إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الوحدة اليمنية والحرب الأهلية (1994)






المناطق القابلة للانفجار العسكري
المرحلة الأولى
المرحلة الثالثة
المرحلة الثانية
انتشار بعض قوات الشطرين
اليمن الجنوبي
اليمن الشمالي
جغرافية مسرح العمليات اليمني



القسم الخامس: سقوط قاعدة العند الجوية العسكرية، وإعلان جمهورية اليمن الديموقراطية

القسم الخامس: سقوط قاعدة العند الجوية العسكرية، وإعلان جمهورية اليمن الديموقراطية

تطور أعمال القتال خلال الفترة من 16 مايو إلى 23 مايو 1994

اتخذت الحرب الدائرة في اليمن، أبعاداً أكثر خطورة، اعتباراً من 16 مايو 1994، وذلك على الصعيدين العسكري والسياسي. فعلى الصعيد العسكري، اتسم الموقف بتطورات عسكرية، بالغة الأهمية، تمثلت في إقدام الشماليين على فتح جبهة جديدة في محافظة شبوة، وفي العودة إلى تنشيط جبهة أبين، وفي تصعيد القتال حول قاعدة العند الجوية الجنوبية، التي أعلن الشماليون سقوطها، في خطوة قد تكون نقلة نوعية في الحرب الدائرة.

ودخلت الحرب اليمنية مرحلة جديدة من القتال، اتبعت فيها القيادة الشمالية، أسلوب الهجوم بكثافات عالية من الموجات البشرية، تستخدم فيها وحدات من المجندين، الأقل تدريباً وكفاءة قتالية، مع الاحتفاظ بالقوات الضاربة الرئيسية، مثل ألوية الحرس الجمهوري، لدفعها إلى الجبهات، في توقيت محدد لحسم الموقف.

وفي مواجهة التكتيك الشمالي، اتبعت القيادة الجنوبية أسلوب القصف الجوي المكثف، واعتمدت على تحريك المدرعات بين المواقع المختلفة، لتحقيق قوة نيران تتناسب مع كثافة الموجات الشمالية، في استفادة واضحة بمعرفة طبيعة الأرض، التي تدور فوقها المعارك، ويقع معظمها في المحافظات الجنوبية، جنوب وشرق الحدود الشطرية السابقة.

وترتب على التكتيك الذي يطبقه الشماليون، نوع من التفوق النسبي في الموقف، لصالح القوات الشمالية.

1. الأعمال القتالية في 16، 17 مايو 1994

أ. أعلنت صنعاء، عن إسقاط قاعدة العند الجوية الرئيسية، وأكدت على لسان وزير خارجيتها، محمد سالم بإسندوه، أن محاصرة عدن، وليس إسقاطها، هي الأولوية للهجوم العسكري الشمالي، في ما يبدو أنه التزام بالخط الأحمر، الذي رسمته واشنطن، ورسخته القاهرة عربياً، حول "احتلال" عدن.

وتتواجه قوات الطرفين الشمالي والجنوبي في أربعة محاور، منها ثلاثة محاور حول عدن كالتالي:

  • المحور الأول في الشمال على الطرق الرئيسية، بين صنعاء وعدن. "كرش ـ الراهدة، والضالع ـ العند".
  • المحور الثاني في الشرق من اتجاه زنجبار، عاصمة أبين.
  • المحور الثالث في الغرب من اتجاه مدينة خرز، القريبة من باب المندب، عند مدخل البحر الأحمر.
  • أما الاتجاه الرابع، فهو بيحان ـ شبوة، في محاولة من جانب صنعاء، لتشتيت جهود القوات الجنوبية، مما يتيح لها فتح أي طريق في اتجاه عدن.

وتتلخص إستراتيجية القوات الشمالية، كما سيتضح من تطور العمليات، في التقدم من شمال بيحان نحو شبوة، والسيطرة على مدينة عتق، عاصمة المحافظة، وتحقيق التحام مع قوات العمالقة والحرس الجمهوري قي أبين، وقطع الطريق الساحلي شمال شرقي عدن، تمهيداً للتقدم نحوها على الطريق الساحلي من الشرق، وفي الوقت نفسه، تحاول فتح طريق من اتجاه الشمال. ويعتمد ذلك على نتائج معارك جبهتي، كرش ـ الراهدة، والضالع ـ العند، وعلى الرغم من الاستفادة الشمالية من الكثافة البشرية، والطبيعة الجبلية في الجهة الشمالية، فإن الأمر يعتبر بالنسبة لها أكثر صعوبة، لأنه لا توجد لها قبائل مؤيدة في منطقة لحج، كما هو الحال في شبوة، وأبين. كما أن قيادة القوات الجنوبية، تستميت في الدفاع عن مديرية الضالع، لأسباب نفسية ومعنوية، ولحماية قاعدة العند الإستراتيجية من السقوط، ومحاولتها فتح الطريق شمالاً إلى تعز.

أما في الاتجاه الغربي، فعلى الرغم من عودة صنعاء، إلى فتح جبهة القتال على محور خرز ـ باب المندب، فإنها لا تستطيع التقدم هناك، بعد أن زادت خسائرها على هذا المحور.

واستمرت الطائرات الحربية الجنوبية، في شن غاراتها المتتابعة والعنيفة، لقصف مواقع القوات الشمالية، وحرمانها من تحقيق أي تقدم، وقطع خطوط إمدادها.

ب. معارك محور شبوة :

أعلن مصدر عسكري في صنعاء، أن القوات اليمنية الشمالية، استولت على بلدة بيحان، في محافظة شبوة الجنوبية المنتجة للنفط، وهزمت لواء ملهم الجنوبي، الذي كان يرابط في بيحان، وأعلن المصدر نفسه، أن معارك عنيفة اندلعت للمرة الأولى منذ بدء القتال، بين الوحدات الشمالية والجنوبية، في منطقة شبوة، بهدف تأمين مؤخرة لواء العمالقة الشمالي في أبين، "ومنحه فرصة أكبر، لبسط سيطرته على المنطقة، والمشاركة في محاصرة عدن".

وعلى الجانب الآخر، صدر بيان عسكري في عدن، أكد أن القوات الجنوبية، تساندها القوات الجوية، تمكنت من صد هجوم جديد للقوات الشمالية، في منطقة بيحان، بمحافظة شبوة، التي تبعد 500 كم شرق عدن، وأضاف البيان، أن "القوات الشمالية بعد فشلها الذريع في تحقيق نصر عسكري في مناطق الضالع، وكرش، والعند، شمال عدن، وفي باب المندب، وخرز غرب عدن، وتكبدها خسائر كبيرة في الأرواح تقدر بالآلاف، وفقدانها الجزء الأكبر من معداتها العسكرية، لجأت إلى فتح ثغرة شرق عدن، في منطقة بيحان،في محاولة للهجوم على محافظة أبين، من جهة الشرق، التي تشهد بعض مناطقها معارك طاحنة، بين القوات الجنوبية، يساندها المواطنون، وقوات العمالقة، التي بدأت بالانسحاب، بعد سقوط مدينة زنجبار، في قبضة القوات الجنوبية.

