إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الثورة التونسية (2010-2011)




محمد البراهيمي
ليلى الطرابلسي
محمد الغنوشي
أحد مظاهر الاحتجاجات
المنصف المرزوقي
الثوار يرفعون علامة النصر
الباجي قائد السبسي
الجنرال رشيد عمار
الرئيس يزور الشاب بوعزيزي
الشاب محمد بوعزيزي
الشعب التونسي يحتشد
بداية الانتفاضة
حمادي الجبالي
راشد الغنوشي
شكري بلعيد
شعارات الثورة على أرض تونس
شعارات ثورة الياسمين
علي العريض
فؤاد المبزغ


موقع تونس في العالم العربي



الفصل الأول

الفصل الثاني

قيام الثورة التونسية

الثورة التونسية هي بداية لثورات الربيع العربي التي امتدت من المغرب إلى المشرق على مدى أسابيع قليلة لتغير الخريطة السياسية للمنطقة، وكلها رفعت شعارات القضاء على الظلم والفساد، والمطالبة بالعيش والحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية.

وسيحتاج تحليل الأحداث والوقوف على حقيقة مسار الثورة التونسية خاصة، وثورات الربيع العربي عامة، وقتاً ليس بالقليل لاستبانة أسباب اشتعالها في أوقات متتالية بالأسلوب نفسه والشعارات نفسها.

وهل يدل ذلك على علاقاتها بالنظام الدولي وبناء الشرق الأوسط الجديد، الذي يرتكز علي إعادة دولة الخلافة الإسلامية التي هي نظام عقائدي، يُفرض على شعوب المنطقة، ويستهدف السيطرة على جماعات الإسلام السياسي وتجميعهم داخل هذا الشرق الأوسط، حتى يأمن الغرب من الحركات الإرهابية التي تنفذها جماعات إسلامية فاشية ضد مصالحه؟ أم أن هذه الثورات، ومنها الثورة التونسية، هي ثورة وطنية من أجل الإصلاح؟

والثورة التونسية التي بدأت انتفاضة، في 14 ديسمبر 2010، رافضة الظلم الواقع على الشعب، لم تكن هي الثورة الوحيدة التي اشتعلت في تونس في السنوات الأخيرة ولكن سبقتها انتفاضات أقل شدة في العامين السابقين لها في وسط وجنوب تونس، أما هذه الانتفاضة فقد دامت زمناً يكفي لأن تنتقل من منبعها (بلدة سيدي بوزيد) إلى النواحي والمدن الأخرى، وتشتد وطأتها، كما يعود استمرارها إلى قوة وبسالة أهالي هذه البلدة، الذين اختلط لديهم المطلب الاجتماعي بالغضب والدفاع عن الكرامة، الذي وصل إلى حد إحراق النفس بديلاً عن تقبل الذل والهوان.

وقد شارك في تحول الانتفاضة إلى ثورة شاملة، كل الشعب ومؤسسات الدولة، بدءاً من مؤسسة الرئاسة التي استهانت بالشباب القائم بالانتفاضة، وأطلقت قوى الأمن لفضها دون قرارات سياسية تزيل الاحتقان. والحكومة التي غضت البصر عما يحدث في الشارع التونسي، ولم تتخذ من القرارات ما يحول دون تجمع الجهود نحو الثورة وامتدادها إلى أرجاء تونس.

والأحزاب والمؤسسات السياسية والاجتماعية، التي لم يظهر لها وجود في الشارع التونسي، ولم تتحرك لاستيعاب الموقف، والاستجابة حتى لأقل قدر من مطالب الجماهير الغاضبة. وأجهزة الاستخبارات التي لم يكن لها من القدرة على تتبع وتحليل ما يحدث في الشارع التونسي، أو هي استشعرت ولكن كانت تحليلاتها خاطئة.

وكانت إجراءات الأمن مبعث تحدٍ شديد للجماهير، وكان لهيكل هذا الجهاز من الهشاشة ما يسمح بانهياره أمام قوى الضغط الشعبية. كما كان لتأخير تدخل الجيش الفضل الكبير في سيطرة الثوار على الأمور، بما أدى إلى نجاح الثورة.

ونظراً لأن الثورة كانت بلا قيادة، فقد سارع التيار الأكثر تنظيماً والمتربص منذ زمن لكي يصعد إلى سدة الحكم باقتناصها وفرض سيطرته عليها، حيث إن الثوار لم  يقرروا إجراءات ما بعد الثورة، ولكنهم أقاموا الاحتفالات بالنصر عندما سقط النظام، وعدوا سقوطه نهاية حلمهم، بينما كان المتربصون يخططون لما بعد إسقاط النظام.