إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الوحدة اليمنية والحرب الأهلية (1994)






المناطق القابلة للانفجار العسكري
المرحلة الأولى
المرحلة الثالثة
المرحلة الثانية
انتشار بعض قوات الشطرين
اليمن الجنوبي
اليمن الشمالي
جغرافية مسرح العمليات اليمني



القسم الثالث: سقوط مدينة الضالع، ومعارك لحج، وأبين، وزنجبار

القسم الثالث: سقوط مدينة الضالع، ومعارك لحج، وأبين، وزنجبار

تطور القتال خلال الفترة من 8 مايو إلى 15 مايو 1994:

1. أعمال قتال 8 مايو 1994

رُكزّت المعارك بصفة عامة، على منطقة مكيراس، وحاولت القوات الشمالية، تأمين الطريق إلى عدن. وتؤكد البيانات الشمالية التقدم نحو عدن، من أربعة اتجاهات، بينما أعلنت المصادر الجنوبية، عن انتهاء خطر قوات العمالقة "أربع ألوية" في محافظة أبين، وأن القضاء عليها أصبح مسألة وقت. وسارت الأحداث كالآتي:

أ.  ظلت صورة الوضع العسكري، خلال يوم 8 مايو، غامضة، حيث صاحبت الأعمال القتالية، مواجهة من نوع آخر، تستهدف العقول والتأثير المعنوي، بإعلان بيانات متناقضة بين الطرفين.

فمع إعلان صنعاء، زحف قواتها جنوباً، نحو مدينة عدن، من أربعة اتجاهات، وأن المعارك تدور على مسافة 5 كم من عدن، وتوقع سقوطها في غضون ساعات، أكدت القيادة الجنوبية، التي أعلنت التعبئة العامة، أن لا صحة لهذه التقارير، وأنه يصد الزحف بمقاومة ضارية، ويسحق الوحدات الشمالية المهاجمة، وأن المعارك تدور في الضالع بمحافظة لحج، على مسافة 100 كم شمالي عدن، وفي زنجبار على مسافة 40 كم شرقي عدن.

ب. وقد صرّحت مصادر دبلوماسية، أنّ صنعاء تتوجه للاستيلاء على عدن، وإسقاطها، كورقة لتعزيز موقفها التفاوضي، إذا ما توقف القتال، وربما لتعديل الحدود الشطرية بين محافظتي البيضاء الشمالية، وشبوه الجنوبية، للحصول على بعض المناطق التي تضم حقولاً نفطية.

ج. وصرح وزير الإعلام اليمني، حسن أحمد اللوزي "شمالي"، لوكالة سبأ للأنباء، أن القوات الشمالية تطوق عدن بين فكي كماشة، وأن قوات العمالقة واللواء الثاني المدرع، وقوات اللواء الثالث صاعقة، تخوض معارك شرسة، ضد المتمردين الانفصاليين في الحزب الاشتراكي، وأضاف أن القوات الشمالية، دخلت مديرية الضالع، وأعلن عن سقوط طائرتين للقوات المتمردة.

كما أعلنت المصادر الشمالية، عن نشوب قتال في محافظة لحج، بين لواءين شماليين، ضد ألوية جنوبية، لاسيما اللواء 30 القادم من المهره، "على الحدود مع سلطنة عمان"، والذي زجت به عصابة الردة والانفصال في معركة خاسرة، وأن عدداً كبيراً من قيادات وضباط اللواء استسلموا، وتم الاستيلاء على جميع أسلحته ومعداته وآلياته. كما أعلنت المصادر نفسها، عن سقوط قاعدة العند الجوية الرئيسية، وبذلك فُتح الطريق إلى عدن، بعد تدمير القوات الجنوبية، وميليشيات الحزب الاشتراكي، والاستيلاء على مخازن الأسلحة والذخائر بمحافظة لحج، بواسطة القوات المدافعة عن الشرعية والوحدة، على حد قول المصدر الشمالي.

د. وعلى الرغم من استمرار بيانات صنعاء، بشأن تقدم القوات الشمالية للسيطرة على عدن، نفي الجنوب اليمني نفياً قاطعاً، أن تكون قوات الشمال تحقق تقدماً في اتجاه عدن، وصرّحت القيادة العسكرية الجنوبية، أنها تصد الهجمات، وتنزل بالمهاجمين خسائر فادحة، وأن الطريقين المؤديين إلى عدن مغلقان تماماً، في وجه القوات الشمالية "طريق الضالع الجبلي، والطريق الساحلي القادم من أبين". كما صرح بأن القوات الجنوبية، التي تنتشر بين كرش ومكيراس، استولت على عدد من الدبابات، على إثر القتال الذي نشب بين لواء عبود الجنوبي، ولواء حمزة الشمالي، والذي انتهى بتدمير اللواء الشمالي. وذكر أن المدفعية الشمالية قصفت وبشكل عشوائي، مناطق سكنية في مديريتي الضالع وشعيب في لحج، كما أعلن المصدر نفسه، أن لواء المدفعية في منطقة بريم، انضم إلى لواء بأصهيب، مما يغلق طريق الضالع في وجه القوات الشمالية، التي تحاول التقدم صوب عدن. وأوضح أن القوات الشمالية تحاول التقدم إلى عدن من إقليم أبين، من اتجاه الكود ـ زنجبار، على مسافة 40 كم من عدن، ومن اتجاه لودر على مسافة 60 كم".

أما فيما يتعلق بالقتال في محافظة أبين، فقد صرحت وزارة الدفاع في عدن، أن معارك طاحنة تدور في محافظة أبين "50 كم شرقي عدن"، بين الألوية الجنوبية، التي قدمت من عدن، وحضرموت، ومكيراس، ضد لواء العمالقة الشمالي، المرابط في أبين منذ الوحدة، وعدد آخر من القوات الشمالية الزاحفة من مأرب، والتي تهدف إلى احتلال منابع النفط في المحافظة.

وفي وقت لاحق، أعلنت القيادة الجنوبية، أن قواتها "التي تسميها قوات الوحدة، ووثيقة العهد والاتفاق"، استعادت السيطرة كاملة على زنجبار، بعد تصفية جيوب ألوية العمالقة المنهزمة، التي فرت عناصرها، وفلولها، إلى شقرة وجبال العرقوب، بعد أن طوقتهم القوات الجنوبية من جهة الشرق، وسوف يجرى في الساعات المقبلة التمشيط الكامل للمنطقة.

وقالت مصادر عدن، أن انكسار قوات العمالقة، التي يراوح عددها بين 6 إلى 12 ألف رجل، تحقق بفضل مشاركة لواء الوحدة الجنوبي، ولواء تيسير، واللواء 30، وقوة من اللواء الخامس المدرع، ولواء الميليشيات الشعبية المعروفة باسم لواء مدرم، إضافة إلى القصف الجوي والبحري، والإنزال البحري على ساحل ابين.

وعاشت عدن أجواء الحرب لأول مرة، منذ اندلاع المعارك، إذ بدا سكان المدينة في حال ذعر، من جراء تواصل القصف الجوي، على المناطق الحيوية، ومنها المطار.

