إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الوحدة اليمنية والحرب الأهلية (1994)






المناطق القابلة للانفجار العسكري
المرحلة الأولى
المرحلة الثالثة
المرحلة الثانية
انتشار بعض قوات الشطرين
اليمن الجنوبي
اليمن الشمالي
جغرافية مسرح العمليات اليمني



الباب الثالث

الباب الثالث

الصراع المسلح

عام:

شغلت الحرب الأهلية بين شطري اليمن، اهتمام الأمة العربية بصفة عام، ودول الخليج العربي بصفة خاصة، بل وكانت موضع اهتمام المجتمع الدولي بأسره، لما يمثله الموقع الجغرافي لليمن، من أهمية جيوبوليتيكية، ترتبط بمصالح دول المنطقة، والدول المؤثرة في النظام الدولي.

اندلعت الحرب بين شطري اليمن، التي كانت، في عرف قادة الشمال، حرباً ضد الانفصال، وفي رأي قادة الجنوب، حرب الاستقلال الثانية، بعد أن ازدادت قناعتهم، أن وجود القوات الشمالية في الجنوب، بمثابة غزو واحتلال لا بد من مقاومته. وجاء اندلاع الصراع المسلح في اليمن، في الرابع من مايو 1994، بمثابة تدشين لمسيرة طويلة من الصراع السياسي، والتصعيد العسكري بين القطبين الرئيسين في البلاد: الرئيس علي عبدالله صالح، ونائبه علي سالم البيض. وانفجر الصراع المسلح بحدة، وعنف واتساع. وكان واضحاً أن القيادة الشمالية، اختارت أسلوب الحسم العسكري الكامل، مع العلم بأنه كان واضحاً منذ البداية، أن هذا الأسلوب سوف ينطوي على خسائر بشرية، ومادية، ومعنوية، فادحة للغاية، يتحملها الشعب اليمني في الشطرين الشمالي والجنوبي. مع العلم، أن إمكانات الحسم العسكري السريع والكامل، لم تكن متوقعة ولا ممكنة، منذ بداية الصراع.

وفي إطار الإستراتيجيات العسكرية، المذكورة آنفاً، كان من الطبيعي أن يختلف السلوك العسكري للأطراف المتصارعة، في ساحات القتال ومحاوره. وسوف يهتم هذا الباب بدراسة مسار العمليات العسكرية وتطورها، طوال فترة الصراع المسلح في اليمن (انظر ملحق الأحداث الرئيسية خلال الصراع المسلح بين قوات الشطر الشمالي، والشطر الجنوبي، في الفترة من 27 أبريل إلى 7 يوليه 1994م.)، وما واكبها من تطورات ومستجدات في الموقف السياسي والدبلوماسي. وفي هذا السياق يبدو واضحاً أن الظروف السياسية والعسكرية للصراع، أدت إلى تقسيم العمليات العسكرية إلى ثلاث مراحل رئيسية. كما ينتهي هذا الباب بتقويم الآثار الناجمة عن الحرب، داخلياً وإقليمياً وعالمياً.

ولمّا كانت هناك مبالغات عديدة، صدرت عن الطرفين المتصارعين، خلال مراحل العمليات المختلفة، في إطار الحرب النفسية والدعائية بينهما. رأينا إضافة التقويمات والمصادر المحايدة، الموجودة داخل دائرة الصراع المسلح، سعياً إلى إعطاء صورة، تتمتع بأقصى درجة ممكنة، من الموضوعية.