إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / إدارة مياه النيل كمحدد للتعاون والصراع بين دول الحوض





موقع سد النهضة
نهر النيل
متوسط الموارد المائية لنهر النيل
مشروعات إثيوبيا المائية
المشروعات المائية المقترحة بين مصر والسودان لزيادة إيراد النهر
التوغل الأمريكي بدول حوض النيل والقرن الأفريقي
التدخل الأوروبي بدول حوض النيل والقرن الأفريقي
التغلغل الإسرائيلي بدول حوض النيل

نهر عطبرة
المشروعات المائية على نهر النيل
البحيرات العظمى
الدول المتشاطئة على البحيرات
الروافد المغذية للبحيرات
تصريفات نهر النيل
دول الهضبة الاستوائية
دول حوض النيل
حوض البحيرات العظمى



الفصل الأول

المبحث الثاني

ديموجرافية حوض نهر النيل

يضم حوض نهر النيل عشر دول، بمساحة تبلغ نحو 8.894 مليون كم2، بنسبة 29.6%، من إجمالي مساحة أفريقيا. ويعيش في هذه المنطقة نحو 409.2 مليون نسمة، بنسبة 41% من إجمالي سكان القارة (بيانات عام 2009). ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكان حوض النيل إلى 587.4 مليون نسمة عام 2015، وبنسبة تعادل 42.4% من إجمالي سكان أفريقيا.

أولاً: زيادة السكان في حوض النيل

تمثل الزيادة الطبيعية السبب الأساسي لنمو الدول؛ فقد وُضعت قيود على الهجرة، فمعظم دول حوض النيل طاردة للسكان، باستثناء رواندا وإريتريا والسودان، التي اجتذبت جزءاً من الهجرة الدولية، إما للعمل في المشروعات الاستثمارية، كما هو الحال في السودان، أو هي هجرة عائدة، كما في حالتي إريتريا وبوروندي.

والزيادة الطبيعية في السكان هي الفرق بين المواليد والوفيات (اُنظر جدول معدل الزيادة الطبيعية وتضاعف عدد السكان).

1. المواليد والوفيات

يُعد الإنجاب هو العامل الرئيسي في نمو السكان في دول حوض النيل. وقد ظلت معدلات المواليد مرتفعة بالمقياس العالمي، وتقترب من ضعف المعدل العالمي، أو ضعف المواليد في الدول النامية، ولهذا المعدل المرتفع أثره المباشر على التراكم العددي في قاعدة الهرم السكاني لدول حوض نهر النيل.

وفي الترتيب العالمي لمعدل المواليد من السكان، احتلت أوغندا المركز الثالث دولياً، وإثيوبيا المركز التاسع دولياً، والكونغو الديموقراطية المركز العاشر دولياً، ورواندا المركز الثاني عشر، وبوروندي المركز الرابع عشر، وكينيا المركز الحادي والثلاثين، وتنزانيا المركز السابع والثلاثين، ومصر المركز الثامن والثلاثين، وإريتريا المركز التاسع والثلاثين، والسودان المركز الثالث والأربعين.

بلغ معدل الوفيات لكل ألف من السكان، 14 حالة وفاة في رواندا، و12.9 حالة في السودان، و12.67 حالة في بوروندي، و11.59 حالة في تنزانيا، و12.09 حالة في أوغندا، و11.6 حالة في الكونغو الديموقراطية، و11.55 حالة في إثيوبيا، و9.7 حالة في كينيا، و8.4 حالة في إريتريا، و5.1 حالة وفاة لكل ألف من السكان في مصر.

وشمل الترتيب العالمي لمعدل الوفيات مجيء روندا في المركز الثالث والعشرين، والسودان في المركز الحادي والثلاثين، وبوروندي في المركز الرابع والثلاثين، وتنزانيا في المركز الخامس والثلاثين عالمياً، وأوغندا في المركز السابع والثلاثين، والكونغو الديموقراطية في المركز الحادي والأربعين، وإثيوبيا في المركز الثاني والأربعين، وكينيا في المركز التاسع والستين، وإريتريا في المركز الثامن والتسعين، ومصر في المركز الثامن والثمانين بعد المائة.

كان معدل وفيات الرضع قد بلغ 82.4 حالة وفاة لكل ألف مولود في السودان، و81.6 حالة وفاة في رواندا، و81.2 حالة في الكونغو الديموقراطية، و80.8 حالة في إثيوبيا، و69.3 حالة في تنزانيا، و64.8 حالة في أوغندا، و59.6 حالة في بوروندي، و54.7 حالة في كينيا، و43.3 حالة في إريتريا، و27.3 حالة وفاة لكل ألف مولود في مصر.