وشنت الصحف الصادرة في عدن، هجوماً عنيفاً ضد الرئيس علي عبدالله صالح، ووصفته بأنه مجرم حرب، ودعت إلى إسقاط حكمه، مهما كانت التضحيات، وحذرت من استمرار القصف العشوائي، للمناطق المدنية في لحج، وشبوة، الذي ألحق أضراراً بالغة بين المواطنين الأبرياء.

وأعلن الحزب الاشتراكي، فتح معسكرٍ في محافظة لحج، لمن يريد الانضمام، إلى صف الوحدة والديموقراطية.

2. أعمال قتال 9 مايو 1994

لم تتوفر بعد تفاصيل دقيقة، عن سير المعارك، حيث أعلنت عدن عن تدمير لواء العمالقة، في أبين، في حين أعلنت صنعاء استمرار تقدم قواتها، إلاّ أن الدلائل تشير إلى أن القتال تركز حول محافظة عدن، في مناطق مكيراس، والضالع، وزنجبار كالآتي:

أ.  صرح ناطق عسكري شمالي، في بيان صادر في صنعاء، أن طلائع القوات الشمالية، تمكنت من اقتحام التحصينات الدفاعية، للقوات الجنوبية، ووصلت إلى دار سعد (على بعد 5 كم شمال شرقي عدن)، وأن قوات العمالقة، واللواء الثاني المدرع، واللواء الثامن صاعقة واصلت تقدمها، من محافظة أبين، في اتجاه عدن، وأنها تخوض، حالياً، معارك بطولية ضد ما تبقى من قوات الرده الانفصالية، في الجنوب. وجاء أيضا، أن طائرة حربية جنوبية أُسْقِطَتّ فوق محافظة أبين، وأن 250 جندياً من لواء جنوبي استسلموا، ودعت القيادة الشمالية في صنعاء، القوات الجنوبية إلى الانضمام لصفوفها. ووصف البيان الشمالي، إعلان الجنوب التعبئة العامة، بأنه غير شرعي، لأن وزير الدفاع الذي أصدر الأوامر بالتعبئة، عُزِلَ في وقت سابق. وفي صنعاء أعلنت السلطات الشمالية، أن القوات الجنوبية، نفذت في الساعة الرابعة صباحاً ثلاث غارات جوية على العاصمة صنعاء، بعد أن أطلقت خمسة صواريخ سكود على الأقل، على المدينة ومناطق مجاورة لها، استهدفت منشآت مدنية.

وأفادت معلومات عسكرية، وردت إلى صنعاء من جبهات القتال، أن سلاح الطيران الشمالي، وجّه أمس ضربات مؤثرة إلى المطارات الحربية الجنوبية، ودمر مطار عدن بشكل نهائي، كما دمر مطار معسكر العند الجنوبي، في محافظة لحج، ومدارج الطيران في مطاري عتق في محافظة شبوة، والريان في محافظة حضرموت. كما أن الطائرات الشمالية المقاتلة، أغرقت بارجة بحرية، هي أقوى وأخطر ما في سلاح البحرية الجنوبي. وكانت البارجة قصفت خلال اليومين الماضيين، معسكر العمالقة الشمالي، في محافظة أبين، من عمق المياه المحاذية لشاطئ أبين، القريب من عدن.

واعتبر مراقبون محايدون، أن هدف القيادة العسكرية الشمالي، هو السيطرة على المنافذ البرية إلى عدن، بحيث لا يبقى أمام السكان والقوات الجنوبية، سوى منفذ البحر، وبدا جلياً، أن القيادة الشمالية، قررت وضع ثقلها العسكري، في معركة عدن، ونشرت عدة ألوية في قوس حول عدن.

ب. وعلى الجانب الآخر، أكد مصدر جنوبي، أن ادعاءات الشمال مبالغ فيها، وأن زحف القوات الشمالية، أوقف على مسافة تراوح بين 35 و 40 كم من عدن، حيث تلقى مقاومة عنيفة من القوات الجنوبية.

وبثت إذاعة عدن، التي يُلتقط إرسالها من جيبوتي، أن القوات الجنوبية، تمكنت بعد معركة استمرت ثلاثة أيام، من صد هجوم ثلاثة ألوية شمالية، كانت تحاول التقدم نحو مدينة الضالع الجبلية، القريبة من الحدود السابقة مع الشطر الشمالي "على بعد نحو 100 كم من عدن"، وقال إن القوات الجنوبية. استعادت السيطرة الكاملة. على الطرق التي تربط مديرية الضالع بعدن.

وفي لحج،حيث تمر الطرق الرئيسية من الشمال، عبر واد إستراتيجي يؤدي إلى عدن، دمرت القوات الجنوبية اللواء الثاني المدرع الشمالي، وأسرت عدداً كبيراً من ضباطه وجنوده، واستولت على بعض دباباته، وأن هذا الانتصار مكّن القوات الجنوبية في لحج، من الالتحام بالقوات الجنوبية في الضالع.

كما قصفت القوات الجنوبية صنعاء بصاروخين أرض/ أرض من نوع سكود (SCUD)، وصرحت مصادر في عدن، أن القوات الجنوبية أسقطت طائرتين شماليتين، أثناء غارتين جويتين على مدينة عدن، وكان هدف إحدى الطائرات المغيرة، قصر نائب الرئيس اليمني، علي سالم البيض.

وعلى صعيد القتال الدائر، في محافظة أبين، أعلنت القيادة الجنوبية، أنها تمكنت فجر اليوم، من القضاء على آخر مقاومة قوات العمالقة، في مدينة زنجبار، على مسافة 40 كيلو متر شرقي عدن.

وتوقعت المصادر الجنوبية حسم المعارك في أبين اليوم، بعد تحقيق السيطرة على زنجبار، وتقهقر الوحدات الشمالية نحو العرقوب، بعد أن حسم اللواء 30 الموقف في محور مودية ـ لودر بدعم من لواء تيسير، ولواء الوحدة، ومشاركة المواطنين، ولواء مردم "ميليشيات شعبية".

وأضاف المصدر، أن تأخر حسم الموقف في أبين، يرجع إلى استعانة القوات الشمالية بخبرات قتالية عراقية، وإتباع تكتيكات غير معروفة لدى القوات اليمنية، مثل التراجع بعد تلغيم المواقع، ثم إعادة اقتحامها بكثافة، بعد أن تدخلها القوات الجنوبية الخفيفة "مشاة وميليشيات"، وكذلك تنفيذ طلعات جوية، على ارتفاع منخفض تفادياً للرصد الراداري، فيظن الجنوبيين، أنها طائراتهم، حتى يفاجئوا بالقصف، مما أعاق مواصلتهم تصفية جيوب العمالقة هناك.

ج. وصرحت مصادر محايدة، أن حصيلة أربعة أيام من المعارك، بلغ حتى الآن، أكثر من عشرة آلاف قتيل، واعتبرت هذه المصادر، أن القتال الحقيقي بين القوات الجنوبية، وقوات العمالقة الشمالية، يدور في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وليس في العند على بعد 20 كم من عدن، كما تدعي القيادة الشمالية.

