 1950، تقدمت تلك القوات، باسم هيئة الأمم ، فعبرت خط عرض 38 شمالاً إلى كوريا الشمالية. وكان لإقدام هذه القوات على اختراق الخط الذي يحدد القطاعين أسوأ الأثر عند الصين الشيوعية، فقررت التدخل وأرسلت قواتها لمساعدة كوريا الشمالية، واستطاعت القوات الشيوعية أن تحرز انتصارات عديدة على أعدائها؛ مما اضطـر قوات الأمم المتحـدة إلى التقهقر بغير انتظـام نحو الجنوب.

       وكان من رأي القائد الأمريكي جنرال ماك آرثر أنه لا أمل في إحراز أي نصر على القوات الصينية، إلا بضرب قواعد الإمداد في الأراضي الصينية نفسها. على أن الرئيس ترومان لم يوافق على هذا الرأي، وحدث بينهما خلاف أدى إلى طرد ماك آرثر من قيادة الحملة في 11 أبريل 1951، أما الاتحاد السوفيتي فكان على استعداد للمفاوضة بشأن وقف القتال. وبدأت مفاوضات الهدنة في صيف 1951، ولكنها لم تصل إلى نتيجة حاسمة بشأن وقف القتال إلا في يوليه 1953.

       ومهدت هدنة عام 1953 السبيل لحل المشكلة الكورية حلاً نهائياً، ولتوحيد البلاد طبقاً لرغبات شعبها. ومع ذلك فإن السلوك الاستفزازي الذي يتبعه الإمبرياليون، يحول دون تحقيق هذه الوحدة. فلقد وقعت الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها في اليوم نفسه الذي انتهت فيه الحرب الكورية بياناً رسمياً تؤكد فيه استعدادها "للتعاون" في حالة تجدد الحرب على الأرض الكورية. ووقعت حكومة واشنطن وحكومة سينجمان ري في كوريا الجنوبية في الأول من أكتوبر من 1953، معاهدة تضفي صفة الشرعية على بقاء القوات الأمريكية بصورة دائمة في كوريا الجنوبية. وعطلت الحكومة الأمريكية كذلك تنفيذ القرار الذي نص عليه اتفاق الهدنة بعقد مؤتمر سياسي، لحل المشكلة الكورية حلاً نهائياً.

       وأُعيد بحث المشكلة الكورية نتيجة إصرار الاتحاد السوفيتي في مؤتمر جنيف لوزراء خارجية الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، بين شهري أبريل ويوليه عام 1954، واشتركت جمهورية كوريا الشعبية وحكومة جنوب كوريا وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الكورية في هذه المباحثات كذلك.

       واقترحت الدول الاشتراكية إجراء انتخابات عامة في كوريا كلها تحت إشراف لجنة دولية تضم ممثلين عن الدول المحايدة، بعد سحب جميع القوات الأجنبية المسلحة من البلاد بمـا فيها قوات المتطوعين الصينيين. وعندما رفضت الدول الغربية هذا الاقتراح، تقدم الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية وجمهورية كوريا الشعبية باقتراحات توفيقية أخرى. وأدت الاقتراحات الجديدة إلى بعض التقارب في وجهات نظر الدول المعنية. ولكن الدول الغربية أعلنت بإصرار، أن الانتخابات يجب أن تتم تحت إشراف الأمم المتحدة، ودون سحب القوات الأجنبية من البلاد ورفضت أن تمضي في بحث المشكلة الكورية، إذا لم يستجب لطلبها.

       وبحثت قضية توحيد كوريا في كل دورة من دورات الأمم المتحدة، باستثناء الدورة التاسعة عشرة، بالرغم من أن الأمم المتحدة نفسها تعتبر رسمياً طرفاً في الحرب الكورية. وكان الوفد السوفيتي يصر دائماً على إشراك ممثلي جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية في المناقشات، إذ أن أي حل للمشكلة، لا يمكن تنفيذه بدون موافقتها وكان هذا الاقتراح يلقي الدعم من الدول الاشتراكية، ومن عدد كبير من دول الحياد. ولكن الجمعية العامة كانت تقتصر في توجيه الدعوة بضغط من الولايات المتحدة الأمريكية إلى حكومة جنوب كوريا.