ويتضمن الترتيب العالمي لمعدل وفيات الرضع مجيء السودان بالمركز السادس عشر عالمياً، ورواندا في المركز السابع عشر، والكونغو الديموقراطية بالمركز التاسع عشر، وإثيوبيا في المركز العشرين، وتنزانيا في المركز السادس والعشرين، وأوغندا في المركز الثالث والثلاثين، وبوروندي في المركز الثامن والثلاثين، وكينيا في المركز الرابع والأربعين، وإريتريا في المركز الثاني والستين، ومصر في المركز الحادي والثمانين دولياً.

2. العمر المتوقع عند الولادة

كانت معدلات النمو السكاني عام 2009، قد بلغت أقصاها بدول حوض النيل. وتشير متوسطات العمر المتوقع عند الولادة بدول الحوض، إلى تدني ذلك المتوسط بمعظم بلدان الحوض، وهو ما ترتب عليه احتلالها لمراكز متأخرة بالترتيب الدولي، وهو أمر مرتبط بمدى توافر سبل الوقاية والرعاية الصحية والتغذية، والوعي الصحي والغذائي. وكان واضحاً تفوق العمر المتوقع للإناث عن الذكور، وهو ما يرتبط بطبيعة التقاليد المحلية التي تعطي الإناث حماية اجتماعية خاصة. (اُنظر جدول العمر المتوقع عند الولادة بدول حوض النيل عام 2009)

3. مؤشرات البقاء على قيد الحياة

تشمل هذه المؤشرات توقع الحياة عند الميلاد، ووفيات الرضع، ووفيات الأطفال دون الخامسة، ووفيات البالغين، ووفيات الأمهات.

ويرتفع توقع الحياة في دول حوض النيل (54.1 سنة) مقارنة بأفريقيا (54 سنة) عام 2007، ويرجع ذلك إلى التحسن الذي طرأ على هذا المعدل.

كما يرتفع معدل وفيات الأطفال الرضع في دول حوض النيل وفي أفريقيا عنها في دول العالم؛ إذ بلغت 78.1% في دول حوض النيل، و88% في أفريقيا، مقارنة بحوالي 46% على مستوى العالم، ويرجع ذلك إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية وانتشار الأمراض.

يتوفى حوالي 20% من الأطفال دون سن الخامسة (توفي عام 2007، نحو 9.25 مليون طفل، وشكلت قارتا أفريقيا وآسيا نسبة 92% منهم). وتنخفض معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة في دول حوض النيل عن قارة أفريقيا، ولكنها تقترب من ضعف المعدل العالمي، وتزيد عن أوروبا ثماني مرات، والأمريكيتين بأكثر من ست مرات، ويبلغ حدها الأعلى في رواندا، وبوروندي، وجمهورية الكونغو الديموقراطية.

وترتفع معدلات وفيات البالغين في أفريقيا، بصفة عامة، ودول حوض النيل، بصفة خاصة، عن معدلات الوفيات في جميع الأقاليم الجغرافية الأخرى؛ فهي تزيد على ضعف معدل الوفيات على مستوى العالم، ويرجع ذلك إلى انتشار الأمراض المعدية، وبوجه خاص الإيدز، والحروب الأهلية. وسجلت إريتريا أعلى معدلات الوفاة للبالغين عام 1990 بين دول حوض النيل، ويرجع ذلك إلى تعدد جبهات الكفاح المسلح في إريتريا لمحاربة الوجود الإثيوبي.

وفي عام 2007، سجلت أوغندا وتنزانيا وبوروندي، أعلى معدلات الوفيات للبالغين، ويرجع ذلك إلى ارتفاع معدلات الأمراض المعدية، وسوء الخدمة الصحية، وارتفاع معدلات الفقر. أما مصر فقد سجلت أدنى معدلات لوفيات البالغين.

وتعد أفريقيا من أسوأ مناطق العالم من حيث وفيات الأمهات؛ فهي تزيد على ضعف النسبة على مستوى العالم، وأكثر من 33 مرة عن وفيات الأمهات في أوروبا. أما على مستوى دول حوض النيل، فالمعدل يقترب من ضعف المعدل العالمي، وأكثر من 27 مرة عن معدل وفيات الأمهات في أوروبا. ويرجع ارتفاع المعدل في أفريقيا ودول حوض النيل، إلى قلة فرصة الوصول للخدمات الأساسية للأمهات، وخدمات الراعية الصحية. ويبلغ الوفيات حدها الأعلى في رواندا (1300/100 ألف ولادة حية)، والكونغو الديموقراطية (1100/100 ألف)، والحد الأدنى في مصر (130/100 ألف ولادة حية).

