إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / ثورة 23 يوليه، في مصر




وثيقة التنازل عن العرش
وداع علي ماهر
محمد نجيب وعبدالناصر
محاصرة قصر عابدين
مع ضباط الكتيبة (13) مشاة
لقاء مع الإخوان المسلمين
مقر مجلس قيادة الثورة
مقر رأس التين بالإسكندرية
اللواء محمد نجيب وعلي ماهر
الملك فاروق والسفير البريطاني
الملك فاروق في احتفال
البيان الأول للثورة
اليخت الملكي المحروسة
الرسالة الموجهة للملك فاروق
اجتماع مجلس قيادة الثورة
تعليمات بعودة اليخت المحروسة
دبابة أمام قصر المنتزه
زيارة للوحدات العسكرية





الملحق الرقم (3)

ملحق

من "الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني"[1]

إلى ضباط الجيش

       تعمد بعض الحكومات التي لا ترتكز على سند شعبي إلى اتباع سياسة تتعارض مع مصالح الشعب الحيوية وتتنافر مع مطالب فئاته الرئيسية رغم إننا نلاحظ أن أغلبية الشعب العظمى تقع فريسة ضائقة اقتصادية تحيط بها إحاطة تامة فتحيل حياتها ذلاً وقسوة ورغم ذلك تأبى هذه الحكومات إلا أن تزيدها عنتاً على عنت وتحملها إرهاقاً فوق إرهاق.

       وقد مرت على الموظفين بمختلف طوائفهم محنة قاسية عام 1938 عندما عمد أحمد ماهر وزير مالية محمد محمود إلى خفض المرتبات عموماً دون اهتمام بصرخات الطوائف واحتياجاتها لكنه فشل مع الجيش حيث نجح مع الجميع وما كان ذلك إلا لاتحادهم وتعاونهم ووقوفهم في وجه الطغيان كالصخرة الصلدة لا تهن ولا تلين.

       وظلّت هذه الحكومات تتبع هذه السياسة الخرقاء حتى أُعلنت الحرب وطغت على العالم موجه الاتجاه نحو العدالة الاجتماعية وإنصاف المظلوم ونصرة الضعيف. وسرى الوعي بين أفراد الشعب، وعرفت مختلف الطوائف أن حقهم مغتصب وأن حقوقهم مهيضة فبدأوا يتكتكون ويتحدون للحصول على مطالبهم حتى تزيل عنهم قسوة العيش ومرارة الحياة والتقت معهم بعض الحكومات في منتصف الطريق فأعطتهم جزء من كل ونصفت بعض الطوائف دون الكل.

       وانتهت الحرب وواجه العالم مشاكل السلم وكان من أشدها تعقيداً هذه التي تتعلق بطبيعة الحياة ووسائل المعيشة فهبّت الطوائف جميعاً من قضاء ورجال بوليس ومدرسين ومهندسين وعمال تطالب بحقوقها وتكافح في سبيل نيلها. ولما وقفت منها الحكومة الحاضرة موقفاً سلبياً يدل على التعنت والتجبر أضربت وأعلنت أنها لن تحيد قيد أنملة عن تنفيذ مطالبها. واضطرت الحكومة أن تنبذ موقفها السلبي إزاء تعاونهم واتحادهم وقوة تصميمهم.

       نالت معظم هذه الفئات مطالبها وبقي الجيش حيث هو فارتد من المقدمة إلى المؤخرة. فلم تعد مرتبات الضباط بالتي ترنو إليها الأبصار إزاء مرتبات رجال القضاء مثلاً وأصبح البعض يظل في رتبته خمسة أعوام ويزيد دون علاوة أو ترقية وليت الأمر وقف عند الضباط فإن حال الصولات والصف والعساكر بما لا يحتاج إلى شرح ولا يستدعي توضيح.

       إن مرتبات رجال الجيش قد بلغت حداً من الضعف لا يتناسب مع طبيعة أعمالهم ورغم ذلك فلم تصدر عنهم صيحة تطلب حقهم المهيض ولم تبد منهم نزعة تنادي بمطالبهم الواضحة علماً بأن هذا هو السبيل الوحيد للوصول إلى تحقيق المطالب في هذه الأيام التي أصبحت فيها الحكومات لا تخضع إلاّ لعامل التهديد والقوة والاتحاد.

       إن الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني لتؤيد ضباط الجيش تأييداً كاملاً في كل ما من شأنه أن يرفع مستواهم المعيشي هم والجنود معاً ذلك أن الجيش متكون أساسياً من أبناء الشعب ولذا فإن لمطالبه صدى واضحاً في النفوس وتأييداً قوياً في القلوب ولأن الجيش حصن من حصون الأمة في الدفاع عن أراضي الوطن وتحقيق استقلاله والذود عن سيادته وكرامته.

 



[1]  أوراق السفير جمال منصور، من الضباط الأحرار، أحد منشورات الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني.