إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / مجلس الشورى، في المملكة العربية السعودية









الملحق الرقم (12)

ملحق

خطاب جلالة الملك في افتتاح مجلس الشورى المنتخب

          افتتح جلالة الملك، جلسة مجلس الشورى، عقب انتخابه عام 1346، بخطاب ألقاه الشيخ حافظ وهبة بأمر من جلالته، هذا نصه:

          "الحمد لله الذي لا إله إلا إياه، نحمده ونصلي على أفضل خلقه، المبعوث إلى الناس رحمة وهدى، ونسلم على آله وصحبه أجمعين.

          وبعد، فإنني أحييكم يا حضرات الأعضاء، وأهنئكم على الثقة، التي وضعها فيكم أبناء بلدكم، بانتخابكم أعضاء لمجلس الشورى، الذي هو أس من الأسس، التي تقوم عليها الحكومات الشرعية المؤسسة على الشورى، الوارد فيها قوله تعالى: ]وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ[ (الشورى: الآية 38). إنني مغتبط بأن أراكم في هذا المجلس الجديد، عاملين مع الحكومة على إصلاح حال البلاد وعمرانها، وإقامة حدود الشريعة وصيانتها. إن الله تعالى قد جعل في أعناقنا أمانة، نرى أنفسنا محتاجين في حمل عبئها إلى معونة أهل الفضل والحمية، وهذا ما دعانا إلى أن نفوض إلى زعماء البلد بانتخابكم، فأولوكم ثقتهم وجعلوكم نائبين عنهم. وقد رفعنا المسؤولية عن أنفسنا ووضعناها في أعناقكم، فالله أسأل أن يوفقكم لما فيه خير العباد والبلاد. وسترون في أثناء القيام بوظائفكم، أن الحكومة جادة في إدخال كثير من الإصلاحات، والأعمال النافعة. ومما لا شك فيه، أنكم رأيتم فاتحة ذلك بتشكيلنا لجنة التفتيش والإصلاح، التي وكلنا إليها تفتيش دوائر الحكومة، ودرس الاقتراحات المتنوعة لإصلاحها. وقد أنجزت هذه اللجنة بعض الأعمال، وما زال أمامها عمل شاق، نسأل الله أن يوفقها إلى إتمامه.

          وستعرض عليكم في مجلسكم، مشاريع موازنات دوائر الحكومة، لتدققوها وتوافقوا عليها، وستعرض عليكم كذلك مشاريع خاصة بحفر الآبار الارتوازية في البلاد، لأن المياه من أهم ما نحتاج إليه، وهنالك مشاريع أخرى، خاصة بتعبيد الطريق بين جدة ومكة، وتوسيع بعض الشوارع في مكة، وإصلاح إدارة البريد والبرق، التي استكملت معداتها للسير على موجب الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمعاملات البريدية، لا سيما بعد أن انضمت المملكة إلى الاتحاد البريدي الدولي.

          ومما ستُعنى الحكومة به كذلك، هو إصلاح شؤون المعارف، وتوحيد نظام التعليم في البلاد ونشره، على قدر الحاجة في المدن والقرى وبين القبائل. وستصرف العناية، أيضاً، إلى إصلاح الحالة الصحية في البلاد، واتخاذ الأسباب لتأمين راحة حجاج بيت الله الحرام، وإصلاح أنظمة المطوفين. وأخيراً فإنني أعلن افتتاح مجلسكم هذا، ضارعاً إلى الله أن يكلل أعمالنا بالنجاح، والسلام عليكم".