ج. محور أبين:

في زنجبار، تدور معارك عنيفة، وتبادل القصف المدفعي بين الجنوبيين، وقوات العمالقة الشمالية، التي عززت من صنعاء. كما وصل أحمد مساعد حسين "جنوبي"، عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر، ومعه لواء حرس جمهوري إلى منطقة النقبة "عند ملتقى طرق شبوة وحضرموت وعدن" لدعم العمالقة. وصرح العقيد الجائفي، قائد العمالقة، أن قواته باتت على بعد 20 كم من عدن. كما أعلن العقيد على شيخ عمر، محافظ أبين الجديد، أن القوات الشمالية تحكم سيطرتها على محافظة أبين، وأن طلائع قوات العمالقة والصاعقة وصلت على بعد 15 كم، من عدن.

وتحتفظ القوات الجنوبية حالياً في شرق أبين، بوحدات من اللواء 30، تدعمها مجموعات من قبائل التعمير بقيادة الشيخ عوض حسين عشيم، ويتواصل القصف المدفعي هناك على القوات الشمالية، في الوقت الذي قال فيه مصدر قبلي رفيع المستوى: "سنجعل النقبة مقبرة لهم".

وقد أدى تبادل القصف في هذا القطاع، إلى إصابة مخيم اللاجئين الصوماليين، وسقوط 175 قتيلاً.

د. محور كرش ـ الراهدة، الضالع ـ العند :

(1) أفادت آخر المعلومات العسكرية في صنعاء، أن القوات الحكومية على وشك أن تنتهي من إسقاط قلعة العند العسكرية، في محافظة لحج، بعد أن تواصل القصف الصاروخي والمدفعي، والحصار العسكري لتحصيناتها، والقوات المرابطة فيها، التابعة للحزب الاشتراكي.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن قاعدة العند، "محاطة بأحزمة من الألغام، التي زرعتها القوات الجنوبية، وتتعامل قوات من سلاح المهندسين مع هذه الألغام، لتتمكن من اقتحام القاعدة، من كل الاتجاهات.

وقال المصدر، إن القوات المسلحة الحكومية، تحاصر الحاميات العسكرية التابعة للحزب الاشتراكي، على مشارف مدينة عدن، من جهتي الشرق، والغرب، بعد حصار قاعدة العند الاستراتيجية، وأن "القوات الاشتراكية، فجرت مخازن الأسلحة والذخائر في القاعدة، في وقت استسلمت فيه كتيبة مدرعات من اللواء الخامس والعشرين، إلى القوات الحكومية، التي اعتقلت مائة من أفراد الحراسة الشخصية، للسيد علي سالم البيض".

وفي يوم 17 مايو 1994، خاضت القوات الشمالية والجنوبية، معارك عنيفة حول قاعدة العند الجوية، وتبادلا القصف المدفعي المكثف، وأفادت مصادر محايدة، أن القوات الشمالية أحرزت بعض التقدم، ووصلت إلى ضواحي الحبيلين.

(2) وفي عدن، صدر بيان عسكري، حمل الرقم (18)، قال، إن القوات الجنوبية، في اتجاهي قعطبة ـ الضالع، والراهدة ـ كرش، أجبرت القوات الشمالية على التقهقر، والتراجع، إلى مواقع خلفية بعد تكبيدها خسائر فادحة. وذكر أن "المعارك العنيفة تدور الآن في منطقة كرش، شمال غربي عدن، وبعض المدن في أبين شرقي عدن". وما زالت الطائرات المقاتلة الجنوبية تقلع من مطار عدن، وتنفّذ يومياً أكثر من 100 طلعة.

وذكرت مصادر عسكرية جنوبية، أن قواتها واصلت عمليات انتشال جثث القتلى من القوات الشمالية، في منطقة الضالع وكرش، وتقدر بأكثر من ثلاث آلاف جثة، وجثث الجنوبيين وتقدر بمائة وخمسين، تمهداً لفتح الطريق إلى المنطقتين.

ونفى العميد الركن هيثم قاسم طاهر، أحد أبرز القيادات في الحزب الاشتراكي، ووزير الدفاع السابق، "الأنباء عن اقتراب القوات الشمالية من مدينة عدن". وصرح أن "عدن والمناطق المجاورة لها، ستكون مقبرة لمن يحاول الاقتراب منها، فالدفاعات الجوية، والأرضية، والبحرية، الجنوبية تملك القوة، لردع أي عدوان".

وأكد عسكريون جنوبيين، أنهم وزعوا أسلحة على المدنيين، لتعزيز دفاعات عدن، ضد القوات الشمالية، التي تحاول التقدم باتجاه عدن. ودفعت القيادة الجنوبية بتعزيزات من الجنود والمتطوعين، والآليات المدرعة، وراجمات الصواريخ إلى المداخل الشمالية لعدن.

وأعربوا عن ثقتهم في قدرة القوات الجنوبية، ذات التدريب الروسي، على مقاومة هجمات الشماليين القبليين، المفتقرين للتدريب الجيد، على عدن، من الشرق والغرب، ‏والشمال.

هـ. محور خرز ـ باب المندب

أما في القطاع الغربي، فاستمرت المواجهات، حول مدينة خرز القريبة من باب المندب، عند مدخل البحر الأحمر. وتؤكد القوات الشمالية أنها تهدف للوصول إلى عدن، عبر الشريط الساحلي. إلاّ أنها لم تستطع، التقدم من هذا الاتجاه، بعد أن تكبدت خسائر فادحة، نتيجة القصف الجوي، والبحري هناك، على الرغم من استمرارها في قصف مناطق السكان المدنيين، بهدف أضعاف معنويات القوات الجنوبية.

و. أعلن الحزب الاشتراكي، وخمسة أحزاب أخرى، مبادرة جديدة لوقف النار، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.

2. الأعمال القتالية في 18 مايو 1994

أ.  اعتبرت مصادر سياسية في عدن أمس، أن الانفصال بين جنوب اليمن وشماله بات وشيكاً، بعد رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أي وساطة عربية أو دولية لوقف القتال، في وقت استمرت المعارك الضارية على جبهة العند، التي لم يتأكد حتى مساء أمس سقوطها، في أيدي القوات الشمالية. علماً بأن ناطقاً عسكرياً في عدن أعلن صباحاً "استعادة" قاعدة العند الجوية الرئيسية، فيما أكدت صنعاء أن قواتها تتقدم نحو عدن.

وجددت إدارة الرئيس بيل كلينتون، دعوتها للأطراف المعنية بالنزاع في اليمن، وقف القتال. وحضت الدول على عدم تقديم الأسلحة إلى المتقاتلين. وتزامنت دعوة واشنطن إلى الامتناع عن تزويد اليمن بالأسلحة، مع إعلان الجامعة العربية، فشل جهودها لوقف النار في اليمن. ورأى مراقبون محايدون، أن الجنوب يحضّر لمرحلتين: اشتراك الآخرين من المعارضة، ومناطق شمالية، في المبادرة الداعية إلى حكومة إنقاذ وطني، حيث قضى المكتب السياسي للحزب الاشتراكي، وقيادات أحزاب المعارضة اليمنية، طوال يوم أمس، حتى ساعة متأخرة من المساء، في مشاورات مكثفة لإعلان حكومة أو مجلس للإنقاذ الوطني، في تحول جديد في موقف القيادة الجنوبية، لتكريس شرعيتها الوحدوية، في مواجهة قيادة صنعاء. والمرحلة الثانية، الانفصال في حال فشلت هذه الجهود في وقف الحرب. ولم يستبعد خبراء محايدون، احتمال التدخل الدولي، إذا باتت عدن مهددة بالسقوط.

