إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الصهيونية




مناحم بيجين
موشي ديان
هنري كيسنجر
وعد بلفور
إسحاق رابين
إسحاق شامير
تيودور هرتزل
جولدا مائير
حاييم وايزمان
ديفيد بن جوريون
زئيف جابوتنسكي فلاديمير

أبناء ونسل إبراهيم عليه السلام

مناطق الانتداب البريطاني ـ الفرنسي
مشروع الوكالة اليهودية
مشروع برنادوت لتقسيم فلسطين
إسرائيل والأرض المحتلة 1967
إسرائيل عام 1949
الاحتلال اليهودي لفلسطين
تكوين المملكة المتحدة
تقسيم لجنة وودهيد البريطانية (أ)
تقسيم لجنة وودهيد البريطانية (ب)
تقسيم تيودور هيرتزل 1904
تقسيم فلسطين بين الأسباط
فلسطين في القرن الأول ق.م



تقديم

المقدمة

إن الدين اليهودي هو أساس العقيدة اليهودية، والتي نبعت منه وارتبطت به، وهو الذي وضع أساسه الآباء الأوائل وكتابهم السماوي المقدس التوراة، التي كتبها ودونها عزرا وفريقه من الكتبة والمدونين بعد وفاة موسى u، فيما يسمى بأسفار العهد القديم، ووضعوا فيها كل ما يحتاجون إليه مستقبلاً من أوامر ونواهي الرب، سواء كانت في شريعة موسى u أو إضافة من عندهم، متأثرين بأحداث الشتات الأول لهم حتى يقيموا دولتهم مرة أخرى.

جاء الحاخامات من بعدهم بالإضافات والشروح الكثيرة لأسفار العهد القديم فيما عرف بالتلمود بعد شتاتهم الثاني، فتركزت أفكارهم على أن الإله لهم وحدهم وخاص بهم دون العالم أو الآخرين (الأغيار)، واختصهم بالشعب المختار ومنحهم أرض كنعان (فلسطين) لهم وحدهم ولنسلهم من بعدهم، وتم التكرار والتركيز على هذا الوعد ابتداء من إبراهيم u حتى يوشع بن نون، وأيضاً للشعب نفسه وأضافوا الحروب والمعارك وأسلوب إدارتها في تلك الأسفار ليكون منهجاً وطريقاً، سواء ذلك كان حقيقياً أو خيالياً لتحقيق إقامة دولتهم المزعومة على الأرض المغتصبة (فلسطين)، وترسيخ تلك العقيدة النابعة من الدين اليهودي مصدرها الأساسي، ولحفظ ذلك الشعب اليهودي من الاندثار والضياع عبر القرون الطويلة وببعث فكرة الخلاص والعودة إلى أرض الآباء.

عملت الحركة الصهيونية على وتطوير العقيدة الدينية اليهودية تحويلها إلى نظرية سياسة تطالب بالحق التاريخي، وهو حق العودة إلى فلسطين، مستندة على الوعد الإلهي. وبهذا كان الدين اليهودي هو الأساس الذي ارتكزت عليه النظرية السياسية الصهيونية، والذي اتخذه دعاتها حجة للمناداة بالقومية اليهودية، وسنداً للمطالبة بتحقيق الوعد الإلهي وطبقاً لملكية أرض فلسطين وحق العودة إليها، لبناء الدولة اليهودية الحديثة وإقامة هيكل سليمان للمرة الثالثة في أورشاليم (القدس).

الصهيونية (Zionism) مشتقة من كلمة صهيون، اسم جبل في مدينة القدس. وأصبحت الكلمتان، الصهيونية وصهيون، مترادفتين، تشيران، عند اليهود، إلى "أرض إسرائيل". وفي الاصطلاح، فإن الصهيونية هي الدعوة إلى استرداد اليهود لما يعدونه وطن آبائهم وأجدادهم. وجمع شتات اليهود للعودة إليه، والعيش فيه، وتطويره، وبناء مجتمع وثقافة ودولة.

والصهيونية بهذا المعنى، هي المرادف العملي للقومية اليهودية. وشأن كل الدعوات القومية، التي ظهرت في أوروبا، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، والدعوات القومية، التي ظهرت خارج أوروبا، في القرنين التاسع عشر والعشرين؛ فإن الصهيونية تعتمد على قراءة انتقائية خاصة لتاريخ اليهود، ولتاريخ (الوطن)، الذي تدعوهم إلى التجمع فيه، وهو فلسطين، والذي تطلق عليه "أرض إسرائيل" Ertz Isreal. وبهذه الانتقائية فإن الصهيونية تقدم قراءاتها الخاصة "للآخر" غير اليهودي، سواء كان تاريخياً أو معاصراً، سواء كان عربياً أو غير عربي، مسلماً أو مسيحياً.

ظهرت الصهيونية في أوروبا، في النصف الثاني من القرن التاسع، على أيدي مفكرين ونشطاء سياسيين يهود، كرد فعل للاضطهادات والملاحقات المستمرة، التي تعرض لها اليهود في أوروبا الشرقية من ناحية، والإنعتاق، أو التحرير من المعازل السكنية (الجيتو)، في أوروبا الغربي، من ناحية ثانية. وقد وجدت الصهيونية أبلغ تعبيراتها الأيدلوجية على يد الصحفي اليهودي النمساوي، تيودور هيرتزل Toudor Herzel، الذي نشر كتابه الأشهر "الدولة اليهودية" Juden State عام 1896، والذي أعقبه، في العام التالي، بالدعوة إلى أول مؤتمر صهيوني عالمي، في مدينة "بازل" Basil السويسرية، الذي تأسست من خلاله، "المنظمة الصهيونية"، عام 1897. وهكذا انطلقت الدعوة لتحقيق القومية اليهودية، فكراً وممارسة وحققت، خلال المائة عام الأولى من تاريخها، معظم ما دعت إليه، وربما بأكثر، وأسرع، مما كانت الحركة الصهيونية نفسها تتوقع.

تتعقب الصفحات التالية، الجذور التاريخية للدعوة الصهيونية، ومفكريها، الذين مهدوا لها، في بدايات القرن التاسع عشر، والظروف والعوامل، التي ساعدت على:

1. بلورة الدعوة الصهيونية، وانتشارها، ونجاحها في أوروبا.

2. اختراقها، وتوطينها، واستيلائها على فلسطين.

3. امتداد الحركة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ونمو نفوذها فيها. وقد تزامن ذلك مع إعلان ولادة الدولة اليهودية، التي سميت بإسرائيل.

من المفارقات التاريخية أن الصهيونية، كدعوة قومية يهودية، تزامنت بدورها، مع دعوة "القومية العربية". ولأنهما تنازعا "الوطن" نفسه، فلسطين عربياً، و"ايرتز إسرائيل" يهودياً، فقد كان ما كان من صراع بينهما، انتصرت، في معظم جولاته، القومية اليهودية "المصطنعة" على القومية العربية "الأصيلة". ووقف الشمال والغرب، عموماً، مع القومية المصطنعة؛ ووقف الشرق والجنوب عموماً، مع القومية الأصيلة. وكانت بعض جولات هذا الصراع الطويل مسلحاً ودموياً، وبعضها الآخر سياسياً وسلمياً. وبعد مائه عام من بداية كل من القوميتين العربية واليهودية، فإن الصراع ما يزال دائراً، بطرق مختلفة وعلى مستويات متباينة.