إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الأحزاب السياسية في إسرائيل ودورها في الحياة السياسية





نشأة الحركات العمالية من 1906 إلى 1996
نشأة الحركات اليمينية من 1925 إلى 1996
نشأة وتطور الحركات والأحزاب الدينية
الكنيست الثامن عشر




الفصل الثاني

المبحث الرابع

الجناح الأول الذي نشأ داخل المنظمة الصهيونية

يتمثل هذه الجناح في:

1. حركتين رئيسيتين هما: "همزراحي"[1]، و"بوعالي همزراحي" (حزب المفدال منذ عام 1956).

2. أحزاب صغيرة منشقة أهمها: حزبي "تامي"، و"مورشاه".

أولاً: حركتا "همزراحي"، و"بوعالي همزراحي" (المفدال منذ عام 1956)

1. النشأة التاريخية

ظهر أول تنظيم ديني صهيوني في أوروبا عام 1902، تحت اسم حركة "همزراحي" على يد الحاخام "اسحاق يعقوب رينز" (1839 – 1915)، كرد فعل تجاه تزايد نفوذ التيار العلماني في مجال التربية بين يهود العالم. فقد قرر قادة المنظمة الصهيونية العالمية، في المؤتمر الصهيوني الثاني (بازل عام 1898)، أن الدين مسألة شخصية، وأن المنظمة لن تتخذ منه أي موقف رسمي، مما أثار حفيظة الصهيونيين المتدينين. وحينما قرر المؤتمر الصهيوني الخامس (بازل 1901)، أن التربية اليهودية يجب أن ترتكز إلى روح القومية اليهودية، أدرك أنصار الصهيونية الدينية أن التربية القومية أو العلمانية يمكن أن تؤدي إلى تدمير اليهودية في نفوس أصحابها. ولما كان المؤتمر الصهيوني الخامس، قد سمح بتشكيل كتل أو اتحادات في إطار المنظمة، فقد قرر الحاخام "رينز"، تأسيس اتحاد للصهيونيين المتدينين، يعمل في إطار المنظمة الصهيونية العالمية.

انعقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد الجديد "همزراحي"، في مارس 1902، في مدينة "فيلنا" في "لتوانيا"، برئاسة الحاخام "رينز"، وبمشاركة اثنين وسبعين عضواً من الصهيونيين المتدينين، وقرر إقامة حركة "همزراحي". وقد أصدرت الحركة، فور قيامها، بياناً جاء فيه: "في بلدان المهجر لا يمكن لتوراة إسرائيل ـ وهي روح الأمة ـ أن تسيطر  بكل قوتها، ولا يمكن أداء كل فرائض التوراة، بكل طهارتها، لذا ينبغي توجيه قلوب اليهود إلى صهيون والقدس، المكان الذي سيجد فيه فقراء شعبنا الراحة المنشودة، إن بعث الأمل في عودة صهيون، سيمنح قاعدة آمنة، وطابعاً خاصاً لشعبنا، ومأمناً لتوراته ولكل أقداسه، إن صهيون والتوراة شيئان مقدسان، يكمل كل منهما الآخر ويحتاج إليه". وفي هذا المؤتمر التأسيسي اتخذت الحركة شعارها التاريخي، "أرض إسرائيل لشعب إسرائيل وفقاً لتوراة إسرائيل".

في أعقاب تأسيسها، راحت الحركة الجديدة تفتح لها فروعاً في العديد من دول أوروبا. وفي أغسطس 1904، عقدت الحركة مؤتمرها العالمي الأول في مدينة "بريسبورغ" في "هنغاريا"، حيث تمت مناقشة العديد من المسائل التي تهم الحركة وعلى رأسها مسألة: "العودة إلى أرض الأجداد"، وقد تبنت الحركة دستوراً، جاء فيه: "إن المزراحي منظمة صهيونية ملتزمة ببرنامج بازل، تسعى للعمل من أجل بعث حياة اليهود القومية، وتعتقد المزراحي أن وجود الشعب اليهودي يعتمد على محافظته على التوراة والتقاليد الدينية وأداء الفرائض، والعودة إلى أرض الآباء. إن المزراحي ستبقى في المنظمة الصهيونية، وتناضل داخلها من أجل آرائها، ووجهات نظرها، ولكنها ستقيم تنظيمها الخاص بها، من أجل إدارة نشاطها الديني والثقافي. إن رسالة المزراحي هي تنفيذ أهدافها بكل الطرق المشروعة، والإعلان عن مبادئها عن طريق نشر الأدب الديني وتثقيف الشباب".