د. وذكرت مصادر محايدة، تعتبر وثيقة الصلة، بتطورات الأوضاع في اليمن، أن التقويم، الذي أعطاه روبرت بلليترو، مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، أكثر دقة وأقرب إلى الواقع، إذ قال:

(1) إن القوات الجنوبية أبعد ما تكون من الهزيمة.

(2) إن التفوق العددي المتاح للقوات الشمالية، على القوات الجنوبية "ثلاثة أضعاف تقريباً"، يوازيه، تفوق جوي نسبي للأخيرة، وهو الأمر الذي يفسر، اختيار الجنوب، القيام بالضربة الجوية الأولى، والاستخدام المكثف لسلاح الجو الجنوبي، سواء في ميدان القتال، أو ضد أهداف مختارة في صنعاء، ومدن شمالية أخرى، وتتميز القوات الجنوبية بأنها أفضل تدريباً، وخبرة ميدانية.

هـ. إن الوضع العسكري، خصوصاً في الجنوب، عاد إلى التوازن، بعدما استطاعت القوات الجنوبية، تكرار السيناريو الذي تعرضت له قواتها في الشمال، وهو تصفية الوحدات الشمالية في الجنوب، خاصة اللواء المدرع في معسكر الكبسي، بمحافظة لحج، ووحدات الحرس الجمهوري، ولواء العمالقة المتمركزين في محافظة أبين، والذي كانت القيادة الشمالية تعول عليه، في التقدم نحو عدن، على أثر نجاحه فعلاً في الاقتراب حتى مسافة 50 كم من عاصمة الجنوب، إلا أن المعركة الضارية التي بدأت في محافظة أبين، في منطقة فيها وادٍ، وقريب من ساحل البحر، بين القوات الجنوبية، وما تبقى من قوات العمالقة الشمالية، ستكون معركة حاسمة، خاصة أن القيادة الجنوبية، استخدمت في هذه المعركة، جميع أسلحتها، سواء الجوية، أو البحرية، أو المدفعية.

و. إن الاختراقات البرية ما تزال محدودة، لكنه حدث اختراق لمنطقة قعطبة المقابلة لمنطقة الضالع، والتي دارت فيها معارك عنيفة للغاية، وإن كان من المتوقع، أن تسعى القيادات العسكرية لكلا الطرفين، خلال الأيام المقبلة، إلى مرحلة الحسم البري.

وقد بات واضحاً، انه ليست في استطاعة أي طرف إلحاق هزيمة بالطرف الآخر، مما يتوقع معه امتداد أمد الحرب.

3. أعمال القتال في 10 مايو 1994:

الصراع على المحاور المؤدية إلى عدن

أخذت المعارك طابع الصراع، من جانب القوات الشمالية للاستيلاء على الطرق المؤدية إلى عدن، والصراع المضاد، من جانب القوات الجنوبية، للتمسك بهذه الطرق، على النحو الآتي:

أ.  صرح مصدر عسكري جنوبي، أن القوات الجنوبية، صدت زحفاً جديداً، للقوات الشمالية نحو عدن، هو المحاولة التاسعة للشماليين لعبور الحدود القديمة بين شطري اليمن. وقالت عدن، إن القتال، يتركز في مناطق الضالع، والكرش، ومكيراس الحدودية، وأتهم الجنوبيون السودان، بإرسال قوات للقتال إلى جانب الشماليين، لكن الخرطوم نفت ذلك. ونقلت إذاعة عدن، عن العقيد الجنوبي حسين قطان، أن القوات الشمالية، تقصف لحج على مسافة 40 كيلومتراً شمال عدن، لكنها غير قادرة على اختراق الدفاعات الجنوبية.

كما نقلت وكالة "اسوشيتد برس" عن مسؤول يمني شمالي في صنعاء قوله، إن القوات الجنوبية صدت هجوماً استهدف الوصول إلى عدن، وأن الحرب تحولت إلى "حرب استنزاف". ولاحظت الوكالة، أن تصريحات هذا المسؤول، تتناقض مع البيانات العسكرية الصادرة عن صنعاء، والتي تتحدث عن قرب سقوط عدن. وأوضح هذا المسؤول، أن القتال يدور في الواقع، في منطقة تبعد ما بين 35 و40 كم عن عدن. وأشار إلى امتلاك الجنوبيين تفوقاً تكتيكياً، يقوم على معرفتهم الجيدة للمناطق التي يدور فيها القتال.

ب. أفادت مصادر عسكرية يمنية محايدة، أن معارك دارت في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وامتدت حتى البيضاء شمالاً، وفي منطقة الكود، والعرقوب، ومكيراس. ويبدو أن قوات العمالقة هناك، تلفظ أنفاسها الأخيرة، بعد أن كانت القيادة الشمالية، تعلق عليها آمالاً كبيرة في تحقيق النصر، وفي احتلال مدينة عدن، باعتبار أنها تمثل فك الكماشة في المنطقة الشمالية الشرقية من عدن.

أما القوات الأخرى، التي تحاول تطويق عدن من الناحية الشمالية الغربية، على محور تعز ـ الراهدة ـ ماوية، فقد انسحبت من الحدود، والمناطق التي كانت تحتلها، إلى مناطق شمالية من محافظة تعز، بعد قتال مستميت من جانب القوات الجنوبية.

ج. وأشارت الأنباء الواردة من صنعاء إلى:

(1) تعيين العميد الركن عبده ربه منصور هادي، وزيراً للدفاع، والعقيد الركن احمد عبدالله الحسني، قائداً جديداً للقوات البحرية، وهم من رجال الرئيس السابق علي ناصر محمد. وقد أعلن الرئيس علي عبدالله صالح، نبأ تعيين وزير الدفاع، في اجتماع لقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان في صنعاء.

(2) قصفت طائرة من نوع السوخوي (SUKHOI) (جنوبية)، المنطقة المحيطة بقرية الراهدة، على مسافة خمسة كيلو متر جنوب تعز، حيث يوجد لواء خالد الشمالي، وفرقة الناب الجنوبية. ونشبت معارك بالدبابات في الراهدة، ولبوزة، ولودر على الحدود السابقة، وقصفت الزوارق الجنوبية، القوات الشمالية على ساحل محافظة أبين. وأعلنت صنعاء عن سقوط صاروخين أرض-أرض، من نوع سكود (SCUD-B)، على المدينة، فارتفع عدد الصواريخ الجنوبية التي أطلقت على الشمال إلى 17 صاروخاً، منذ بدء المعارك. كما كانت تدور"معارك ضارية"، بين وحدات شمالية وأخرى جنوبية، في العند، كبرى القواعد الجوية الجنوبية، على مسافة 50 كيلومتراً شمال عدن.

