إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الأحزاب السياسية في إسرائيل ودورها في الحياة السياسية





نشأة الحركات العمالية من 1906 إلى 1996
نشأة الحركات اليمينية من 1925 إلى 1996
نشأة وتطور الحركات والأحزاب الدينية
الكنيست الثامن عشر




المبحث الثالث

المبحث الثالث

الأحزاب العربية وحركات السلام

أولاً: الأحزاب العربية

توجد على الساحة الحزبية الإسرائيلية، إضافة إلى "الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة: حداش" التي تضم الشيوعيين العرب واليهود، عدة أحزاب وحركات عربية أخرى، منها:

·   القائمة العربية الموحدة (التي تضم الحزب الديمقراطي العربي والحركة الإسلامية).

·   القائمة التقدمية للسلام.

·   حركة أبناء البلد، وغيرها.

وفيما يلي نبذة عن كل منها:

1. القائمة العربية الموحدة

تشكلت عشية انتخابات عام 1996، من اندماج الحزب الديمقراطي العربي، والحركة الإسلامية. وقد حصلت على أربعة مقاعد في الكنيست[1]. وحصلت على خمسة مقاعد في انتخابات عام 1999، تقلص إلى مقعدين في انتخابات 2003، ثم زاد إلى أربعة مقاعد في انتخابات 2006، وحصلت على نفس المقاعد في انتخابات عام 2009. تضمن برنامجها الانتخابي الخطوط الرئيسية التالية:

·   الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ودفع مسيرة السلام في المنطقة إلى الأمام مع سورية، ولبنان، والفلسطينيين.

·   الانسحاب من جميع المناطق العربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، إلى جانب دولة إسرائيل، في الضفة الغربية، وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل مشكلة اللاجئين، وفقاً للشرعية الدولية.

·   إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية من الأراضي العربية المحتلة، ورفض توطين اليهود القادمين في هذه الأراضي.

·   الاعتراف بالمواطنين العرب كأقلية قومية في إسرائيل، لتصبح دولة لجميع مواطنيها.

·   العمل على إعادة أهل القرى الذين هُجروا منذ عام 1948، إلى قراهم الأصلية.

·   مقاومة جميع الظواهر العنصرية في البلاد، وسن قانون واضح لمقاومة العنصرية.

·   المطالبة بتعيين قضاة عرب، بشكل مناسب، في المحاكم المدنية والشرعية، وتعيين قاض عربي في محكمة العدل العليا.

·   تحرير الأوقاف الإسلامية، وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين، وتسليم إدارتها إلى هيئات إسلامية منتخبة.

·   إيقاف مصادرة الأراضي العربية، وإعادة الأراضي المصادرة إلى أصحابها الشرعيين، أو تعويضهم بأراض بديلة.

·   رفض مشروع النجوم السبع، (مشروع شارون)، الذي ينادي بمصادرة الأراضي العربية، وإقامة المستوطنات عليها.

أ. الحزب الديمقراطي العربي "مداع"

أُسس "الحزب الديمقراطي العربي: مداع" في العام 1988، على يد عضو الكنيست العربي "عبدالوهاب دراوشة"، بعد أن انسحب من حزب العمل، أوائل عام 1988، احتجاجاً على سياسة وزير الدفاع آنذاك "اسحاق رابين"، تجاه الانتفاضة الفلسطينية، في الأراضي العربية المحتلة. وقد شارك في تأسيس الحزب، كأول حزب عربي، عدد كبير من رؤساء وأعضاء المجالس المحلية، وعلماء دين مسلمين، ومسيحيين، وعدد من رجال الأعمال العرب.

أهداف الحزب

أعلن "دراوشة" وقت تأسيس الحزب، في مدينة الناصرة، أن أهداف الحزب:

(1) التوصل إلى المساواة بين الفلسطينيين واليهود.

(2) إحلال سلام في المنطقة يؤمن حق إسرائيل، في العيش داخل حدود آمنة من جهة، ويؤمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة من جهة أخرى.

(3) الحزب جماهيري عربي،  يمثل عرب فلسطين المحتلة عام 1948، وتطلعاتهم من أجل السلام والتعايش والمساواة.

