إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / ثورة 23 يوليه، في مصر




وثيقة التنازل عن العرش
وداع علي ماهر
محمد نجيب وعبدالناصر
محاصرة قصر عابدين
مع ضباط الكتيبة (13) مشاة
لقاء مع الإخوان المسلمين
مقر مجلس قيادة الثورة
مقر رأس التين بالإسكندرية
اللواء محمد نجيب وعلي ماهر
الملك فاروق والسفير البريطاني
الملك فاروق في احتفال
البيان الأول للثورة
اليخت الملكي المحروسة
الرسالة الموجهة للملك فاروق
اجتماع مجلس قيادة الثورة
تعليمات بعودة اليخت المحروسة
دبابة أمام قصر المنتزه
زيارة للوحدات العسكرية





الفصل الخامس

الفصل الخامس

ليلة 23 يوليه 1952

مرحلة العمل الإيجابي

        منذ غروب شمس يوم 22 يوليه كان معظم الضباط الأحرار المكلفون بمهام التحرك موجودين بمعسكراتهم تحسباً لأي مفاجآت. واستعدت مجموعة من الضباط الأحرار، تتكون من البكباشي حمدي عاشور، واليوزباشي كمال رفعت، واليوزباشي محمد بلتاجي، وغيرهم، لمهمة القبض على عدد كبير، من كبار قادة الجيش المصري، من منازلهم.

        لم يكن بدر وأحمد فؤاد، من حدتو، وحسن عشماوي، وصالح أبو رقيق من الإخوان المسلمين هم المدنيين الوحيدين الذين عرفوا بتحرك الجيش، قبل موعده. فقد أبلغ البكباشي أحمد أنور شيخاً، في كلية الشريعة، اسمه محمد الأودن، كان يتبارك به، ليدعو لنجاح الثورة. فظل قائماً يصلي طول الليل، حسب رواية أحمد أنور، حتى أذيع البيان الأول للثورة (انظر ملحق البيان الأول للثورة).

        بالنسبة إلى حامية السويس، كان الصاغ لطفي واكد، يعرف التفاصيل والموعد، ولكن نجاح العملية لم يُعرف، إلا بعد اتصال أنور السادات باليوزباشي أحمد طعيمة. وفي بورسعيد قام البكباشي محمد فريد عبدالقادر، بعد نجاح الحركة، بالسيطرة على الموقف، في بورسعيد، وأصبح المسؤول عن إدارة الأمور، حيث مقر شركة قناة السويس، وبعض القناصل الأجانب[1].

تسرب خبر موعد الحركة

        يؤكد خالد محيي الدين أن الخبر تسرب من مصدرين، أحد الضباط الأحرار، وهو الملازم أول حسن محمود صالح، ذهب مسرعاً إلى زملائه، في سلاح المدفعية، ليبلغهم أنه ذهب في المساء إلى بيته ليرتدي زيه العسكري، فشكت والدته في الأمر، وكانت تعلم أنه ليس لديه خدمة في هذا اليوم، وأنه على علاقة بحركة ما، فأسرعت بإبلاغ أخيه اللواء جوي متقاعد، صالح محمود صالح، بشكوكها، فاتصل بحيدر باشا، في الإسكندرية، ليبلغه باعتقاده أن بعض الضباط ينوون عمل شيء ما "الليلة". عرف ضباط المدفعية بهذا النبأ الصاعق، في الساعة السابعة مساء، ولم يكن هناك أي مجال لتغيير أي خطط، فقد سبق أن تقرر عدم الاتصال التليفوني بأي شخص، وكان الجميع قد تفرقوا استعداداً لتحريك قواتهم، وكل ما فعلوه هو أنهم أعادوا الضابط حسن صالح إلى بيته لعله يطمئن والدته، ولعل هذه الطمأنينة تنتقل عبرها إلى أخيه، ومنه إلى حيدر باشا[2]. وقد وصلت هذه المعلومات الخطيرة إلى القصر، والقيادة، بالإسكندرية، في نحو الساعة الثامنة.

        لكن الشك الذي دخل إلى قلب حيدر باشا لم يكن هناك من سبيل لانتزاعه، خاصة وأن معلومة أخرى، من مصدر آخر، عززت الشك لديه حتى أوشك أن يصبح يقينا، فالملازم ممدوح أحمد شوقي (ابن القائمقام أحمد شوقي قائد الكتيبة 13 وابن خالة ثروت عكاشة)، وكان من الضباط الأحرار، حاول أن يكسب في هذا الوقت الحرج ضابطاً آخر هو اليوزباشي فؤاد كرارة، فأبلغه بأن الجيش سيتحرك الليلة، وأسرع كرارة، (الذي كان على صله باللواء أحمد طلعت)، ليبلغ اللواء أحمد طلعت حكمدار بوليس العاصمة الذي سارع، بدوره، بإبلاغ القصر.

