إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / حزب البعث، نشأته وتطوره









المبحث الثاني: المرحلة الثانية: (الحرس الجديد للبعث)

المبحث الثاني: المرحلة الثانية: (الحرس الجديد للبعث)

       يمكن تصنيف المرحلة الثانية، وهي مرحلة تولى العسكريين زمام الأمور في حزب البعث، إلى فترتين:

* الفترة الأولى:

الانقلاب العسكري لحزب البعث (8 مارس 1963)، الذي يُطْلِق عليه حزب البعث (ثورة مارس). وكان الحرس الجديد في حزب البعث، وفي حكم سورية، مكونا من: الفريق لؤي الأتاسي ـ والفريق أمين الحافظ ـ واللواء محمد عمران ـ واللواء صلاح جديد. ثم تحول زمام الأمور إلى الثلاثي (صلاح جديد ـ ونور الدين الأتاسي ـ وحافظ الأسد)، وذلك بعد انقلاب (23 فبراير عام 1966)، وهم من الضباط العلويين. وقد تمكنوا من عزل الرموز السابقة، إضافة إلى الضباط الدروز، من مواقعهم السياسية والعسكرية. ويرى بعض المؤرخين أن هذا الانقلاب، كان نتيجة للصراعات الداخلية في حزب البعث، حيث تمكن الجناح اليساري في الحزب (صلاح جديد ـ ونور الدين الأتاسي ـ وحافظ الأسد)، من الانقلاب ضد الجناح اليميني فيه (عفلق ـ والبيطار ـ واللواء أمين الحافظ). وُيعد هذا الانقلاب، أكثر الانقلابات دموية في سورية.

وخلال الفترة من يونيه 1967، حتى أكتوبر 1968، كانت تحكم سورية مؤسستان للسلطة، فيما عرف بـ "ازدواجية السلطة"، وهما: القوات المسلحة، برئاسة حافظ الأسد، وزير الدفاع، وجهاز البعث المدني، بقيادة صلاح جديد، الذي ترك الخدمة العسكرية من أغسطس 1965 كرئيس للأركان، وعُين أميناً عاماً مساعداً بالقيادة القطرية السورية.

* الفترة الثانية: الحركة التصحيحية لحزب البعث

بدأت الحركة التصحيحية لحزب البعث السوري، بمحاولة الفريق الأول صلاح جديد ورفاقه، الاستئثار بالسلطة، عن طريق إزاحة الفريق الثاني من الساحة السياسية. ففي أثناء انعقاد المؤتمر القومي الاستثنائي العاشر لحزب البعث، في أواخر أكتوبر عام (1970)، تمكّن صلاح جديد ورفاقه، من استقطاب عدد كبير من أعضاء المؤتمر لصالحهم. وأصدر المؤتمر قراراً بإعفاء كل من وزير الدفاع (حافظ الأسد)، ورئيس الأركان (مصطفى طلاس) من منصبيهما، مع تكليفهما بمهام مدنية حزبية. ولكن، يبدو أن مجموعة الأسد ورفاقه، كانت لديهم خطة مسبقة لمواجهة هذا القرار. فاعتقل الأسد ورفاقه صلاح جديد ومجموعته، واحتلوا مكاتب الحزب وفروعه، ومنظماته الشعبية، وحققوا السيطرة الكاملة على أفرع الجيش السوري ووحداته، وعينوا اللواء مصطفى طلاس وزيراً للدفاع، واللواء يوسف شكور، رئيساً للأركان.

واجتمعت القيادة القطرية المؤقتة يوم 19 نوفمبر 1970، واختارت أحمد الخطيب رئيساً للدولة، وحافظ الأسد رئيساً للوزراء.

وفي 14 مارس عام 1971، انتُخب حافظ الأسد رئيساً للجمهورية، بناء على ترشيح القيادة القطرية لحزب البعث، إذ عُدّل الدستور السوري ليكون ترشيح رئيس الجمهورية بمعرفة القيادة القطرية لحزب البعث، وليس بمعرفة مجلس الشعب، وإبدال مسمى منصب رئيس الجمهورية، برئيس الدولة.

ومنذ ذلك الوقت، انفرد حافظ الأسد بقيادة حزب البعث، والدولة السورية، بمعاونة وزير الدفاع مصطفى طلاس.

6. حافظ الأسد

انضم لحزب البعث عندما كان طالبا بالثانوية، منذ تأسيس الحزب عام 1947. وكان وقتها رئيساً للجنة الطلابية في اللاذقية. وبعد تخرجه في الكلية العسكرية، عين ضابطاً بسلاح الجو السوري. وأثناء فترة الوحدة السورية ـ المصرية، عين عضوا في اللجنة العسكرية الحزبية بمصر، حيث أُبعد عن سورية إلى مصر مع مجموعة من الضباط البعثيين، لإبعادهم عن الجيش السوري. إلاّ أنه كان من أول المدافعين عن الوحدة بعد الانفصال، مما أدى إلى تسريحه من القوات المسلحة، وإحالته إلى وظيفة مدنية، طيلة فترة الانفصال، بسبب انتمائه إلى حزب البعث العربي الاشتراكى. فبدأ يعد ـ مع رفاقه ـ لثورة الثامن من مارس 1963، وأصبح عضوا في المجلس الوطني لقيادة الثورة، ثم عضوا في القيادتين القومية والقطرية للحزب. وفي بداية عام 1964 ترقى الأسد من رتبة العميد إلى رتبة اللواء، بمعرفة أمين الحافظ رئيس الحكومة، رُغماً عن اللواء محمد عمران، وزير الدفاع، الذي كان يشكل جبهة عسكرية في مواجهة كل من أمين الحافظ، وصلاح جديد. ثم صدر قرار بنفي محمد عمران خارج البلاد، وتعيين حافظ الأسد قائدا للقوات الجوية. وفي شهر أبريل عام 1965، أصدر مجلس الرئاسة القانون الرقم (1) بتشكيل المجلس الوطني الموسع، المكون من (95) عضواً من ممثلي القيادة القومية القطرية، ومن قيادات حزب البعث، والمستقلين. وكان من بينهم ستة عشر ضابطاً، منهم اللواء حافظ الأسد. وعقب انقلاب 23 فبراير عام 1966، أصدرت القيادة القطرية المؤقتة القرار الرقم (3)، في 28 فبراير، بتعيين الدكتور نور الدين الأتاسي رئيسا للدولة، وحافظ الأسد، وزيراً للدفاع. وفي 19 نوفمبر عام 1970، أصبح حافظ الأسد رئيسا للوزراء.