(4) الدعوة إلى قيام دولة فلسطينية، بجوار دولة إسرائيل، تكون عاصمتها القدس الشرقية.

(5) الدعوة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق، التي احتلتها عام 1967.

(6) إخلاء المنطقة من السلاح النووي.

حصل الحزب على مقعد واحد عام 1988، وعلى مقعدين عام 1992.

ب. الحركة الإسلامية

ظهرت هذه الحركة في السبعينيات، نتيجة لعودة كثير من الشباب إلى التمسك بالدين، واتصالهم المباشر بالمنظمات الإسلامية في الضفة الغربية، بعد احتلالها عام 1967، وكذلك نتيجة لانحسار المد العربي القومي واليساري في المنطقة، وتعاظم المد الإسلامي، واندلاع الثورة الإسلامية في إيران، واتجاه العديد من الشباب العربي إلى الدراسة في الكليات الإسلامية في الضفة الغربية. وكان من أوائل المبادرين إلى تأسيس هذه الحركة، الشيخ "عبدالله نمر درويش"، من قرية كفر قاسم. وفي العام 1989، فازت الجماعات الإسلامية برئاسة المجلس المحلى في خمسة أماكن، وعدد لا يُستهان به من المقاعد في المجالس المحلية، في كثير من المدن والقرى. حيث مارست الحركة الإسلامية نشاطها من خلال جماعات، ومنظمات محلية.

أيديولوجية الحركة

تؤمن الحركة بأن «الإسلام هو الحل»، لجميع مشكلات الجماعات البشرية والأفراد، وتطمح على المدى البعيد، إلى إقامة دولة إسلامية على كامل أرض فلسطين، تحكمها الشريعة الإسلامية، وتكون جزءاً من دولة إسلامية عالمية.

تبدو الحركة معتدلة في مواقفها السياسية، وتعاملها مع الواقع السياسي في إسرائيل، والقوى العلمانية النشطة في الوسط العربي الإسرائيلي. وعلى الرغم من أن الحركة ظلت، حتى عام 1996، لا تشارك في العملية الانتخابية، لأنها رأت أن ذلك يُضفي شرعية على دولة إسرائيل، إلا أنها لم تدعو أتباعها إلى مقاطعتها، بل حثتهم على إعطاء أصواتهم للقوائم العربية. وعلى الرغم من عدم اعترافها بدولة إسرائيل ، فإنها ترفع شعار المساواة الكاملة بين العرب واليهود، فضلاً عن مشاركتها في الانتخابات المحلية، ودعوتها ـ منذ نهاية الثمانينيات ـ إلى إقامة دولة فلسطينية، بجوار دولة إسرائيل، وعودة لاجئي 1948.

قُبيل انتخابات 1996، تعرضت الحركة الإسلامية لانشقاق خطير أدى إلى بروز تيارين رئيسيين داخلها:

الأول: يدعو إلى الاشتراك في قائمة عربية موحدة، على رأسه "عبدالله نمر درويش"، و"عبد المالك دهامشة"، و"خطيب توفيق خطيب"، و"إبراهيم صرصور". وقد شارك الحزب الديمقراطي العربي، وحصل على مقعدين لأنصاره، احتلهما "عبد المالك دهامشة"، و"خطيب توفيق".

الثاني: فقد دعا إلى المقاطعة، وكان على رأس هذا التيار، "رائد صلاح"، و"كمال خطيب"، و"حسام أبو الليل"، و"هاشم عبدالرحمن".

2. القائمة التقدمية للسلام

    أسستها مجموعات عربية، ويهودية، عشية انتخابات عام 1984.

تمثلت المجموعات العربية في:

أ. مجموعة من الناصرة، انشقت عن "الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة: حداش" عام 1981، بسبب خلافات فكرية وسياسية وتنظيمية.

ب. مجموعة من أم الفحم، منشقة عن حركة "أبناء البلد"، عام 1984، نتيجة رفض الأخيرة الاشتراك في الانتخابات.

من أبرز مؤسسي المجموعات العربية: "محمد ميعاري"، وهو واحد من مؤسسي حركة الأرض في الستينيات، والقس "رباح أبو العسل"، و"وليد صادق"، وكان عضو كنيست سابق عن المابام، وهو اليوم في ميرتس، و"أحمد درويش".

تمثلت المجموعات اليهودية في عناصر يسارية من

أ. أعضاء تنظيم "البديل: ألترنتيفا"، بزعامة "متتياهو بيليد"، و"أورى أفنيرى".

ب. عناصر أخرى منشقة عن حركة شيلى.

مبادئ القائمة

أ. المساواة التامة بين العرب واليهود في دولة إسرائيل.

ب. الاعتراف المتبادل بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، وبحق كل منهما في تقرير المصير.

ج. انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية.

د. الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

هـ. الاعتراف بدولة فلسطين وإقامتها على الأراضي التي سينسحب منها الجيش الإسرائيلي.

و. الانسحاب الفوري من لبنان.

وقد خاضت القائمة انتخابات 1984، وحصلت على مقعدين، احتلهما "ميعاري"، و"بيليد"، بعد أن أصدرت اللجنة المركزية للانتخابات قراراً بمنعها من المشاركة بحجة أنها معادية للصهيونية، وبحجة وجود "ميعاري"، وهو من حركة "الأرض" المحظورة، على رأسها. غير أن المحكمة العليا أبطلته.

وفي انتخابات عام 1988، فازت القائمة بمقعد واحد شغله "ميعارى"، ثم فشلت في اجتياز نسبة الحسم عام 1992. في انتخابات عام 1996، اندمجت القائمة مع "الحركة العربية من أجل التغيير"، بزعامة "أحمد الطيبي"، تحت اسم "الحركة العربية للتقدم والتغيير"، بيد أنها انسحبت في 21 مايو 1996

3. حركة أبناء البلد، وغيرها

تعد هذه الحركة استمراراً طبيعياً لحركة الأرض، التي ظهرت في الوسط العربي في أواخر الخمسينيات، ثم حظرت السلطات الإسرائيلية نشاطها، في أواسط الستينيات. وقد ظهرت بدايات هذه الحركة في السبعينيات، في أوساط الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية، وحققت نجاحاً ملحوظاً في انتخابات المجالس المحلية العربية في الثمانينيات، بعد أن نافست العرب الشيوعيين.

ومن الناحية الفكرية، مرت الحركة بالعديد من المراحل، أولها امتد من عام 1973 حتى عام 1983، حيث اعتبرت الأقلية العربية في إسرائيل، جزءاً لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، والأمة العربية، ورفضت مبادئ "حداش" ونهجها السياسي. وقد رأت الحركة في نفسها رافداً من روافد الحركة الوطنية الفلسطينية، المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، وحددت هدفها في:

1. إقامة مجتمع ديمقراطي علماني في كامل فلسطين.

2. عدم الاعتراف بالتجمع اليهودي في فلسطين كشعب، وبإسرائيل كدولة. وكذلك  امتنعت الحركة عن المشاركة في الانتخابات ودعت الجماهير العربية إلى مقاطعتها.

وفي المرحلة الثانية، التي امتدت من عام 1983، إلى عام 1988، احتفظت الحركة بمبادئها السابقة، لكنها سعت نحو التعاون مع "حداش"، ورفعت عام 1987، شعار مساواة لمواطنين العرب في إسرائيل. وقد اقترن ذلك بهجوم سياسي ودعائي، شنته الحركة على الحركة الإسلامية، والقائمة التقدمية للسلام. وفي مرحلة لاحقة، بدأت عام 1988، قبلت الحركة توجهات منظمة التحرير، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، في الأراضي المحتلة عام 1967، بجوار دولة إسرائيل، على الرغم من عدم تخلي الحركة عن هدفها النهائي المتمثل في إقامة دولة ديمقراطية علمانية في كامل فلسطين.

جدير بالذكر أنه كان هناك ثمان قوى سياسية عربية (أو عربية يهودية) عشية انتخابات 1996، تستعد لخوض الانتخابات، هي:

(1) "الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة: حداش"، برئاسة "هاشم محاميد"، خاضت الانتخابات، وحصلت على خمسة مقاعد.

