إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / ثورة 23 يوليه، في مصر




وثيقة التنازل عن العرش
وداع علي ماهر
محمد نجيب وعبدالناصر
محاصرة قصر عابدين
مع ضباط الكتيبة (13) مشاة
لقاء مع الإخوان المسلمين
مقر مجلس قيادة الثورة
مقر رأس التين بالإسكندرية
اللواء محمد نجيب وعلي ماهر
الملك فاروق والسفير البريطاني
الملك فاروق في احتفال
البيان الأول للثورة
اليخت الملكي المحروسة
الرسالة الموجهة للملك فاروق
اجتماع مجلس قيادة الثورة
تعليمات بعودة اليخت المحروسة
دبابة أمام قصر المنتزه
زيارة للوحدات العسكرية





الملحق الرقم (4)

ملحق

إلى ضباط الجيش[1]

      اجتمعت كلمتنا على مطالب عادلة لا مغالاة فيها ولا إسراف، وأُرسلت هذه المطالب إلى الجهات المختصة منذ شهور ونشرتها جميع الجرائد المختلفة فكانت محل تأييد وتحبيذ من الجميع. وعقد النادي اجتماعاً ضم شمل عدد كبير وقد حضره الوزير عندما علم به ووعد أنه سيجيب المطالب ورغم أنها قد أُرسلت إليه من شهور فقد آثرنا أن نوصلها ليده وأمام الجميع.

فقام بذلك اللواء عثمان باشا المهدي واتفق الجمع الحاشد على أن الموعد ينتهي في (15فبراير) هو أقصى ما يسمح به الصبر وأطول ما يتسع له الموعد.

ونحن ما زلنا في انتظار ذلك الوعد لنرى وفاء الوعد ونتيجة العهد.

ولكن لمّا كانت مصلحة الجيش ورفعته هي رائدنا الأول ووحينا الأكبر كان لزاماً على جبهة الضباط أن توضح لكم أنه قد يغرق الجيش في طوفان من التضليل لصرف أنظارنا عن مطالبنا الرئيسية الأساسية التي لا نقبل بأقل منها بديلاً. فقد علمنا أنه قد تصدر نشرة تشمل ترقيات كثيرة، وليس في هذا تحقيق أي مطلب من مطالبنا.

      وقد يقال أن الجيش في طريقه إلى الاتساع ولكن نحن نتكلم عن الوقت الحاضر عن المستوى المادي والأدبي للرتبة ذاتها وليس لأشخاصها.

      وقد تُتّبع سياسة الوعود من جديد وهي سياسة تنفع مع الجميع إلاّ رجال الجيش الذين لا يثقون في وعود لا تُصحب بأعمالٍ.

      وقد تعمل محاولة لتفرقة طوائف الجيش من بعضها فيحققون بعض مطالب الضباط على حساب الجنود أو العكس وهي محاولة فاشلة إذ أننا نشعر مدى ما يعانيه الجنود من شظف وبؤس وإلى أي مدى ينعكس ذلك على أعمالهم وتفكيرهم وروحهم المعنوية.

أيها الضباط اتحدوا… واحذروا عوامل التفرقة

واجتمعوا جميعاً بالنادي في (15 فبراير) لإملاء كلمتكم.

                                                              جبهة الضباط


إلى ضباط الجيش[2]

      وأخيراً ها هو القضاء العادل يفصل فيما لفقه المغرضون المنافقون في تلك التهمة التي حبكت لهؤلاء الأبرياء من الضباط ـ وتحفظ النيابة القضية الجنائية المنسوبة إليهم ـ وسوف يتبع ذلك ـ إن شاء الله حفظ تلك القضية إدارياً أيضاً ما دامت النيابة قد حفظتها جنائياً.