        ويذكر عبداللطيف البغدادي كيف علم الملك بتحرك الجيش: "ولم نعلم كيف تسرب الخبر إلى السلطات، رغم الحذر الذي اتخذناه، إلا في صباح اليوم التالي، 23 يوليه، عندما ابلغني عامل التليفون، بمطار مصر الجديدة، أن قائد اللواء الجوي "صالح محمود صالح"، قد طلب منه، في مساء اليوم السابق، توصيله تليفونياً بياور الملك، النوباتجي في سراي رأس التين بالإسكندرية، حيث الملك. وأن عامل التليفون قد استمع إلى الحديث الذي دار بينهما. وقد قام "صالح" بإبلاغ الياور أو بالضابط المنوب بسراي القبة أنه علم أن هناك بعضاً من وحدات الجيش ستقوم في الليلة نفسها بعمل انقلاب عسكري. ومن الطبيعي أن الياور قد أبلغ بدوره هذه المعلومات لقيادته في السراي. وقد تم اعتقال "صالح"، صباح يوم 23 يوليه، عندما حضر بنفسه إلى مبنى القيادة العسكرية طالباً مقابلة محمد نجيب، معتقداً أن سر اتصاله التليفوني خافٍ علينا".

        وهكذا، يتضح من مجرى الأحداث أن تسرب الأنباء عن حركة الجيش المنتظرة إلى السراي حدث من مصدرين مختلفين، إلا أن توقيت إبلاغهما النبأ إلى السلطات جاء في وقت واحد تقريباً، وهو حوالي التاسعة والنصف مساء، وسار البلاغان في خطين متوازيين أحدهما عن طريق الجيش وقد بدأه صالح محمود صالح بالإبلاغ إلى ضابط الحرس الملكي المنوب بقصر القبة وانتهى عند الياور النوبتجي بقصر المنتزه، والثاني عن طريق البوليس وقد بدأه فؤاد كرارة بالإبلاغ إلى الحكمدار أحمد طلعت وانتهى عند العميد أحمد كامل رئيس بوليس القصور الملكية. ومن العجيب أن الخطين المتوازيين قد التقيا في النهاية عند شخص واحد هو محمد حسن السليماني، شماشرجي الملك، وأمينه الخاص، وحلقة الاتصال الوحيدة به.

        ولم يكن فاروق في تلك الليلة يعاني من أية هموم أو مشكلات بل على العكس كان منشرح الصدر بادي المرح فقد انتهت مراسم تشكيل وزارة نجيب الهلالي بأدائها اليمين الدستورية أمامه في قصر المنتزه منذ ساعات قلائل، وكان ينتظر على يديها عودة الهدوء والاستقرار إلى البلاد وكانت الليلة موعدا لإقامة حفل ساهر بالبهو الكبير بالدور الثاني من قصر المنتزه، ابتهاجاً بتقلد زوج شقيقته إسماعيل شرين منصب وزير الحربية في وزارة الهلالي.

        فاجأ محمد حسن السليماني الملك وأسرته، بدخوله الحفل، من دون توقع، أو انتظار مما دل على حدوث أمر خطير فسكتت الموسيقى عن العزف، وكف الراقصون عن الرقص، واستمع فاروق، في انزعاج، إلى النبأ المثير من خادمه الخاص، ولكنه لم يلبث أن تمالك أعصابه، وهز كتفيه، وأطلق ضحكته المدوية قائلاً: "مش معقول الكلام ده، الجيش في جيبي، على كل حال اتصلوا بحيدر وحسين فريد يشوفوا الحكاية إيه، ويبلغوني".

        وبدأت اتصالات أحمد كامل من مكتبه بقصر المنتزه بالإسكندرية تتركز على رجلين بالقاهرة، انتقل إليهما كل محور الاهتمام والتركيز، وهما اللواء أحمد طلعت حكمدار القاهرة والفريق حسين فريد رئيس هيئة أركان حرب الجيش. وأخذ تليفون أحمد طلعت باعتباره المصدر الرئيسي للأنباء يرن في مكتبه دون انقطاع، وكان المتحدثون هم وزير الداخلية ووزير الحربية، الذي انسحب فترة من الوقت من الحفل الساهر للاطمئنان على الموقف، ثم الفريق حسين فريد من مكتبه برئاسة الجيش بكوبري القبة. وتحدث إليهم أحمد طلعت الواحد بعد الآخر ولاقى مشقة وإرهاقا شديدين حتى حملهم على قبول تلك المعلومات العجيبة على علاتها، إذ كيف يصدقون أن تجري مثل تلك الأمور في مصر ومن ضباط ذلك الجيش المطبوع على ولائه لقائده الأعلى؟ ومع ذلك، وفي نهاية حديث وزير الداخلية، اتفق على إعلان حالة الطوارئ بالجيش والبوليس، في وقت واحد، وقام مرتضى المراغي، وزير الداخلية، بإبلاغ أحمد طلعت بتعليمات الحكومة، التي كانت تقضي بإعلان حالة الطوارئ، وضرورة وجود جميع قوات البوليس، في مواقع عملها، بأسرع وقت ممكن، على أن يضع الحكمدار فرقة الأمن المدرعة، وهي القوة الضاربة الوحيدة، لدى البوليس، تحت قيادته المباشرة. كذلك نصت الأوامر على ضرورة دفاع رجال البوليس عن الأقسام، والوحدات الخاصة بهم، وعدم السماح للمتمردين باحتلالها، أو الاقتراب منها. وطلب وزير الداخلية من الحكمدار ضرورة تعاونه، وجميع القوات التابعة له، مع قوات البوليس الحربي، وسلاح الحدود، الموالين للملك في إحباط أية تحركات للمتمردين.