ب. وفي جبهات القتال، مع دخول الحرب اليمنية أسبوعها الثالث، استمر تضارب الأنباء الواردة من عدن وصنعاء، عن سير العمليات الحربية، ومواقع القوات الشمالية والجنوبية.

وعلى الرغم من أن صنعاء، أعلنت الاستيلاء على قاعدة العند الاستراتيجية، وسط محافظة لحج، وأكدت أنها أنهت شبح الأسطورة المسماة بقاعدة العند، ونقلت عدداً من الصحافيين الأجانب إلى داخل قاعدة العند، إلاّ أن القيادة العسكرية الجنوبية نفت ذلك، وصرحت بأن القتال ما زال دائر داخل القاعدة. وأفاد الصحافيون الذين زاروا الجبهة، أن القوات الشمالية والجنوبية تخوض معارك ضارية من مسافات متقاربة، حول القاعدة، وأن قذائف المدفعية والصواريخ، هزت القاعدة التي تبعد 60 كم شمال عدن، في حين بدا أن القوات الجنوبية، تطلق النار، وتقاتل في محاولة لإخراج الشماليين منها. وقد عززت التعبئة، وأخذ الآلاف من الشبان في سيارات تابعة للحزب الاشتراكي، جابت شوارع عدن، لنقلهم إلى خطوط المواجهة. وقد أكد ضباط شماليون، أن بعض القوات الجنوبية لا تزال داخل القاعدة، وقدروا حجمها بنحو عشرة آلاف جندي.

كما صرح ضابط جنوبي، كان مع قواته في موقع دفاعي بالقرب من القاعدة، بأن العند أصبحت محوراً لقتال شامل، والقوات الشمالية لم تدخل القاعدة، وما زالت القوات الجنوبية تسيطر على الطرق المؤدية إليها، على الرغم من تعرض القاعدة لقصف مدفعي شمالي مكثف طوال الليلة السابقة. وتشير الشواهد، إلى أن القوات الشمالية سيطرت فقط، على جزء من قاعدة العند الجوية.

ج. كما أعلنت القيادة الشمالية، أن قواتها أصبحت على مسافة 30 كيلومتر من عدن، فيما واصلت قوات أخرى تمشيط مناطق جنوب الضالع، ووصلت إلى منطقة الحبيلين، التي تبعد 20 كم جنوب الضالع، في الوقت الذي أعلنت فيه القيادة الجنوبية، أن القتال ما يزال دائراً في كرش والضالع وآبين، وأن الأمور تسير في طريق الحسم ضد القوات الشمالية، بعد استسلام ألف وخمسمائة جندي وضابط شمالي، في أيدي القوات الجنوبية، عندما فشلت محاولتهم في التسلل إلى منطقة الحبيلين. وأضافت هذه المصادر أن علي سالم البيض، الأمين العام للحزب الاشتراكي، وقيادات الحزب، زاروا مواقع الوحدات العسكرية، في مختلف المحاور.

ورجّح خبراء عسكريون، أنه لو نجح الشماليون، في اختراق الخطوط الدفاعية، فإنهم سيحاصرون عدن، دون أن يدخلوها، لما سيواجهونه من مقاومة، سواء من جانب الجنود، أو المدنيين، في معارك دموية.

د. وأشارت معلومات إلى أن القوات الشمالية، توشك على أحكام سيطرتها على محافظة شبوة، بعدما واصلت زحفها عبر مرتفعات بيحان، باتجاه مدينة عتق عاصمة المحافظة، واستطاعت تحقيق السيطرة على مديرية نصاب، حيث أعلنت كتيبة كاملة من لواء خيشان الجنوبي انضمامها، بكامل أسلحتها ومعداتها، إلى القوات الشمالية.

هـ. أفادت الأنباء الواردة إلى عدن أمس، من جبهات القتال في كرش، والعند وأبين، وباب المندب، وخرز، وحريب، أن "الوضع العسكري خطير جداً، ويدور قتال ضار، سقط فيه مئات القتلى، وبدأت المدفعية الشمالية قصفاً عنيفاً، على المواقع الجنوبية، فيما شن طيران الجنوب غارات مكثفة على القوات الشمالية. وجاء في بيان عسكري جنوبي أن المقاتلات الحربية الجنوبية تمكنت بعد أكثر من 150 طلعة، من وقف الهجوم الشمالي في جبهات كرش، والعند، والراهدة شمال عدن، وأن وحدات الصواريخ قصفت مدينتي تعز والحديدة، وأصيب القصر الجمهوري التابع للرئيس علي صالح في تعز،(200 كلم شمال عدن). وصرح العميد الركن هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع السابق، بأن القوات الجنوبية ستقاتل حتى الموت، ولن تسمح لأي غاز بالاقتراب من مدينة عدن، وأكد أن التقويم الحقيقي لوضع القوات الشمالية، يكمن في اعترافات العسكريين الشماليين، الذين أعلنوا استسلامهم، وانضمامهم إلى القوات الجنوبية، وهم كثيرون ومن ألوية مختلفة، منها اللواء الثاني المدرع، ولواء العمالقة، والحرس الجمهوري، واستمرت مظاهر الحياة طبيعية في عدن، لكن هدير الطائرات، التي تقلع من مطار عدن الحربي، يثير الرعب لدى السكان.

وفي اليوم نفسه، أعلن مصدر عسكري في عدن، أن القوات الجنوبية استعادت السيطرة على قرية الكود، عند مدخل زنجبار، وأن معارك عنيفة تدور حالياً في أبين، بين القوات الجنوبية، ووحدات من لواء العمالقة الشمالي، بعد أكثر من 15 ساعة على شن هجوم واسع النطاق. وأشار إلى أن القوات الجنوبية طلبت من قيادة لواء العمالقة الاستسلام، وتسليم أسلحتهم الثقيلة، لكنهم رفضوا، واشترطوا الانسحاب من مواقعهم، آخذين معهم كل أسلحتهم. و‏كان زعيم الحزب الاشتراكي، علي سالم البيض قد تفقد أمس وحدات عسكرية في المنطقة الشرقية، والتقى القيادات السياسية والعسكرية، حيث تدور هناك مواجهات عسكرية حاسمة، وترددت أنباء عن قرار لعلي سالم البيض بالانتقال إلى حضرموت، ومعه ثمانية من قيادات الحزب الاشتراكي.

فيما أعلن متحدث عسكري شمالي، أن عدن شبه محاصرة الآن ودخولها رهن قرار سياسي، وأن الدفاعات الجوية الشمالية أسقطت اليوم طائرتين جنوبيتين، فوق محافظة صنعاء. كما نفّذت الطائرات الحربية الجنوبية، طلعات ليلية للإغارة على القوات الشمالية، التي تقول إنها تستعد للهجوم على عدن.

