إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الثورة التونسية (2010-2011)




محمد البراهيمي
ليلى الطرابلسي
محمد الغنوشي
أحد مظاهر الاحتجاجات
المنصف المرزوقي
الثوار يرفعون علامة النصر
الباجي قائد السبسي
الجنرال رشيد عمار
الرئيس يزور الشاب بوعزيزي
الشاب محمد بوعزيزي
الشعب التونسي يحتشد
بداية الانتفاضة
حمادي الجبالي
راشد الغنوشي
شكري بلعيد
شعارات الثورة على أرض تونس
شعارات ثورة الياسمين
علي العريض
فؤاد المبزغ


موقع تونس في العالم العربي



الفصل الأول

الفصل الأول

مقدمات الثورة التونسية

إن ثورة بحجم الثورة التونسية التي أطاحت بنظام استبدادي ظل قابعاً في السلطة لمدى 23 عاماً، لا يمكن أن تأتي من فراغ، ولكن لابد أن تكون ذات جذور، ليس على المستوى المحلي فقط، ولكن على المستوى الإقليمي والعالمي أيضاً، فالثورات ليست جديدة على الشعب التونسي الذي أجج العديد منها، ولكن الأمر الجديد هو أن تُولد هذه الثورة في بيئة عالمية تدعو إلى التغيير وتباركه، من أجل بناء شرق أوسط جديد لصالح قوى معينة ودون مصلحة الشعوب.

والثورة التونسية لم تكن بمفردها على الساحة في هذه الحقبة الزمنية، بالرغم من أنها كانت فاتحة لثورات الربيع العربي، وهو مؤشر مهم يطرح تساؤلات رئيسة عن دوافع وأطراف هذه الثورة، ودور كل طرف فيها، وهل كانت تونس هدفاً للنظام العالمي في رسم الخريطة الجديدة للشرق الأوسط الكبير تحقيقاً للإستراتيجية الأمريكية ـ الأطلسية التي ظهرت معالمها في أعقاب أحداث نيويورك عام 2001؟

وهل هناك ثمة علاقة بين أحداث ثورات الربيع العربي، وإعلان وزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا رايس" عام 2006 عن "الفوضى الخلاقة"؟ وهل هناك ارتباط للإستراتيجية الأمريكية الجديدة باندلاع الثورات في الشرق الأوسط، ومنها ثورة تونس؟ حيث تنقل الولايات المتحدة الأمريكية، اهتماماتها الإستراتيجية للسيطرة على المحيطين الهندي والهادي، لمواجهة القوى الناشئة (الصين والهند وروسيا)، وتكلف قوى حليفة بالسيطرة على منطقة الشرق الأوسط بالوكالة عنها.

إن تحليل تطور الأحداث، التي بدأت بالثورة التونسية، في 17 ديسمبر 2010، وامتدت إلى العديد من الدول، وأطلق عليها ثورات الربيع العربي، قد فك بعض رموزها، وأظهرت العديد من الحقائق الغائبة التي يجب الوقوف أمامها، من أجل تعرف الأسباب الحقيقية للثورة التونسية، والوقوف على أهداف الثورة ومسارها ومستقبلها، والأدوار التي قامت بها الأطراف المختلفة، وحجم المكاسب والخسائر لكل طرف، وانعكاساته على دولة تونس نفسها. ثم التعرف بدقة لماذا تونس أولاً؟.

من خلال هذا التحليل يمكن بدقة تعرف أحد أهم أسباب قيام الثورة التونسية، ومن هو المحرك الرئيس لهذه الأسباب؟ ولماذا لم تحقق الثورة التونسية أهدافها حتى الآن؟

وفي البداية نشير إلى أن بعض الأحداث أثبتت أن الإستراتيجيات العالمية، وفي مقدمتها الإستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، قد تغيرت تماماً عن ذي قبل، وإذا كانت الثورة التونسية تتعثر حالياً، فإن هناك أهدافاً عالمية تساند أطرافاً بعينها من أجل تغيير خريطة الشرق الأوسط.

في السياق نفسه، فإن الشعوب أيضاً تغيرت، ومنها الشعب التونسي الذي يبحث عن الأمل في الحرية والعيش بكرامة، ومن هنا يأتي الصدام بين الشعب والنظام المتحالف مع قوى خارجية.