        استدعي اللواء حسين فريد إلى قصر عابدين، على الفور، وكلف باستدعاء قيادات الجيش، وتكليفهم بالتوجه إلى مواقعهم، لفرض سيطرتهم عليها، ويعقد اجتماع لأركان حرب الجيش، في قيادة الأركان بكوبري القبة، وقد وجهت الدعوة إلى قيادات الأسلحة والمناطق لحضور مؤتمر، في الساعة العاشرة، ولم يدع اللواء محمد نجيب إلى هذا المؤتمر، بما يعزز الاعتقاد بأن السراي كانت تعتقد أن اللواء محمد نجيب يقف خلف عملية التمرد الجارية، لكن الدعوة وجهت إلى أخيه اللواء علي نجيب، قائد قسم القاهرة، وعرف محمد نجيب، من شقيقه، بموعد المؤتمر، والهدف من انعقاده. كانت عدم دعوة محمد نجيب إلى المؤتمر مفيدة جداً لنا. فقد تناسب ذلك مع خطتنا، التي ترمي إلى إبقائه في منزله، من دون أية شبهة تحيط به، إلى أن ننجح، ثم نستدعيه لتولي القيادة. كما كان عدم دعوته فرصة لبقائه بالمنزل، كي تكون له حرية الاتصال والإبلاغ عن المعلومات، التي حصل عليها من شقيقه علي نجيب. وبالفعل نجح محمد نجيب في الاتصال بعبدالحكيم عامر ليبلغه بما حصل عليه من معلومات، وكان نجيب صاحب فكرة الإسراع باعتقال القادة المجتمعين، بكوبري القبة، أثناء خروجهم، لشل سيطرتهم، وإفشال أية خطة للتحرك المعاكس. كان الوقت متأخراً لتغيير أية خطط، وكان إيقاف التحرك غير وارد على الإطلاق مهما كانت الأخطار. بل إن إيقاف التحرك سيجلب أخطاراً مؤكدة بمحاكمتنا جميعاً، أما استمرار التحرك فهو الفرصة الوحيدة لتحقيق الانتصار[3].

        في هذه اللحظات نفسها، توجه اليوزباشي سعد حسن توفيق إلى بيت جمال عبدالناصر ليبلغه معلومات مهمة للغاية. وكان اليوزباشي سعد حسن توفيق نوبتجياً بإدارة المخابرات الحربية، التي كان يعمل بها يوم 22 يوليه 1952، فشاهد الفريق حسين فريد، رئيس هيئة أركان حرب الجيش، يحضر ليلاً، حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء، وبدأ يستدعى قادة الجيش والطيران لعقد مؤتمر، برئاسة الجيش بكوبري القبة. وكانت إدارة المخابرات الحربية بالدور الأرضي من مبنى رئاسة الجيش؛ فترك سعد حسن توفيق رئاسة الجيش، حوالي الساعة العاشرة، مساء يوم 22 يوليه 1952، وتوجه إلى منزل جمال عبدالناصر، بكوبري القبة، وأبلغه أن خطة الثورة قد اكتشفتها رئاسة الجيش، وأن الفريق حسين فريد رئيس الأركان قد دعا قواد الأسلحة والوحدات إلى مؤتمر عاجل في مبنى الرئاسة، ومعنى ذلك أن الثورة عرضة للفشل، وطلب من جمال عبدالناصر أن يتصرف بسرعة، على ضوء هذه المعلومات، باعتباره المسؤول عن خطة الثورة وأنه لا بد من إلغاء كل شيء[4].

        يقول جمال عبدالناصر: "قلت له أننا لن نستطيع أبداً، العجلة دارت ولن يستطيع إنسان أن يوقف هذه العجلة، وقلت له نحن نستطيع أن نتصرف، ونستطيع أن نتحرك، ونستطيع في آخر لحظة أن نغير الخطة وأن الأمر الذي أعطاه الملك أو الأمر الذي أعطاه قائد الجيش لجميع كبار القادة في القيادة يعطينا فرصة ذهبية لاعتقالهم كلهم جميعاً بعملية واحدة. وكان علينا في هذا اليوم أن نقوم بهذه العملية أو نعدل خطتنا في آخر وقت وفي آخر دقيقة. بعد ذلك نزلت من البيت وعديت على بيت عبدالحكيم عامر وأخذته لكي نحصل على قوات من قشلاق العباسية، ولكن كان الطرف الآخر قد سبقنا وكان البوليس الحربي قافل المداخل، فقلنا نطلع على كمال حسين في ألماظة ونجيب قوات من هناك علشان نعتقل القادة. وفي السكة حصلت حادثة إن دلت على شيء فإنها تدل على التوفيق"[5].

        خرج الاثنان معاً، في سيارة جمال عبدالناصر، بملابسهما المدنية، يراقبان حركة القوات بأمل أن يلتقطا أي خيط، من قوات الحركة، ليدفعاه إلى الإسراع نحو كوبري القبة، واعتقال الضباط الكبار قبل إفسادهم خطة الانقلاب؛ فلم يكن الاثنان مرتبطين بوحدات عاملة في القاهرة؛ كان عبدالحكيم عامر في العريش، وكان جمال عبدالناصر مدرساً في كلية أركان الحرب.

        لم يكن معظم ضباط اللجنة القيادية للضباط الأحرار مرتبطين بوحدات متحركة، في هذه الليلة، عدا خالد محيي الدين، الذي تحرك، في إطار خطة السواري، وكمال الدين حسين، الذي تحرك، في إطار خطة المدفعية، رغم أنه كان مدرساً في كلية أركان الحرب، وصلاح سالم كان في العريش وأنور السادات كان قد وصل للقاهرة في اليوم نفسه، وضباط الطيران: عبداللطيف بغدادي، وجمال سالم، وحسن إبراهيم، لم يكن في الخطة تحركهم، إلا بعد ضوء الصباح، عندما يصبح للطائرات فرصة التحرك. كانت لحظات حرجة، مؤتمر للقيادة في كوبري القبة، والضباط الأحرار يتسللون لوحداتهم يجهزون أسلحتهم. سباق خفي مع الزمن، القادة لا يعرفون ماذا يدور في وحداتهم، والضباط الأحرار لا يعرف معظمهم حقيقة المؤتمر ولا ماذا استقر أمر المجتمعين عليه.

        كانت أمام الفريق حسين فريد ساعتان من الزمن، على الأقل، قبل أن يبدأ أي واحد من الضباط الأحرار في التحرك بقواته، من أي معسكر من معسكرات القاهرة، فقد كانت الأغلبية العظمى، من الضباط الأحرار، لا يزالون في بيوتهم ينتظرون حلول الوقت المناسب للتحرك إلى المعسكرات كي يصلوا إليها، وفقاً للتعليمات، في حوالي منتصف الليل، ليتم لهم إعداد قواتهم وتجهيزها، كي يبدأ التحرك، في الواحدة صباحاً، طبقا للخطة. ولم يكن موجوداً داخل المعسكرات في هذه الساعة سوى الضباط الأحرار بسلاح الفرسان الذين كانوا مقيمين بثكناتهم لم يغادروها منذ يومين وكان حسين الشافعي وثروت عكاشة وخالد محيي الدين قد انضموا إليهم، حوالي العاشرة مساء. كذلك كان داخل معسكر الفرقة الثانية الواسع الأرجاء، في الهاكستيب، المقدم يوسف صديق، ومعه 12 ضابطاً، من ضباط مقدمة كتيبة مدافع الماكينة الأولى المشاة، الذين كانوا قد وصلوا إلى معسكر كتيبتهم، قبل الثامنة مساءً.

        وكانت الفرصة سانحة أمام حسين فريد، وكان الوقت لا يزال متسعاً أمامه، لإجهاض ضربة الضباط الأحرار، قبل أن تبدأ، وكان في مقدرته اتخاذ عدة إجراءات سريعة وفاعلة، لضمان سيطرته على الموقف؛ فقد كان المفترض أن يتركز اهتمامه على أمرين: أولهما سرعة السيطرة على الوحدات، داخل المعسكرات، وذلك يتأتى بإعلان حالة الطوارئ في الجيش. وإصدار التعليمات الفورية إلى قادة الأسلحة والوحدات، بالتوجه فوراً، إلى قياداتهم للسيطرة على وحداتهم. وثانيهما: التحكم في بوابات، ومنافذ الدخول إلى المعسكرات بتعزيز قوة البوليس الحربي، التي تتولى حراستها، وإصدار الأوامر باعتقال جميع الضباط، الذين يحاولون دخول المعسكرات، من دون تصاريح معتمدة من قادتهم. وكان الدفاع الفعال عن مبنى رئاسة الجيش، الذي يقع فيه مكتب حسين فريد، أمراً جوهرياً، كان ينبغي عليه سرعة اتخاذ التدابير اللازمة لتحقيقه، وتعزيزه، فليس من المعقول أن تصل إليه أنباء عن حركة التمرد، داخل الجيش، ثم يظل مبنى رئاسة الجيش الذي كان عليه مقاومة التمرد في حراسة ستة من الجنود يتولى قيادتهم حكمدار برتبة عريف، وليس في حوزتهم سوى سبع بنادق، مخصص لكل منها خمس طلقات، وكانت الفرصة سانحة أمامه لطلب نجدة قوية من قائد اللواء السابع، العميد رشدان محمد رشدان، الذي يقع معسكره داخل العباسية، بالقرب منه، وكان في إمكانه إرسال سرية مشاة كاملة التسليح، في أقل من نصف ساعة، لتتولى عملية الدفاع عن مبنى رئاسة الجيش.

        ولكن لحسن حظ الضباط الأحرار، أن الفريق حسين فريد، رغم ما كان يتميز به من روح الجد والانضباط، إلا أنه كان يفتقد أهم صفات القيادة، التي كانت تؤهله لمواجهة موقف خطير، مثل ذلك، الذي واجهه، تلك الليلة، وهي سعة الأفق، والسرعة في التفكير واتخاذ القرار. وكان ذلك عاملاً فعالاً أدى إلى أن تسير حركة الجيش في طريقها المرسوم، وفقاً للخطة، دون أن تتخذ، للتصدي لها، أية إجراءات مضادة جدية، أو فعالة. ولو كان القادة، بتعليمات من الفريق حسين فريد، قد نجحوا في انتزاع السبق من الضباط الأحرار، ووصلوا قبلهم إلى المعسكرات لأمكنهم السيطرة، بسهولة، على وحداتهم، بما لهم من حق القيادة، ولكان من المستحيل قيام حركة الجيش.

