إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / إدارة مياه النيل كمحدد للتعاون والصراع بين دول الحوض





موقع سد النهضة
نهر النيل
متوسط الموارد المائية لنهر النيل
مشروعات إثيوبيا المائية
المشروعات المائية المقترحة بين مصر والسودان لزيادة إيراد النهر
التوغل الأمريكي بدول حوض النيل والقرن الأفريقي
التدخل الأوروبي بدول حوض النيل والقرن الأفريقي
التغلغل الإسرائيلي بدول حوض النيل

نهر عطبرة
المشروعات المائية على نهر النيل
البحيرات العظمى
الدول المتشاطئة على البحيرات
الروافد المغذية للبحيرات
تصريفات نهر النيل
دول الهضبة الاستوائية
دول حوض النيل
حوض البحيرات العظمى



الفصل الأول

المبحث السادس

الموارد والاحتياجات الحالية لدولتي المصب

مع أن السودان ليس دولة مصب، إذ تقع مصبات نهر النيل في الأراضي المصرية، إلا أن السياسات المائية لكلا الدولتين ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببعضها، ولهذا يعدان كوحدة واحدة، وسوف نبحث الموارد والاحتياجات الحالية لكل من مصر والسودان بوصفهما وحدة واحدة، يقع في أرضها مصبي رشيد ودمياط على البحر الأبيض المتوسط.

أولاً: الموارد والاحتياجات الحالية لمصر

تمثل الموارد المتوافرة حالياً من المياه أساساً في مياه النيل، وكذلك الكميات المحدودة من مياه الأمطار التي تسقط على بعض المناطق في مصر، ويمكن الاعتماد عليها، مثل الأجزاء الشمالية فقط من البلاد، إضافة إلى المياه الجوفية العميقة في الصحراء الشرقية وفي سيناء والصحراء الغربية؛ وخاصة مناطق الواحات.

1. الموارد الحالية لمصر

أ. مياه نهر النيل

نهر النيل هو المصدر الوحيد للمياه الذي يمكن أن يُعتد به، كونه المورد الوحيد تقريباً للري في مجال الزراعة، والذي يخص الزراعة منه نسبة تعادل 85% – 90%.

ومياه نهر النيل، على الرغم من استخدام الجزء الأكبر منها في الزراعة، إلا أن لها تستخدم في مجالات أخرى، مثل الصناعة، والاستخدام المنزلي، وتوليد الطاقة، إضافة إلى الملاحة الداخلية، التجارية منها والسياحية.

وتعتمد مصر في مصادرها المائية بصفة أساسية على نهر النيل، الذي يأتي بحوالي 85% منها من الهضبة الإثيوبية، من طريق النيل الأزرق عبر السودان، ويأتي الباقي 15% من النيل الأبيض، الذي يبدأ من بحيرة فيكتوريا.

وتبلغ حصيلة مصر من مياه النيل حوالي 55.5 مليار م3، طبقاً لاتفاقية عام 1959، وهي 48 مليار مم من النيل، إضافة إلى نصيب مصر من الفائدة المائية لمشروع السد العالي، وتبلغ حوالي 7.5 مليار م3 (48 + 7.5 = 55 مليار م3).

ب. مياه الأمطار والسيول

هي كميات قليلة موسمية، لا يمكن الاعتماد عليها، وتسقط على الأجزاء الشمالية بصورة أكبر، وإن كانت هناك كميات قليلة تذبذبية لا يمكن الاعتماد عليها، وتبلغ في الغالب من 70 – 200 مم، وهي كميات لا يمكن التعويل عليها في نوع معين من النشاط الزراعي، مثل الزراعة المطرية.

أما مياه السيول، فهي تجري في منطقة جبال البحر الأحمر وسيناء، ويكون وجودها لفترة قصيرة، ويُستفاد منها في تغذية الخزان الجوفي أو لأغراض الري والشرب. ويُستفاد تقريباً من حوالي مليار م3 من هذه.

ج. المياه الجوفية

تعتمد الزراعة عليها في كل من الواحات والوادي الجديد ووادي النطرون، وبعض المناطق في سيناء، بصفة أساسية. كما يعد مصدراً تكميلياً للري في بعض الأراضي، وتشمل:

(1)  خزان المياه الجوفي في الدلتا، ويُستغل منه حوالي 1.6 مليار م3 في الأغراض المختلفة.