و. وقد ألمح أحد السياسيين في صنعاء أخيراً، إلى أن الرئيس علي عبدالله صالح، مصمم على الوصول إلى عدن بالقوة العسكرية، وهذا يحتم إسقاط العند، وإخضاع جميع مناطق لحج، بعد الضالع والحبيلين، باسم حماية الوحدة، وإنهاء ما اسماه "التمرد"، بعد أن أكد، لأكثر من شخص، أنه على استعداد للتضحية بـ 30 ألف رجل، من أجل تحقيق ذلك، ولأن أياً من المسؤولين الشماليين، والجنوبيين، لم يعلن حتى الآن عن ضحايا الحرب من القتلى والجرحى، فإن التقديرات تراوح بين 3 آلاف، 13 ألفاً حتى الآن، لكن أحداً لم ينف أو يؤكد هذا الرقم، الذي تتداوله بعض الأوساط السياسية، والعسكرية، والشعبية. ومن المؤكد أن أكبر حجم من الخسائر المادية للمعارك حتى الآن، حدث في صفوف سلاح المدرعات. ويقول خبراء عسكريون أن عدد الدبابات التي دمرت حتى الآن، يصل إلى 500 دبابة من الطرفين، منذ معركة معسكر عمران في أواخر الشهر الماضي، وما يقرب من 300 شاحنة وناقلة جنود، و400 قطعة مدفعية من أعيرة مختلفة و30 طائرة مقاتلة وعمودية.

وقدرت مصادر أخرى الخسائر البشرية في صفوف القوات الشمالية بـ 75 ألف قتيل. وقد نسبت بعض المصادر في صنعاء، أن الشيخ عبدالله الأحمر، رئيس مجلس النواب، عبّر عن انزعاجه من ضخامة حجم الخسائر.

3. الأعمال القتالية في 19 مايو 1994:

سقوط الجزء الرئيسي من قاعدة العند العسكرية، في أيدي القوات الشمالية

أ.  اتفقت المصادر العسكرية، في كل من صنعاء وعدن، على ضراوة المعارك، التي نشبت طوال يومي 18، 19 مايو. فقد شهدت الحرب، أعنف قتال بين الجيش الشمالي والجنوبي، منذ بدء الحرب. وبدا أن قاعدة العند، سقطت في أيدي القوات الشمالية، وللمرة الأولى، سُمع في عدن دوي المدافع، وخاض الجيشان معارك ضارية، في محافظة أبين، فيما أكد مسؤول في المؤتمر الشعبي العام، أن القوات الشمالية تتجه إلى حسم القتال، في أقرب وقت.

وتوقعت مصادر سياسية في عدن، أن يعلن علي سالم البيض، الأحد المقبل، الذي يصادف الذكرى الرابعة لإعلان الوحدة اليمنية، تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني.

ب. على صعيد العمليات العسكرية، تفقد عدد من المراسلين العرب والأجانب، قاعدة العند العسكرية، في محافظة لحج، وشاهدوا التحصينات، التي أسقطتها القوات الشمالية، وأكدت صنعاء أن القاعدة سقطت نهائياً في أيدي هذه القوات، فيما أشارت معلومات إلى أن وحدات شمالية تزحف نحو عدن، من محاور عدة. ونقلت "رويتر" عن أحد الضباط، أن قنابل عنقودية استخدمت في "المعركة الشرسة لإسقاط قاعدة العند"، ونسبت إلى ضابط آخر في الجيش الشمالي، قوله: "نأمل بأن نكون في عدن قبل 22 (أيار) مايو " الذي يصادف ذكرى إعلان الوحدة بين شطري اليمن سابقاً.

ونفذ سلاح الطيران الجنوبي، أكثر من مائة طلعة، لشن غارات على القوات الشمالية، فيما كانت وحدات من الطرفين، تخوض معارك بالمدفعية والصواريخ، شمال عدن، وشرقها وغربها.

وباشرت الشرطة العسكرية في عدن أمس، استدعاء المواطنين القادرين على حمل السلاح إلى معسكرات الاحتياط، وشوهدت سيارات للشرطة تنقل الشباب من المواقع العامة، والميادين، إلى تلك المعسكرات.

وذكر بيان عسكري أصدرته وزارة الدفاع في عدن، أن "القوات الجنوبية الموجودة في مدينة زنجبار عاصمة أبين، تساندها وحدات من لواء تيسير والطيران الحربي، تمكنت من صد هجوم لواء العمالقة، الذي يهدف العودة إلى زنجبار، والتقدم نحو عدن على بعد 50 كيلومتراً شرقاً، وتابع أن "خسائر كبيرة جداً في الأرواح" تكبدتها القوات الشمالية، فيما تكبدت القوات الجنوبية عشرين قتيلاً".

وسمع المواطنون في عدن، دوي انفجارات خارج المدينة، وأوضح مصدر عسكري مسؤول، أن "الانفجارات نتيجة كثافة المعارك شمال عدن وشرقها، في مناطق كرش، ومعسكر العند شمالاً، وأبين شرقاً"، وشوهدت، سيارات الإسعاف، تنقل الجرحى من ساحات المعارك إلى المستشفيات في عدن، وقدر مصدر طبي عدد الجرحى بالمئات.

واستمر القتال الضاري في جبهات القتال، شمال عدن، وشرقها، وغربها، في محاولة للتقدم إلى المدينة، وصفها القادة الجنوبيون بأنها محاولات "يائسة"، وأكدوا أن "الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة، بالنسبة إلى هذه المعارك".

ووجه التكتل الوطني للمعارضة، نداء إلى الدول العربية، والإسلامية، للمساهمة في وقف القتال، وحمّلها "مسؤولية السكوت عما يجري من إبادة للإنسان اليمني المسلم".

ج. وقالت مصادر عسكرية في صنعاء، أن لواء العمالقة، واللواء 56، تمكنا من التقدم إلى نقطة العلم في محور عدن ـ أبين، على مسافة 25 كيلومتراً من العاصمة الجنوبية، وأصبح مطار عدن في مرمى مدفعيتها. وأكدت أن مدفعية العمالقة، بدأت أمس، في قصف مطار عدن، ومواقع القوات الجنوبية المحيطة به، وأضافت أنه في غضون ذلك، استمرت المعارك العنيفة طوال الـ24 ساعة الماضية، بين قوات معسكر خالد الشمالية، وقوات معسكر صلاح الدين الجنوبية، في المحور الغربي، على امتداد جبهة خرز ـ طور الباحة. وأكد مصدر عسكري شمالي، أن قوات صنعاء، أحرزت تقدماً مهماً على هذه الجبهة، باتجاه منطقة البريقة، غرب مدينة عدن. كما أسقطت طائرتين عمودتين، وأسر طيار.

د. وتبادلت قوات شمالية وأخرى جنوبية قصفاً بالأسلحة الثقيلة والصواريخ، واستخدم الجيش الجنوبي الطيران، ومجموعات من المتطوعين، في محاولة لحصر قوات شمالية في معابر جبلية لوقف زحفها إلى عدن.