        لقد أسرع حسين فريد بالاتصال بكبار قادة الجيش، فعلاً، ولكن لا ليذهبوا على الفور إلى مراكز قياداتهم، حيث يسيطرون على وحداتهم، كما كان المفترض، ولكن لكي يسبقوه إلى ميدان عابدين. وليس من الواضح، حتى اليوم، السبب الذي دعا الفريق حسين فريد إلى تركيز اهتمامه على ميدان عابدين فقد يكون ذلك راجعاً إلى خطأ البلاغ الذي تلقاه من العميد أحمد كامل من الإسكندرية والذي ربما تضمن أن هدف الحركة هو الزحف إلى ميدان عابدين. وفي طريقه إلى عابدين، مر حسين فريد على مبنى البوليس الحربي، بميدان باب الحديد (رمسيس حالياً)، وطلب من الضابط المنوب إعداد كل ما لديه من جنود واللحاق به، على وجه السرعة، إلى ميدان عابدين. وفي مكتب النوبتجية بالطابق الأرضي، بقصر عابدين التقى حسين فريد كبار قادة الجيش، الذين سبقوه إلى هناك، وكان على رأسهم اللواءات: على نجيب، قائد قسم القاهرة، والسيد عبدالمجيد، مدير الإمدادات والتموين، وتوفيق مجاهد، والسيد طه، مدير العمليات، وعباس حلمي زغلول، رئيس إدارة الجيش، وكانت قوة البوليس الحربي المكونة من أربعين صف ضابط وجندي، برشاشاتهم قد وصلت إلى عابدين؛ فأمر حسين فريد بإطفاء أنوار الميدان، وأمر قائد القوة بإخفائها في قشلاق الحرس الملكي، المجاور لقصر عابدين (محافظة القاهرة حالياً)، على أن تكون على أهبة الاستعداد للتدخل، بمجرد وصول الضباط المتمردين. ويبدو أن ظن حسين فريد كان متجهاً إلى أن بعض الضباط سوف يتحركون، بسياراتهم في مظاهرة، إلى ميدان عابدين لتقديم إنذار إلى الملك عن مطالب خاصة بالجيش. ولم يتخيل قيام حركة، انقلابية كاملة يشترك فيها الضباط، على رأس وحداتهم، للإطاحة بالعهد كله.

        واتجه تفكير حسين فريد إلى اللواء محمد نجيب ليطمئن على وجوده بمنزله خشية أن يكون قادماً إليه على رأس المظاهرة العسكرية، التي كانت في خياله، فدعا اللواء علي نجيب للسؤال تليفونياً عن شقيقه، في منزله، وعندما تم الاتصال بمحمد نجيب التفت على نجيب إلى حسين فريد، ليحدث محمد نجيب إذا شاء فلقد كان على نجيب يدري الهدف الحقيقي من وراء سؤال حسين فريد عن شقيقه ولكن حسين فريد طلب منه إنهاء المكالمة شاكراً.

        عندما طال الانتظار، وضاع الوقت، أدرك حسين فريد، متأخراً، أن فكرة المظاهرة العسكرية ليست واردة في تخطيط الضباط المتمردين، وأنه أضاع الوقت الثمين هباء؛ فطلب من القادة أن يسرعوا بالتوجه إلى المعسكرات لتفقد الحال وإخطاره بما يكتشفونه. وبدأ اللواء علي نجيب على الفور، بصفته قائد قسم القاهرة، القيام بجولة في المعسكرات، بدأها بمعسكر العباسية، ثم دخل معسكر الفرسان، بكوبري القبة، فوجد نشاطاً غير عادى، وصادف الملازم أول توفيق عبده إسماعيل، وكان عائداً بمفرده، من ميس الضباط، المعروف باسم الميس الأخضر، بعد أن أيقظ بعض زملائه، من الضباط الأحرار، لينضموا إلى وحداتهم، بعد أن أزفت ساعة التحرك. وسأله عن سبب وجوده، فأجابه بأن المقدم توفيق عابد، أركان حرب قسم القاهرة، أبلغه تليفونياً أن حالة الطوارئ قد أعلنت، ويبدو أن اللواء علي نجيب قد اطمأن بعد أن رأى بنفسه مدى استعداد وحدات سلاح الفرسان التي خال أنها نتيجة لإعلان حالة الطوارئ، ولم يدر بخلده حقيقة الأمر، ولذا انصرف مسرعاً من سلاح الفرسان، ومضى يتم جولته، في معسكرات المدفعية، بألماظة، حيث وقع في الأسر. وعاد حسين فريد إلى مكتبه، بعد أن أضاع في رحلته إلى قصر عابدين وفي إعداد البوليس الحربي ما لا يقل عن ساعة ونصف، وكان قد جرى اتصاله بقيادة التشكيلات المقاتلة لسرعة التوجه إلى قياداتهم، ومنهم اللواء عبدالرحمن مكي قائد الفرقة الثانية واللواء حافظ بكري قائد المدفعية والعميد حسن حشمت قائد اللواء المدرع والعميد رشدان محمد رشدان قائد اللواء السابع المشاة بمعسكر العباسية والعميد محمود حمزة قائد اللواء السادس بمعسكر ألماظة، وبدأ هؤلاء يتصلون بوحداتهم لإرسال عرباتهم إليهم وسرعان ما توجهوا إلى قياداتهم قبيل منتصف الليل.