(3) أصبحت العاصمة صنعاء، التي يسكنها حوالي مليون نسمة تعيش، أزمة وقود حادة، لأن عدن، التي تقوم فيها كبرى مصافي تكرير النفط في البلاد، ويصل إنتاجها إلى 140 ألف برميل في اليوم، أوقفت تزويد الشمال بالمشتقات النفطية الحيوية، وأضحى المواطنين اليمنيين الشماليين، يقفون في صفوف طويلة، أمام محطات الوقود، في حين توقفت وسائل المواصلات العامة كلياً تقريباً، سوى المركبات العسكرية التي تجوب الشوارع بكثافة.

د.  ومن ناحيته، دعا الرئيس اليمني الجنوبي السابق، علي ناصر محمد إلى وقف القتال، ولكنه أصر على أن الحل يجب أن يكون يمنياً، ورفض إرسال قوات عربية إلى اليمن، وأكد أن القوات التابعة له، تقاتل من أجل مستقبل وأمن واستقرار الشعب اليمني.

4. يوم 11 مايو 1994

تحول الحرب إلى حرب مواقع، وقبول صنعاء وساطة عربية مشروطة:

أ. استمرت المعارك على جبهات زنجبار في محافظة أبين، والضالع، وكرش في محافظة لحج، دون أن تنجز القوات الجنوبية نصراً حاسماً، في إزالة الخطر الشمالي، أو تنجح القوات الشمالية في تحقيق تقدم نحو عدن، التي تعتبر هدف عمليات الشماليين في محافظتي أبين ولحج، مما ينذر بإطالة أمد الحرب، على الرغم من البيانات، التي يصدرها الجانبان، متحدثة عن تحقيق تقدم.

ب. أفادت مصادر محايدة أن المعارك، تدور في محافظة أبين، وفي أطراف محافظة لحج، وأن معالجة الأزمة، انتقلت إلى الصعيد السياسي، أثر حدوث جمود عسكري، مما أدى إلى إعلان صنعاء للمرة الأولى، وبشكل صريح، قبولها وساطة عربية، "شرط أن تكون في ظل احترام الشرعية الدستورية".

ج. أفادت مصادر عسكرية جنوبية، أن مدفعية اللواء الثالث الشمالي، المتمركز في جبال مربس، والراهده، تقصف مدينة الضالع، والمناطق المحيطة بها بعنف، كما تقصف منطقة كرش، والقرى المحيطة بها، وهي مناطق آهلة بالسكان، ولا تشمل وجوداً عسكرياً.

وقالت المصادر نفسها، أن القوات الجنوبية شنت هجوماً منسقاً بطائرات عمودية مسلحة، وسلاح المدفعية، والقوات البحرية، ضد مستودعات العمالقة وتحصيناتها، وألحقت بها تدميراً شاملاً، خاصة مخازن الذخيرة، في الكود، وزنجبار، ولودر، في محافظة أبين، كما احتلت قوات اللواء 30، ولواء الوحدة الجنوبي، مواقع متقدمة في كل من لودر، وموديه، وشقرة.

كما أكدت المعلومات أن قوات العمالقة تستعد للتقهقر، بعد قطع الاتصالات فيما بينها، في كل من زنجبار، ولودر، وموديه، وتحتمي بمنازل المواطنين والتجمعات السكنية، وسط هلع الأهالي، محاولين استخدام المواطنين دروعاً بشرية، تحميهم من ضربات القوات الجنوبية.

والتقطت إشارات رمزية، تحاول قوات العمالقة أن ترسلها إلى قيادتها في صنعاء، تطلب نجدتها، بسبب نفاذ الذخائر والوقود،وإصابة عدد كبير من آلياتها المدرعة بأعطاب، تمنعها من القتال، بسبب الضربات الدقيقة، التي تعرضت، وما زالت تتعرضَ لها. واستمرت المطاردات والمواجهات في أبين، التي توجد فيها فلول العمالقة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت مصادر عسكرية أن قوات لواء الحمزة الشمالي، وبعض وحدات الحرس الجمهوري، تتقهقر إلى محافظة تعز.

د. أطلقت القوات الجنوبية صاروخ سكود (SCUD-B)، على منطقة مزدحمة بالسكان في صنعاء، في ساعة مبكرة من صباح 11 مايو 1994. وقال مسؤولون شماليون، إن 25 رجلاً، وامرأة، وطفلاً، قتلوا وهم نيام. وأعلنت إذاعة صنعاء، أن صاروخاً ثانياً من نوع "سكود"، سقط على منطقة الراهدة، القريبة من مدينة تعز الشمالية. وقام رجال الإنقاذ في صنعاء، وسط مشاهد حزن هستيرية، بإخراج أجزاء من جثث أطفال، والكبار، من أكوام الأنقاض بعد ساعات، من سقوط الصاروخ. وقال رئيس الوزراء اليمني بالنيابة، محمد سعيد العطار، للصحافيين، إن القوات الشمالية يمكنها أن تنتقم بهجوم صاروخي على الجنوبيين، لكنها لا تريد أن تفعل ذلك. ولا نريد وقوع المزيد من الضحايا اليمنيين، لكن القدرات موجودة". كما نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، عن الرئيس اليمني قوله إن إطلاق الجنوبيين صاروخ "سكود"، عمل غادر جبان، لن يمر دون عقاب"، وأعلن "أنه سيتيح فرصة مغادرة اليمن لأولئك الذين يرفضون الانضمام إلى الشماليين". وقال "إنني على استعداد أن أعطي تعليماتي"، لكي يتسنى لهذه العناصر، أن تغادر ميناء عدن إلى جيبوتي، أو إلى مكان آخر".

وصرح وزير الثقافة والسياحة، جارالله عمر، العضو في الحزب الاشتراكي اليمني، أن القوات الشمالية، تحاول فتح جبهة جديدة، في منطقة مضيق باب المندب، على مسافة 400 كيلو متر غربي عدن.

هـ. أكد مصدر صحفي، أن السلطات الشمالية، أوقفت، إصدار صحيفة "يمن تايمز"، الناطقة بالإنجليزية، في صنعاء، بسبب نشرها مقالاً، تضمن حصيلة المعارك في اليمن، التي بلغت 12 ألف قتيل وجريح. و يُحَمِّلٌ المقال ضمناً، الرئيس علي عبدالله صالح، مسؤولية المواجهات الدامية الدائرة في اليمن، واعتبر رئيس تحريرها، عبدالعزيز السقاف، أن الرئيس علي صالح ومعاونيه، لا يملكون القدرة على بناء دولة حديثة في اليمن، وأُسْتُدْعي السقاف إلى رئاسة الجمهورية، وصادرت قوات الأمن أجهزة الكومبيوتر من دار الصحيفة.

5. يوم 12 مايو 1994

أ.  أغلقت صنعاء مجالها الجوي، وظل المراقبون ينظرون بحذر شديد، إلى تطور القتال، لفشل القوات الشمالية، التي تطلق عليها صنعاء اسم "القوات الشرعية الدستورية"، في تحقيق تقدم نحو عدن، وهزيمة القوات الجنوبية، التي تسميها صنعاء "قوات المتمردين الانفصاليين"، إضافة إلى عودة طرفي النزاع إلى تكثيف اتصالاتهم العربية. كما وردت أنباء تفيد أن السلطات الحاكمة، في صنعاء، نفذت حركة اعتقالات واسعة، تركزت أولاً على التنظيم الوحدوي الناصري، وفصائل أخرى، يقال إنها تتعاطف مع الحزب الاشتراكي.