وقال خبراء عسكريون أن الشماليين يهاجمون في شكل موجات بشرية ويجازفون بدخول مناطق جبلية وعرة، وأن خطوط إمدادهم الطويلة قد تصبح معرضة للخطر.

وذكر خبراء عسكريون أن عدن محصنة تحصيناً جيداً، وأن الحزب الاشتراكي أبقى 30 ألف رجل في الاحتياط، للدفاع عن المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 350 ألف شخص. وأن القوات الجوية الجنوبية، في مطار عدن، ومطارات أخرى، شرق المدينة، ستكون أكثر فاعلية، على الأرجح، في ضرب القوات الشمالية، فور خروجها إلى الأراضي المكشوفة، حول عدن.

هـ. وبدأت الأوساط السياسية، والشعبية في الشمال تعرب عن قلقها من طول مدى الحرب، وعدم تمكن القوات الشمالية من حسمها، حسب ما كان مخططاً لها، أي في غضون حوالي أسبوعين من اندلاعها. ولم تستبعد أن تتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، تنهك القوات الشمالية، وتلحق أضراراً كبيرة بالاقتصاد الوطني، فضلاً عن حصد عشرات الآلاف من أفراد الجيش والمواطنين. كما بدأت الأوساط الشعبية العامة، تعبر عن تذمرها من الأطراف المتسببة في الحرب.

4. الأعمال القتالية في 20، 21 مايو 1994:

أ.  توسعت دائرة المعارك وزادت ضراوة، حيث دخل القتال أسبوعه الثالث. وأكدت صنعاء، أن قواتها تزحف في اتجاه عدن، لإحكام الحصار حولها من ثلاث جهات، وأنها تجاوزت قاعدة العند. في حين أشارت عدن إلى أن القوات الجنوبية "أنزلت ضربات ساحقة" بالقوات الشمالية، و"أجبرتها على التراجع في اتجاه كرش" (45 كيلومتراً شمال غربي عدن). وتأكد أمس أن القتال كان لا يزال مشتعلاً في جانب من قاعدة العند، التي لم ينه الشماليون سيطرتهم الكاملة عليها بعد.

ب. واعتباراً من 20 مايو 1994، حققت القوات اليمنية الشمالية، مزيداً من التقدم، نحو عدن، وسط تقهقر القوات اليمنية الجنوبية، من قاعدة العند الجوية الرئيسية. ونقلت إذاعة صنعاء، عن مصادر عسكرية شمالية، قولها: إن القوات تحقق، أيضاً، تقدماً في محافظة أبين، شمال شرقي عدن، في ما بدا أنه محاولة للتقدم، باتجاه المدينة من اتجاهين. حيث تمكنت القوات الشمالية، خلال القتال على "العند"، من تشتيت لواء مدفعية جنوبي، ومن الاستيلاء على 62 دبابة، من طراز "ت ـ 55"، وإسقاط طائرة مقاتلة ـ قاذفة.

وأعلن متحدث شمالي، أن "قوات الوحدة والشرعية، تواصل إحكام حصارها على المتمردين الانفصاليين، في مدينة عدن الباسلة". وكان صاروخان من طراز "سكود"، قد انفجرا ليل الخميس ـ الجمعة (ليل 19 ـ 20 مايو 1994) في مطار عدن، وأحد أحيائها السكنية، فأصيب أربعة بجروح، وهذه هي المرة الأولى، التي يُطلق فيها الشماليون صواريخ سكود. وأشار المتحدث الشمالي، إلى أن "الكثير من الأهداف العسكرية، في عدن، ومنها القاعدة الجوية، أصبحت في مرمى الصواريخ والمدفعية الشمالية". وفي محاولة واضحة لطمأنة سكان الجنوب، أكدت إذاعة صنعاء، أن "مواطني عدن، والمدن المجاورة، يجب أن يعلموا بأن الجيش، لن يلحق بهم أي أذى، لأن القوات الشرعية ملتزمة بحماية جميع المدنيين".

ج. وعلى الرغم من التقهقر الواضح، قال ضباط جنوبيون على الجبهة: إن الوحدات الجنوبية، لا تزال تسيطر على مدرج الطيران والمباني، في الجزء الجنوبي الغربي من قاعدة العند، وأشاروا إلى أن قوات المشاة تقاتل القوات الشمالية، في القاعدة وحولها، وتُشاهد تعزيزات من الجنوب باتجاه الشمال. وقصفت الطائرات الحربية الجنوبية، المواقع الشمالية من العند. وناشدت إذاعة عدن، سكان المدينة، الاستماته في الدفاع عنها وقالت: "فلتحولوا الأرض إلى جحيم تحت أقدام الغزاة، اجعلوها مقبرة جماعية، دافعوا عن مدينتكم الجميلة".

د. وفي عدن أصدرت وزارة الدفاع بياناً حمل الرقم 23، ذكر أن "القوات الجنوبية أنزلت ضربات قاتلة في صفوف القوات الشمالية، صباح أمس في جبهة كرش، التي تبعد 120 كيلومتراً شمال عدن". وبدأت قواتهم في الانسحاب، فيما استسلم عدد كبير من الجنود الشماليين، ودُمرت أكثر من عشرين دبابة، وعربة نقل تابعة للقوات المنسحبة".

وعن القتال في محافظة أبين، قال البيان: "تمكنت القوات الجنوبية من استعادة مناطق دوفس، والحرور، والرملة، وتطهير منطقة الكود، وتزحف منذ الصباح نحو زنجبار، لمطاردة فلول قوات العمالقة الشمالي". وأكد أن "جميع جبهات القتال تشهد تقدماً للقوات الجنوبية، التي تحقق تفوقاً في المجال الجوي".

وزاد، أن الطائرات الحربية الجنوبية، "تواصل طلعاتها بشكل مكثف جنوب مناطق أبين، تساندها الزوارق البحرية ووحدات الصواريخ الأرضية. وسمع سكان عدن أمس أصوات "إطلاق الصواريخ من القاعدة الأرضية في مطار عدن، في اتجاه مدينتي زنجبار ولودر في أبين".

هـ. بعثت شخصيات يمنية في القاهرة أمس، 20 مايو 1994، برسالة إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، والرئيس المصري محمد حسني مبارك، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والرئيس السوري حافظ الأسد، والأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد، جاء فيها :

و"المسلمون يطوفون بالبيت الحرام نناشدكم بذل المزيد من مساعيكم الحميدة لدى كل من الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، و رئيس مجلس النواب، الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، الموافقة على دعوة زعيم الحزب الاشتراكي، علي سالم البيض، إلى وقف القتال فوراً، استجابة لمناشدتنا، أن تتحقق الهدنة خلال هذه الأيام المباركة وتستمر أسبوعاً" لإفساح المجال أمام "المساعي الخيرة، التي تبذلونها مع القادة العرب، المعنيين بسلامة وأمن واستقرار الشعب اليمني، وحقن الدماء تفادياً لكارثة".

