إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / مشكلة الصحراء الغربية (البوليساريو)





أماكن الاستعمار الفرنسي والإسباني
الحدود المغربية "المغرب الكبير"
الحرب الجزائرية ـ المغربية

ولايات المغرب العربي
الأهمية الاقتصادية للصحراء الغربية
المدن ومراكز التوطن الرئيسية
التقسيم الإداري والجغرافي
الدولة البربرية بشمال أفريقيا
الحدود التقريبية للمغرب العربي
الفتوحات الإسلامية من 22 – 64 هـ
الفتوحات الإسلامية من 69 – 92 هـ
توزيع المجموعات القبلية
تقسيم الصحراء الغربية
حدود موريتانيا والصحراء الغربية



المبحث العاشر

المبحث العاشر

مبادرة الحكم الذاتي عام 2006

طرح المغرب مبادرة جديدة لقيام حكم ذاتي للصحراء الغربية تحت السيادة المغربية. وقد مهد لذلك بزيارة للملك "محمد السادس" إلى العيون، في 20 مارس 2006، وجه خلالها خطاباً أوضح فيه قيام المجلس "الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية".

ويتكون المجلس من 142 عضواً، ممثلين لقبائل الصحراء الغربية، إضافة إلى ممثلين لبعض المنظمات غير الحكومية والناشطين في مجالات حقوق الإنسان. وتتركز المهمة الرئيسية للمجلس في الآتي:

1. التمسك بوحدة التراب الوطني المغربي، المتضمن مغربية الصحراء.

2. التنمية الاقتصادية والاجتماعية للإقليم.

3. خصوصية الثقافة لإقليم الصحراء، في إطار الهوية الوطنية.

أولاً: تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الموقف عام 2006

أرسل الأمين العام مبعوثه الشخصي "فان والسوم" للمنطقة في الفترة من 11 – 17 أكتوبر 2005. وقد ذكر المبعوث الشخصي، بعد عودته، أن المشكلة تواجه طريقاً مسدوداً. وقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره إلى مجلس الأمن، في فبراير 2006، برقم 249، وحذر فيه من تدهور محتمل للوضع القائم في الإقليم.

1. مواقف أطراف النزاع

أ. الموقف المغربي

(1) أعلن ملك المغرب عن عدم قبوله أي استفتاء يشمل خيار الاستقلال؛ ولكنه يقبل بأية مفاوضات يمكنها التوصل لحل سياسي مقبول للطرفين، يمكن من خلالها التوصل لحلول سياسية.

(2) أن المغرب يتمسك بمغربية إقليم الصحراء، وأنه سيرفض أي خطة ما لم يُستبعد فيها خيار إجراء استفتاء على الاستقلال.

(3) أوضح الملك "محمد السادس"، وذلك في خطابه الذي ألقاه في أثناء زيارته للصحراء الغربية، في 20 مارس 2006، أنه دعا إلى التعريف في المحافل والهيئات الدولية بوحدة التراب المغربي، ما يعني تأكيده على أحد الثوابت المغربية الرئيسية حول المشكلة.

ب. موقف جبهة البوليساريو

(1) صرحت البوليساريو أن خطاب الملك "محمد السادس" أثناء زيارته، يعبر عن تعنت الحكومة المغربية وتصعيد خطير في الموقف.

(2) أعلنت الجبهة عن موقفها، الذي تؤيده الجزائر، أنه لا مفر من تنفيذ خطة السلام.

(3) قررت أنه لا تفاوض حول أي نوع من الاستقلال الذاتي تحت سيادة مغربية، وأنه لا بد من احترام الحق في تقرير المصير.

2. جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة

أ. أرسل الأمين العام مبعوثاً شخصياً، هو السيد "فان والسوم"، الذي قام بجولة في المنطقة خلال الفترة من 11– 17 أكتوبر 2005.