(2) "الحزب الديمقراطي العربي" برئاسة "عبد الوهاب دراوشة"، خاض الانتخابات مع الحركة الإسلامية، وحصلت القائمتان على أربعة مقاعد.

(3) "الحركة الإسلامية" برئاسة "عبد الله نمر درويش".

(4) "التجمع الوطني الديمقراطي" برئاسة "عزمي بشارة"، وقد اندمج في "حداش"، وحصل بشارة على مقعد في الكنيست.

(5) "الكتلة العربية الإسلامية" برئاسة "عاطف خطيب". لم تشترك في الانتخابات.

(6) "الحركة العربية للتغيير" برئاسة "أحمد الطيبى"، اندمجت مع "القائمة التقدمية للسلام"، بيد أنها انسحبت من الانتخابات.

(7) "التحالف الوطني الديمقراطي" برئاسة "محمد زيدان"، اشترك في الانتخابات إلا أنه لم يُجاوز نسبة الحسم.

(8) "منظمة العمل الديمقراطي" برئاسة "أساف أديب"، اشتركت في الانتخابات وفشلت في الحصول على أي مقعد.

ثانياً: حركات "السلام"

أدت حرب الاستنزاف التي شنتها مصر ضد إسرائيل، في الفترة من مارس 1969، حتى أغسطس1970، إلى إحساس اليهود بأهوال الحرب وفداحة احتلال الأراضي العربية. ولأن الحياة هي أقدس شيء عند اليهودي، فقد شهدت هذه الفترة ردود فعل عارمة، من قطاعات عريضة من الإسرائيليين، طالبت بوضع حد للحرب، والوصول إلى سلام مع العرب بأي ثمن، ولو على حساب التنازل عن الأراضي التي احتلت في العام 1967. ومن ثم ظهر ما يسمى اليوم "حركات السلام".

ينظر إلى حركات السلام في إسرائيل، اليوم على أنها الوريث لكل من جماعة "حلف السلام: بريت شالوم" التي ظهرت في العام 1925، بهدف تأمين وضع اليهود في فلسطين كأقلية، وحركة "الحارس الفتى: هاشومير هاتسعير" ـ ووريثها السياسي حزب "المابام". ترتكز كل حركات السلام في إسرائيل إلى فكرة رئيسية هي دفع القيادة السياسية نحو الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، والتوصل إلى سلام مع العرب يضمن أمن إسرائيل. وتُعد حركة "السلام الآن" أبرز هذه الحركات، وإلى جانبها يوجد عدد آخر من الحركات الصغيرة.

1. حركة "السلام الآن: شالوم عخشاف"

ظهرت هذه الحركة في أعقاب زيارة "أنور السادات" للقدس، وتعثر المفاوضات الإسرائيلية المصرية بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية، من خلال ما عُرف بـ "رسالة الضباط"، عندما وجه مجموعة من الضباط والجنود الاحتياط، (أكثر من 300 فرد) رسالة إلى رئيس الوزراء "بيجن"، مؤكدين فيها أن "السلام الآن أفضل من أرض إسرائيل الكاملة". وكان مما جاء في هذه الرسالة: "إن الحكومة التي تفضل إسرائيل بحدود أرض إسرائيل الكاملة على السلام، وعلاقات حسن الجوار، تثير لديهم أفكاراً خطيرة، وإن الحكومة التي تفضل المستوطنات خارج الخط الأخضر على إنهاء النزاع التاريخي والبدء بعلاقات طبيعية في المنطقة تثير لديهم الكثير من التساؤلات، حول عدالة وصدق قضيتهم وإن استمرار التسلط الإسرائيلي على مليون عربي يضر بالطابع الديمقراطي للدولة، وإن الأمن الحقيقي يكمن في السلام، وإن قوة الجيش الإسرائيلي تكمن في تضامن المواطنين مع السلام ومع دولتهم".