تعرضت حركة "المزراحي"، لأول أزمة لها في أعقاب قرار المؤتمر الصهيوني العاشر (بازل عام 1911)، بتكليف اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية ـ وكان كل أعضائها من العلمانيين ـ بتنظيم النشاط الثقافي العبري في أرض إسرائيل وبلدان المشرق، على الرغم من معارضة حركة "المزراحي" الشديدة، ومطالبتها بأن يبقى هذا النشاط في يد المتدينين أو على الأقل مشاركتهم، وفي أعقاب هذا القرار انقسمت الحركة إلى تيارين، حيث طالب البعض بالانفصال عن المنظمة الصهيونية، بينما أيد البعض الآخر البقاء. ولما حسم النزاع لصالح التيار الداعي إلى البقاء، رفض دعاة الاستقلال ـ وكانوا من العناصر اليهودية الأكثر تشدداً من يهود ألمانيا وهنغاريا ـ ذلك، وقرروا الانسحاب من "المزراحي" والحركة الصهيونية، وبادروا إلى الاتصال ببعض الحاخامات ومجموعات معارضة للصهيونية في ألمانيا وهنغاريا، وأعلنوا قيام حركة "أغودات إسرائيل" المعارضة للصهيونية، في مايو 1912.

كان وعد "بلفور" الصادر في 2 نوفمبر 1917، نقطة انطلاق مهمة في تطور الحركة، ففي أعقابه أقامت الحركة منظمات شبيبة في العديد من دول أوروبا، وأنشأت شبكة مدارس دينية قومية تربوية، تحت اسم "شبكة مدارس يافنه"، كما بدأت الاتصال بدوائر "اليشوف"، قدامى السكان اليهود في فلسطين. وفي عام 1918، أقامت الحركة فرعاً لها في "يافا" بفلسطين، وعقدت أول مؤتمر لها هناك في سبتمبر من نفس العام. وفي أواخر عام 1920، نقلت الحركة مقرها الرئيسي من لندن إلى القدس، وتحول مقرا الحركة في لندن ونيويورك إلى فرعين للحركة الرئيسية بالقدس. كان أول إنجاز للحركة، في مقرها الجديد، إنشاء مؤسسة "الحاخامية الرئيسية" في القدس عام 1921، بمبادرة من الحاخام "أبراهام كوك". ومنذ ذلك الحين كرست الحركة كل اهتمامها في توسيع شبكة المدارس الدينية التابعة لها، وإنشاء محاكم دينية للأحوال الشخصية، وضمان تمثيل الحركة في كافة المؤسسات اليهودية في فلسطين.

وفي عام 1922، أُعلن عن تأسيس حركة "هبوعيل همزراحي: العامل المزراحي" على يد أنصار حركة الشبيبة "هتسعير همزراحي: الفتى المزراحي" من المتأثرين بالتيارات الاشتراكية في أوروبا الشرقية، وبأفكار الحاخام "شمشون رفائيل هيرش"، والقادمين إلى فلسطين ضمن موجة الهجرة الثالثة (1919 – 1923). لقد شجعت المنظمة الصهيونية هجرة العمال الشباب أكثر من الطبقات المتوسطة ـ التي كانت المصدر الرئيسي للمزراحي ـ وذلك بقصد بناء الاستيطان اليهودي في فلسطين في أسرع وقت، ومن ثم تشكل الأساس البشري للمنظمة العمالية الجديدة. وقد رفع رواد الحركة الجديدة شعار "التحقيق الذاتي"، للصهيونية بواسطة "التوراة والعمل"، وبواسطة الدمج بين الفكر الديني القومي والفكر الاشتراكي، بهدف بناء "أرض الأجداد". وقد اعتبرت حركة "المزراحي" الحركة الجديدة حركة شبابية عمالية تابعة لها، وصادق مجلسها العالمي الذي عقد في برلين عام 1924، على إقامتها. وفي عام 1925، تأسس "الاتحاد العالمي لحركة التوراة والعمل في الدياسبورا".