ب. أوضح المبعوث الشخصي فور عودته أن هناك عدم اتفاق بين الأطراف على كيفية تمكين أهالي الصحراء الغربية من ممارسة حقهم في تقرير المصير، وأن المسألة تواجه طريقاً مسدوداً.

ج. عقد المبعوث الشخصي مجموعة من المشاورات بغرض الوصول إلى توافق للآراء داخل المجتمع الدولي، بغرض تمكين أهالي الصحراء الغربية من ممارسة حقهم في تقرير المصير. وشملت مشاوراته كلاً من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا وأيرلندا الشمالية، والاتحاد الأوروبي، والسيد ألفا عمر كوناري رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي.

د. حث السيد "فان والسوم" كلاً من الجزائر وجبهة البوليساريو إلى المشاركة في المفاوضات. وأجريت مفاوضات ثنائية، إلا أن جبهة البوليساريو أكدت أنها لن تتفاوض حول الاستقلال الذاتي في إطار سيادة مغربية على الصحراء، على الرغم من أن دعوة المبعوث الشخصي كانت تسعى لبدء مفاوضات دون شروط مسبقة، لتقريب وجهات النظر، ومحاولة الوصول إلى حل سياسي عادل ودائم يقبله الطرفان، بغرض منح حق تقرير المصير لأهالي الصحراء الغربية.

هـ. بعد عودة السيد "فان والسوم" من جولته، أوضح أن المسألة تواجه طريقاً مسدوداً، وأن الوضع يسوده عدم الاتفاق على كيفية تمكين أهالي الصحراء من ممارسة حقهم في تقرير المصير.

3. تقرير الأمين العام للأمم المتحدة   

قدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره الرقم 249 لسنة 2006، إلى مجلس الأمن، في 19 أبريل 2006، وأوضح فيه النتائج التي وصل إليها مبعوثه الشخصي إلى المنطقة. وقد قدم التقرير تحليلاً كاملاً للوضع، وأوضح أن الأمور تزداد سوءاً، وأن الأمم المتحدة، في ظل هذا الوضع السيئ، ليس في مقدورها إجراء أي حل مقبول بين أطراف المشكلة، وأن الحل الوحيد هو دعوة الطرفين للدخول في مفاوضات دون شروط مسبقة.

وركز التقرير على إيضاح الآتي:

أ. أعرب المغرب عن عدم قبوله باستفتاء يشمل خيار الاستقلال، وأنه يؤيد إجراء مفاوضات بغرض التوصل إلى حل سياسي.

ب. أن موقف جبهة البوليساريو، التي تؤيدها الجزائر، هو تنفيذ خطة السلام.

ج. تصريح الأمين العام بأنه بعد سنوات من الاعتماد على الخطط التي ترعاها الأمم المتحدة، فعلى الطرفان أن يعلما أن الأمم المتحدة بدأت تتراجع عن ذلك، وأن المسؤولية الآن تقع على عاتق الطرفين.

د. أن الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، ليس بوسعهما الانتظار حتى تسوء الأوضاع، وتصبح مصدراً لتهديد السلم والأمن الدوليين، وأنه ينبغي على مجلس الأمن، والدول أعضاء المنظمة، النهوض بمسؤولياتهم والعمل على بدء المفاوضات.

هـ. يتعين أن يكون الهدف من المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو كطرفين، وكل من الجزائر وموريتانيا بوصفهما من دول الجوار، التوصل إلى حل سياسي عادل ومقبول لدى الطرفين، ينص على حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية.

ثانياً: إعلان مبادرة الحكم الذاتي

1. جهود الأمين العام للأمم المتحدة

أ. استمرت جهود الأمين العام للعمل على حل قضية الصحراء. وقدم تقريره الرقم 817 في 16 أكتوبر 2006، وفيه أشار إلى أن المغرب بصدد تقديم خطة مقترحة لاستقلال ذاتي للصحراء الغربية، وأن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أوفدت بعثة إلى العيون ومنطقة تندوف في الجزائر، بغرض التعرف على الأحوال.