       ولقد ظهرت حقيقة الفريق إبراهيم عطاالله باشا ـ سافرة واضحة ـ وشاءت العناية الإلهية أن تخلق من الشر خيراً، ورب ضارة نافعة - فبينما نراه في مستهل هذه القضية يحيك المؤامرات لهؤلاء الضباط ويفتري عليهم تلك الافتراءات الضخمة التي لا يمكن أن يفكر فيها جندي بسيط ولا مصري يجري في دمائه ماء النيل ـ الخيانة العظمى .. يالها من تهمة نكراء أعمى الحقد بصيرة رئيس هيئة أركانحرب حتى يصف بها هؤلاء الضباط الذين أقسموا يمين الولاء والفداء لجلالة الملك رمز أمانتهم ومعقد آمال وطنهم لقد كانت جريمتهم في نظره كشفهم الستار عمّا يدور في الخفاء من مآسي خلقية ـ ومحاولتهم البريئة السليمة لإصلاح حال الجيش بواسطة تلك المنشورات التي لم تقف عن الصدور حتى بعد اعتقالهم.

       إن عجز الجيش في معداته وعتاده المسؤول الأول عنه هذا الفريق الذي نُكب به الجيش إبراهيم عطاالله باشا وها هو بعد أن يدمغ القضاء العادل افتراءاته ويظهر كذبه صراحة ـ نراه قد انزوى بعيداً وينعم باجازة طويلة لأسباب صحية !!!

      نعم لقد انزوى، فليست لديه الشجاعة الكافية لمواجهة الناس بعد هذا الافتراء المشين ومن ثم بعد هذه الفضائح التي كشف عنها الستار، ثم نرجع فنقول، ورب ضارة نافعة.

اتحاد ضباط الجيش


خطاب مفتوح[3]

إلى حضرة صاحب السعادة رئيس أركان حرب الجيش وياور جلالة الملك

       يا صاحب السعادة ـ الآن وقد جبتم أوروبا وأمريكا أو بمعنى آخر معظم بلاد العالم المتمدينة رأيتم بأعينكم ما عليه جيوش تلكم البلدان من حسن القيادة والتدريب والتسليح والتنظيم ولمستم ما لهذه الجيوش من تأثير في مركز الدولة سواء في الداخل أو في الخارج ـ وإننا لنرجو أن يكون الأثر الذي في نفسك مما شاهدته ولمسته عن كثب هو أن تهيأ لجيش مصر أن يقوم بما عليه من تبعات هي في الواقع أجسم مما على جيوش أمريكا وإنجلترا وفرنسا.

       يا صاحب السعادة .. ما كان لنا أن نتهم شخصاً ما بأية تهمة كانت سواء تهمة التقصير أو الإهمال عن عمد إلا بعد أن نقنع أنفسنا أننا أبلغناه ما يجب وما لا يجب وما يأخذ وما يدع ثم نرى النتيجة. )إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا( (الإسراء: 7).

       يا صاحب السعادة .. إن جيش مصر في حالة لا يمكن أن توصف بأقل من أنها في فوضى فلا تنظيم ولا تسليح ولا تدريب ولا قيادة ولا ضبط ولا ربط. إذ شغل الجيش بكل شيء إلا عمله الأساسي فتراه في الأفراح والمآتم ـ وتراه يعمل لجميع الوزارات في غير ما داع اللهم إلا جهل طالب العمل وملبي النداء وليس المجال الآن مجالاً للتفصيل.

       إن الأنوار الكاشفة لتكشف الآن لكل ذي بصيرة عمّا وصل إليه الجيش من فوضى ـ هذه حالة أجملناها ـ أما ما نريده فهو يحتاج لمجلدات ولكنا نختصره في الآتي:

أولاً: التجنيد الإجباري وأن يكون التصديق عليه هذا العام وألاّ يكون المرسوم الصادر بعرضه للتخدير.

ثانياً: تنفيذ تشكيل الفرقة التي وُضع تصميمها ورُفع للجهات المختصة سواء صُدِّق على الطلبات المالية أو لم يصدق وأنت خير من يفهم هذا الكلام.