ظلت حركة "العامل المزراحي" تعمل في إطار المنظمة الصهيونية العالمية كجزء من حركة "المزراحي"، إلا أنها راحت تمارس ـ بالتدريج ـ دوراً مستقلاً عنها في مؤسسات "اليشوف". وعلى الرغم من أن عضوية العامل المزراحي في الهستدروت شكلت حلقة وصل بين المزراحي الأم وبين الهستدروت، إلا أن العامل المزراحي راح يقوم بالعديد من الأنشطة[2]، مثل إقامة شبكة مستوطنات زراعية واسعة، وكيبوتس ديني عام 1935، وتأسيس حركة "بني عقيبا" الشبابية (والتي أنشأ أتباعها سلسلة من المدارس الدينية الصهيونية الثانوية في إسرائيل فيما بعد). وكذلك أنشأت حركة "العامل المزراحي" بنكاً باسم الحزب، والعديد من المؤسسات الاقتصادية ومؤسسات إسكانية واجتماعية أخرى، ومنظمة للشباب الديني العام باسم "الشباب العامل الديني: هنوعار هداتي هعوفيد"، وثانية للرياضة باسم "اليذور"، وثالثة للمرأة باسم "رابطة نساء هبوعيل همزراحي".

كان أنصار "العامل المزراحي"، مستاءين من نهج قادة "المزراحي"، في تمثيل مصالحهم في المؤسسات الصهيونية، كما أن النزاعات العمالية الاشتراكية لديهم أضافت بعداً آخر في العلاقات السيئة مع "المزراحي". ومن هنا اتجه "العامل المزراحي"، شيئاً فشيئاً نحو الاستقلال عن "المزراحي"، وبدأ في الظهور بقوائم مستقلة في انتخابات المؤسسات اليهودية في فلسطين، وصارت الحركة أبرز الحركات الدينية في فلسطين وأعظمها تأثيراً ونفوذاً، وغدت قادرة على استيعاب المهاجرين على غرار الأحزاب العمالية غير الدينية.

2. أيديولوجية الحركة

صاغ رواد "المزراحي" أيديولوجية حركتهم، في مؤتمر عام 1926، في صيغة موجزة تقول: "المزراحي عبارة عن اتحاد صهيوني قومي وديني يسعى إلى بناء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وفقاً لقوانين التوراة والشريعة".

وفي عام 1933، انسحبت حركة "المزراحي" من المنظمة الصهيونية العالمية، احتجاجاً على التنكر للتقاليد الدينية في مستوطنات "الصندوق القومي"، ولكنها عادت إليها عام 1935. وكانت الحركة قد قدمت في عام 1934، اقتراحاً بإقامة دولة يهودية في فلسطين، فكانت بذلك الحركة الثانية ـ بعد التصحيحيين ـ التي تطالب بهذا، في ذلك الوقت المبكر. عارضت حركة "المزراحي" مشروع لجنة "بيل" بتقسيم فلسطين لتعارضه مع حدود "أرض إسرائيل" كما جاءت في التوراة.

وبقيام الدولة عام 1948، تحولت الحركتان إلى حزبين سياسيين مستقلين ، وصار حزب "العامل المزراحي"، أكثر نفوذاً وتأثيراً من حزب "المزراحي".

ثانياً: الحزب الديني القومي "المفدال"

1. النشأة التاريخية

بعد أن خاض حزبا "المزراحي" و"العامل المزراحي" ثلاث دورات انتخابية، برز اتجاه قوي داخل الحزبين لدمج الحزبين معاً. كان لكل منهما أسبابه فقد رأى "المزراحي" في عملية الدمج فرصة لتكوين قاعدة جماهيرية منظمة، ونظر "العامل المزراحي" إلى عملية الدمج غلى أنها توفر له إمكانات مادية ضخمة يمتلكها التنظيم العالمي "للمزراحي".

كانت الخطوة الأولى هي توحيد التنظيمين العالميين لهما في الخارج عام 1955. وفي صيف عام 1956، دُعي إلى مؤتمر مشترك في إسرائيل أُعلن فيه عن قيام "الحزب الديني القومي: مفلاغا داتيت ليئوميت"، والذي عُرف اختصاراً باسم حزب "المفدال". وقد عكس اسم الحزب الجديد "العنصر القومي" الذي كان "العامل المزراحي" يشدد علية، و"العنصر الديني" الذي كان "المزراحي" يؤكد عليه. وفي المؤتمر الثاني للحزب الجديد عام 1963، تم تقسيم المسؤوليات والمهام كالتالي: يتولى "المزراحي" الشؤون السياسية والدينية والإعلامية، وتنظيم الطبقات المتوسطة والعلاقات العامة، في حين يتابع "العامل المزراحي" الشؤون التنظيمية العامة، وأمور رسوم العضوية، وشؤون الهجرة والاستيعاب والعمل، والشؤون المهنية والاقتصادية، وشؤون المهن الحرة، والدوائر التي تهتم بكبار السن وبمدن التطوير.