ب. قدم الأمين العام لجبهة البوليساريو شكوى، من خلال رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بخصوص استغلال المغرب للموارد الطبيعية بالصحراء الغربية، وأن هذا يشكل خرقاًَ للقانون الدولي، وأنه يعقد المشكلة.

ج. أشار الأمين العام للأمم المتحدة بأنه على الرغم من قبول الطرفين لوقف إطلاق النار منذ عام 1991، إلا أنهما حتى الآن لا يقيمان حواراً أو اتصالاً مباشراً بينهما، وهذا يقيم جداراً من عدم الثقة بين الأطراف، ويمنع القيام بأي إجراءات تساعد على استقرار الأوضاع. وأوضح ضرورة إقامة علاقات تعاون وإجراء اتصالات مباشرة، وأنه يدعو المغرب وجبهة البوليساريو لبدء مفاوضات، دون شروط مسبقة.

د. بناءً على توصية من الأمين العام، أصدر مجلس الأمن قراره الرقم 1720 في 31 أكتوبر 2006، والذي نص فيه على ضرورة احترام الاتفاقات العسكرية، التي تم التوصل إليها من خلال بعثة الأمم المتحدة، وكذلك استمرار وقف إطلاق النار، وقرر مجلس الأمن تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء حتى 30 أبريل 2007.

2. المبادرة المغربية للحكم الذاتي

أ. مفهوم الحكم الذاتي

في إطار القانون الدولي، فإن مفهوم الحكم الذاتي ينشأ بواسطة وثيقة من طريق معاهدة دولية تُعقد بين دولتين، بشأن إقليم خاضع لسيطرتها، أو من طريق اتفاق تبرمه الأمم المتحدة.

وقد ظهر هذا المفهوم عندما لجأت الدول الاستعمارية إلى تطبيق الحكم الذاتي للمستعمرات، وهجرت نظام المركزية في إدارة شؤون مستعمراتها.

وبمعنى آخر، بقاء المستعمرات في حالة تبعية؛ ولكن في إطار الحكم الذاتي.

ب. إطلاق المبادرة المغربية

(1) في 6 نوفمبر 2006، أوضح الملك "محمد السادس" ملك المغرب، أنه بغرض إيجاد حل سياسي لمشكلة الصحراء الغربية، وإن الحكومة بصدد وضع صيغة مقترحة للحكم الذاتي للمنطقة.

(2) في إطار هذه الصيغة سيتاح لأهالي الصحراء الغربية انتخاب حكومة محلية، لإدارة شؤون الإقليم.

(3) أن تبقى للمغرب السيطرة على شؤون الدفاع والشؤون الدبلوماسية، وغيرها من مهام سيادة الدولة.

ج. الرؤية المغربية للمبادرة

(1) في الاعتقاد المغربي أن الحكم الذاتي يُرضي تطلعات الصحراويين، وسينهي حالة الصراع، مع عدم تخلي المغرب عن سيادتها على المنطقة.

(2) أن هذه المبادرة تأتي في إطار اللامركزية التي عمّمها المغرب في مختلف المناطق، ومن ثم فإن طرحه للحكم الذاتي لا يأتي خارج هذا الإطار، وفي الوقت نفسه لا يُعد تفريطاً في السيادة المغربية.

(3) إن الإطار المطروح لا يُعد استقلالاً حقيقياً، ولكنه يدخل في إطار الإدارة المحلية، الذي توسعت فيه المغرب تحقيقاً للامركزية.

(4) أن الأطراف الإقليمية والدولية يمكنها أن تتقبل هذه المبادرة، وأن تحظى بالتأييد، لكونها تحقق طموحات الصحراويين وآمالهم.

د. التطورات المؤدية لإطلاق المبادرة

سبق إطلاق المبادرة كثير من التطورات، التي أدت إلى قيام الحكومة المغربية بإطلاقها. ومنها ـ مثلاً ـ تحركات إيجابية من كلا الطرفين؛ فقد أفرجت جبهة البوليساريو عن مجموعة من المغاربة المحتجزين لديها، وتلا ذلك تعيين العاهل المغربي قياديين صحراويين في مناصب مهمة بالدولة.