وقد صرح المراقبون، أن المعارك استمرت على محاور الضالع ـ قعطبة، والعرقوب ـ مكيراس، وكرش ـ الشريحة.

ب. نقل تليفزيون صنعاء عن ضابط شمالي، أن القوات الشمالية استولت على مدينة الضالع، وقال "المعركة انتهت، إننا نسيطر على منطقة الضالع"، وعرض التليفزيون مشاهد لدبابات وعربات مدرعة شمالية، تجوب شوارع مدينة، لم يذكر اسمها. ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن وزير الإعلام الشمالي، أحمد اللوزي، في مقابلة بالهاتف من صنعاء، إن الضالع سقطت في أيدي الشماليين.

جـ. وقد أعلن مصدر قريب من الرئيس علي عبدالله صالح، أنه قدم مبادرة، أمس، هي الأولى لوقف إطلاق النار، اشترط فيها أن يسلم علي سالم البيض، ومن معه من المطلوبين، أنفسهم إلى العدالة فوراً، مؤكداً استعداده، لتقديم ضمانات كافية لمحاكمتهم محاكمة عادلة، وعلنية، وأن يختاروا بأنفسهم محاميهم. كما أبدى استعداداً كبيراً، لمنح البيض ورفاقه فرصة لمغادرة البلاد، عبر ميناء عدن، إلى جيبوتي، أو أي بلد يختارونه.

د. وعلى الجانب الآخر، حذّر بيان عسكري جنوبي، صدر في 12 مايو 1994، سكان المناطق القريبة، من منازل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وأقاربه، بالانتقال إلى أماكن أكثر أمناً. وجاء ذلك غداة هجوم بصاروخ سكود (SCUD-B)، قتل فيه 23 شخصاً، وأصيب 30 آخرون بجروح، في منطقة آهلة في صنعاء، على مسافة 200 متر فقط من منزل الرئيس اليمني. وينطبق هذا التحذير على مدن صنعاء، وتعز، والحديدة، ويشمل أسرة صالح وأقاربه، الذين يشار إليهم على أنهم "قبيلة الأحمر"، نسبة إلى رئيس مجلس النواب اليمني، الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، زعيم اتحاد قبائل حاشد، التي ينتمي إليها صالح وعائلته. وجاء التحذير بعد ساعات من إعلان نائب الرئيس اليمني، على سالم البيض، أنه لا يتوقع نهاية قريبة للحرب، ورأى أن الحل، هو في انسحاب القوات الشمالية، إلى مواقعها السابقة قبل بداية الحرب، وفي الوقت نفسه ادعت القوات الجنوبية اليمنية، في بيان لها أنها باتت تسيطر تماماً على مدينة الضالع، على مسافة مائة كيلومتر شمال عدن.

هـ. تبادل الطرفان الاتهامات، عن الاستعانة بقوى أجنبية. فقد صرحت صنعاء، أن دولة عربية غير مجاورة، وفرت تسهيلات في مطاراتها للقوات الجوية الجنوبية، في حين اتهمت عدن إريتريا، بوضع مطاراتها تحت تصرف القيادة الشمالية، وقالت إن سفينتين، وصلتا ميناء الحديدة، محملتان بأسلحة عراقية، من بورسودان.

6. يوم 13 مايو 1994

* صنعاء تعلن سقوط الضالع، وعدن تعلن استعادة زنجبار.

شهدت اليمن أمس معارك ضارية، حيث احتدم القتال في منطقة الضالع بمحافظة لحج، وعلى محور كرش ـ العند ـ الراهدة، بين لحج وتعز، عند الحدود الشطرية، وفي أقصى الغرب في منطقة باب المندب، وسط أنباء عن خسائر فادحة، في صفوف الجانبين. وقد صرحت مصادر محايدة، أن الشماليين، فيما يبدو، قد حققوا تقدماً في الضالع، وأن اشتباكات عنيفة تدور في المديرية. وتطورت الأحداث كالآتي:

أ. أعلنت مصادر صنعاء:

(1) تمكنت قوات صنعاء من السيطرة على مديرية الضالع بعد معارك ضارية، مع القوات الجنوبية، واعتبرت ذلك مفتاحاً للنصر على القوات الموالية للحزب الاشتراكي اليمني، وعَدَّ المصدر سقوط الضالع، إنهاء لترسانة ومنطقة عسكرية عتيدة، يعتمد عليها المتمردون.

(2) تمكنت القوات الشمالية، في المحور الجنوبي الغربي، ليلة الأربعاء والخميس 11/12 مايو 1994، من هزيمة اللواء 25 الميكانيكي، المتمركز في معسكر خرز، واستولت على كل أسلحته، من دبابات ومدفعية وآليات، وأن عدد أفراد اللواء، الذي يقدر "بنحو 1200 جندي"، استسلموا وانضموا إلى صفوف الشرعية الدستورية، وعدّ المصدر أنه بالاستيلاء على معسكر خرز "130 كم غرب عدن"، أصبحت القوات الشمالية تسيطر على كل التحصينات، في الأطراف التشطيرية قبل الوحدة.

(3) تواصل القوات الشمالية تقدمها في قطاع الضالع ـ العند. وفي محور أبين تكبدت القوات الجنوبية خسائر في المعدات والأسلحة والآليات، بعد محاولتها القيام بعملية هجومية يائسة، وتراجعت إلى مواقع خلفية.

ب. وعلى الجانب الآخر، أعلنت مصادر عدن، عن تصريح للعميد هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع، بالآتي:

(1) تشهد جبهة الضالع، شمال محافظة لحج، معارك عنيفة، بين القوات الجنوبية والقوات الشمالية، تشارك فيها الطائرات والمدفعية، وأن الجنوبيين، يحاصرون مديرية الضالع، وأن المدينة ذاتها في أيديهم، بعد إخلاءها من النساء والأطفال، وأنهم استعادوا مناطق من مديرية الضالع، حتى قرية الوضح، ويستعدون لمعركة حاسمة، لطرد القوات الشمالية منها تماماً، بعد أن انسحب بعضها إلى قعطبة.

(2) تمكنت القوات البحرية الجنوبية، من إسقاط ثلاث طائرات شمالية، وأغرقت زورقاً حربياً، عندما حاولت تفجير الموقف في جبهة خرز، عند باب المندب.

(3) لم يفقد اللواء 25 الميكانيكي، منطقة خرز، وقد وصل آلاف من مقاتلي قبائل يافع لدعمه، كما استعاد الجنوبيون مدينة زنجبار، والكود، ومديرية خنفر، من قوات العمالقة.

(4) ركّزت القوات الجنوبية، على ضرب المنشآت العسكرية بصواريخ سكود، فقصفت مخازن الذخيرة والأسلحة، والمحروقات، والمعسكرات، ومطارات الشمال. كما طالت الضربات، منطقة سيحان، مسقط رأس الرئيس علي عبدالله صالح، ومنزله السري والاحتياطي، في المنطقة القريبة من مصنع الغزل والنسيج، في صنعاء، والمجاور لمنزل الشيخ عبدالله الأحمر.

