ملحق

البيان المشترك عن لقاء القمة اليمنية المنعقدة بمدينة طرابلس

26 ـ 28 نوفمبر 1972

وفاء لنضال الشعب اليمني وشهدائه لبناء يمن موحد مستقل، وحرصاً على إزالة كل العراقيل التي تقف عقبة في طريق تحقيق وحدة اليمن، وشعوراً بالمسؤولية التاريخية تجاه الأمة العربية، وعملاً بأحكام المادة (4) من اتفاقية الوحدة، وتلبية للدعوة الكريمة التي وجهها الأخ العقيد معمر القذافي لرئيس دولتي اليمن، أجتمع الأخ القاضي عبدالرحمن الأرياني رئيس المجلس الجمهوري في الجمهورية العربية اليمنية والأخ سالم ربيع علي رئيس مجلس الرئاسة لجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية في طرابلس في الفترة من 21 شوال 1392 هجرية، الموافق 26 نوفمبر 1972 إلى 23 شوال 1392، والموافق 28 نوفمبر 1972، وشارك لقاء القمة اليمني الزعيم العربي الكبير الأخ معمر القذافي رئيس مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية الليبية.

وقد بحث الرئيسان في اللقاء التاريخي العظيم أوضاع اليمن بصفة عامة، والاقتتال الأخير على وجه الخصوص، وقد أكد الرئيسان على ضرورة الإسراع في تنفيذ اتفاقية الوحدة وبيان رئيسي الوزراء في شطري اليمن نصاً وروحاً، وتوفير كل الظروف الملائمة لبناء اليمن الموحد في ظل المحافظة على منجزات ثورتي 26 سبتمبر، و 14 أكتوبر توفير مناخ ديموقراطي كامل، وذلك حرصاً على استقلال اليمن وبناء مجتمع متطور يسير في طريق التقدم، والاشتراكية.

وأكدا على ضرورة العمل من أجل القضاء التام على مخلفات نظام الإمام، والنظام الاستعماري في اليمن وحكم السلاطين الإقطاعي، كطريق وحيد لحل معضلات الإنسان اليمني.

وحرصاً من الرئيسين اليمنيين على خلق الظروف الملائمة لسرعة إنجاز أعمال اللجان المشتركة اتفقا على الأسس التالية:

1. اسم الدولة

يقيم الشعب العربي في اليمن دولة واحدة تسمى الجمهورية اليمنية.

2. علم الدولة

للجمهورية اليمنية علم واحد.

3. عاصمة الدولة

مدينة صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية.

4. دين الدولة

الإسلام دين الدولة، وتؤكد الجمهورية اليمنية على القيم الروحية وتتخذ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.

5. لغة الدولة

اللغة العربية هي اللغة الرسمية للجمهورية اليمنية.

6. أهداف الدولة

تهدف الدولة إلى تحقيق الاشتراكية مستلهمة التراث الإسلامي العربي، وقيمة الإسلامية، وظروف المجتمع اليمني، وذلك بتطبيق العدالة الاجتماعية التي تحظر أي شكل من أشكال الاستغلال، وتعمل الدولة عن طريق إقامة علاقات اشتراكية في المجتمع على تحقيق كفاية في الإنتاج، وعدالة في التوزيع بهدف تذويب الفوارق سلمياً بين الطبقات.

7. الملكيـــة

الملكية العامة للشعب أساس تطوير المجتمع، وتنميته، وتحقيق كفاية الإنتاج، والملكية الخاصة غير المستغلة مصونة، ولا تنزع إلا وفقاً للقانون وبتعويض عادل.

8. نظام الحكــم

نظام الحكم في الجمهورية اليمنية وطني ديموقراطي.

9. التنظيم السياسي

ينشأ تنظيم سياسي موحد يضم جميع فئات الشعب المنتجة صاحبة المصلحة في الثورة للعمل ضد التخلف، ومخلفات العهدين الإمامي، والاستعماري، وضد الاستعمار القديم، والجديد، والصهيونية، وتشكل لجنة مشتركة لوضع النظام الأساسي للتنظيم السياسي، ولوائحه مستهدية بالنظام الخاص  لإقامة الاتحاد الاشتراكي العربي في الجمهورية العربية الليبية، وعلى ضوء مناقشته من قبل فئات الشعب.