        ولكن هذه الاتصالات المتأخرة لم تؤد إلى أية نتائج لوقف الحركة فإن العجلة كانت قد دارت فعلاً كما قال جمال عبدالناصر وأصبح من المستحيل وقف دورانها. ولعب حسين فريد، من دون أن يدري، دوراً فاعلاً في مساعدة حركة الجيش على النجاح. عندما عاد حسين فريد إلى مكتبه برئاسة الجيش بكوبري القبة كانت الأمور قد تغيرت، وكان الضباط الأحرار قد أتيحت لهم الفرصة للدخول إلى المعسكرات، والسيطرة على وحداتهم، وأصبحوا قوة لا يمكن قهرها، وبدلاً من أن يقعوا في الشباك، التي خال حسين فريد أنه قد أعدها لهم، في مهارة وحذق، إذا بالقادة الذين أرسلهم حسين فريد للسيطرة على المعسكرات، هم الذين أخذوا يتساقطون، بلا استثناء، غنيمة سهلة في أيدي الضباط الأحرار.

        كان المقدم حسن سري هو الضابط العظيم المنوب لرئاسة الجيش، في تلك الليلة، منهمكاً، في غرفة مجاورة لمكتب حسين فريد، في إجراء بعض الاتصالات التليفونية لتدبير أية نجدات، يمكن إرسالها للدفاع عن رئاسة الجيش. وعاد بعد فترة، من اتصالاته، ليبث الاطمئنان في نفس رئيسه بأن ثلاثة مجموعات مختلفة، من القوات، في طريقها، الآن، إلى رئاسة الجيش لتعزيز الدفاع عنها. الأولى: قوة البوليس الحربي، التي كانت في ميدان عابدين، والتي صدرت لها الأوامر بالانتقال في عربات، على وجه السرعة، إلى رئاسة الجيش. والثانية: قوة من إدارة الأسلحة والمهمات، تتكون من خمسين جندياً، وبحوزة كل منهم مائة طلقة، بقيادة الرائد الدسوقي إبراهيم، الضابط المنوب بالإدارة، أما القوة الثالثة: فقد كانت قوة من جنود السلاح الجوي، على رأسها الضابط المنوب بمطار ألماظة الحربي، وقد صدرت له التعليمات، تليفونياً، من القيادة بالإسكندرية، بحشد كل ما لديه من جنود في المطار، والتحرك بهم، في الحال، إلى مبنى رئاسة الجيش.

        ولكن الأقدار أبت أن تتيح الفرصة لأية قوة من هذه القوات للوصول إلى مبنى رئاسة الجيش؛ فقد أوقفت السيارات المدرعة، على بوابة سلاح الفرسان، قوة الشرطة العسكرية، التي كان يقودها المقدم عبدالهادي ناصف، وجردتها من سلاحها ووضعت أفرادها أسرى في أحد عنابر الفرسان. واحتجزت فصيلة مدافع الماكينة، عند كوبري السيوفي، قوة الأسلحة والمهمات، التي كان على رأسها الرائد الدسوقي إبراهيم، أما قوة السلاح الجوي فقد أوقفتها فصيلة مدافع الماكينة، عند كوبري القبة، أمام المستشفى العسكري.

        ولم يدر حسين فريد أن القوات، التي كان يترقب وصولها، قد وقعت كلها أسرى، في أيدي الثوار، وعندما استمع إلى وقع أقدام الجنود، وهدير السيارات المدرعة، أمام مقر قيادته، ظن، في بادئ الأمر، أن قوة الإنقاذ قد وصلت، ولكن الحقيقة لم تلبث أن تكشفت، وإذا بقوات الانقلاب تصل إليه، في مقر قيادته، وفي مكتبه وتقتاده أسيراً إلى غرفة مظلمة بالكلية الحربية.

        تم القبض، كذلك، على اللواء علي نجيب، أثناء مروره، واقتيد، في سيارته، إلى مكتب رئاسة المدفعية. يقول علي نجيب: "وعند نزولي لاحظت أن جميع المكان محاط بكردون من العساكر بالسلاح. فدخلت المكتب فوجدت اللواء حافظ بكري (قائد سلاح المدفعية) ومعه ضباط آخرون (كان اللواء حافظ في طريقه إلى رياسة المدفعية حين اعترضته قوة زاحفة، فشهر قائدها مسدسه، وأعلن أن لديه أمراً، من رياسة الجيش، باعتقاله. اعترض فترة ثم استسلم. وصحبه أحد الضباط، إلى رياسة المدفعية، تحت الحراسة). وفي أثناء ذلك دق جرس التليفون بالمكتب المجاور ورد عليه اليوزباشي أبو الفضل الجيزاوي ـ أركان حرب السلاح، ثم عاد إلينا واعتذر للواء حافظ بكري قائلاً: أنا آسف لأنني تحدثت بلسان سعادتكم إلى الفريق حيدر باشا الذي كان يسأل عن الحالة إذا كانت هادئة أم لا فأجبته بأن كل شئ هادئ وليس هناك ما يزعج..".

