إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / انهيار الاتحاد السوفيتي






جمهوريات الاتحاد السوفيتي
جمهورية مولدافيا
جمهورية أوزبكستان
جمهورية أوكرانيا
جمهورية لاتفيا
جمهورية ليتوانيا
جمهورية أرمينيا
جمهورية أستونيا
جمهورية أذربيجان
جمهورية تركمنستان
جمهورية جورجيا
جمهورية روسيا الاتحادية
جمهورية روسيا البيضاء
جمهورية طاجيكستان
جمهورية كازاخستان
جمهورية قيرقيزستان
رابطة الكومنولث الجديد



الفصل الأول

الفصل الأول

الاتحاد السوفيتي والحرب الباردة

       بدت خريطة العالم، بعد الحرب العالمية الثانية، مختلفة تمام الاختلاف عنها قبل الحـرب، فقد أخذت قيادة العالم الرأسمالي تنتقل شيئاً فشيئاً من يد فرنسا وبريطانيا إلى يد الولايات المتحدة الأمريكية. إذ فقدت فرنسا مركزها؛ نتيجة سقوطها أولاً تحت الاحتلال الألماني أثناء الحرب، وفشلها ثانياً في الاحتفاظ بإمبراطوريتها بعد الحرب، كما حدث في الهند الصينية، أما بريطانيا فقد تصدرت في أعقاب الحرب، الصراع ضد الاتحاد السوفيتي، ولكنها لم تلبث أن عجزت عن تحمل أعباء الصراع اقتصادياً، ثم أشهرت إفلاسها في فبراير 1947، حيث أعلنت عجزها عن تحمل نفقات التزاماتها في أوروبا. ومن ثم أعلن الرئيس الأمريكي هاري ترومان، في الشهر التالي، استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لتحمل هذه الالتزامات جزءاً من سياسة المحافظة على استعداد شعوب العالم الحر ضد التهديد الشيوعي. ومنذ ذلك الحين انتقلت المبادرة في الشؤون الغربية إلى يد الولايات المتحدة الأمريكية بصفة مطلقة، وأعلن جورج مارشال وزير الخارجية الأمريكية مشروعه الذي هدف إلى إنقاذ الاقتصاد الأوروبي من الانهيار.

       وقد ساعد على صعود الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذا المركز في قيادة العالم الرأسمالي، امتلاكها القوة النووية وحدها دون آية دولة رأسمالية أخرى. فقد وضعها هذا السلاح في موضع الحامي للعالم الرأسمالي من الخطر الشيوعي. وكان الخوف من الاتحاد السوفيتي يجتاح الولايات المتحدة الأمريكية، التي بنت سياستها في ذلك الحين على ما عرف باسم سياسة الاحتواء، التي أسهم في إعدادها جورج كينان أكبر الخبراء الأمريكيين في الشؤون السوفيتية في ذلك الوقت.

       أما الاتحاد السوفيتي فقد بدأ نجمه يتصاعد قوة ونفوذاً وبصورة مطردة في سماء النظام العالمي، منذ نهاية الحرب الثانية، حيث أخذ يتربع خلال فترة الستينيات على قمة النظام العالمي ليصبح إحدى القوتين العظميين المنفردتين بالهيمنة على المجتمع الدولي ومقدراته حرباً أو سلماً.

       نجحت النظم الشيوعية، خلال سنوات قوتها، في أن تدخل في تنافس مع الغرب، خاصة من الناحية العسكرية، وناصرت حركات التحرر، كما حدث في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، كما أنها أقلقت الغرب وأدت إلى هزيمته في فيتنام، وأصبحت لها قوة نووية تقف لتنافس الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي من خلال تكتل عسكري يتمثل في حلف وارسو. والواقع أن الاتحاد السوفيتي، كان يمثل حجر الزاوية في الحفاظ على التوازن الإستراتيجي الدولي، من خلال وقوفه مع دول العالم الثالث ومساندة قضايا التحرر في العالم.