ثالثاً: وضع سياسة ثابتة للوصول بالجيش إلى العدد المطلوب في خمس سنوات وأن يبدأ التنفيذ يناير 1948.

رابعاً: أن يقوم الجيش بالتدريب ولا يلبي أي طلب إلا إذا لم يكن هناك مناص من ذلك. كحالات الثورة الفعلية وعجز البوليس عن قمعها.

خامساً: أن يسود العدل الجيش وأن يطمئن الضباط على مستقبلهم وذلك بعدم ترك أي ضابط في الترقي إذا حل دوره إلا إذا كان بحكم مجلس عسكري وذلك من رتبة ملازم إلى رتبة صاغ  ثم يكون الترقي من رتبة صاغ إلى رتبة بكباشي التي هي رتبة القيادة ـ من خريجي كلية أركان حرب أو الضباط العظام حرف أ.

سادساً: أن يقتصد في الرتب وتكون الرتب في القيادة كما هي في الجيش البريطاني فمثلاً اليوزباشي قائد السرية والبكباشي قائد كتيبة … الخ.

الخاتمة: إن ما كتبناه قطرة مما يجب اتخاذه ولكن على ما تقدم باعتبار الأهمية القصوى بإمكان التنفيذ في الحال.

       يا صاحب السعادة .. كلنا أمل في إجابة ما كتبناه في بحر شهر يونيه وعلى الأقل إلقاء محاضرة على ضباط الجيش فيما تنوونه من سياسة ـ ونرجو ألا تكونوا قد ذهبتم إلى الخارج وكلفتم الحكومة ما كلفتم إلا وأنتم قد استفدتم الكثير وعرفتم أن الأمم بجيوشها وأن الجيوش بقادتها.

وتفضلوا يا صاحب السعادة بقبول فائق الاحترام ،،

ضباط الجيش

__________

الحرس الوطني

لقد أخطأت يا صاحب الدولة[4]

       أخطأت لتهاونك في مساعدة فلسطين مساعدة فعالة لتضمن استقلالها وكم كان ذلك سهلاً ميسوراً لو كنت جاداً في تقديم العون لهذا الوطن العربي الذي أصيب بالداء البريطاني فانتهى به الحال إلى ما نرى اليوم.

       كان في الإمكان عن طريق تدريب أبناء فلسطين في مصر والسماح بالتطوع كما فعلت معظم الدول العربية والانتفاع بما خلفته الجيوش المتحاربة في صحاري مصر حسم الموقف منذ أمد بعيد ولكنك لم تفعل خشية تعارض ما سبق والسياسة البريطانية والخوف من عودة أبناء مصر إليها بعد ممارسة فن القتال ولانشغالك بالمنازعات الحزبية التافهة التي يثيرها قوم نسوا مصلحة مصر فأضروا بقضية الشرق كله للمطالبة بالعودة إلى أحكام الدستور وهم أدرى الناس بسعة ثوبه ووسائل تسخيره لمصالحهم الخاصة من السهل أن يدرك كل مصري أن قيام دولة صهيونية أو بقاء الإنجليز أو عملائهم في فلسطين تهديد مباشر لاستقلال وسلامة مصر ولكنك أتحت الفرصة للملك عبدالله بإحجامك عن تقديم المساعدة الفعالة أن يقيم دعائم سياسته في فلسطين رغم علمك بخبث نواياه وارتباطه بمعاهدة مهينة مع بريطانيا رفض إشراك دول الجامعة في مباحثاتها لعلك يا صاحب الدولة لم تسجل بعد خاتمة هذه المؤامرة التي أتقن الإنجليز حبك حلقاتها يترك مستقبل فلسطين معلق بالوفاء بوعد الجلاء عقب استتاب الأمور من الملك عبدالله فتكون بذلك قد أضعت مستقبل هذه البلاد وساعدت على ظهور سوريا الكبرى ووضعت غداره تبقى مصوبة إلى قلب مصر ما بقي الملك عبدالله جاداً في تحقيق أحلامه.