ووقع الرسالة اللواء عبدالله جزيلان، نائب رئيس الوزراء اليمني السابق، وعبدالله الأصنج، وزير الخارجية اليمني السابق، وعبدالله عبدالعالم، عضو مجلس القيادة السابق، والدكتور أحمد الأضحى، أمين سر المؤتمر الشعبي العام السابق.

و. إعلان الجمهورية:

وقبيل فجر السبت 21 مايو 1994، أعلن علي سالم البيض ـ الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ـ دولة جمهورية اليمن الديموقراطية، على أراضي المحافظات الست، التي كانت تشكل جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، قبل توحيد شطري اليمن في 22 مايو (أيار) عام 1990.

وانطوت بذلك صفحة الوحدة اليمنية، التي بدأت بنوايا مختلفة من جانب طرفيها، اللذين أصبحا فيما بعد، طرفي أزمة، تفاقمت في مراحلها الأخيرة، منذ 19 (آب) أغسطس 1993، ثم طرفي صراع مسلح، اعتباراً من 27 (نيسان) أبريل 1994. وقد أصر البيض على أن "الوحدة اليمنية تظل هدفاً أساسياً للدولة" الجديدة (انظر ملحق بيان إعلان قيام جمهورية اليمن الديموقراطية في 21 مايو 1994م.).

ز. كان الرئيس علي عبدالله صالح، قد عقد مساء أمس، اجتماعاً مشتركاً لمجلس الرئاسة ( بحضور 3 أعضاء شماليين)، وهيئة رئاسة مجلس النواب والحكومة، أعلن في أعقابه، قراراً من جانب واحد، لوقف إطلاق النار، في الحرب اليمنية لمدة 3 أيام. ولكن مراقبين رأوا في ذلك مناورة لاحتواء ما تناقلته الأنباء، من أن عدن تستعد لإصدار بيان مهم، توقع البعض أنه يتعلق بإعلان دولة في جنوب اليمن. قيل في ذلك الوقت، أن اسمها سيكون "الجمهورية اليمنية الديموقراطية".

وذكرت مصادر مسؤولة، أن مبادرة صنعاء لوقف إطلاق النار، جاءت استجابة لطلب من خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، أثناء استقباله وزير التخطيط والتنمية اليمني، الدكتور عبدالكريم الإيرياني، مساء الأربعاء الماضي، لحقن دماء اليمنيين والمحافظة على مصالح الشعب اليمني ومستقبله، بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

وأضافت، أن مبادرة صنعاء، ربما كانت قد استهدفت امتصاص الانتقادات العربية والدولية، بسبب رفض الرئيس علي عبدالله صالح، نداءات وقف إطلاق النار في الأشهر الحرم، خاصة في أيام عيد الأضحى المبارك. وكذلك إرضاء لعناصر في التجمع اليمني للإصلاح، لا تمانع في القتال تحت شعار "الجهاد ضد الملحدين"، ولكنها ترغب في وقف إطلاق النار في أيام العيد.

وقالت المصادر أن هناك هدفاً آخر، من وراء توقيت بيان صنعاء، هو إرباك توجه قيادة الحزب الاشتراكي لإعلان الدولة، والاستفادة من الهدنة لتعزيز القوات وإعادة ترتيبها، تمهيداً لمرحلة جديدة من القتال، وإن كان ذلك سيوفر فرصة أمام قيادة الاشتراكي، لإعادة ترتيب قواتها أيضاً.

ح. وكانت الدوائر السياسية اليمنية والعربية، تتوقع صدور إعلان حاسم من عدن، بعد أن رفضت قيادة الحزب الاشتراكي، والأحزاب المتحالفة معه، "الشروط لاستسلامهم". وقال علي سالم البيض ـ في كلمة ألقاها في المكلا (عاصمة محافظة حضرموت): "لن نستسلم لصدام الصغير". كما أعاد الحزب الاشتراكي توزيع قياداته البارزة، على مهام محددة في محاور القتال.

وفي الوقت نفسه احتدم قتال ضارٍ على الجبهات الرئيسية الثلاث، بين القوات الشمالية والجنوبية في يوم وقفة عرفات. وقالت قيادة صنعاء أنها حققت فيه تقدماً على الطريق إلى عدن. وأكدت المصادر العسكرية الجنوبية، أنها دحرت جميع الهجمات الشمالية، على كافة الجبهات.

ط. أثار سقوط صاروخين شماليين، من طراز سكود، على عدن الذعر والخوف، بين صفوف المواطنين، لأول مرة منذ اندلاع القتال. وأفادت مصادر عدن أن أحد الصاروخين لم يصب هدفه وسقط في البحر، بينما استهدف الآخر مطار عدن، ودمر طائرة نقل عسكرية من نوع "انتونوف"، روسية الصنع، كانت رابضة على المدرج، فاشتعلت فيها النيران. وقللت المصادر من أهمية إطلاق الصاروخين، وقالت إن ذلك "يعبر عن اليأس الذي يسيطر على قيادة صنعاء، بعد أن تلقت قواتها انكسارات في محاور كرش ـ العند وقعطبة ـ الضالع، إلى جانب تشديد الخناق، على قوات العمالقة في محافظة أبين".

وقالت دوائر حكومية جنوبية مسؤولة، أن نائب الرئيس علي سالم البيض، حذّر أمس خصمه الرئيس صالح، من تكرار ضرب عدن بالصواريخ، وقال إن الرد سيكون عنيفاً، على غير ما تتوقعه صنعاء.

وأكدت مصادر عسكرية جنوبية أيضاً، أن القتال بين القوات الشمالية والجنوبية، ما زال مستمراً على مناطق الحدود الشطرية السابقة، ولم تحقق القوات الشمالية، أي تقدم في اتجاه السيطرة الكاملة على قاعدة العند الاستراتيجية، على النحو الذي تروج له صنعاء، وتزعم أن قواتها أصبحت على وشك دخول مدينة عدن. وقالت المصادر الجنوبية، إن المعارك دارت أمس مجدداً بشراسة، في نقطة جول مدرم، وهي منطقة تقاطع للطرق الرئيسية، التي تربط عدن بالضالع وكرش، حيث صمم الجنوبيون على إجبار الشماليين على التقهقر إلى مواقعهم السابقة، خلف الحدود الشطرية.

كما تخوض القوات الجنوبية معركة ضارية أيضاً، تحت غطاء جوي مكثف، في أبين لتمشيط المنطقة من بقايا لواء العمالقة، الذي أكدت مصادر عدن، تدمير80 % من قواته، وقالت إنه لم يتبق منه سوى فلول، يجري مطاردتها في ضواحي وأحياء مدينة زنجبار، بعد مقتل قائده العقيد على الجائقي، وسمعت اتصالات من بعض وحداته، تطلب من صنعاء تعيين قيادة أخرى.

ي. وقد أعلن ناطق عسكري في صنعاء، أن "الكثير من الأهداف العسكرية في عدن، ومنها القاعدة الجوية (المطار) بات في مرمى الصواريخ والمدفعية، التابعة للقوات الشمالية اليمنية، في وقت لم يصدر في عدن أمس، أي بيان عسكري يوضح سير العمليات على جبهات القتال.

ولوحظ أن الغموض، الذي يكتنف مجرى المعارك، ازداد بعدما تعرضت عدن، لقصف هو الأول منذ اندلاع القتال بين جيشي الشمال والجنوب، علماً أن مصدراً في المدينة، أكد في وقت متقدم، أن الأمين العام للحزب الاشتراكي، علي سالم البيض، غادر عدن إلى المكلا عاصمة حضرموت. ولفتت مصادر غربية، إلى أن معظم سلاح الجو الجنوبي، موجودة في هذه المنطقة.

ك. كما أعلن مصدر عسكري في صنعاء عن الآتي:

(1) قصف لواء العمالقة، بشدة مطار عدن فجر يوم 20 مايو 1994، وذلك من مواقعه في منطقة العلم شرقاً، التي تبعد نحو 25 كيلومتراً عن المدينة. ويخوض لواء العمالقة معارك ضارية في جبهة العلم، ويتقدم نحو عدن من الشرق للاستيلاء على مطار عدن.

(2) تقدمت القوات الحكومية فجر أمس 30 كيلو متراً، جنوب قاعدة العند باتجاه مدينة الحوطه، عاصمة محافظة لحج، وأصبحت على مشارف المدينة، واستولت على عشرات الدبابات، والمدافع، وأكثر من 12 منصة صواريخ كتيوشا.

وقد شنّ سلاح الجو الجنوبي، غارات مكثفة على قاعدة العند، التي أحكمت القوات الشمالية "سيطرتها عليها". واستخدمت الطائرات الحربية الجنوبية، قنابل عنقودية في غاراتها على القاعدة.

(3) قصف سلاح الجو الشمالي، زوارق للبحرية الجنوبية، وأسقط طائرة حربية في معركة جوية فوق محور لحج ـ العند، وتردد أن الطائرة سقطت فوق مطار قاعدة العند.

(4) دمرت القوات الشمالية قوات للحزب الاشتراكي، في قطاع خرز على ساحل البحر الأحمر، وباتت على مسافة 25 كيلومتراً غرب عدن". وتخوض تلك القوات معارك ضارية منذ ثلاثة أيام، ضد لواء صلاح الدين، وتسعى إلى الاستيلاء على ميناء البريقة أحد المواقع الاستراتيجية في مدينة عدن، ومحاصرة القوات البحرية الجنوبية.

5. الأعمال القتالية في 22 مايو 1994:

أ.  دخلت الحرب اليمنية مرحلة جديدة، بعد إعلان نائب الرئيس اليمني، علي سالم البيض، قيام " دولة اليمن الديموقراطية" في الجنوب، وتحول الصراع بذلك بين دولتين، في حين أصر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، على أن الحرب باسم الشرعية والوحدة، وأنه ماض في القتال. ورغم أنه لم يعلن رسمياً تخليه عن هدنة عيد الأضحى المبارك، فإنه أصدر أوامره لقواته بتشديد الحصار على عدن، تمهيداً لاقتحامها. وألقى صالح خطاب العيد، كما عقد مؤتمراً صحافياً أمس، هاجم قادة الجنوب ونعتهم "بالانفصاليين"، وحذر الدول من الاعتراف بالدولة الجديدة، واستمر التوتر العسكري في جميع جبهات القتال، خاصة في جبهة خرز في باب المندب.

ومع اليوم الأول للهدنة أمس، الذي شهد إعلان البيض الدولة الجديدة، في المقاطعات الجنوبية والشرقية، حيث لقي ذلك ترحيباً عارماً من أبناء الجنوب، رأت المصادر المطلعة أن الطرف الشمالي، سيحاول الإسراع بحسم الحرب. وقالت إن استمرار القتال ولو لأيام سيتيح للدول، أن تعمد لدعم خيار الجنوب، وتعترف بدولته المستقلة، أملاً في وقف الحرب.

وكان قادة الجنوب يسعون من جانبهم، عبر اتصالات واسعة، ومكثفة، بين اليمنيين، لتأييد "الدولة الجديدة" وحمايتها. ولذلك أجرى البيض اتصالاً مع الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد، في مقره في سورية، إضافة إلى قادة آخرين بينهم عبدالرحمن الجفري، الأمين العام لـ "رابطة أبناء الجنوب"، الذي أعلن أن لا مجال لاستمرار الوحدة بالقوة. وتوقع الجفري أن تتم الاعترافات العربية، والدولية، بالدولة الجديدة بصورة سريعة، وقال "إن هذا واقع الأمر، وهذه رغبة الشعب، الذي نعتقد أن على الجميع احترام رغباته".

وأكد الجفري في تصريحات صحفية، أنه سيجري الإعلان عن تشكيل مجلس رئاسة، مكون من خمسة أعضاء، وسيعين علي سالم البيض رئيساً لهذا المجلس. وقال إن الجمعية الوطنية، التي ستتكون من أعضاء الحزب الاشتراكي، في البرلمان، الذي يعتبر لاغياً، سينتقل أعضاؤها بكامل العضوية، في الجمعية الوطنية، التي ستتكون من 111 عضواً منتخبين. وأكد أن الباب سيظل مفتوحاً للمشاركة في الجمعية الوطنية، لكل الأحزاب السياسية، التي لها وجود فعال في المحافظات الجنوبية والشرقية.

وأكد أنه لا يوجد أي تحفظ على أحد، وأن شخصيات سياسية واجتماعية في الداخل والخارج ستشارك في هذه الجمعية، أن البلد للجميع. وأكد الجفري أن مجلس الرئاسة، الذي يجري التشاور بشأن إعلان أسماء أعضائه، سيكلف المهندس حيدر أبو بكر العطاس بتشكيل الحكومة،التي يتوقع إعلانها خلال الأيام القليلة المقبلة.

ب. وقد أكد مسؤولون عسكريون شماليون، أن قواتهم تواصل تقدمها في منطقة شبوة النفطية، وتتجه نحو حضرموت. واستمرت المعارك أيضاً، حول قاعدة العند الجوية، التي تؤكد القوات الشمالية، أنها استولت عليها قبل خمسة أيام. وكثّف الطيران الجنوبي، الذي يرابط معظمه في مطاري الريان والمكلا، في محافظة حضرموت، طلعاته لقصف جميع المواقع التي تنتشر فيها قوات اليمن الشمالية، في محاور "أبين" و"كرش" وقطع طريق الإمدادات في عمق المناطق الشمالية، وذلك بعد إصدار الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أوامره لقواته بتشديد الحصار على عدن، على الرغم من الهدنة، التي كان قد توصل إليها اجتماع مشترك لمجلس الرئاسة والحكومة، ورئاسة البرلمان.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن ناطق عسكري شمالي، أن وحدات الدفاع الجوي، أسقطت طائرة جنوبية فوق محافظة أبين، شرق عدن، وأن الوحدات الشمالية في هذا المحور، تمكنت من الاستيلاء على 15 دبابة، و15 ناقلة جند مدرعة، و4 ناقلات صواريخ، و5 شاحنات صهاريج، وألحقت القوات الشمالية في محافظة شبوة النفطية "خسائر كبيرة" بالجنوبيين. وأكد أن عدداً من الضباط والجنود في أحد الألوية الجنوبية انضموا إلى القوات الشمالية.

