إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / إيران.. التاريخ والثورة (الثورة الإيرانية من وجهة النظر الإيرانية)




هاشمي رافسنجاني
محمود أحمدي نجاد
محمد رضا بهلوي
محمد علي رحماني
محمد علي رجائي
آية الله منتظري
مير حسين موسوي
الإمام آية الله الخوميني
سيد محمد خاتمي
سيد علي خمنة آي





مقدمة

مقدمة

      يتناول هذا البحث في إيجاز تاريخ إيران منذ أقدم العصور وحتى الآن، والواقع أن "إيران وفارس" اسمان استعملا للدلالة على قطر واحد، ولكنهما ليسا مترادفين تماماً، فلما هاجرت الأقوام الآرية من موطنها الأصلي جنوبي بحر الآرال إلى الهضبة المرتفعة الواقعة أسفل بحر قزوين، سموا الموطن الجديد "إيران" ومعناها "موطن الآريين".

      وكان موقع القصور الملكية التي شيدها ملوك الدولة الأكمينية التي حكمت ـ أصلاً ـ في الإقليم الواقع شمال شرقي رأس الخليج "الفارسي" يسمى "بارسا" وقد نقلت هذه الكلمة في عهد الإسكندر الأكبر إلى اليونانية وأصبحت "برسبوليس".

      وكانت إمبراطورية الأكمينيين القوية تسمى "إيران" لكن اسم الإقليم الذي قامت فيه قصورهم ما لبث أن أطلق على الولاية كلها فصارت "بارس" أو "فارس"، ومن ثم أخذ الناس ـ في كثير من الدول الأخرى ـ يطلقون على الدولة اسم "فارس". والاسم الرسمي للدولة الإيرانية في عصر الساسانيين هو "إيرانشهر".

      وفي عام 1935 م (1354 هـ) طلبت الحكومة الإيرانية من الدول الأجنبية ـ مراعاة للتناسق والتوحيد أن تطلق على البلاد رسمياً اسم "إيران" فظفرت هذه التسمية ذات الدلالة الصحيحة بالاستعمال العام، لكن لغة البلاد لأنها لغة إقليم "بارسا" القديم تسمى باللغة الفارسية أو "فارسي" حيث قام الحكام بتعميمها في أنحاء البلاد.

      وسوف نقوم في هذا البحث بتقسيم الموضوع إلى قسمين أساسيين يتناول القسم الأول تاريخ إيران القديم وحتى سقوط الدولة البهلوية، بينما يتناول القسم الثاني نظام الجمهورية الإسلامية، والذي دفعنا إلى هذا التقسيم هو أن تاريخ إيران منذ أقدم العصور كان ملكياً شاهنشاهيا (إمبراطورياً) حتى قامت الثورة الإسلامية المعاصرة فغيرت نظام الحكم وأصبحت إيران جمهورية إسلامية مما أحدث انقلاباً في تاريخ إيران جعله ينقسم إلى فترتين متمايزتين تماماً لأن نظام الحكم الجديد سعى إلى تغيير كل ما يتعلق بالنظام الملكي من الأفكار والتوجهات إلى كافة مظاهر النشاط البشري في إيران. وإزاء طبيعة الموضوع فقد استخدمت المنهج الوصفي التحليلي في دراسته كما اخترت خطة بحث عملية تدرس أجزاء الموضوع في مباحث كل مبحث منها يؤدي إلى الآخر في شكل سلسلة مرتبطة الحلقات تضم جزئيات كل قسم من قسمي البحث، وقدمت للموضوع بمقدمة وختمت البحث بخاتمة ترصد أهم النتائج التي توصل إليها البحث.

      وترجع أهمية الموضوع إلى أن هذا البحث يقدم تاريخ إيران في شكل مختصر غير مخل يستطيع المهتم بإيران أن يتعرف دون ملل على إيران منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا، دون أن يغيب عنه شيء أساسي في الموضوع ودون الدخول في تفاصيل لا فائدة منها.

      والجديد في هذا البحث أنه ينظر إلى إيران نظرة علمية من خلال التغيرات الأساسية التي مرت بها والتي أثرت تأثيراً واضحاً في الحضارة الإيرانية، ويتوقف عند العلامات الرئيسية في تاريخ إيران والتي تمثل منعطفاً في حياة الشعب الإيراني ومسيرة تاريخه.