وبمجرد نشر رسالة الضباط، استطاع أصحاب الرسالة جمع (250) ألف توقيع على رسالتهم (حوالي 10% من جمهور الناخبين)، ومن ثم ظهرت الحركة كحركة شعبية عفوية تعتمد على العمل الجماهيري من أجل السلام، تحت شعار "السلام الآن أفضل من أرض إسرائيل الكاملةّ". وفي يوليه 1978، نشر سبعون شخصية إسرائيلية مدنية بياناً في الصحف أعربوا فيه عن تعاطفهم الشديد مع الحركة. وكانت كل هذه الشخصيات من النشيطين في تكتل المعراخ، الذين يسيطرون على أنشطة اقتصادية وتجارية ضخمة. وقد آثر قادة الحركة البقاء خارج الأطر الحزبية، بيد أن الحركة سرعان ما صارت أداة المعراخ، في تعبئة الرأي العام الإسرائيلي ضد سياسات حكومة الليكود. وقد ضمت الحركة عدداً من أبرز رموز الثقافة والفكر: "أدباء وأساتذة جامعات ورجال أعمال وجنرالات سابقين ووزراء سابقين"، بجانب الآلاف من المتعاطفين مع الحركة وأهدافها.

أكدت الحركة ـ منذ قيامها ـ أنها "حركة صهيونية في دولة لم تعد صهيونية". فالحركة الصهيونية حققت الحلم الصهيوني ـ في رأيها ـ غير أن تحكم الجيش الإسرائيلي في نحو مليون عربي يُعرض الدولة للخطر. ومن ثم كان موقفها من عملية التسوية السلمية مع الدول العربية، والذي بدا واضحاً في "وثيقة مبادئ"، وضعتها الحركة عام 1980، جاء فيها:

ـ ترفض الحركة أن تكون إسرائيل دولة ذات قوميتين، كما ترفض أن يسيطر شعب على شعب آخر، ولهذا ترفض ضم الأراضي المحتلة عام 1967 إلى إسرائيل.

ـ لا تطالب الحركة بالعودة إلى حدود الرابع من يونيه، وإقامة دولة فلسطينية، فأمن إسرائيل على رأس اهتمامات الحركة، وإنما تطالب بعدم رفض أية مبادرة نحو السلام لا تتناقض والأمن الإسرائيلي وثوابت الحركة، سواء كانت مبادرة الحكم الذاتي أو مبادرة الخيار الأردني.

ـ على الفلسطينيين أن يعترفوا بحق إسرائيل في الوجود، كدولة يهودية في حدود آمنة، وأن يتخلوا عن سياسة "الإرهاب"، وذلك نظير اعتراف إسرائيل بحق الفلسطينيين في الوجود الوطني، طالما أن هذا الحق لا يتعارض مع «أمن إسرائيل». ومن ثم فإن الحركة تنظر إلى المشكلة الفلسطينية على أنها مشكلة جماعة ذات هوية قومية وليس كمشكلة لاجئين.

ـ تؤيد الحركة الاستيطان الذي لا يشكل توسعاً على حساب الغير، وترى أن ثمة مواقع عسكرية إستراتيجية لابد من السيطرة عليها حتى يتحقق الأمن، أما بقية عمليات الاستيطان في الضفة والقطاع فيجب إيقافها، على أن يتم بحث هذا الموضوع في إطار المفاوضات حول التسوية الدائمة.

ـ تؤمن الحركة بأن القدس عاصمة إسرائيل الموحدة.

وغني عن البيان أن الحركة لا تُفرط في الثوابت الصهيونية، فكل ما تدعو إليه هو الحفاظ على أمن البلاد مقابل سلام مع العرب لم تحدد معالمه. وإلى جانب نشاطها هذا نظمت الحركة - مع غيرها من الحركات - مظاهرات احتجاجية على الغزو الإسرائيلي للبنان.

وقد عادت الحركة وحددت أهدافها في ورقة بعنوان "موقفنا"، صدرت في يناير 1984، في:

أ. أن تجسد إسرائيل الصهيونية كحركة تحرر قومي للشعب اليهودي.

ب. أن تعيش إسرائيل في أمن وسلام مع جاراتها.

ج. أن يتمتع مواطنوها بالمساواة والحرية بلا فرق بسبب الدين والقومية.

د. أن تكون إسرائيل مركزاً لهجرة وتضامن يهود المهجر.