ثانياً: تطور حجم السكان وتوزيعهم داخل حوض نهر النيل

ارتفع حجم السكان في حوض النيل، من حوالي 247.8 مليون نسمة عام 1990، إلى ما يقرب من 413.74 مليون نسمة عام 2009. فبلغت نسبة الزيادة حوالي 167% خلال أقل من 20 عاماً. ويلاحظ انخفاض الكثافة العامة للسكان في دول حوض النيل، والتي بلغت نحو 47 نسمة/ كم2 (إحصاء عام 2009)، وإن كانت أعلى من الكثافة العامة على مستوى القارة، والتي بلغت 34 نسمة/ كم2.

وفيما يلي نستعرض تطور حجم السكان، وكذا توزيعهم داخل دول حوض نهر النيل.

1. مصر

تحتل مصر المركز الأول، إذ يبلغ عدد سكانها نحو 83 مليون نسمة عام 2009، ويشكلون نحو 20.06% من إجمالي سكان حوض النيل، على الرغم من أنها تأتي في المركز الثالث من حيث كثافة السكان، والتي تبلغ نحو 83 نسمة/ كم2 عام 2009. ويتركز معظم السكان في الدلتا ووادي النيل، بما يعادل 99.4% من السكان، تعيش في مساحة 3.5% من المساحة الكلية. (اُنظر خريطة جمهورية مصر العربية)

بينما توجد أقل كثافة للسكان في أطراف الدلتا الشمالية وأطرافها شبه الصحراوية في الشرق والغرب. كما أن الدلتا أعلى كثافة من الصعيد، فيما تبلغ نسبة السكان الذين يعيشون قرب السواحل ولا يبعدون عنها بمسافة 75 كم، نحو 36.9% من إجمالي سكان مصر.

2. إثيوبيا

تحتل المركز الثاني من حيث حجم السكان في دول حوض النيل، ويبلغ سكانها حوالي 82.8 مليون نسمة، بنسبة 20.2% من إجمالي السكان، وبلغت نسبة الزيادة الكلية نحو 66.5% خلال الفترة من 1990 – 2009. (اُنظر خريطة إثيوبيا)

وهي تأتي في المركز الرابع من حيث كثافة السكان، التي بلغت 75 نسمة/ كم2 عام 2009. ويتركز السكان فوق الهضاب المرتفعة أكثر من السهول المنخفضة، حيث يؤدي الارتفاع إلى انخفاض درجات الحرارة. كما تتميز بوفرة الأمطار وخصوبة التربة. أما في المناطق ذات التربة الرملية، فيقل عدد السكان بشكل كبير، ويقتصر نشاطهم على النشاط الرعوي، كما تنخفض، أيضاً، الكثافة في أعالي الأنهار، لعمق المجاري وانحدارها واندفاع المياه؛ بينما ينعدم وجود السكان في الأماكن الصخرية والتربة الملحية.

3. الكونغو الديموقراطية

تأتي في المرتبة الثالثة، فقد ارتفع عدد السكان بها من 37 مليون نسمة عام 1990، إلى 66.02 نسمة عام 2009، بنسبة بلغت 178.4% كزيادة كلية، كما ارتفعت نسبة السكان من 14.9% عام 1990، إلى 15.95% عام 2009، من إجمالي سكان حوض النيل. (اُنظر خريطة الكونغو الديموقراطية)

وتأتي في المركز التاسع من حيث كثافة السكان، والتي بلغت 28 نسمة/ كم2 عام 2009. ويرتبط توزيع السكان بالنشاط الزراعي في الشرق والشمال، والنشاط التعديني في الجنوب الشرقي، والنشاط الصناعي في غرب الكونغو. ويتركز السكان في شرق الكونغو من نهر لوالابا حتى الحدود الشرقية، وخاصة مرتفعات غرب بحيرة كيفو.

ويقل عدد السكان في الشمال الشرقي على الحدود مع أفريقيا الوسطى والكونغو برازافيل. وتعد المناطق الوسطى، التي تغطيها الغابات الاستوائية مناطق نادرة السكان.

4. تنزانيا

تحتل تنزانيا المركز الرابع، فقد ارتفع عدد السكان من 26 مليون نسمة عام 1990، إلى 43.7 مليون نسمة عام 2009، وارتفعت نسبة السكان بين دول الحوض من 10.5% عام 1990، إلى 10.57% عام 2009. وتأتي في المركز السابع من حيث كثافة السكان، والتي بلغت 46 نسمة/ كم2 عام 2009. (اُنظر خريطة تنزانيا)

وتعتبر السهول الساحلية هي أكثر الجهات ازدحاماً، وكذلك المناطق الواقعة بالقرب من الحدود الدولية. وساعد على ذلك وفرة المياه، وخصوبة التربة، وتعدد الصناعات القائمة، وكذا الخصائص البحرية. كما ترتفع الكثافة في جزيرتي زنجبار ويمبا، وسواحل بحيرة فيكتوريا، أما الوسط والجنوب فهو مخلخل السكان.

