إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الوحدة اليمنية والحرب الأهلية (1994)






المناطق القابلة للانفجار العسكري
المرحلة الأولى
المرحلة الثالثة
المرحلة الثانية
انتشار بعض قوات الشطرين
اليمن الجنوبي
اليمن الشمالي
جغرافية مسرح العمليات اليمني



ملحق

ملحق

النص الحرفي لبيان مجلس الرئاسة في

"جمهورية اليمن الديموقراطية"

والصادر ضد صنعاء

يوم الأحد 17 يوليه 1994


       وجه "مجلس الرئاسة" الجنوبي بيان إلى علماء الأمة الإسلامية والملوك والرؤساء، والأمناء العامين للأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون لدول الخليج، فضلاً عن المنظمتين العالمية والعربية لحقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية.

       وقال البيان: "إن ما جري ويجري في بلادنا من اعتداءات سافرة ووحشية، وخروج على كل القرارات والشرائع، والقيم الدولية، والإسلامية، والإنسانية، والعربية، وما يمارسه نظام صنعاء اليوم في جمهورية اليمن الديموقراطية، من انتهاك الأعراض، وعمليات نهب، وسلب، وتدمير منظمة، وتحت إشراف السلطة في صنعاء وحمايتها، واعتقالات، وتعذيب، وتصفيات جسدية. كل ذلك يعكس أبشع صور الاستعلاء، والاستكبار، في محاولة لإذلال شعبنا، وإخضاعه، وجرح كرامته وكبريائه، بأساليب الغزاة المحتلين، مما أحدث شرخاً عميقاً، بل كسراً في علاقات أزلية، استطاعت قوى الهيمنة أن تدمرها بتلك الممارسات".

       وأشار إلى: "أن النهب والسلب والسطو والتدمير، من جانب قوات نظام صنعاء وحلفائها، قد شمل كل شيء. فلقد شهدت عدن ـ وما زالت ـ أبشع صور النهب، والإرهاب، وانتهاك الأعراض، ولم تبق تلك القوات التي دخلت عدن باسم الوحدة ـ والوحدة منها برِاءٍ، أي ممتلكات عامة أو خاصة، من أثاث المنازل، حتي معدات المصانع والميناء والمطار. ودمرت البنية الأساسية، من كهرباء ومياه، وخطوط اتصالات ومحطات تلفزيون وإذاعة، ومصانع ومؤسسات. ولم تقتصر تلك الأعمال الهمجية على عدن الباسلة، عدن الصمود والرجولة، بل شملت باقي المحافظات، من لحج إلى المهرة، وحتى الآلات الزراعية، ومضخات الآبار، وملابس النساء وحليهن، لم تسلم من السلب والنهب".

       وَعَدَّ البيان، أن إعلان عدن مدينة مقفلة، وفرض حظر التجول فيها ليلاً، "يعني أن نظام عدن قد حكم بالسجن على أكثر من نصف مليون مواطن، يتعرضون لأبشع أنواع الاضطهاد والإذلال والسيطرة، فتقتحم البيوت وتنهب، وتنتهك الأعراض، وتعتقل من تشاء، وتعذب وتقتل وتروع النساء والأطفال، وتقطع الكهرباء والمياه إن شعبنا حتى الآن في سجن كبير تمارس فيه كل أشكال الاعتداء على حقوق الإنسان، وحريته وكرامته. كل ذلك لأن عدن قالت لا للحرب. لا للفرض بالقوة، وسطرت ملحمة بطولية، وصمدت وقاومت".

       وقال: " إن ما يحدث لشعبنا اليوم لا يمكن أن ينساه، ولأجيال، وبالتالي فإن نظام صنعاء يتحمل المسؤولية التاريخية لإحداثه الجرح العميق الذي لا يندمل. وإننا نتساءل أين أخواننا من رجال الشمال من علماء ومشايخ ومثقفين، ومفكرين وشخصيات، لماذا لم نسمع صوتاً يستنكر، وقلماً يستهجن، ولماذا لم نر إصبعاً تتحرك بإشارة "لا" لهذا العبث، وهذا التدمير لكل الوشائج. أين الذين يملأون الدنيا ضجيجاً، شعراً ونثراً، عن حقوق الإنسان، وعن الوحدة، وعن الشعب الواحد، والمصير الواحد؟ كيف سكتوا ويسكتون عن تدمير وطن، وحرب إبادة؟

       وتساءل: "أي وحدة هذه التي تفرض بالفعل والنهب والسلب، واستباحة للأعراض والأموال والمدن، ولجزء كامل من الشعب، وأي وحدة هذه التي تبيح تدمير كل المقدرات، والمؤسسات، والمصانع، والخدمات، أي وحدة هذه التي يُعامل سكان جزء كامل منها، بهذه الصورة البشعة؟ حتماً إن نظاماً يقوم بهذه الأعمال، لا يمكن أن يكون نظاماً وحدوياً، أو يهدف إلى الوحدة، وإنما هو نظام يهدف إلى الاحتلال، والسيطرة. ويتخذ من مظلة الوحدة، ستاراً لأعماله وأطماعه".

       وأضاف: "لقد اتضح للقلة من أبناء جمهورية اليمن الديموقراطية، الذين استخدمهم نظام صنعاء، أنه أراد أن يجعل منهم شماعة، يُعلق عليها سيئات أعماله".

       وبعد مناشدته الدول والمنظمات، إجبار صنعاء على احترام الشرعية الدولية، قال البيان: "نحتفظ بحقنا في الدفاع عن النفس والعرض وإعادة الأرض. أما شعبنا فإننا على ثقة بأنه لن يرضخ، ولن ينسى ما يتعرض له من اضطهاد، واستباحة لأرضه وعرضه، وسيدافع دفاعاً مشروعاً عن نفسه، وعرضه، وماله، وأرضه".