(2)  خزان المياه الجوفية في سيناء، ويشمل خزانات الساحل الشمالي، والخزانات الجوفية بالوديان، والخزانات العميقة في سيناء.

د. مياه الصرف

يُعاد استخدام مياه الصرف باستقطاب الفواقد المائية وإعادتها إلى شبكة الري، ومن ثم رفع كفاءة تلك الشبكة، ويصل حجم ما يُعاد استخدامه حوالي 4.5 مليار م3.

هـ. تحلية مياه البحر

وهي ذات تكلفة عالية، وتستخدم في بعض المناطق السياحية فقـط، وخاصـة في سينـاء، وتبلـغ حوالي 11 مليون م3، وهي كمية قليلة لا يُعول عليها كثيراً. (اُنظر جدول الموارد المائية المتاحة في مصر حتى عام 2000)

2. الاحتياجات الحالية لمصر

أ. احتياجات الري للقطاع الزراعي

تمثل نسبة العمالة المصرية في الزراعة حوالي 37.6% من تعداد السكان، وتمثل صادرات هذا القطاع حوالي ثلث حجم الصادرات المصرية. وعلى الرغم من هذا تتزايد احتياجات القطاع الزراعي من مياه نهر النيل، لأن مصر تقع ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة، ومن ثم فإن الزراعة تعتمد كلياً على مياه الري.

ب. احتياجات قطاع الصناعة

تبلغ الاحتياجات الحالية لهذا القطاع حوالي 7.4 مليار م3 في السنة، وهي تشكل جزءاً ملموساً من جملة الإيراد النهري السنوي.

ج. مياه الشرب

وتشمل كذلك المياه اللازمة لكل الاستخدامات للأغراض المنزلية والاستخدامات الشخصية. وقد بلغت حوالي 4.5 مليار م3 سنوياً، وإن كانت هذه الكمية ينبغي ترشيدها، حيث يتزايد الطلب على مياه الشرب النقية، ويترتب على ذلك زيادة الحصة المائية المخصصة لهذا الاستخدام من مياه النهر.

د. الاستخدامات الأخرى

هي استخدامات الملاحة النهرية، والاحتياجات البيئية، مثل المحافظة على التوازن الملحي في الأراضي الزراعية، كالمياه المستخدمة في الصرف الزراعي، إضافة إلى استخدامات المياه في بعض الصناعات الصغيرة المنتشرة في القرى والمدن، والاحتياجات الترفيهية. (اُنظر جدول الاحتياجات المائية الحالية في مصر حتى عام 2000).

ويُلاحظ من الجدولين أن الموارد المائية تكاد تغطي الاحتياجات، ذلك إن الموارد المتاحة تبلتغ 67.47 مليار م3، بينما تبلغ الاحتياجات 66.34 مليار م3، بفائض يبلغ حوالي 1.13 مليار م3. وهذا يعني عدم توافر المياه مستقبلاً.

ثانياً: الموارد والاحتياجات الحالية في السودان

يشترك السودان مع مصر في أهمية المياه بالنسبة لهما، إلا أنه يتميز بوجود مصدر آخر مهم، وهو الأمطار. فالمنطقة من الخرطوم إلى الجنوب والشرق تسقط بها الأمطار بغزارة، وتعتمد الزراعة فيها على مياه الأمطار.

كما يمتاز السودان، بصفة خاصة بين دول حوض نهر النيل، فإن به منابع بعض روافد النيل، وممر لجزء كبير من النيل. فالجزء الذي يمر داخل السودان من نهر النيل وفروعه، أطول من أي جزء في أي بلد نيلي آخر. كما يشارك السودان بمياه بحر الغزال وبحر الجبل والأودية الموسمية، التي تصب مياهها في النيل، كما أن السودان أحد دولتي مصب نهر النيل.