        ويروي اليوزباشي أبو الفضل صيغة الحوار الذي جرى بينه وبين القائد العام بالإسكندرية فقلد صوت اللواء حافظ بكري قائلاً: أيوه يا معالي الباشا أنا حافظ بكري تحت أمرك. ولما سألني مستفسراً عما فعلته قلت له بصوت لا يعرف التردد: أنا أرسلت أجيب قادة الوحدات، إحنا مسيطرين على الموقف تماماً فلا تخشى شيئاً.

        فرد حيدر باشا: أنا متشكر على الهمة دي يا حافظ وأنا حابلغ مولانا وخليك على اتصال بنا.

        وقد عاود حيدر باشا الاتصال برئاسة المدفعية، عدة مرات، وفي كل مرة، كان يرد اليوزباشي أبو الفضل بأن الموقف مطمئن، وأن قادة الوحدات وصلوا، وإنهم مسيطرون على الموقف، في ألماظة، والعباسية، كما أنكر أن بعض الضباط قد استولوا على القيادة، ولم تكن هذه الاتصالات التليفونية، بالإسكندرية، مقصورة على سلاح المدفعية، بل كانت هناك اتصالات أخرى مع قيادات الأسلحة الأخرى، ورياسة الأركان، ومع وزارة الداخلية، إلا أن أهمها ما كان اللواء محمد نجيب طرفاً فيه.

الوحدات التي اشتركت في الانقلاب والوحدات التي عارضت الانقلاب

        تركزت جميع العمليات العسكرية في ليلة 23 يوليه 1952، في المنطقة العسكرية، التي شملت الهايكستب، وألماظة، وامتدت إلى شارع الخليفة المأمون، ما بين بوابة العباسية وروكسي، ثم امتدت، بعد نجاحها، إلى قلب مدينة القاهرة، عن طريق شارع الملكة نازلي، إلى محطة السكة الحديد، فشارع إبراهيم باشا، إلى الأوبرا، فمحطة الإذاعة، في شارع علوي، والشريفين، والبنك الأهلي، ولم تظهر وحدات عسكرية أخرى، إلا في اليوم التالي، حول قصر عابدين، ووزارة الداخلية.

أولاً : الوحدات التي اشتركت في الانقلاب

  1. قيادة الانقلاب

الوحدة والمكان المطلوب التواجد فيه ليلة 22 يوليه عام 1952

الاسم

الرتبة

م

يتواجد في منزله، بعد غروب شمس 22 يوليه، عام 1952، حسب الخطة الموضوعة، ولإجراءات السرية. وكان يشغل وظيفة مدير سلاح المشاة. والمطلوب الحضور، بعد الاستيلاء على قيادة الجيش، ليتولى القيادة العامة للجيش.

محمد نجيب

لواء أ.ح

1

كان يشغل وظيفة مدرس بكلية أركان الحرب. وكان مسؤولاً عن كل خطط الثورة، ويتواجد في منطقة مبنى القيادة العامة، ولم يكن له وحدة مقاتلة. من سلاح المشاة. ويتواجد في مبنى القيادة العامة.

جمال عبدالناصر حسين

بكباشي أ.ح

2

كان يخدم في رفح، ووصل القاهرة الساعة الرابعة، بعد ظهر يوم 22 يوليه عام1952. وكان مسؤولاً عن السيطرة على التليفونات، في القيادة العامة، والسيطرة على جميع الاتصالات. من سلاح الإشارة. ويتواجد في مبنى القيادة العامة.

محمد أنور السادات

بكباشي

3

كان يخدم في العريش، وكان في إجازة يوم 22 يوليه، عام 1952. وكان، حسب الخطة، يعمل مع جمال عبدالناصر، ويشرف على عملية السيطرة على قيادة الجيش. من سلاح المشاة. ويتواجد في مبنى القيادة العامة.

محمد عبدالحكيم عامر

صاغ أ.ح

4

من سلاح المشاة. وكان حسب الخطة، مدير عمليات التنظيم، والمسؤول عن العمليات، وهو الذي وضع الخطة، مع كمال الدين حسين، وإشراف جمال عبدالناصر. ويتواجد في سلاح المشاة بالعباسية. وكان مدرس بكلية أركان الحرب.

زكريا محيي الدين

بكباشي أ.ح

5

من سلاح الفرسان. وكان المسؤول الأول عن تحرك الفرسان، والسيطرة عليهم. ويتواجد في سلاح الفرسان.

حسين محمود الشافعي

بكباشي أ.ح

6

من سلاح الفرسان. وانضم إلى الوحدات، التي قامت بالانقلاب، ويتواجد في سلاح الفرسان.

خالد أمين محيي الدين

صاغ أ.ح

7

انضم إلى تنظيم الضباط الأحرار، يوم 22 يوليه 1952، وكان المسؤول عن وحدات المدفعية، المشاركة في الانقلاب. ويتواجد في سلاح المدفعية.

عبدالمنعم أمين

بكباشي أ.ح

8

ضمن لجنة قيادة تنظيم الضباط الأحرار. وشارك، مع وحدات المدفعية، في العمل الميداني، ليلة الانقلاب، ويتواجد في سلاح المدفعية.

كمال الدين حسين

صاغ أ.ح

9

من سلاح الطيران. وكان المسؤول عن السيطرة على مطارات القاهرة، والإسكندرية، في صباح يوم 23 يوليه 1952، أي بعد نجاح الحركة. ويتواجد في قيادة الطيران.