10. حدود الدولة

يعين دستور الجمهورية اليمنية حدودهــا. إن الرئيسين يؤكدان حق الإنسان اليمني في أن يحيا على أرضه حراً كريماً يتفيأ ظلال العدالة، والمساواة تحقيقاً لمضامين الدين الإسلامي التقدمية، والإنسانية، ويعتبر أن هذه المضامين التي ترفض استغلال الإنسان لأخيه الإنسان بكل أشكاله أساسً لأي تقدم حضاري في الوطن العربي.

لقد ناقش الرئيسان، وأعربا عن دعمهما لنضال الشعب الفلسطيني المسلح من أجل استعادة أراضيه كما يعتبران وحدة المقاومة، والكفاح المسلح الفلسطيني ضرورة حتمية لمواجهة العدو الصهيوني، ولمواجهة المؤامرات الاستعمارية، والرجعية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والقضية العربية، كما أعرب عن دعمهما التام للبلدان العربية المحتلة أراضيها من قبل العدو الصهيوني في نضالها من أجل تحرير هذه الأراضي، وعلاوة على ذلك فقد أكد الرئيسان على أن تحقيق الوحدة اليمنية، وإقامة الدولة اليمنية التقدمية الواحدة سيشكل دعماً قوياً لنضال الشعب العربي الفلسطيني، ولنضال البلدان العربية من أجل تحرير فلسطين، والأراضي العربية المحتلة، وسيقوى النضال العربي التحرري ضد الاستعمار، و الصهيونية.

لقد أستعرض الرئيسان الوضع في الخليج العربي، وأعربا عن تأييدهما لشعب الخليج العربي، وكفاحه من أجل حريته ووحدة أراضيه، ومن أجل حماية عروبته من كل المطامع الاستعمارية. وقد أتفق الرئيسان على محاربة النشاط الإسرائيلي المحموم في جنوب البحر الأحمر، وعلى اتخاذ جميع الوسائل الكفيلة بحماية الجزر اليمنية الواقعة في هذا البحر.

كما عبرا عن إيمانهما بضرورة قيام الحركة العربية التقدمية الواحدة كأساس لتحقيق الوحدة العربية التقدمية الشاملة، وعند استعراضهما للوضع الدولي أكدا مساندتهما وتأييدهما لكفاح الشعوب في آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية كما أدانا سياسة الاستعمار، والاستعمار الجديد، والتمييز العنصري.

11. هذا وقد اتفق الرئيسان أيضاً على ما يلي:

تنفيذاً للمادة السادسة من الاتفاق المعقود بين حكومتي الشطرين تشكل اللجان الفنية المشتركة على النحو التالي:

أ. لجنة الشؤون الدستورية:

ب. لجنة الشؤون الخارجية، والتمثيل الدبلوماسي، والقنصلي:

جـ. اللجنة الاقتصادية، والمالية:

د. لجنة الشؤون التشريعية، والقضائية:

هـ. لجنة شؤون التربية، والثقافة، والإعلام:

و. لجنة الشؤون العسكرية:

ز. لجنة الشؤون الصحية:

ح. لجنة الإدارة، والمرافق العامة:

12. يطالب الرئيسان إلى الأخ معمر القذافي رئيس مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية الليبية تعيين ممثل شخصي له، يشارك في أعمال الممثلين الشخصيين للرئيسين.

13. يطلب الرئيسان إلى أمين عام جامعة الدول العربية أن يعين مندوباً عن الجامعة في كل لجنة من اللجان الفنية الواردة أعلاه وأن يعين ممثلاً شخصياً له مقيماً في اليمن لمشاركة الممثلين الشخصيين للرؤساء الثلاثة للمساعدة في عملهم.

14. على لجنة الدستور أن تفرغ من إعداده في أقرب وقت ممكن.

15. ويعبر الرئيسان عن شكرهما العميق للأخ العقيد معمر القذافي رئيس مجلس قيادة الثورة الذي شارك مشكوراً في إنجاح الإجراءات الفورية لتنفيذ اتفاقية الوحدة، وللأخوة أعضاء مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية الليبية، وللشعب الليبي الشقيق على حسن الاستقبال، وكرم الضيافة على مشاعرهم الأخوية الصادقة تجاه الشعب اليمني كما يعبران عن شكرهما للجهود التي بذلتها لجنة التوفيق العربية من أجل إنهاء حالة التوتر، والاقتتال التي كانت سائدة في اليمن، وللجهود التي بذلها رئيسا جمهورية مصر العربية، والجمهورية العراقية، وممثلاهما الشخصيان من أجل حقن الدماء اليمنية، وإنجاح اتفاقية الوحدة .

وبالله التوفيق ،