1. مصادر الموارد المائية في السودان

أ. النيل وروافده

يُعد النيل وروافده، الذي يمر بالسودان، الأطول من بين الدول النيلية الأخرى. وقد نصت اتفاقية عام 1959، على أن يكون نصيب السودان من مياه النيل 18.5 مليار م3، مقدرة عند أسوان، وهي محسوبة على أساس إمكانية سحب السودان 20.5 مليار م3 سنوياً من إيراد النهر، مقدرة عند وسط السودان، يُفقد منها 10% في الطريق حتى أسوان ليكون 18.5 مليار م3.

ب. تجمعات المياه بالوديان والخيران

وهي تجمعات مياه لأنهر ووديان وخيران خارج النظام النيلي، ويختلف إيرادها السنوي من عام لآخر، لتذبذب كميات الأمطار الساقطة، وتمثل حوالي 5% من المياه السطحية بالسودان.

ج. الأمطار

(1) في الربع الجنوبي للبلاد، تزيد كميات الأمطار لتتجاوز 700 مم2 في السنة، وينتج عن ذلك تغطية المياه مسطحات كبيرة منه.

(2) في الوسط، تنحصر الأمطار في الفترة من يوليه إلى أكتوبر، ولا تتعدى 700 مم2 في السنة، ولذلك تتأثر الزراعات المطرية بمعدل التباين في كمية الأمطار.

(3) في النصف الشمالي من البلاد، تتناقص الأمطار بشكل واضح، فبينما تصل إلى 200 مم2 في السنة في الخرطوم، نجد أنها تنعدم عند الحدود المصرية الجنوبية. وتُقدر كمية الأمطار الساقطة على السودان بحوالي 10 مليار م3 في السنة.

د. المياه الجوفية

توجد أغلب المياه الجوفية في السودان في الحجر الرملي النوبي، وتبلغ تغذيتها التغذية السنوية حوالي 4 مليار م3.

2. الموارد المائية الحالية للسودان

تبلغ كمية الموارد المائية المتجددة في السودان 66 مليار م3/ سنة، ونسبة الاعتماد عليها 66%. (اُنظر جدول كمية الموارد المائية المتجددة ونسبة لاعتماد على الموارد والاستفادة منها) و(جدول نسب استخدام المياه في الأنشطة المختلفة)

كما تبلغ نسبة الزراعات المروية 12%، من إجمالي مساحة الأراضي المزروعة. (اُنظر جدول نسبة الزراعة المروية من إجمالي المساحة المنزرعة)

3. الاحتياجات المائية الحالية للسودان

تستهلك الاحتياجات المائية في الزراعة، أو مياه الشرب والاستخدام المنزلي، أو الصناعة.

أ. الزراعة

يبلغ إجمالي الأراضي الزراعية حوالي 250 مليون فدان، بواقع 42% من مساحة السودان، إضافة إلى 200 مليون فدان مراعي وغابات طبيعية.

وتبلغ المساحة المزروعة فعلياً 40 مليون فدان، تمثل 16% من مساحة السودان، ويعتمد 18% من المزروع من الأراضي فعلاً على مياه الأمطار.

ب. مياه الشرب والاستخدامات المنزلية

تستهلك مياه الشرب 200 مليون م3 تقريباً في المدن، وحوالي 225 مليون م3 في الريف. وتستهلك الثروة الحيوانية حوالي 300 مليون م3.

ج. الاستهلاك الصناعي

يبلغ استهلاك الصناعة حوالي 0.15 مليار م3، والخطط المستقبلية تحتاج إلى مليار م3 سنوياً. أما الطاقة الكهربائية فلا تستهلك أي مياه.

كما تبلغ الاحتياجات السنوية من المياه 37.7 مليار م3/ سنة. (اُنظر جدول الاحتياجات المائية لدول الحوض)

وبمقارنة الموارد بالاحتياجات، نجد أن الموارد تعادل 65 مليار م3، بينما الاحتياجات حوالي 37.7 مليار م3، أي يوجد فائض يعادل 27.3 مليار م3، وهذا يحقق الاستقرار في الوقت الحالي، إلا أنه لا يحقق هذا مستقبلاً، نظراً للزيادة السكنية والتوسعات الزراعية والصناعية، إضافة إلى التقلبات المناخية، التي تؤدي إلى تذبذب سقوط الأمطار.