إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / انهيار الاتحاد السوفيتي






جمهوريات الاتحاد السوفيتي
جمهورية مولدافيا
جمهورية أوزبكستان
جمهورية أوكرانيا
جمهورية لاتفيا
جمهورية ليتوانيا
جمهورية أرمينيا
جمهورية أستونيا
جمهورية أذربيجان
جمهورية تركمنستان
جمهورية جورجيا
جمهورية روسيا الاتحادية
جمهورية روسيا البيضاء
جمهورية طاجيكستان
جمهورية كازاخستان
جمهورية قيرقيزستان
رابطة الكومنولث الجديد



الفصل الثالث

الفصل الثالث

انهيار الاتحاد السوفيتي والإنذار الأمريكي

       بعد انقلاب أغسطس 1991، تسارعت التطورات، في وقت بدأ فيه ميخائيل جورباتشوف يفقد قدرته على ضبط إيقاع هذه التحولات المتسارعة، ولم يجد في وسعه سوى أن يهدد في 27 أغسطس 1991 بالاستقالة من منصبه إذا ما تم تفكيك الاتحاد السوفيتي في أعقاب تزايد إعلانات الاستقلال. وفي محاولة أخيرة لاستعادة نفوذه المفقود في الداخل والخارج لصالح الرئيس الروسي بوريس يلتسين دعا جورباتشوف إلى إجراء تغييرات جذرية في الدستور تسبقها مفاوضات من أجل إقرار معاهدة اتحادية جديدة، وقد وافقت على ذلك إحدى عشرة جمهورية اتحادية، حيث امتنعت جورجيا عن الاشتراك في المفاوضات التي جرت لإعداد المعاهدة الجديدة.

       وفي 8 ديسمبر1991، أعلن زعماء الجمهوريات السلافية الثلاث في مينسك عاصمة روسيا البيضاء عن تشكيل الرابطة الجديدة، وجاء في الإعلان أن الهدف هو: إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية جذرية وتعزيز الأمن والسلام في العالم، مع تنفيذ كافة التعهدات الدولية المترتبة على المواثيق التي أبرمها الاتحاد السوفيتي في السابق، وحرص زعماء الجمهوريات الثلاث المُؤسسة للكومنولث الجديد،على تأكيد انتهاء الاتحاد السوفيتي بوصفه دولة فيدرالية وإلغاء الهياكل والمؤسسات الاتحادية بما فيها مؤسسة الرئاسة، الأمر الذي كان يعني إلغاء أي دور للرئيس ميخائيل جورباتشوف.

       وسعي جورباتشوف من جانبه إلى حشد الجهود ضد الإعلان الجديد، وركز في البداية على الطعن في دستورية الإعلان، على أساس أنه صادر من رئيسي جمهوريتي روسيا الاتحادية وروسيا البيضاء ورئيس برلمان أوكرانيا، دون أن يصدر عن برلمانات هذه الجمهوريات، هذا بالإضافة إلى التأكيد على أن قراراً من هذا النوع لا بد أن يصدر عن البرلمان الاتحادي ـ مجلس نواب الشعب، وفي الوقت نفسه سعي جورباتشوف إلى استقطاب المؤسسة العسكرية لتأييد موقفه ومعارضة الإعلان الجديد، إلا أن زعماء الكومنولث نجحوا في الحصول على موافقة برلمانات الجمهوريات الثلاث على الإعلان، كما تصدى يلتسين لرغبة جورباتشوف في عقد جلسة للبرلمان الاتحادي أو الدعوة لاستفتاء عام على حل الاتحاد، مؤكداً أن البرلمان الاتحادي من المؤسسات التي حلها الكومنولث الجديد، ومن ثم لا يمكن عقد اجتماع على الأراضي الروسية. كما نجح قادة الكومنولث الجديد في استقطاب المؤسسة العسكرية، واضطر جورباتشوف، إزاء هذا الوضع، إلى التسليم بالأمر الواقع، ولاسيما بعد أن أعلنت جمهوريات آسيا الوسطى الخمس تأييدها للكومنولث الجديد، كما أيدته كل من أرمينيا وأذربيجان، وأصبحت جورجيا الجمهورية الاتحادية الوحيدة خارج إطار الكومنولث[1]، ومن هنا كان لابد لجورباتشوف من الاستقالة وإنهاء وجود الاتحاد السوفيتي بوصفه دولة فيدرالية، وهو ما حدث في أعقاب اجتماع الماتا عاصمة كازاخستان في 21 ديسمبر 1991.

 



[1]  انضمت جورجيا إلى الاتحاد بعد عام من إعلانه وأصبح الكومنولث 12 جمهورية بدلاً من 11.