إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / الأحزاب السياسية في إسرائيل ودورها في الحياة السياسية





نشأة الحركات العمالية من 1906 إلى 1996
نشأة الحركات اليمينية من 1925 إلى 1996
نشأة وتطور الحركات والأحزاب الدينية
الكنيست الثامن عشر




الفصل الخامس

الفصل الثالث

قوى الضغط وجماعات المصالح وعلاقتها بالنشاط الحزبي

إسرائيل، من وجهة النظر الدستورية، دولة بورجوازية[1]، تتسم، كمثيلاتها من الدول البورجوازية، بتوزيع السلطات، ووجود حريات شكلية؛ لذلك، فإن نظام الحكم فيها، يتسم بتركز السلطة التنفيذية في أيدي ممثلي البورجوازيين. كما أن عقيدتها الصهيونية، يتميز جوهرها ومضمونها بالرجعية والتعصب القومي؛ لذلك، فهناك سيطرة كاملة على كلّ مجالات الحياة في إسرائيل، وخاصة الجهاز الحكومي، والأحزاب السياسية، والمؤسسات الاجتماعية.

وأصبح الانضمام إلى النقابات والمنظمات حقاً من الحقوق السياسية في إسرائيل. بيد أن جماعات الضغط والمصالح، تختلف عن الأحزاب السياسية، في أنها تفتقر إلى الاستقرار، وتفتقد مناهج ثابتة، تعبِّر عن فلسفتها ومصالحها؛ فضلاً عن أنّ الأحزاب تتصارع وتتنافس في الانتخابات، وصولاً إلى السلطة، أمّا قوى الضغط، فتستهدف، أساساً، التأثير في السلطات ومتخذي القرار، بينما تتوخى جماعات المصالح الربح، في المقام الأول.

وتعمل جماعات الضغط والمصالح، في إسرائيل، في ظروف مُحكمة، ومعقدة، ناجمة عن المركزية الشديدة في النظام السياسي، وسيطرة الأحزاب على الحياة السياسية؛ إضافة إلى إسهام تلك الجماعات وقادتها في تكوين الحياة الحزبية، التي يسعون إلى الضغط عليها والتأثير فيها.

اتخذت الحركة الصهيونية من الدّين ركيزة رئيسية، لتحقيق تجانس اليهود القومي. وانبرت لاستغلال قيمه ورموزه، بعد إفراغها من محتواها الديني، لخدمة مصالحها وأطماعها. ولذلك، نشأت الدولة الصهيونية مستندة إلى الشرعية، التي يوفرها الدين اليهودي؛ ومن ثَم، انعكس دور الأحزاب الدينية على السياسة الإسرائيلية، من خلال اطراد دورها في تكوين الائتلافات الحكومية، وتخصيص أطروحاتها السياسية الداخلية للعلاقة بين الدين والدولة.

 



[1] البرجوازية Bourgeoisie: ظهرت هذه الكلمة لأول مرة في فرنسا خلال القرن الثالث عشر وتطورت مع تطور الحكم الملكي، وتعني طبقة اجتماعية تمثل طبقة وسطى بين الجماهير المعدمة وطبقة الأشراف، ينعم أفرادها بوضع ينطوي على الرفاهية، وهي تضم التجار وأصحاب المصانع والعاملين في المهن الحرة والموظفين الحكوميين الذين يتميزون بثقافاتهم وخبراتهم الخاصة بأسلوب مشترك في حياتهم الاجتماعية، وهي تتعارض مع الطبقة العمالية والطبقة الفلاحية.