إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الثورة التونسية (2010-2011)




محمد البراهيمي
ليلى الطرابلسي
محمد الغنوشي
أحد مظاهر الاحتجاجات
المنصف المرزوقي
الثوار يرفعون علامة النصر
الباجي قائد السبسي
الجنرال رشيد عمار
الرئيس يزور الشاب بوعزيزي
الشاب محمد بوعزيزي
الشعب التونسي يحتشد
بداية الانتفاضة
حمادي الجبالي
راشد الغنوشي
شكري بلعيد
شعارات الثورة على أرض تونس
شعارات ثورة الياسمين
علي العريض
فؤاد المبزغ


موقع تونس في العالم العربي



الفصل الأول

المقدمة

مع نهاية عام 2010، انطلقت ثورة تونس التي أطلق عليها (ثورة الياسمين) تعبيراً عن طبيعة الشعب التونسي الذي يعشق الجمال والفن، ويتخذ من الزهور الجميلة متنفساً لهذا العشق، وقد كان اندلاع هذه الثورة مفاجئاً للعالم، ولكنه لم يكن مفاجئاً للشعب التونسي ذاته، الذي كان قد فاض به الكيل من سيطرة نظام سلطوي فاسد، أطاح بالقيم التونسية المتوارثة، وعمل لمصلحته فقط.

وأثبتت هذه الثورة أن النظام الفاسد يعتمد على أجهزة هشة بالإمكان الإطاحة بها بسهولة، عندما يشتد عود الثوار، وتزداد إرادتهم في التصدي لهذا النظام وإسقاطه، وعندما تنكشف المؤسسات الحامية للنظام، وتتساقط هي الأخرى تباعاً.

والثورة التونسية - بعد نحو ثلاث سنوات من قيامها - لا تزال تحتضن الكثير من أسرارها ولم تفصح عنها حتى الآن، فالثورة انطلقت بإرادة شعبية تمثل انتفاضة انطلقت في بلدة صغيرة وسط غرب البلاد، وامتدت تباعاً لتصل إلى العاصمة، وتطيح بالنظام، وكان هناك المتربصون من أجل القفز على الحكم، منتهزين فرصة عدم وجود قيادة للثورة.

والثورة التونسية امتدت جغرافياً في اتجاه الشرق في توقيتات متسارعة؛ لتطيح بنفس الأنواع من الأنظمة الفاسدة، سواء في مصر أو ليبيا أو سورية أو اليمن، مع اشتعال قلاقل في مناطق أخرى، وبما يثير الشكوك في تحديد الفاعل الرئيس لهذه الثورات. هل هو اندفاع الشباب الباحث عن العيش والحرية والعدالة والاجتماعية؟ أم أنه تنفيذ لسيناريو الفوضى الخلافة التي أعلنت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، عام 2006.

وربما يتكشف مفتاح تلك الأسرار قريباً، خاصة بعد ثورة 30 يونيه 2013، في مصر، والتي كشفت دور القوى الغربية في محاولات بناء الشرق الأوسط الجديد على حساب شعوب المنطقة.

وحتى نهاية عام 2013 لم تستقر أوضاع الثورة في تونس، أو في دول الربيع العربي، وهو ما يحتاج إلى التعمق في الدراسات التي يشملها هذا البحث.

ومن المفارقات أن عبارة "ثورات الربيع العربي" هي عبارة أطلقها الولايات المتحدة الأمريكية، وانتشرت في أرجاء العالم، بما يعني أن هذا الربيع كان هدفاً أمريكياً، حيث إن لفظ الربيع يُطلق على الشيء الجميل، في السياق نفسه فهناك محاولات متصارعة من أجل تأكيد المصالح، سواء على مستوى القوى العالمية أو على مستوى القوى الداخلية في دول الربيع العربي، ومنها تونس، من أجل السيطرة على مقدرات الدولة والتمسك بالحكم، دون النظر لمصلحة الأوطان.

وتصاعد التيار الديني المتمثل في الإخوان المسلمين من أجل الهيمنة وبسط النفوذ، وربما يكون الصراع القائم حالياً على أرض تونس للبحث عن خريطة طريق للمستقبل، وبعد ثلاث سنوات من قيام الثورة هو أكبر دليل على أن الشعب التونسي لن يقبل سيطرة فصيل واحد على الحكم، وأثبتت أنه شعب يمتلك حراكاً وطنياً وقدره على التغيير وامتلاك الإرادة؛ وإن كانت الثورة لم تستقر حتى الآن، وتحقق أهدافها، فإنها قطعت شوطاً لا بأس به من أجل التغيير إلى الأفضل.