       إن أي ضرر يلحق بفلسطين سيلحق بمصر عاجلاً أو آجلاً وستكون يا صاحب الدولة مسؤولاً أمام شباب مصر والتاريخ إنك راحل والمستقبل لمصر ولنا فاعمل جاهداً على أن لا تترك لأبنائك صعاباً جمة في إمكانك تلافيها وإصلاح أخطاء سبق أن ارتكبها غيرك.

       إننا نطلب منك أن تقوم مصر بواجبها نحو فلسطين وأن تعتبر الحدود الفلسطينية المتاخمة لنا هي خط دفاعنا الأول ضد الصهيونية وذلك بتسليح جبهة فلسطين الجنوبية بالطرق التي تعرفها وتزويد القيادة المصرية بضباط مصريين متطوعين يأخذون على عاتقهم تحرير فلسطين من ربقة الاستعمار والصهيونية.

       إننا نطلب منك أن يكون جنوب فلسطين جبهة يتدرب فيها ضباط جيش مصر حتى يكونوا قـادرين على تحمل أعباء المستقبل الجسام. هذه يا صاحب الدولة رغبة الضباط الذين أثبتوا صدق وطنيتهم والذين أقاموا من أنفسهم حراساً على مصر والشرق العربي يذودون عنه خطر الاستعمار والشيوعية.

ضباط الجيش

_____________

خطاب مفتوح إلى رئيس هيئة أركان حرب الجيش[5]

       إن الجيش أولاك ثقته فأفقدته إياها وتوليت إدارته فبئست إدارتك وتزعمت رئاسته فكنت الطاغية المستبد.

       إن هذا الجيش الذي جمع نخبة ممتازة من أبناء الوطن العزيز الذي يشعر أفراده بواجبهم نحو مليكهم وبلادهم العزيزة لن يتركوا في يدك زمامه لتقوده إلى هذا الانحدار الساحق الذي يسير فيه الجيش.

ـ إنك أمرت بالقبض على جماعة من الضباط هم فخر الجيش وعماده متهماً إياهم بروح التآمر .. ألا فاعلم أن هذه الروح التي تدعونها عليهم تتأجج مكبوتة في نفس كل منا، وقد زادها اشتعالاً هذا الاعتقال الظالم.

ـ إنك زعمت أن هذه الفئة موجهة ضد العرش .. كيف تسوغ لك نفسك أن تزج بهذا التاج المقدس في هذا المضمار؟ .. ألا تعلم أننا ضباط الجيش قد أقسمنا يميناً لن نحنث فيه أبد الدهر ـ يمين الولاء والإخلاص لصاحب العرش المفدى الذي تثبت الأيام صادق وطنيته وعالي همته ودوام رعايته لشعبه وجيشه.

ـ إنك بهذا أردت أن تغطي موقفك الفاضح، وتكبت هذا الشعور الذي يتأجج في نفس كل منا فمن طالب بحقه اتهمته بالتآمر، ومن نادى بالإصلاح رميته بالخروج على النظام العسكري، ومما يزيدنا عجباً أنك تتهم هؤلاء الضباط بالتآمر على اغتيالك .. لا يا معالي الباشا إن أيدي الضباط لتعلو كثيراً على هذا.

ونحب أن نؤكد لك أنه إذا أصاب هؤلاء الزملاء أي مكروه نتيجة لألاعيبكم ومكائدكم لتجعل منهم عبرة لباقي الضباط كما صرحت ـ فإن ذلك سيكون فتيل الاشتعال وستندلع نار الثورة المتأججة في نفس كل منا ..

وتأكد أننا لسنا بغافلين عما تعملون للإيقاع بهؤلاء الأخوة الأعزاء.

ـ وإن رغبتك في الظهور بمظهر المنقذ للعرش والبلاد من مؤامرة ـ ما هو إلا تغطية لأعمالك التي لن نستطيع عليها صبرا بعد الآن.