ج. دحضت العاصمة صنعاء، مزاعم الجنوبيين باستعادة الضالع، وذلك بتنظيم جولة لمراسلين صحافيين في المدينة، للتأكيد أن البلدة، التي يبلغ تعداد سكانها نحو عشرة آلاف نسمة، والتي كانت شبه خالية، قد سقطت في أيديهم. كما نفت الأنباء الواردة من عدن، والتي تحدثت عن إسقاط ثلاث طائرات شمالية، في معارك باب المندب.

وعلى الجانب الآخر، نظّمت سلطات عدن، لصحافيين جولة في مدينة زنجبار، التي يبلغ تعداد سكانها نحو 60 ألف شخص، وبدا السكان مذهولين، وهم يتفقدون الأضرار التي لحقت بمنازلهم ومتاجرهم.

د. صرح رئيس الوزراء اليمني بالوكالة، محمد سعيد العطار، أن القوات الجنوبية، تتلقى مساعدة عسكرية من الخارج، كما نُسب إلى العطار قوله، إن العناصر المتمردة تتلقى المساعدات المالية والمادية، والأسلحة، والعتاد، من جهات كثيرة، و"أن الوحدة اليمنية والديموقراطية، أزعجت بعض الدول".

هـ. وفي حديث لنائب رئيس مجلس الرئاسة اليمني، علي سالم البيض، أثناء مؤتمر صحافي عقده في عدن، رأى أن الحل هو في انسحاب القوات الشمالية، إلى مواقعها السابقة، قبل بداية الحرب. وقال إننا لم نبدأ الحرب، بل فرضت علينا، وسنستمر في مقاومة القوات الغازية. أن عدن ستكون عصية على الغزاة، واستبعد نهاية قريبة للحرب، وشدد على أن "الشرعية والدستور شيء متكامل، والدستور ينص على أن يتم انتخاب مجلس الرئاسة من خمسة أعضاء، وأن ينتخب المجلس رئيساً له، بعد أداء أعضائه اليمين الدستورية". ولفت النظر إلى أن "ذلك لم يحصل، لأنه لم يؤد القسم حتى الآن (إشارة إلى نفسه كنائب للرئيس)، وثم فإن الرئيس غير شرعي، ولم ينتخب من مجلس مكتمل العدد، كما ينص الدستور. وبالنسبة إلى عبد المجيد الزنداني، فإن عضويته في مجلس الرئاسة غير شرعية، لأنه أدى قسماً أخر مخالفاً للقسم الذي ينص علية الدستور، وكذلك الحال بالنسبة إلى رئيس مجلس النواب، الشيخ عبدالله الأحمر، وأعضاء الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح، الذين أدوا قسماً مخالفاً للقسم الذي نص عليه الدستور". وعن الوضع العسكري في اليمن، قال البيض، إن قوات "علي عبدالله صالح، وقوات عصابة آل الأحمر، تتمترس على خطوط التشطير السابقة، لتفرض الانفصال. مضيفاً أن "وحدات لواء العمالقة الموجودة في محافظة أبين لم تدخلها أثناء الحرب، بل هي موجودة في المحافظة منذ أربع سنوات، وفتحت لهم معسكرات خاصة، بينما وضعت الوحدات الجنوبية، التي انتقلت إلى الشمال بعد الوحدة في 22 آيار (مايو1990)، في معسكرات واحدة أو متجاورة، ثم قاموا بضربها وتدميرها". وعلل الذي حدث بقوله: "عندما ذهبنا إلى الوحدة، لم نفكر بالتكتيك العسكري للانقضاض على الوحدة مرة أخرى. دخلنا ال وحدة بطريقة سلمية، وكان هدفنا هو بناء دولتها بطريقة سلمية وديموقراطية، وكنا نعتقد أن قوى الديموقراطية والحياة المدنية، ستؤثر وتطوق هذه القوى العسكرية، ولكن في النهاية ضربت القوى العسكرية عرض الحائط بكل شيء، وصادرت الحريات، وفتحت المعتقلات، وقتلت الأطفال والنساء. عسكروا البلاد، ونشروا الرعب والإرهاب في كل مكان، وهذا برهان على الروح العدوانية، وعقلية الغزو الموروثة، وفرض الهيمنة". وأضاف أن الأصوليين "المنتشرين في قوات العمالقة، وراء تصعيد الحرب والصراع"، ويقيمون "علاقات مع قوى أصولية في الخارج، تحاول إخراج الأمة العربية من التاريخ، ومنعها من الوصول إلى القرن الحادي والعشرين".

7. يوم 14، 15 مايو 1994:

معلومات متضاربة عن الضالع

أ.  انحسرت العمليات نسبياً، في ظل مقاومة جنوبية قوية، ضد محاولات القوات الشمالية التقدم نحو الجنوب. وظهرت بوادر الانهيار على الطرفين، بسبب استنزاف القدرات الحربية خلال الأيام العشرة الماضية. وصرح دبلوماسي عربي، أن الزعماء الشماليين لا يزالون متفائلين، لكنهم، كفوا عن الحديث عن نصر سهل، وبدأوا يتحدثون عن حصار عدن، وأنهم يعدون أنفسهم لصراع طويل. وصرحت مصادر عسكرية، أنها تستبعد توقف القتال في الوقت الحاضر، لأن كلاً من الطرفين يحاول تحسين موقفه، إذا ما قبل وقف إطلاق النار.

ب. وقد تضاربت الأنباء عن مصير الضالع، التي أكدت صنعاء أن قواتها استولت عليها، في حين صرح مسؤول في الحزب الاشتراكي، أن القوات الجنوبية استعادت الضالع، وظللنا نفقدها، ونستعيدها، على مدى ثلاثة أيام. وقلل من الأهمية العسكرية للمدينة، وأن القوات الجنوبية تحارب من أجل الضالع لأسباب نفسية، لأنها كانت معقل حركة المقاومة، التي أدت إلى الاستقلال عن بريطانيا عام 1967.

وبذلك، اعترفت المصادر العسكرية الجنوبية، لأول مرة بسقوط مدينة الضالع، التي تبعد أكثر من 100 كم شمال شرقي عدن، جاء ذلك في الوقت الذي ناشد فيه الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب، جامعة الدول العربية التدخل فوراً، وبفعالية، وسرعة، لوقف المعارك. وأهاب البيان الصادر عن الكتلة البرلمانية للحزب، بالجامعة العربية "وكل الأشقاء والأصدقاء، بذل جهودهم ومساعيهم الخيرة لإيقاف الحرب، فوراً، وإنقاذ اليمن من الدمار الذي يتعرض له حالياً".