5. السودان

تحتل السودان المركز الخامس في عدد السكان، الذي يبلغ حوالي 42.2 مليون نسمة عام 2009، بنسبة زيادة حوالي 170% خلال الفترة من عام 1990 إلى عام 2009. وارتفعت نسبة السكان من إجمالي سكان حوض نهر النيل، من 10% عام 1990، إلى 10.72% عام 2009. (اُنظر خريطة جمهورية السودان)

وتأتي في المرتبة الأخيرة من حيث كثافة السكان، التي تبلغ 17 نسمة/ كم2 عام 2009، ويتركز السكان في أواسط السودان، وحول مجرى نهر النيل وروافده، حيث تتوافر المياه وتوجد معظم المشروعات الإنمائية.

ويتوزع السكان في جنوب السودان ، الذين يعملون في الرعي والزراعة المتنقلة، على امتداد الطرق التي تربط أماكن متفرقة تحيط بالسهل الفيضي الأوسط، حيث يتعذر السكن في هذا السهل الذي تغمره مياه المستنقعات في موسم الأمطار. أما سكان مديريات بحر الغزال والاستوائية وأعالي النيل، فيتركزون حول الطرق.

6. كينيا

تأتي في المرتبة السادسة من حيث حجم السكان وكثافتهم. وقد ارتفع عدد السكان من 23.6 مليون نسمة عام 1990، إلى 39.8 مليون نسمة عام 2009، بنسبة زيادة كلية بلغت 168.4%. كما ارتفعت نسبة السكان لحوض النيل من 9.5% عام 1990، إلى 9.62% عام 2009. (اُنظر خريطة كينيا)

أما كثافة السكان، فقد ارتفعت من 41 نسمة/ كم2، إلى 67 نسمة/ كم2 في الفترة نفسها. ويتركز توزيع السكان حول بحيرة فيكتوريا، وفي الأخدود والأراضي المرتفعة، وفي الساحل، إذ هي تمثل الأقاليم الزراعية، لأنها تسقط الأمطار بكميات تكفي للزراعة، وتخلو من ذبابة تسي تسي. أما المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية، فتنخفض بها كثافة السكان، وهي تمثل الأقاليم الجافة وشبه الجافة.

7. أوغندا

تحتل المركز السابع بحجم سكان بلغ نحو 32.7 مليون نسمة عام 2009، بنسبة زيادة كلية بلغت 190.1% خلال الفترة من عام 1990 – 2009. وارتفعت نسبة السكان لدول حوض النيل من 6.9% عام 1990، إلى 7.9% عام 2009. وتأتي في المرتبة الثالثة من حيث كثافة السكان، والتي بلغت 127 نسمة/ كم2 عام 2009. (اُنظر خريطة أوغندا)

 وتمتد مناطق التركز السكاني في أوغندا في نطاق كبير، يمتد شمالي بحيرة فيكتوريا، وإلى الشمال الغربي، وينتهي شمال بحيرة موبوتو، حيث توجد أوسع المساحات الزراعية.

8. رواندا وبوروندي

تُعدان من أكثر دول حوض النيل كثافة بالسكان. ويبلغ عدد سكان رواندا حوالي 9.9 مليون نسمة، أما بوروندي فتبلغ 8.3 مليون نسمة (طبقاً لإحصاء عام 2009). وتبلغ كثافة السكان بها 385 نسمة/ كم2 لرواندا، و297 نسمة/كم2 لبوروندي عام 2009. (اُنظر خريطة رواندا) و(خريطة بوروندي)

ويتركز السكان في خمس مساحة الدولة، لأنها هي المناطق الصالحة للزراعة، ما أدى إلى تعرية التربة والرعي الجائر. كما يتركز السكان، أيضاً، في الأقاليم المرتفعة في الشمال الغربي والجنوب ووسط البلاد. أما بقية الأراضي فهي قليلة الكثافة السكانية.

9. إريتريا

يمثل سكانها حوالي 1.23% من إجمالي سكان دول الحوض (2009)، وهي تأتي في المرتبة الثامنة من حيث كثافة السكان، التي تبلغ 43 نسمة/ كم2. (اُنظر خريطة إريتريا)

يفضل السكان العيش في المرتفعات، لاعتدال درجات الحرارة وسقوط الأمطار. ويعيش نحو 1.8% من السكان قريباً من الساحل. وأدى وجود الحشائش الغنية في المناطق الجنوبية الغربية والوسط حول المرتفعات، إلى قيام حرفة الرعي، ما جعل تلك المناطق متوسطة الكثافة السكانية.