ـ ألا تعلم أننا جميعاً لولا أن حظينا بشرف قيادة الفاروق لما توانينا ثانية واحدة في أن نخلع عنا الزي العسكري ونلقيه في وجهك بعد أن أصبته بطغيانك وشوهت حقيقته وتركت مرتدينه ألعوبـة في يد الحكومـات لصد تيار الشعب في مطالبه الوطنية والاجتماعية حتى جعلت من الجيش أبغض الفئات للمصريين ـ ينظرون إليه على أنه الحائل الوحيد بينهم وبين الحياة الحرة الكريمة

ـ وليس أدل على شعورك أنت وأذنابك ـ من إصدارك هذه الأوامر التعسفية التي أصبح بها الضباط شبه معتقلين في ثكناتهم.

ـ اعلم أننا صابرون على هذه الصغائر لا عن خوف ولكن عن إيمان بأن يومنا المنشود قد قرب لخدمة وطننا ومليكنا.

ـ إننا جنود … الفاروق قائدنا … والشجاعة صفتنا … والجهاد شعارنا …

ضباط الجيش

 

____________

من صولات وضباط صف الجيش

إلى مولانا قائد الجيش الأعلى[6]

مولانا

منذ نيف وخمسين عاماً أو تزيد اندلعت لهيب الثورة السودانية بزعامة المهدي. وجردت الحكومة المصرية جيشا لخوض غمارها فبرز من بين الصفوف ضباط صف امتازوا بالبسالة والشجاعة والإقدام فنالوا إعجاب قوادهم ورقي الكثير منهم إلى رتب الضباط تقديراً لهم وتشجيعاً لغيرهم حتى وصل بعضهم رتبة الاميرالاي. وسار الجيش بعد ذلك على هذا النظام إلى أن جاء عام 1924 وصدرت الأوامر بسحب الجيش من السودان ومعه جميع الضباط الذين كانوا بالوحدات السودانية فزاد بذلك عدد الضباط بالنسبة لعدد الجيش ونقل الكثير منهم إلى البوليس ومصلحة السجون وغيرها واكتُفي بالعدد الذي تخرجه الكلية الحربية. ثم نكبت مصر في سنة1930 بوزارة صدقي باشا فأصدرت القانون بمرسوم 60 سنة 1930 الذي كان يقضي بتسريح صولات الجيش بمجرد أن يتم الصول عشر سنوات خدمة وهي الرتبة التي يصل إليها الجندي بعد أن استبعدت فكرة الترقي إلى رتبة الضباط. ثم جاءت بعد ذلك الحرب الأخيرة فزاد عدد الجيش واقتضت حاجة الجيش إلى استبقاء الصولات وكذلك بعض ضباط الصف الأكفاء للانتفاع بمواهبهم الفنية في العلوم العسكرية والأعمال الإدارية فقاموا بكل ما كان يوكل إليهم من أعمال خير قيام طوال مدة الحرب وبعدها حتى الآن.

مولانا

لقد شهدت بكفاءتنا الحربية أعظم قواد الجيوش الأجنبية كما شهد لنا كبار قواد الجيش كتابة وفي الأوراق الرسمية. وقد انتهت الحرب وتغيرت معالم الدول. وحالتنا من أسوأ ما يكون بل ونزلت بنا إلى الحضيض من جميع الوجوه ولم يزد علينا اللهم إلا الفقر والعري والجوع.

مولانا

لقد أفنينا شبابنا ووهبنا الوطن أرواحنا. وتجاوز الكثير منا سن الأربعين منها عشرون سنة في الخدمة ومنها سبعة عشر عاماً في رتبة الصول. والغريب أن النظام الحاضر يقضي بأن يستمر الصول في الخدمة إلى سن الخامسة والخمسين، ومعنى هذا أن يقضي الواحد منا حياته صولا ويموت صولا فهل هناك أغرب وأعجب من هذا في بلد تتزعم أمم الشرق.