(1) تركزت التطورات على محاور أساسية، هي

(أ) اتصالات دبلوماسية سرية بين الطرفين، تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية.

(ب) الجنوح إلى التهدئة في العلاقات المغربية ـ الجزائرية.

(ج) دمج بعض الشخصيات القيادية في جبهة البوليساريو بتعيينهم في مناصب بأجهزة الدولة.

(2) أسباب طرح المبادرة

يحاول المغرب من خلال طرحه المبادرة إظهار الآتي:

(أ) أنه لا يعارض الحلول الدولية السلمية.

(ب) طرح جدول أعمال مستقبلي للتفاوض.

وما يحاول المغرب تأكيده هو أنه لا يتخوف من الذهاب للأمم المتحدة لعرض قضيته، وإنه يتماشى مع الحلول التي يتقبلها المجتمع الدولي، وأنه يحاول وضع أسس للتفاوض.

أما في حالة رفض جبهة البوليساريو للأطروحات المقدمة، فيكون المغرب قد أظهر أنها تقف حجر عثرة أمام محاولاته السلمية لحل القضية. وفي كلتا الحالتين فهو قد قدم حلاً لا ينتقص من سيادته على الأراضي الصحراوية، كما لم يتنازل عن جزء من أراضٍ يعدها من ترابه؛ وأن كل ما قدمه هو أسلوب للإدارة المحلية، داخل الإطار العام للدولة.

3. المواقف الدولية ومواقف الأطراف

أ. المواقف الدولية

(1) إن طرح مبادرة الحكم الذاتي تحظى بموافقة الأمم المتحدة، نظراً لعدم قدرة الأمم المتحدة على التقدم في طريق الحل، وهذا ما أوضحه مبعوث الأمين العام من خلال بعثته في المنطقة، التي استمرت لمدة عام، والتي خرج منها بأن جبهة البوليساريو تفضل استمرار جمود الموقف، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى عودة الصراع المسلح.

(2) إجراء المبعوث الشخصي للأمين العام مشاورات مع كل من إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، خلال الفترة من 17 – 29 سبتمبر، وتعرّف على مواقفهم بشأن الخروج من الأزمة، والذي لخصه في ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين. كما عرض عليهم المقترح المغربي الخاص بالاستقلال الذاتي.

ب. مواقف الأطراف

(1) موقف البوليساريو

(أ) تفضل جبهة البوليساريو استمرار جمود الموقف. وقد ظهر ذلك من خلال الإجابة عن سؤال وجهه المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لبعض المسؤولين في جبهة البوليساريو.

(ب) تعرضت المبادرة المغربية للاستقلال الذاتي لانتقادات من الجبهة، وأعلن وزير خارجية الحكومة الصحراوية "محمد السالم" أنه اقتراح باطل واستفزازي.

(2) موقف موريتانيا

ترى موريتانيا أن وجود المشكلة واستمرار الصراع يعرقلان جهود التنمية في المنطقة؛ ولا بد من وجود حل مغاربي لأزمة الصحراء الغربية.

(3) موقف الجزائر

(أ) يُعد موقف الجزائر، ولفترة طويلة، مرتبطاً بهواجس أمنية حدودية، تتزايد في ضوء الاتهامات المتبادلة بينها وبين المغرب، وتظهر في شكل تشديد الإجراءات الأمنية بالمناطق الصحراوية، وزيادة نظم المراقبة على الحدود، ونشر قوات عسكرية في بعض مناطق الحدود المشتركة.

(ب) تلاحظ أنه بعد الطرح المقترح لمنح المنطقة الصحراوية الاستقلال الذاتي، استمرار التخوف الجزائري دون تصعيد، ما يعني انتظار الجزائر للخطوة التالية من المغرب.