ج. واتهمت مصادر جنوبية الرئيس صالح، بأن أوامره لاستئناف القتال، تتناقض مع الهدنة، على الرغم من أنه أكد للزعماء العرب، الذين توسطوا لوقف إطلاق النار خلال أيام عيد الأضحى المبارك، قبوله بالهدنة. وجاءت أوامره لاستئناف العمليات العسكرية، في الساعة السادسة من صباح أمس (بالتوقيت المحلي) بينما كان الجنود متجهين لتأدية صلاة العيد. وأضاف المصدر أن القوات الشمالية حاولت أمس من جديد فتح جبهه محور خرز، في باب المندب.

ولكن صنعاء اتهمت القوات الجنوبية بأنها واصلت شن الغارات الجوية، والقصف المكثف بأسلحتها المختلفة، بما في ذلك القصف من السفن الحربية. وقال مصدر عسكري جنوبي إن القوات الشمالية، حاولت أمس من جديد فتح جبهة محور "خرز"، وهي منطقة صحراوية عند باب المندب.

6. الأعمال القتالية في 23 مايو 1994

أ.  تواصل السلطات اليمنية في عدن، استكمال البيانات الأساسية لـ "جمهورية اليمن الديموقراطية"، التي أُعلنت أول من أمس، تمهيداً لتلقى اعترافات الدول بها. وأعلن حيدر أبو بكر العطاس، المكلف برئاسة الحكومة الجديدة، أنه واثق من وقف سفك الدماء في اليمن. فبعد إعلان مجلس الرئاسة، وتكوين الجمعية الوطنية المؤقتة (البرلمان)، أُعلن تكليف المهندس حيدر أبو بكر العطاس برئاسة حكومة جديدة. وأعلنت المصادر الرسمية في عدن أمس، قبول عبدالرحمن الجفري، وعبدالقوي مكاوي، وسليمان ناصر مسعود الانضمام لمجلس الرئاسة، إلى جانب علي سالم البيض، وسالم صالح محمد.

وكان نواب المناطق الجنوبية والشرقية في اليمن، قد شكلوا ما يعرف بـ "المجلس المؤقت للإنقاذ الوطني". الذي اجتمع وعين مجلس الرئاسة الجديد. ويعتبر مجلس الإنقاذ برلماناً مؤقتاً، يضم مائة وأحد عشر عضواً، هم نواب جنوبيون في برلمان اليمن الموحد، وممثلون عن الأحزاب السياسية، وشخصيات وطنية ودينية. وفضلاً عن اختيار أعضاء مجلس رئاسة، وحكومة مؤقتة، ستقوم الجمعية المؤقتة بإعداد الدستور الدائم للجمهورية المعلنة. وعين مجلس الإنقاذ رئيساً له، هو أنيس حسن يحيى، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، ورئيس الكتلة النيابية للحزب في البرلمان الموحد.

ب. وقد أضفى إعلان "الحزب الاشتراكي اليمني"، إعادة فصل الجنوب عن الشمال، بعداً جديداً على الحرب، في أسبوعها الثالث، كانت نتيجته العسكرية المباشرة، سقوط "هدنة العيد" بعد إعلانها. وعلى الصعيد العسكري، تأكد من مراسلين أجانب، سقوط مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، المنتجة للنفط، في أيدي القوات الشمالية. وصرح مسؤول عسكري شمالي، أن نحو ألفي جندي جنوبي، انسحبوا من عتق، عقب اشتباكات استمرت تسع ساعات. وبالاستيلاء على عتق تكون القوات الشمالية، قطعت الطريق البرية بين حضرموت وعدن. وأعلن الدكتور عبدالكريم الإيرياني، أن القوات الشمالية، سيطرت تماماً على قاعدة "العند"، التي يبعد أحد أطرافها، 43 كيلومتراً عن عدن، وأضاف أن القوات الشمالية، تطوق الآن مدينة الحوطة، الواقعة في منتصف الطريق، بين العند وعدن. وقال متحدث عسكري شمالي، إن القوات الشمالية، أسقطت طائرة ميج ـ 21 جنوبية، فوق محافظة شبوة، واستولت على "كميات كبيرة من الأسلحة، والآليات والعتاد العسكري، وأكد مسؤولون عسكريون شماليون، أن الهدف التالي، هو "فتح جبهة في محافظة حضرموت.

ج. نفى الجنوبيون سقوط قاعدة "عتق" العسكرية، ونقل تليفزيون عدن، عن المتحدث قوله: "إن الأنباء التي وزعتها صنعاء، بهذا الشأن "عارية عن الصحة تماماً، وأن القوات الشمالية، لا تسيطر على محافظة شبوة".

وأكد المصدر، أن القتال استمر أمس بضراوة، على محور حريب ـ بيحان، في المنطقة الصحراوية في محافظة شبوة، وأن القوات الشمالية حاولت التقدم في منطقة الحدود المشتركة بين الشطرين، ولكنها تواجه مقاومة شديدة من جانب الطيران الحربي الجنوبي، الذي أوقف هذا التقدم في المنطقة الصحراوية المكشوفة.

د. هزّ انفجار مدينة عدن فجر أمس، نتيجة سقوط صاروخ شمالي من طراز سكود على المدينة. وقال شهود عيان إن الصاروخ دمر منزلاً صغيراً في حي السعادة، بمنطقة خورمكسر قرب مطار عدن، وتضاربت الأنباء حول عدد القتلى إذ قال مواطن كان في موقع الحادث إنه انتُشلت جثتان وهناك جثث متفحمة، وجدت بين الأنقاض.

هـ. أكد مسؤولون عسكريون شماليون، أن قواتهم تواصل تقدمها في منطقة شبوة النفطية، وتتجه نحو حضرموت (أكثر من 600 كيلومتر شمال شرقي عدن)، واستمرت المعارك أيضاً حول قاعدة العند الجوية (60 كيلومتر شمال عدن)، ولوحظ أمس نشاط مكثف لسلاح الطيران الجنوبي، الذي يرابط معظمه في مطاري الريان، والمكلا، في محافظة حضرموت، لاحتواء التصعيد الشمالي.

و. قال عبدالرحمن الجفري، إن القتال اقتصر، إلى حد كبير، أمس 22 مايو 1994،على جبهة العند، وأن طابوراً من الدبابات الشمالية، حاولت التقدم نحو عدن، من الغرب أول من أمس، ولكنه واجه مقاومة شديدة أجبرته على التقهقر بعد تدمير 11 دبابة من إجمالي 35 دبابة. وصرحت عدن أن القوات الشمالية تتقهقر في مختلف الاتجاهات، مخلفة وراءها مئات من الجثث، ومعدات عسكرية محطمة وأخرى سليمة أيضاً. وأضافت المصادر أن قتالاً شديداً، دار أمس في كرش ـ العند، وأن الجنوبيين يقاومون أي تقدم للقوات الشمالية، التي ما تزال تواصل قصفها، في محاولة للاستيلاء على قاعدة العند.