       قد حاولت الدول المعنية أن تصل إلى حل للصلح في مؤتمر عقد من أجل هذا الغرض في جنيف سنة 1954. ولكن دون جدوى. والواقع أن هذا المؤتمر خصص معظم وقته للنظر في مشكلة الهند الصينية حيث كانت الحرب على أشدها بين الاستعمار الفرنسي القديم في تلك المنطقة وبين حركة التحرير التي قادها زعماء شيوعيون وطنيون منذ شهر ديسمبر 1946. وقد أدت هذه الحرب كذلك إلى قيام صراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الشيوعي بعد عام 1949، وذلك للمساعدات التي قدمها النظام الجديد في الصين الشيوعية إلى المحاربين في الهند الصينية. فكانت الولايات المتحدة الأمريكية تمد الفرنسيين هناك بالمعونات الحربية الكبيرة، ولكنها لم تؤد إلى نتيجة فعالة، بل سقط في أيدي الثوار أكبر معقل فرنسي هو حصن "دين بين فو" Dien Bien Phu، في مايو 1954، مما دعا بعض القواد الفرنسيين والأمريكيين إلى الاعتقاد بأن الحل الوحيد لإنقاذ الموقف العسكري اليائس الخطير هو استعمال القنبلة الذرية. إلا أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لم تأخذ بهذا الرأي. وتم الصلح في يوليه من العام نفسه، حيث جنى ثوار "فيت منه" Viet- Minh الشيوعيون ثمار النصر وسيطروا على فيتنام الشمالية، متطلعين إلى يوم يستطيعون فيه الضغط على فيتنام الجنوبية.

       ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية اشتركت في مفاوضات الصلح مع الصين الشيوعية في مؤتمر جنيف، إلا أنها ظلت مصرة على عدم الاعتراف بها رسمياً أو توقيع اتفاقية جنيف التي تشترط إجراء انتخابات لإعادة توحيد فيتنام في عام 1956. والواقع أن تأييد الولايات المتحدة الأمريكية لحكومة الرئيس "دييم Diem " اليمينية المتطرفة في جنوب فيتنام، وازدياد الضغط من جانب الشيوعيين على فيتنام، وعلى غيرها من الدول المجاورة ـ لاوس وكمبوديا ـ كل ذلك كان سبيلاً إلى حدوث أزمات متكررة في تلك المنطقة وزادت من انتشار الحرب الباردة في كل مكان.

       على أن توتر العلاقات الذي كان على أشده بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي بدأ يخف في عام 1955، بعد أن توصلت القوتان إلى امتلاك الأسلحة النووية، وعندما اشتدت أزمة الشرق الأقصى ظهر في جو العلاقات الأمريكية ـ الروسية نوع من الرغبة في تخفيف حدة التوتر بين الدولتين، ولا سيما أن الاتحاد السوفيتي غير سياسته العدائية المتطرفة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية بعد وفاة ستالين في 5 مارس 1953، وكذلك أصبح يميل إلى مصالحة يوغسلافيا التي سبق أن اتهمها ستالين بأنها لم تلتزم بالمبادئ الشيوعية. ثم حدث اتفاق بين في 15مايو 1955 على الجلاء عن النمسا واعتبارها دولة محايدة.

       وعلى الرغم من التقارب ونجاح مؤتمرات القمة التي عقدت خلال هذه الفترة إلا أن مسائل أخرى ومشكلات أعظم كانت تحول دون الوصول إلى تفاهم بين الكتلتين، وأهمها مشكلة ألمانيا، وإقـدام السوفيت على تأسيس "حلف وارسو" Warsaw  في 14 مايو 1955.

       ثم عادت الحرب الباردة في عام 1955 إلى منطقة الشرق الأوسط بعد أن ساد الهدوء تلك المنطقة منذ أن حدث الضغط السوفيتي على كل من تركيا وإيران بين عامي 1945 و1946، ولكن في خلال عام 1955 ظهر إلى الوجود حلف دفاعي جديد كان موجهاً في الدرجة الأولى ضد الاتحاد السوفيتي، انضمت إليه تركيا وإيران والعراق وباكستان وهو حلف بغداد الذي اتخذ العاصمة العراقية مركزاً له. وقد أثار ذلك الحلف الاتحاد السوفيتي فاحتجت عليه حكومته وهاجمته. ثم ازداد الموقف بالنسبة للشرق الأوسط خطورة عندما انضمت بريطانيا إلى عضويته في 4 أبريل 1955، وبدأ الضغط على مصر كي تنضم إليه، ورفض الرئيس جمال عبدالناصر الانضمام إليه رفضاً باتاً، فأصبح الحلف بعد ذلك موجهاً ضد مصر أكثر منه ضد الاتحاد السوفيتي.