2. أيديولوجية الحزب

يستند حزب "المفدال" ـ أيديولوجياً ـ على أفكار الصهيونية الدينية، وينطلق منها في وضع برامجه السياسية والانتخابية. التي تتميز بثوابت أيديولوجية هي:

أ. في مجال العلاقة بين الدين والدولة

(1) الإيمان التام بالحق التاريخي لليهود في فلسطين، وبمفهوم "أرض إسرائيل الكاملة"، ومن ثم فالاستيطان في كامل فلسطين أمر شرعي.

(2) إن انتصارات جيش الدفاع الإسرائيلي ـ وخاصة في عام 1967 ـ هي بداية الخلاص النهائي لـ "الشعب المختار"، وإن الصهيونية هي أساس عملية الخلاص.

(3) ضرورة بناء الدولة والمجتمع، وفقاً لقوانين التوراة، وتعميق الطابع الديني للدولة، والالتزام بكافة تعاليم الشريعة، والحفاظ على وحدة الشعب اليهودي وخصوصيته في إسرائيل وفي الشتات.

(4) دعم مكانة "الحاخامية الرئيسية"، باعتبارها أعلى سلطة دينية في البلاد، وكذلك دعم كافة المجالس الدينية.

(5) تدريس الدين في كافة مراحل التعليم.

(6) تأييد خدمة طلبة المدارس الدينية في الجيش.

(7) دعم المؤسسة القضائية الحاخامية.

(8) الحفاظ على حرمة السبت، وحل المشاكل القانونية المتعلقة بالتطورات التكنولوجية والعلمية حسب الشريعة.

(9) المحافظة على اتفاقية "الوضع الراهن".

(10) التأييد الكامل لقانون من هو "اليهودي"، والمناداة بتعديله حسب التصور الأرثوذكسي.

ظل الحزب يوجه كل اهتماماته إلى المسائل الداخلية  المتصلة بالطابع الديني للدولة، والتي تمس مصالح المتدينين مباشرة، مع عدم اهتمامه كثيراً بشؤون السياسات الخارجية والأمنية والاقتصادية، حتى عام 1977، ووصول تكتل الليكود إلى سدة الحكم لأول مرة في إسرائيل.

وبعد صراعات عنيفة، استمرت طوال عقد السبعينيات وأوائل الثمانينيات، بين القيادة القديمة للحزب ـ التي كانت مواقفها السياسية أقرب إلى مواقف حزب "العمل" ـ وبين "كتلة الشباب" بزعامة "زفولون هامر" ـ والتي تأثرت بتعاليم الحاخام "زيفي يهودا كوك" ـ تحول الحزب في المسائل الخارجية والأمن، إلى حزب شديد التطرف قومياً.

ب. في مجال السياسة الخارجية

(1) ما حدث في عام 1967، هو "بداية تحقيق وعد الرب لشعبه المختار بالعودة إلى أرض الآباء"، انطلاقاً من التفسيرات التواراتية، ومن ثم فإن الضفة الغربية لنهر الأردن وقطاع غزة ـ الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 ـ تشكل جزءاً من أرض إسرائيل تم تحريره.

(2) القدس هي "العاصمة الأزلية لشعب إسرائيل". ومن ثم دعا الحزب إلى ضم الضفة والقطاع والقدس، وهضبة الجولان السورية المحتلة، إلى "دولة إسرائيل"، وتطبيق "القانون الإسرائيلي" عليها، وعدم المساس بالسيادة الإسرائيلية عليها.

(3) المطالبة بوضع الخطط الكفيلة باستيطان هذه المناطق والعمل على تحصينها وتأمينها.

(4) ضرورة تمكين الفلسطينيين من الاختيار الحر بين "الجنسية الإسرائيلية" أو أية جنسية أخرى.

(5) منح استقلال "ديني ـ تربوي" لتجمعات السكان العرب المكتظة.