مولانا

لقد يئسنا من هذا النظام الفاسد ولم نجد معنى لقيامه الآن في جيش ترنو إليه عيون الأمم عـامة والشعب خـاصة. وإننـا نهيب بجلالتكم مما أوتيتم من حصافة في الرأي وسديد الحكمة أن تقضوا على هذا النظام بإعادة الجيش إلى قديم عهده بترقية من هم أهلاً للترقية من الصفوف إلى رتبة الملازم أول مباشرة كما هو متبع في جميع جيوش العالم إحياءاً لروحهم وإحياءاْ للجيش وإحقاقاً للحق بنسبة تتناسب مع ما تخرجه الكلية الحربية من ضباط.

مولانا

إن 30 % من ضباط الجيش يقومون بأعمال فنية هي أبعد ما تكون من عمل الضابط ومن الغرض الذي من أجله لحق بالكلية.

مولانا

نحن عماد الجيش. وتلك صيحتنا نرسلها إلى قائدنا الأعلى لتتدارك الأمر بما أوتيتم من حكمة قبل أن يفوت الأوان ويفلت الزمام.

صولات وصف وعساكر الجيش

 

_________________

بسم الله الرحمن الرحيم

منشور[7] رقم (2)

)يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ( (الصف: 8)

(قرآن كريم)

       لم يقف تبجح الحكومة المصرية عند إشاعة الفساد خلقياً واجتماعياً وسياسياً بل امتدت يدها الأثيمة إلى حل جماعة الإخوان المسلمين أتدرون السر؟

       إنه المستعمر رأى في هذه الجماعة روح العمل والكفاح المنتج لتحكيم مبادئ "القرآن الكريم" )وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُون( (المائدة: 44).حدثوني بربكم من يخشى هذا الأمر؟

       إنه كل منافق فاسق أو جاحد أثيم. سيبرز الشيطان على ألسنة بعضهم قائلاً انهم يتخذون الدين ستاراً لوصولهم الحكم لنخاطبهم وشياطينهم قائلين حكموا كتاب الله فستجدونا أول ملب وخير مطيع، فإن أبيتم إلا الجحود والنكران فسنحارب فيكم روح الشر والفتنة والضلال. )أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ( (الحج: 39).

       إلى الرأي العام المصري والعربي نتوجه قائلين هذه قضيتنا وتلك حجتنا على أن نعيش من أجلها ونفنى في سبيلها وإن فناء في الحق لهو عين البقاء ـ فاعملوا لها في مجالسكم وشجعوها بأعمالكم ولا تستمعوا إلى قول حاكم فاسد أو عالم مأجور حتى لا تكونوا كمن قالوا: )رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ، رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا( (الأحزاب: 67: 68).

       والله أكبر         ولله الحمد

الإخوان المنحلة

_________________

 

يا رجال الجيش يا أبناء الشعب[8]

       بعد أن ذهبت وزارة الوفد التي أرغمت على الخضوع للرأي العام والضغط الشعبي للسير في الطريق الوحيد الذي يضمن تحقيق مطالب مصر وهو الكفاح المسلح الدواء الناجح لشفاء البلاد من داء الاستعمار وعندما أسندت الأمور لعلي ماهر أدى واجبه على أتم وجه بإيقاف حركة المقاومة واستغلال الأحكام العرفية للقبض على الفدائيين والسماح للعمال بالعودة لخدمة القوات البريطانية وكان من الواجب بعد ذلك أن يبعد علي ماهر ليحل محله آخر لأداء الواجب الثاني وهو تحويل المعركة بيننا وبين الإنجليز إلى معركة بيننا وبين أنفسنا فتنصرف أنظار الشعب عن قتال الإنجليز إلى التنازع والتناحر الذي قاست منه البلاد وما زالت تقاسي الأمرين حتى وطئت أقدام المستعمر أرض الوطن.