3. ذوبان الجليد بين موسكو وواشنطن:

       عندما وصل خروتشوف إلى حكم الاتحاد السوفيتي حمل معه إلى الكرملين أفكاراً جديدة تستهدف تخفيف حدة التوتر الدولي، فقد بدأ الاتحاد السوفيتي في إظهار مرونة كبيرة في مجال العلاقات الدولية، ولا سيما علاقاته مع الغرب، حيث وقع على اتفاقية جلاء قواته عن النمسا في 15 مايو 1955، واعترف بوضعها الحيادي، وأقام علاقات دبلوماسية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية. وقد شكلت تلك المواقف بوادر إيجابية نحو ذوبان الجليد بين موسكو وواشنطن، فتبادلت الوفود الأمريكية والسوفيتية الزيارات الرسمية، كما عقدت عدة مؤتمرات دولية بين الزعماء الأمريكيين والسوفيت مثل مؤتمر جنيف عام 1955، ومؤتمر كامب ديفيد عام 1959، وقد أسهمت تلك اللقاءات في إحداث نوع من الانفراج في علاقات القطبين وهو ما أصبح يعرف بعد ذلك بروح جنيف.

       ومن ناحية أخرى أعلن خروتشوف في 24 فبراير 1956، أمام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي، عن سياسته الجديدة التي عرفت بالتعايش السلمي Peaceful Coexistence، والتي مثلت تراجعاً عن فكرة حتمية الحرب بين الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المتعارضة- والتي تبناها ستالين خلال فترة حكمه، والاستعاضة عنها بأسلوب الحوار والتفاوض لحل المشكلات التي قد تنشأ بين تلك الدول. وفي هذا الإطار بدأ الاتحاد السوفيتي في التقرب إلى دول العالم الثالث، فاعترف بالحياد سياسة مقبولة في العلاقات الدولية، مستهدفاً بذلك فتح الطريق أمام إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول حديثة الاستقلال في أفريقيا وآسيا. فقد أدركت القيادة السوفيتية الجديدة أن تصفية الاستعمار الغربي في العالم الثالث يمكن أن تحقق لها مكاسب، سياسية واستراتيجية واقتصادية، فأعلنت استعدادها لمساندة حركات التحرر القومي وعناصرها في العالم الثالث من أجل تقرير مصيرها. كما بدأ الاتحاد السوفيتي، كذلك، في الاهتمام بالأداة الاقتصادية لدعم علاقاته مع دول من خارج المعسكر الاشتراكي، إذ قدم مساعدات اقتصادية لكل من الهند عام 1953، ثم أفغانستان عام 1954، كذلك، أسهم في برنامج الأمم المتحدة للمساعدات الفنية للدول النامية. وهكذا بدأ الاتحاد السوفيتي يضطلع بدور ملموس في الصراعات الإقليمية والمشكلات الدولية من خلال ما يقدمه لعملائه من دعم سياسي أو اقتصادي أو عسكري.

       وعلى الرغم من أن التحول في السياسة الخارجية السوفيتية لم يلق أية استجابة مشجعة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية في أول الأمر، بسبب ميل وزير خارجيتها جون فوستر دالاس إلى التشدد في التعامل مع السوفيت، إلا أن الحقائق الجديدة والمتغيرات التي طرأت على ميزان القوة بين القطبية دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة النظر بجدية في تلك التحولات الجديدة في المواقف السوفيتية، لا سيما بعد أن شعرت الولايات المتحدة الأمريكية بأن تطورات ميزان القوى العالمي في غير صالحها، إذ أعلن السوفيت في 14 يوليه 1949 عن تفجير قنبلتهم النووية الأولى، ثم تبع ذلك الإعلان عام 1953 عن امتلاكهم قاذفات القنابل بعيدة المدى، ثم الإعلان في 26 أغسطس 1957 عن نجاح تجربة إطلاق أول صاروخ سوفيتي عابر للقارات، وهو ما أظهر قدرتهم على توجيه الصواريخ إلى أي مكان في العالم. وقد قضت كل هذه التطورات على الاحتكار النووي الأمريكي، وبدا واضحاً أن الاتحاد السوفيتي يسير قدماً نحو تحقيق ما عرف بعد ذلك بالتعادل النووي Nuclear Parity.