إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / مجلس الشورى، في المملكة العربية السعودية









الملحق الرقم (1)

ملحق

بلاغ من السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن

لمن في مكة وضواحيها، من سكان الحجاز، الحاضر منهم والباد

عقب دخول السلطان عبدالعزيز مكة المكرمة، وإدراكه ما يعانيه البلد الحرام من مشكلات اقتصادية، ونفاد في المؤن، شاور أهل الحل والعقد والرأي. ثم دعا إلى اجتماع مع أهل مكة لمناقشة هذا الأمر. وألقى خطاباً أوضح فيه خططه وتوجيهاته وسياسته لإدارة البلاد، فقال:

نحمد إليكم الله الذي لا آله إلاّ هو رب هذا البيت العتيق. ونصلي ونسلم على خاتم أنبيائه، محمد صلى الله عليه وسلم.

أمّا بعد، فلم يقدمنا من ديارنا إليكم إلاّ انتصاراً لدين الله، الذي انتُهكت محارمه، ودفعاً لشرور كان يكيدها لنا ولديارنا من استبد بالأمر فيكم قبلنا. وقد شرحنا لكم غايتنا هذه من قبل، وها نحن أولاء بعد أن بلغنا حرم الله نوضح لكم الخطة، التي سنسير عليها في هذه الديار المقدسة، لتكون معلومة عند الجميع، فنقول:

1.        سيكون أكبر همنا تطهير هذه الديار المقدَّسة من أعداء أنفسهم، الذين مقتهم العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها بما اقترفوه من الأثام في هذه الديار المباركة، وهم (الحسين) وأنجاله وأذنابهم.

2.        سنجعل الأمر في هذه البلاد المقدسة ـ بعد هذا ـ شورى بين المسلمين. وقد أبرقنا لكافة المسلمين في سائر الأنحاء، أن يرسلوا وفودهم لعقد مؤتمر إسلامي عام، يقرر شكل الحكومة، التي يرونها صالحة لإنفاذ أحكام الله، في هذه البلاد المطهرة.

3.        إن مصدر التشريع والأحكام، لا يكون إلاّ من كتاب الله، ومما جاء عن رسوله عليه الصلاة والسلام، أو ما أقرّه علماء الإسلام الأعلام بطريق القياس، أو أجمعوا عليه مما ليس في كتاب ولا سنة. فلا يحل في هذه الديار غير ما أحلّه الله، ولا يحرّم فيها غير ما حرّمه.

4.        كل من كان من العلماء في هذه الديار، أو من موظفي الحرم الشريف، أو المطوّفين، ذو راتب معين فهو له على ما كان عليه من قبل. إن لم نزده فلا ننقصه شيئاً، إلاّ رجلاً أقام الناس عليه الحجة أنه لا يصلح لما هو قائم عليه، فذلك ممنوع مما كان له من قبل. وكذلك، كل من كان له حق ثابت سابق في بيت مال المسلمين، أعطيناه حقه ولم ننقصه منه شيئاً.

5.        لا كبير عندي إلاّ الضعيف، حتى آخذ الحق له؛ ولا ضعيف عندي إلاّ الظالم، حتى آخذ الحق منه. وليس عندي في إقامة حدود الله هوادة، ولا يقبل فيها شفاعة. فمن التزم حدود الله ولم يعتديها، فأولئك من الآمنين. ومن عصى واعتدى، فإنما إثمه على نفسه، ولا يلومّن إلاّ نفسه. والله على ما نقول وكيل وشهيد، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

في 12 جمادى الأولى سنة 1343

عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود