إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي




مصطفى كمال أتاتورك

الحقائق الجيوبوليتيكية
الحقائق الديموجرافية
الأهمية الإستراتيجية

الاتحاد الأوروبي
القارة الأوروبية
دول الاتحاد الأوروبي



المقدمة

المقدمة

تعد القارة الأوروبية من أصغر قارات العالم الحديث, ولكنها تحتوى على أكبر عدد من الدول (42 دولة). وعلى الرغم من ذلك, فقد كانت سباقة في مجال تأسيس وإنشاء وتطوير المنظمات الإقليمية, حيث بدأت بتأسيس منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو", والتي أصبحت ـ حالياً ـ أهم تجمع عسكري إقليمي في العالم, وأعقبها إنشاء الاتحاد الأوروبي ـ على مراحل ـ والذي بات أكبر منطقة تجارة حرة على المستوى الدولي, نظراً لأن التجمع الأوروبي يمتلك أكبر سوق داخلية إقليمية.

بدأ التوجه الأوروبي نحو تأسيس, وإنشاء المنظمات الإقليمية الأوروبية فور انتهاء الحرب العالمية الثانية. كما بدأ في توسيع نطاقات عضوية تلك المنظمات بشكل فردي محدود، خلال فترة الحرب الباردة؛ إلا أن مراحل التوسيع الجماعي الرئيسية انطلقت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي (السابق) في اتجاه ضم دول وسط وشرق أوروبا.

تتمتع تركيا بأهمية إستراتيجية وجيوستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط, تأسيساً على ما تمتلكه في البعدين الجيوبوليتيكى, والديموجرافى, ما أعطاها مركزاً ودوراً إقليمياً فاعلاً داخل محيطها الإقليمي, وفى دائرتها الأوروبية.

تعد تركيا ـ إذا جاز التعبير ـ دولة ثلاثية الانتماءات؛ فالانتماء الأول: أنها دولة إسلامية بحكم اعتناقها للدين الإسلامي مع توجهها العلماني, والانتماء الثاني: أنها دولة آسيوية من حيث الموقع الجغرافي والفلكي؛ أما الانتماء الثالث: أنها دولة أوروبية ليس فقط لوجود جزء منها (إستانبول) داخل القارة الأوروبية, وإنما أيضاً لحجم المصالح الحيوية الضخمة المشتركة بينهما, والتي يدعمها تشكيل تركيا لحلقة الوصل الإستراتيجية للعلاقات السياسية الأوروبية الخارجية, وللجسر ذي الأهمية الإستراتيجية للنظام الاقتصادي الأوروبي، في إطار دمجه في النظام الاقتصادي العالمي, ولمعبر الالتقاء الثقافي, وحوار الحضارات بين قارة أوروبا غرباً وبين قارة آسيا شرقاً.

انطلاقاً مما سبق, بات الانتماء التركي ـ الأوروبي بمثابة حلم الشعب التركي, ومن ثم أحد الأهداف القومية التركية النابعة من كيان الدولة ذاتها, حيث تشير التوجهات والإستراتيجيات الحالية لكافة قوى الدولة الشاملة إلى أن محاور الحركة التركية تتجه صوب القارة الأوروبية, وذلك سعياً نحو الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، على غرار عضويتها في منظمة حلف شمال الأطلسي.

ولكن إثارة الجدل الحاد تستمر داخل النادي الأوروبي، بين مؤيد ومعارض، على انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي, على الرغم من أهميتها الإستراتيجية والجيوستراتيجية, وذلك للعديد من الأسباب المعلنة, وغير المعلنة, وعلى الرغم من اتخاذ القرار العام 2005 بإجراء المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وبين تركيا حول آلية الانضمام؛ إلا أنه من المتوقع أن يكون طريق المفاوضات صعباً وشاقاً, بل وشديد الوعورة.

إن انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي ـ في رأى الكثير من المفكرين والمحللين السياسيين ـ هو مسألة وقت فقط, وأن أوروبا ـ في المدى المتوسط ـ سوف تتمكن من عبور الحاجز النفسي الرافض لانضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي, حيث إنها ـ رغم القضايا المعلقة ـ تمثل قيمة مضافة للاتحاد الأوروبي, لكونها جسراً حضارياً, ومعبراً تجارياً, ومركزاً وممراً للطاقة يحقق انفتاح النادي الأوروبي على منطقة الشرق الأوسط, ومنطقة وسط, وجنوب, وجنوب شرق آسيا.

يؤدي انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي إلى زيادة مركز الثقل والدور التركي الإقليمي في القارة الأوروبية, وفى منطقة الشرق الأوسط, وفى الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى, والرد الإيجابي العملي على محاولات بعض الدول الأوروبية لتهميش الدور التركي في القارة الأوروبية، بعدم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.