ج. يقول محللون عسكريون، إن استيلاء الشماليين على مدينة الضالع، حقق لصنعاء نصراً نفسياً، على الرغم من سيطرة الجنوبيين على بقية أنحاء المديرية، وعلى قمة جبل لنقيل الإستراتيجي، الذي يقطع الطريق بين الضالع وردفان، وهي الطريق المؤدية إلى محافظة لحج وعدن، وذلك لمنع أي تقدم للقوات الشمالية، باتجاه قاعدة العند، والسيطرة على الطريق الرئيسي، الذي يربط صنعاء وتعز الشماليتين بمحافظة لحج وعدن.

د. وحذرت مصادر جنوبية، من عدم الإفراط في التفاؤل، وقالت إن أي محاولة لتقدم القوات الشمالية، ستكون مغامرة، لأنها ستدخل أرضاً مفتوحة، وستكون سهلة لنيران القوات الجنوبية، وأنها ستلقى المصير نفسه، الذي واجهته القوات الشمالية، في صحراء خرز عند باب المندب، وأجبرت على العودة إلى ما بعد منطقة السقية، المواجهة لجزيرة ميون، وهي نقطة حدودية شمالية سابقة.

هـ. ويعتقد المراقبون، أن دخول القوات الشمالية مدينة الضالع، ربما عزز خيار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الاستمرار في الحسم العسكري، ورفض جميع المبادرات والنداءات لوقف إطلاق النار، وكذلك، رفضه، لقاء وفد الجامعة العربية، برئاسة الأمين العام المساعد للشؤون العسكرية، اللواء سعيد بير قدار، الذي التقاه عبدالعزيز عبدالغني، عضو مجلس الرئاسة، ونقل رغبة الرئيس صالح في إبقاء الجامعة العربية، بعيداً عن الأحداث الدائرة في اليمن، والتي اعتبرها شأناً داخلياً، وتمرداً يجري القضاء عليه.

وعبرت مصادر عسكرية، عن تخوفها في أن يقدم الرئيس صالح، على استخدام مخزونه، من قنابل "النابالم" والقنابل "الانشطارية"، التي حصلت عليها القوات الشمالية من رومانيا، في صفقة الأسلحة التي كشف عنها الشهر الماضي، إذا ما واجه مقاومة شديدة من جانب القوات الجنوبية، التي تقطع الطريق باستمرار ضد أي تقدم للقوات الشمالية في اتجاه عدن.

و. وذكرت مصادر محايدة، أن قتالاً ضارياً يدور بين الوحدات الشمالية، التي تقدمت ما بين خمسة وعشرة كيلومترات، إلى منطقة المسيمر، جنوب مدينة الضالع، وبين القوات الجنوبية، التي تُبدي مقاومة شديدة، مستخدمة قواتها الجوية بكثافة لصد التقدم الشمالي.

ز. وصرح مصدر محايد، عن سقوط صاروخين من نوع سكود (SCUD-B)، في صنعاء ليلة 14/15 مايو 1994، وذكر القادمون من صنعاء، أنهم شاهدوا آثار تدمير كبير، في قصر الرئاسة بصنعاء، نتيجة سقوط صاروخ سكود عليه، وهناك دمار شديد في بعض المواقع في صنعاء، لكن السلطات اليمنية تتكتمها وتتجاهلها.

ح. وفي محاولة من القيادة العسكرية الجنوبية، لإعادة تنظيم صفوفها، عُيّن العقيد محمد مفتاح عبد الرب، قائداً لمحور أبين، والعقيد قاسم يحيى، قائداً لمحور الضالع.

وعلى الجانب الآخر، عين الرئيس صالح، العقيد علي شيخ عمر، محافظاً لمحافظة أبين، في خطوة إضافية لتعزيز موقف الشماليين في أبين، التي تجري فيها حرب عصابات داخل المدن، بعد أن اتخذت عناصر من قوات العمالقة، مباني ومساكن المواطنين في جعار، وزنجبار، كدروع بشرية، لمواجهة القوات الجنوبية.

ط. وأفادت الأنباء الواردة من جبهات القتال، أن حدة القتال اشتدت بين القوات الجنوبية والشمالية، حيث انتقل ثقل المعارك إلى المناطق المحيطة بقاعدة العند، وجبهة كرش في الشمال الغربي، وفتح جبهة جديدة في محافظة شبوة. وأوضحت المصادر المحايدة، أن تفوق الشماليين في الضالع، قابلته خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات مُنيُوا بها في الضالع، وفي جبهة باب المندب، نتيجة القصف الجوي الجنوبي على القوات الشمالية، التي كانت تتقدم على هذه المحاور من دون غطاء جوي. وكشفت المصادر نفسها، أن ما يزيد عن 600 لاجئ صومالي قتلوا، عندما وجدوا أنفسهم بين ناري القوات الشمالية والجنوبية، في محافظة أبين، أن غالبية القتلى والجرحى، من مخيم اللاجئين بمنطقة الكود، بالقرب من زنجبار، فضلاً عن مئات اللاجئين الذين فقدوا خلال محاولتهم الفرار سيراً على الأقدام، وأشار أن معسكرات اللاجئين، تعاني أوضاعاً مأسوية في المخيمات، حيث يواجهون شبح المجاعة، وتفشي الأمراض، ولم يتلقوا أي مواد غذائية منذ نحو أسبوعين.

ي. وقد دارت أعمال القتال، خلال يومي 14، 15 مايو 1994، في خمس جبهات حول عدن كالآتي:

(1) محور باب المندب خرز السّاحلي:

صرحت صنعاء، أن قواتها دحرت تحصينات ومواقع لواء خرز الجنوبي، في منطقة باب المندب، وتواصل تقدمها على بعد 100 كم من عدن، بهدف إحكام الحصار على المدينة، من مختلف الاتجاهات.

في حين صرحت المصادر العسكرية الجنوبية، أن معارك طاحنة جرت في باب المندب، في منطقتي رأس العاره، وكهبوبه، استطاعت خلالها القوات الجنوبية السيطرة على ساحة العمليات، وإرغام القوات الشمالية على التراجع، بعد تدمير عدد كبير من آلياتها، وأسر مجموعة من جنودها. كما أعلنت المصادر نفسها، أن القوات الجنوبية أسقطت ثلاثة طائرات حربية شمالية، ووقع طيار في الأسر، وأغرقت ذورقاً حربياً في معركة دارت في منطقة باب المندب، قرب الحدود السابقة بين شطري اليمن.

وصرحت مصادر محايدة، أن استقرار الموقف على جبهة خرز، في المحور الغربي، كان نتيجة تكبد الشماليون، خسائر فادحة، نتيجة القصف الجوي والبحري هناك.

(2) محور الراهده ـ كرش ـ العند:

أكدت كافة المصادر، أن المعارك، تدور رحاها، في منطقة كرش، التي تبعد 84 كم شمال غربي عدن، وأن زيادة ضغط القوات الشمالية على جبهة كرش، يستهدف إسقاط معسكر العند. وأفادت مصادر شمالية أن قواتها اخترقت لمسافة 7 كم في العمق عبر الحدود السابقة، وعلى جبهة عرضها 2 كيلو متر.

وتواصل القوات الشمالية، محاولات التقدم جنوباً، أمام مقاومة شديدة للقوات الجنوبية، على محور كرش ـ الشريحه.

