إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الأحزاب السياسية في إسرائيل ودورها في الحياة السياسية





نشأة الحركات العمالية من 1906 إلى 1996
نشأة الحركات اليمينية من 1925 إلى 1996
نشأة وتطور الحركات والأحزاب الدينية
الكنيست الثامن عشر




الفصل الثاني

الفصل الثاني

الأحزاب والحركات الدينية اليهودية

أوشكت مساحة الأرض، التي احتلها الجيش الإسرائيلي، في أعقاب حرب عام 1967، أن تتطابق مع الحدود التي حددتها بعض أسفار توراة اليهود، لما يُسمى "ملكوت إسرائيل"، أو "أرض الميعاد"؛ فبعد ستة أيام فقط من الحرب صار جيش الدولة ـ التي كانت تعيش في قلق وخوف دائمين من جيرانها العرب ـ يحتل شبه جزيرة سيناء المصرية، ومرتفعات الجولان السورية، والأهم من هذا وذاك، الضفة الغربية لنهر الأردن حيث المناطق الأكثر قدسية ـ كما ترى التوراة ـ عند اليهود (أورشليم القديمة، وحائط المبكى، الخليل وقبور الأنبياء، يهودا والسامرة[1]، بيت آيل، الخ...) والتي كانت تحت الحكم الأردني.

وعلى الرغم من أن انتصار 1967، قد حققه جنود دولة علمانية إلا أنه مثّل فرصة للمتدينين لابتعاث جملة من القيم الدينية؛ فحرب 1967، صارت معجزة إلهية، وهدية ربانية لـ "الشعب المختار"، وعقاباً لأعدائه، وهى كذلك، بداية الخلاص والافتداء، وقرينة على قرب مجيء المسيح المخلص. ومنذ تلك الأيام أضحى كل شيء مقدساً: الجيش الذي حقق الانتصار، والشعب الذي قاد الجيش، وقبل كل هذا وذاك، الأرض التي "تم تحريرها بعد ألفي عام من الاحتلال"، وبالتالي فإن المساس بها، لدى قطاع واسع من المتدينين، يعد انتهاكاً للوصايا الدينية وخروجاً على عملية الافتداء.

وقد شهدت البلاد، في أعقاب حرب 1967، ازدهاراً اقتصادياً لم تشهده من قبل، وثقة بالنفس في كافة قطاعات المجتمع ومؤسساته، وصارت عبارة "الذي لا يقهر"، تسبق دوماً اسم إسرائيل[2].

وكما صور المتدينون حرب 1967، كمعجزة إلهية، فقد رأوا في حرب 1973، تعبيراً عن "آلام المخاض"، التي تسبق قدوم المسيح، ذلك القدوم الذي يعني أمراً واحداً هو إقامة "ملكوت إسرائيل". بيد أن حرب 1973، أدت ـ في واقع الأمر ـ إلى زعزعة وضع المؤسسة العمالية الحاكمة في إسرائيل، من جهة، وتصاعد قوة الشباب داخل حزب "المفدال"، الحليف الرئيسي "للمعراخ"،  حتى ذلك الحين من جهة أخرى.

وكان من نتائج حرب 1973، تصاعد روح التماسك الاجتماعي، في صفوف المتدينين، والميل نحو التعاون مع العلمانيين، ولهذا راح المتدينون يسعون إلى احتواء الدين الرسمي للدولة (الدين المدني)، برموزه وقيمه داخل إطار الدين التقليدي، فصورا حرب 1973، على أنها إحدى مراحل عملية الافتداء. وهكذا صارت هذه الحرب ـ في نظر الحاخام "إيهودا أميطال"، "معجزة إلهية"، "وإنها لم تكن بين دولة إسرائيل والدول العربية، وإنما بين الأمة اليهودية وأمم العالم أجمع"، كما كان يردد.

نشأت الأحزاب الدينية اليهودية في شرق أوروبا وروسيا القيصرية. وفي أعقاب موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين، أنشأت هذه الأحزاب فروعاً فيها، أصبحت بمرور الزمن المراكز الأساسية لنشاطها. وقد تعرضت الأحزاب الدينية، شأنها في ذلك شأن بقية الأحزاب، إلى العديد من الانشقاقات والاندماجات.

و(شكل نشأة وتطور الحركات والأحزاب الدينية) يوضح نشأة وتطور الأحزاب الدينية الصهيونية، من عام 1902إلى 1996.

وقد حصلت الأحزاب الدينية على (27) مقعداً في انتخابات 1999، مقابل (23) مقعداً في انتخابات 1996، وتقلص العدد إلى (22) مقعداً في انتخابات 2003، كما حصلت على العدد نفسه في انتخابات 2006، ولكنه تقلص مرة أخرى إلى (19) مقعداً في انتخابات 2009.



[1] عبارة "يهودا والسامرة" عبارة توارتية تشير إلى المناطق الواقعة جنوبي القدس وشماليها على التوالي، ويستخدمها ساسة الدولة للإشارة إلى الضفة الغربية المحتلة عام 1967.

[2] دفع هذا «آرييل شارون» إلى القول، قبل حرب 1973 بفترة قصيرة، "لا أحد يستطيع أن يمنعنا من البقاء في قناة السويس إلى الأبد. إن وضع يدنا على القناة سوف يحطم مصر من الداخل".