(6) تعيين إدارة دينية مستقلة للأماكن المقدسة لمختلف الأديان.

(7) أما عن مخيمات اللاجئين الواقعة داخل الدولة، فيرى الحزب ضرورة العمل على تعبئة إمكانيات دولية جادة لتصفيتها، وإعادة تأهيل سكانها ودمجهم في الاقتصاد الإسرائيلي.  

(8) يدعو الحزب إلى ما يُسميه بـ "السلام الدائم"، وإقامة علاقات طبيعية سياسية واقتصادية بين إسرائيل والدول العربية المجاورة

ج. في المجال الاقتصادي

(1) تقليص تدخل الحكومة في النشاط الاقتصادي.

(2) تقديم تسهيلات ضريبية لأصحاب رؤوس الأموال.

(3) رفع الرقابة على العملات الأجنبية وتشجيع الاستثمارات الأجنبية.

(4) وبيع الشركات الحكومية.

(5) العمل على تشجيع الصناعات التصديرية.

(6) تقليل الاعتماد على المساعدات الأمريكية.

ويمتلك الحزب بنكاً باسم بنك "همزراحي الموحد"، وصندوقاً للمرضى باسم "كوبات حوليم همزراحي".

وقد حصل "المفدال" على تسعة مقاعد في انتخابات 1996، تقلصت إلى خمسة مقاعد في انتخابات 1999، وزادت إلى ستة مقاعد في انتخابات 2003؛ بينما حصل "المفدال" مع "الاتحاد القومي" على أربعة مقاعد في انتخابات 2006، ولم يحصل على أي مقعد في انتخابات 2009.

3. الأحزاب المنشقة على "المفدال"

تعرض حزب المفدال ـ شأنه في ذلك شأن كل الأحزاب السياسية في إسرائيل ـ إلى العديد من الانشقاقات، لعل أهمها هو الانشقاق الذي أدى إلى ظهور حركة "كتلة الإيمان: غوش ايمونيم"، في السبعينيات من هذا القرن. أمَّا أهم الأحزاب والقوائم الانتخابية التي انشقت عن حزب "المفدال" فهي:

أ. قائمة "تقاليد إسرائيل: تامي": وهي أول قائمة حزبية تنشق عن "المفدال"، على يد زعيمها "أهارون أبو حصيرة" عشية انتخابات الكنيست العاشرة عام 1981. وهي قائمة سفاردية تعكس مواقف حزب "المفدال"، حتى أنه شاع عنها أنها "مفدال شمال أفريقيا"، نسبة إلى استقطابها اليهود الشرقيين المغاربة. وقد اندمجت في الليكود عشية انتخابات 1988.

ب. قائمة "متساد: المعسكر الديني الصهيوني": أسسها عضو الكنيست الحاخام "حاييم دروكمان"، عام 1983.

ج. قبيل انتخابات عام 1984، تحالف "دروكمان" مع قائمة "أوروت: الأضواء"، ومع حزب "بوعالي أغودات إسرائيل" لتشكيل قائمة جديدة باسم "مورشاه: التقاليد أو التراث". وقد جاء هذا التحالف نتيجة لتبدد الأمل في توحيد المعسكر الديني الصهيوني، بعد أن رفض زعيم "المفدال" آنذاك، "يوسف بورغ"، اعتزال رئاسة الحزب كما كان يطالب "دروكمان" و"بن بورات". تُعد قائمة "مورشاه" من أكثر الأحزاب الدينية تطرفاً وتعصباً، على الصعيدين الديني والسياسي، تطابق مواقفها مواقف حزب "الليكود".

تلاشت قائمة "مورشاه" في أعقاب انتخابات 1984، وعادت "أوروت" إلى "المفدال".

د. وعشية انتخابات عام 1988، تعرض "المفدال" لانشقاق جديد على يد الراب "يهودا عاميطال"، وشكل حركة "ميماد: معسكر الوسط الديني أو اليهودية العقلانية"، مستقطباً اليهود الأوربيين، وعارضاً أفكاراً أقل تطرفاً.



[1] كلمة "همزراحي" هي اختصار للكلمتين العبريتين "مركاز روحاني أي المركز الروحي" والتي تعني الشرقي كان هذا الاسم من اقتراح حاخام يُدعى "إبرهام سلوتسكي".

[2] وذلك على غرار كل الأحزاب اليهودية قبل وبعد قيام الدولة.