(3) محور الضالع ـ العند:

صرح مسؤول عسكري في صنعاء، أن معارك عنيفة دارت في منطقة الضالع، لتطهير جيوب المقاومة، وأن القوات الشمالية استعادت، مركز مسيمر بمحافظة لحج، "جنوب الضالع". وأنها تواصل تقدمها في قطاع الضالع، وأن معارك تدور بين القوات الحكومية والقوات المتمردة، في منطقة العند، بهدف اسقاط قاعدة العند العسكرية الحصينة، وتستخدم في هذه المعارك كل أنواع الأسلحة الثقيلة، بما فيها صواريخ أرض/ أرض سكود (SCUD-B)، التي أطلقتها القوات الحكومية على تحصينات قاعدة العند، وعلى المواقع العسكرية الموالية للحزب الاشتراكي. وذكر المصدر أن القوات الجنوبية تراجعت 10 كم جنوب الضالع، نحو معسكر العند، بعد أن قطعت القوات الحكومية، على قوات معسكر العند، كل المنافذ المؤدية إليه، وأنها تواصل تقدمها، على طريق إسقاط هذه القاعدة.

ويعتقد خبراء عسكريون حكوميون، أن سقوط قاعدة العند، سيكون بداية النهاية للحرب الدائرة.

كما أشارت البيانات الشمالية، إلى تسلل قواتها خلف القوات الجنوبية، ووصلت إلى عدن الصغرى، وهي منطقة صناعية تبعد 24 كم غربي عدن.

وأكد قائد قاعدة العند الجوية الرئيسية، أن القوات الشمالية تقدمت 3كم، باتجاه المواقع الجنوبية المدافعة عن القاعدة، وتسيطر القوات الجنوبية على القاعدة وعلى المناطق المحيطة.

كما أفاد مصدر عسكري جنوبي، أن الوحدات الجنوبية، بدأت شن عمليات فدائية انتحارية، وحرب عصابات، ضد القوات الشمالية، في منطقة الضالع الجبلية، وأكد أن الموقف آخذ في التحسن على هذه الجبهة، بعد تهجير النساء والأطفال منها.

(4) جبهة آبين:

صرح مصدر عسكري جنوبي، أن طلائع لواء تيسير الجنوبي، المرابط في شبوة، توجهت إلى مناطق في محافظة أبين المجاورة، لتطويق قوات العمالقة الشمالية، من الخلف.

في حين أعلنت مصادر صنعاء، أنّ طائرات مقاتلة حكومية، استهدفت خلال اليومين الماضيين، وحدات لواء تيسير، المتوجهة إلى أبين، وكبدتها خسائر كبيرة، في المعدات والأفراد، فيما تولت وحدات تابعة للعمالقة، التصدي لما تبقى من هذه القوات، وقوات اللواء 30 الجنوبي، في اشتباكات بين الجانبين، أسفرت عن تدمير 21 دبابة جنوبية، من نوع تي 54 (T-54)، والاستيلاء على ثماني عشر دبابة من نوع تي 62 (T-62)، سوفيتية الصنع، وأربع عربات مدرعة، ومدفع هاوتزر(Howitzer)، ومدفع 85 مم، وكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والعتاد. كما نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن المصدر نفسه، أن قوات الدفاع الجوي، أسقطت طائرة مقاتلة جنوبية فوق محور أبين.

(5) جبهة شبوة:

أفادت المعلومات الواردة من جبهات القتال، أن القيادة العسكرية الشمالية، فتحت في الساعات الأولى من فجر يوم 14 مايو 1994، جبهة جديدة في محافظة شبوة الجنوبية، الغنية بالنفط، التي يوجد فيها خمسة ألوية عسكرية جنوبية، مجهزة بعتاد عسكري على مختلف المستويات، وأن هذه الجبهة فتحت من مناطق مديرية بيحان المتاخمة لمحافظة البيضاء الشمالية.

وقد أكدت مصادر عسكرية موثوق بها، أن قادة عسكريين من القوات الحكومية، قاموا بمناورات لاستمالة القوات الجنوبية في محافظة شبوة، مما أجل اندلاع القتال في هذه الجبهة الإستراتيجية المهمة، مع أن المصادر الشمالية، نفت قبول قادة الوحدات الاشتراكية،الانضمام إلى القوات الحكومية، إلا أنها تحدثت عن بعض حالات الانضمام خلال اليومين الأخيرين.

كما تحدثت عن وقوف رجال القبائل اليمنية، وعدد كبير من المواطنين إلى جانب الوحدات الحكومية، الأمر الذي ساهم في فتح الجبهة الجديدة.

وأكد مصدر شمالي، أن الشماليين يقاتلون للاستيلاء على مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، التي تبعد 300 كم شرقي عدن، وأن الطيران الشمالي نفّذ غارات جوية ضد مطار عتق، وتجمعات لواء تيسير الجنوبي، المتمركز في هذا القطاع.

(6) وفي نهاية يوم 15 مايو 1994، شهد الوضع العسكري ركوداً على الصعيد العسكري، إذ ركز الشماليون على تعزيز المواقع، التي استولوا عليها في مديرية الضالع، فيما يسعى الجنوبيون إلى منعهم من ذلك، عبر شن هجمات مضادة على مختلف الجبهات، التي يسعون إلى تحقيق تقدم فيها، بهدف تطويق عدن. وفي هذا المجال، أفاد شهود عيان في عدن، أن الطيران الجنوبي نفذ نحو 100 غارة في الساعات الـ 24 الماضية، لمنع الشماليين من تحقيق تقدم وتعزيز مواقعهم.

وقالت مصادر سياسية في صنعاء إن الرئيس علي عبدالله صالح "مصمم على سحق المتمردين" في الجنوب.

لكن المقاومة الجنوبية الضارية، تعني أن قوات الشمال لم تشكل بعد خطراً مباشراً على عدن. ويقول المسؤولون في صنعاء، إن القوات الشمالية، لم تنقض على عدن حتى الآن، لأنها تريد تفادي إراقة مزيد من الدماء، والسماح لقادة الحزب الاشتراكي بـ "فرصة للاستسلام".

ويعترف مسؤولون في عدن، أن القوات الشمالية حققت تقدماً في ميدان القتال، لكنهم يقللون من أهميته. ويضيفون أنه في حال لم تتمكن هذه القوات من اختراق الدفاعات الجنوبية، والإطباق على عدن قريباً، ستواجه صعوبة في إعادة تموينها من قواعد، تبعد مئات الكيلومترات عبر أراضٍ وعرة. وأقرب موقع رئيسي للشماليين إلى عدن، يقع في وادي دوفاس، شمال شرقي المدينة على ساحل خليج عدن، حيث اصطحب مسؤولون، صحافيين جاءوا من صنعاء لزيارة معسكر شمالي، على بعد 40 كيلو متراً من عدن.

وكانت القوات الشمالية، قد أعلنت مراراً، الاستيلاء على قاعدة العند، لكن صحافيين من عدن، اقتربوا من القاعدة أول من أمس، أكدوا أنها لا تزال في أيدي القوات الجنوبية.