عبداللطيف محمود بغدادي

قائد جناح

10

من سلاح الطيران. ويقوم بالمعاونة، مع عبداللطيف بغدادي، في عملية السيطرة على المطارات، والقواعد الجوية. ويتواجد في قيادة الطيران.

حسن إبراهيم السيد

قائد أسراب

11

من لجنة القيادة. ومن سلاح الطيران. وكان يتواجد في العريش. والمطلوب منه السيطرة على منطقة العريش، والمطار الموجود بها.

جمال مصطفى سالم

قائد جناح

12

من لجنة القيادة. ومن سلاح المدفعية. وكان ضمن الوحدات، الموجودة في منطقة رفح، ومسؤول عن السيطرة على منطقة رفح.

صلاح مصطفى سالم

صاغ أ.ح

13

        وهكذا تشكلت قيادة الثورة من مجموعة من ضباط معظم أسلحة الجيش، فقد شارك (4) ضباط من المشاة، (2) ضابط من سلاح الفرسان، (3) ضباط من سلاح المدفعية، (1) ضابط من سلاح الإشارة، (3) ضباط من سلاح الطيران. وبذلك كان عدد ضباط قيادة الانقلاب (13) ضابطاً بما فيهم قائد الانقلاب محمد نجيب.

  1. تشكيلات المشاة، بالقاهرة، التي اشتركت في الانقلاب

        اشترك من وحدات المشاة، بالقاهرة، كل من: الكتيبة (13) بنادق مشاة، بقشلاق العباسية. ومركز تدريب اللواء السابع، بنادق مشاة، بثكنات العباسية. والكتيبة (16)، بنادق مشاة، بثكنات ألماظة، والكتيبة الأولى مدافع ماكينة، بثكنات الهايكستب.

الكتيبة الثالثة عشرة مشاة بقيادة القائمقام أحمد شوقي بك

        تتألف هذه الكتيبة من (4) سرايا، أو (817) جندي، و(35) ضابطاً، وكانت قد وصلت إلى القاهرة، يوم 6 يوليه 1952. وعسكرت بالعباسية، قادمة من العريش، استعداداً لتحركها إلى السودان. وكان أركان حرب الكتيبة هو الصاغ أركان حرب صلاح نصر.


 



[1]  مقابلة مع اللواء أح محمد فريد عبدالقادر بمنزله بمصر الجديدة يوم الأربعاء 4مارس عام1998. واللواء محمد فريد عبدالقادر نقل إلى وزارة الخارجية عام 1961 بدرجة سفير ولم يكن من الضباط الأحرار.

[2]  إلا أن جمال حماد يذكر أنه عقيد وليس لواء.

[3]  حيث يوضح أن اللواء محمد نجيب لم يدعى إلى اجتماع رئيس الأركان لأنه كان كشف مرضى بمنزله. (وهذه هي الحقيقة).

[4]  والصاغ حسين محمد أحمد حمودة من الضباط الأحرار الذين قاموا بحركة الجيش ليلة 23يوليه عام1952 واليوزباشي سعد حسن توفيق كان من طليعة الضباط الأحرار ومن أعضاء الخلية الرئيسية التي تكونت عام 1943 بواسطة عبدالمنعم عبدالرؤوف وحسين محمد أحمد حمودة وجمال عبدالناصر وكمال الدين حسين وخالد محيي الدين وصلاح خليفة والصاغ محمود لبيب.

[5]  ملاحظة : سوف نتناول ما حدث من أقوال الرئيس جمال عبدالناصر في المكان المخصص لذلك.

[6]  يذكر حسين حمودة فى الصفحة رقم 79 أن الفريق محمد فوزي رئيس هيئة أركان حرب الجيش أثناء نكسة عام1967 ووزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة بعد نكسة عام1967 كان ضابطاً بالكلية الحربية وبرتبة بكباشي وقت قيام الثورة في يوليه عام 1952 وكان من الضباط الأحرار وعلم بالخطة ولم يحضر للتنفيذ كما أخبرني بذلك زكريا محيي الدين.

[7]  نقلاً عن مقابلة تمت بين المؤلف أحمد عطية الله ويوسف صديق بمنزله 25شارع القدس الشريف المهندسين يوم 20مارس عام1973. ويذكر حمدي لطفي في مؤلفه سابق الذكر أن يوسف منصور ذكر له أن مقدمة الكتيبة كان عدد أفرادها 75جندياً و12ضابطاً يشكلون القوة الإدارية للكتيبة.

[8]  وقد قام الملازم أول محمد أحمد علي غنيم بإعتقال جمال عبدالناصر وعبدالحليم عامر ولولا تدخل يوسف صديق منصور ما أفرج عنهم، اُنظر في ذلك لمعي المطيعي.

[9]  كانت هذه الكلمة (انقلاب) هي التعبير المبكر لحركة الجيش عام 1952 حيث لم تكن معالم الثورة قد ظهرت مراحلها بعد.

[10]  يؤكد الدكتور فطين أحمد فريد أنه اتصل بالسيد فهمي عمر بمنزله يوم الثلاثاء 10مارس عام1998 الساعة الثامنة مساءً حيث أكد له أن أول من أذاع البيان هو البكباشي أنور السادات.