       هذه حقائق ملموسة نسوقها إليكم يا رجال الجيش حتى تتدبروا الأمر وتعدوا للغد المظلم عدته للتخلص من مخالب هؤلاء الطغاة المنتدبين من قبل المستعمرين لتنفيذ السياسة الاستعمارية التي تضمن إبقاء البلاد لهم والتي تكفل القضاء على أية محاولة يفكر فيها أي من بنيها الأحرار وأمام هذا الخطر المحدق بالوطن لا يسعنا إلا أن نطالب بما يلي:

1. جلاء القوات البريطانية جلاءً عاجلاً ناجزاً دون ما شرط أو قيد يقيد مصر بما لا يتفق ومصلحة شعبها مثل الدفاع المشترك أو الضمان الاجتماعي. والاستفتاء الحر في السودان بعد جلاء القوات المصرية والإنجليزية عنه.

2. إلغاء الأحكام العرفية فوراً التي تهدف إلى القضاء على كل مقومات المقاومة الشعبية وإعداد الشباب لمعركة التحرير.

3 . استئصال جميع الخونة من سياسيين وعسكريين وعلى رأسهم حافظ عفيفي والقاتل العام الفريق محمد حيدر وكاتم سره ومساعده الأيمن اللواء سعد الدين صبور.

4. إعادة قوات الجيش إلى ثكناتهم وسحب القوات المعنية بحراسة أعداء البلاد أمثال حافظ عفيفي وعبدالفتاح عمرو.

5. تطهير الجيش ممن أحرقوا روما وما زالوا يعزفون ألحـان الجحيم على أوتار "نيرون" مثل اللواء حسين سرى عـامر واللواء محمود صبحي المستتر حـالياً في الجيش المرابط وباقي أفراد العصابة التي باعت البلاد والجيش لأعداء الوطن واتهموا بالخيانة والسرقة وسوء استغلال النفوذ وعدم التفكير في إعادة اللواء إبراهيم المسيري للخدمة في الجيش بعد تبرئتهم وشكرهم المنتظر أسوة بما سلف. وليكن معلوماً أن اللـواء حسين فريد الذي كان اليوم لا يمثل إلا ذاته فإن سار على السراط المستقيم أيدناه وإن حاد عن جادة الصواب لفظناه.

يا رجال الجيش: إن البلاد تجتاز اليوم مرحلة حاسمة ولقد أصبحت مطالب الشعب واضحة ولم يعد هناك مكان لمنافق فإما مع الشعب وإما عليه. ولن تسمح لنا وطنيتنا بإخماد صيحات الحق والحرية وإنا ننذر كل من يقوم بتمثيل دور شاهين وحيدر وبدر الدين سنة 1919.

ولقد أعذر من أنذر

______________

"أعطِ هذا المنشور لأكبر عدد من زملائك"

=========================

"اللجنة الوطنية لرجال الجيش"



[1]  أوراق السفير جمال منصور، أحد المنشورات السرية التي كان الضباط الأحرار يكتبونها ويوزعونها.

[2]  أوراق اللواء مصطفى عبدالمجيد نصير، أحد المنشورات السرية التي كان الضباط الأحرار يكتبونها ويوزعونها.

[3] أوراق السفير جمال منصور، من الضباط الأحرار، أحد المنشورات السرية التي كان تنظيم الجيش يقوم بطباعته وتوزيعه.

[4]  أوراق السفير جمال منصور، من الضباط الأحرار، أحد منشورات ضباط الجيش.

[5]  المنشور الذي فرق بين الملك وعطا الله باشا. أوراق السفير جمال منصور، أحد الضباط الأحرار. ترتب على هذا المنشور إقالة الملك لرئيس أركان حرب الجيش، عطا الله باشا.

[6]  أوراق اللواء مصطفى عبدالمجيد نصير، من الضباط الأحرار، أحد منشورات صولات وضباط صف الجيش موجهه إلى الملك فاروق.

[7]  أوراق اللواء مصطفى عبدالمجيد نصير، من الضباط الأحرار. أحد المنشورات السرية.

[8]  أوراق اللواء مصطفى عبدالمجيد نصير، من الضباط الأحرار، منشور اللجنة الوطنية لرجال الجيش.