ورأت الحركة أن "لشعب إسرائيل رابطة روحية مع أرض إسرائيل بجميع أرجائها، إلا أن وجود شعبين في البلاد يستوجب بتقسيمها، بحيث يشكل هذا التقسيم أحد الأركان الأساسية التي يقوم عليها السلام".

عانت الحركة كثيراً إبان حكم الليكود، في الثمانينيات، ومع عودة حزب العمل إلى الحكم ـ وشريكه اليساري ميرتس ـ عام 1992، صارت الحركة أكثر نفوذاً وفعالية، ولا سيما بعد أن تولت شخصيات بارزة مؤيدة للحركة مناصب وزارية في الحكومة العمالية، مثل "شولاميت ألوني" ـ زعيمة ميرتس وقتذاك ـ، و"يوسي ساريد"، وغيرهما. وعلى صعيد آخر، لاقت الحركة ـ بطبيعة الحال ـ معارضة شديدة من حركات الاستيطان في الضفة الغربية، وخاصة حركة "غوش أيمونيم"، التي اعتبرت أن حركة السلام الآن قد تخلت نهائياً عن الصهيونية.

وبشكل عام، تمارس الحركة الضغط على الحكومات الإسرائيلية في اتجاه الوصول إلى سلام مع الدول العربية، نظير التنازل عن أجزاء من الأراضي، التي اُحتلت العام 1967، بهدف نهائي هو ضمان أمن إسرائيل. وهي تلجأ إلى أسلوب المظاهرات الاحتجاجية ، وتعبئة الرأي العام الإسرائيلي لخدمة هذا الهدف. وفيما عدا ذلك، فليس للحركة أي نفوذ انتخابي يُعتد به.

2. حركات سلام أخرى

ثمة عدد آخر من حركات السلام، تتسم بصغر حجم جمهورها، وضيق نفوذها ونشاطاتها. ومن هذه الحركات:

أ. حركة "الشرق من أجل السلام: همزراح لمعن شالوم"

وهي حركة سلام تأسست في 29 مايو 1983، على يد عدد من المفكرين والمثقفين ـ من أصول شرقية ـ بهدف تغيير المجتمع الإسرائيلي من طريق تعزيز القيم اليهودية والتسامح الشرقي والتفاهم (على حد تعبير قادة الحركة). وهي تسعى إلى توسيع نطاق الوعي السياسي لدى اليهود الشرقيين والتصدي للفكرة القائلة بتطرفهم ومعاداتهم للسلام، ومن ثم تنادي بالسلام والتعايش مع العرب، وبالقضاء على كل صور التمييز ضد الشرقيين وضد العرب، وتعارض الاستيطان وكل عمليات الإرهاب والتعصب.

ب. حركتا سلام دينية في إسرائيل، هما:

(1) حركة "القوة والسلام": وتتشكل من مجموعة من المثقفين وعدد من أساتذة جامعة "بار إيلان الدينية".

(2) حركة "سبل السلام": تمثل الحركة الثانية، ويقودها زعيمان روحيان هما الحاخامان "يهوداً عميطال"، و"أهارون ليختنشتاين". وهي تعارض الاستيطان في الأماكن المكتظة بالعرب فقط، وتدعو إلى عدم تجاهل القواعد الأخلاقية وحقوق الآخرين

ج. منظمة "صداقة: ريعوت"، وحركة "بتسليم"، وحركة "كتلة السلام: جوش شالوم"، و"المركز اليهودي العربي للسلام: يجبعات حفيفا"، وحركة "جبل السلام: دورشالوم"، و"حركة النساء المتشحات بالسواد: هناشيم يشاحور"، وغيرها.

وتدعو كافة هذه الحركات إلى إقامة سلام مع الفلسطينيين، والقضاء على التفرقة العنصرية ضد العرب، بهدف الحفاظ على أمن إسرائيل، أما فيما عدا ذلك فكلها يؤمن بالقدس كعاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل، ولا يُفرط في الثوابت الصهيونية.



[1] الأعضاء الأربعة هم : من الحركة الإسلامية «عبد المالك دهامشة» و «خطيب توفيق خطيب» ومن الحزب الديموقراطي العربي، «عبد الوهاب دراوشة» و«طالب الصانع».