إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / مجلس الشورى، في المملكة العربية السعودية









ملحق

ملحق

كلمة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور/ صالح بن عبد الله بن حميد

في افتتاح أعمال السنة الثانية، من الدورة الرابعة

يوم السبت 26 ربيع الأول من العام 1427هـ

   الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه .

خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز .

صاحب السمو الملكي ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير/ سلطان بن عبد العزيز .

أصحاب السمو الملكي الأمراء .

أصحاب الفضيلة العلماء .

أصحاب المعالي الوزراء .

أيها الحفل الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ففي هذا اليوم المطير يوم الغيث والرحمة إن شاء الله، نحمد الله سبحانه وتعالى على فضله وكرمه، ونحمده سبحانه على ما تنعم به بلادنا من أمن واستقرار ورخاء ونمو في هذا العهد الزاهر الميمون، ونحمده سبحانه على ما مَنَّ به من التفاف الأمة حول قيادتها في كل الأحوال والظروف والمتغيرات التي مرت بها بلادنا الغالية العزيزة وتعاملت معها بكل قوة وعزم وحكمة وحزم .

لقد كان فضل الله على هذه البلاد عظيماً، فيوم شاء الله سبحانه واقتضت حكمته أن ينتقل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة إلى جوار ربه بعد أن دوّن صفحات ناصعة في سجل دولته وأمته، وتحققت على يديه نهضة تنموية واسعة، واعتلت البلاد مكاناً سابقاً بين دول المنطقة والعالم، وكنتم عضده الأمين وساعده المعين، تسلمتم الراية من بعده، حين مد لكم شعبكم يده مبايعاً في مشهد شعبي مهيب مدفوعاً بالحب والثقة والولاء الصادق لكم ولسمو ولي عهدكم الأمين، فقدتم المسيرة، وواصلتم السير على الخطى التي رسمها الملك المؤسس الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود غفر الله لـه وسار عليها من بعده إخوانكم الملوك : سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعاً . وأمدكما الله بعونه وتأييده، وجعل التوفيق حليفكما في القول والعمل .

     

 خادم الحرمين الشريفين :

       في مثل هذه الأيام من كل عام يكون لمجلس الشورى موقف تاريخي أمام المليك، يتوّج به عاماً مضى، ويستقبل فيه عاماً جديداً في ظل رعاية سامية، وعناية كريمة يحظى بهما منذ تأسيسه .

لقد مضى عام من الدورة الرابعة لمجلس الشورى يضاف إلى مسيرة هذا المجلس الطويلة التي بلغت أربعة وثمانين عاماً، حيث بدأها مؤسسُ هذه البلاد وبانيها جلالةُ الملكُ عبد العزيز طيب الله ثراه، فوضع منهجَ هذا المجلس وأرسى قواعدَه على مبادئ دينِنا الحنيف، مجسداً بذلك تعاليم الإسلام التي تقوم على التعاون والتآزر  والمشاورة والنصيحة والإخلاص بين الراعي والرعية . 

وفي هذا الموقف نستذكر بالحب والتقدير والوفاء، والدعاء بالرحمة والمغفرة والفردوسِ الأعلى الجهود العظيمةَ للمليكِ الراحل خادم الحرمين الشريفين فهدِ بن عبد العزيز – رحمه الله – تجاه هذا المجلس وتجاه دينه ووطنه .

لقد حقق المليكُ الراحل رحمه الله منجزاتٍ كبيرةً سواء في المجال التنظيمي حيث أصدر الأنظمة الثلاثة الرئيسة : النظامَ الأساسيَ للحكم ونظامَ مجلسِ الشورى ونظامَ مجالس المناطق، أو في المجال العملي متمثلاً فيما اشتملت عليه خططُ التنمية، وترسيخُ البنية الأساسية، والتوسعةُ الكبرى للحرمين الشريفين، لقد كان عهده ـ رحمه الله ـ مسيرة رائدة في إنجازاتها على الأصعدة كافة الداخلية والخارجية والإقليمية والدولية، جسّدت بعد النظر، ونهج الحكمة والشجاعة في اتخاذ القرار ولا سيما في إدارة الأزمات. ولا يمكن تجاوز هذه الإشارة دون التنويه بالاهتمام الخاص الذي كان يوليه رحمه الله بالشأن الإسلامي في دُوَله وأقلياته، دعوة إلى الله ودعماً لقضاياه ومشاركةً في همومه وإغاثة حين الكوارث والنكبات .

 إن الحديث عن منجزات الملك الراحل وجهوده ولا سيما نحو هذا المجلس حديث ذو شجون، لقد أناط رحمه الله بالمجلس مسؤوليات كبيرة واسعة تمكنه من القيام بحاجات الوطن والمواطن، وتلمس كل ما فيه مصلحة تعود ثمارها على أبناء هذا البلد المعطاء . وكانت لـه اليد الطولى في إعادة تحديثه، فجدد نظامه، وأعاد تكوينه لينطلق في العمل مسهماً مع الحكومة في النهوض بالوطن والمواطن .

ثم ها أنتم يا خادم الحرمين الشريفين  تواصلون المسيرة بما عرف عنكم من حكمة وبعد نظر، فترعون هذا المجلس وتولونه العناية كيما يحقق الآمال المرجوة من إنشائه، معيناً للدولة، وسنداً لأجهزتها، وصوتاً للمواطن، وصدى لطموحه وآماله من خلال أعضائه الذين يستشعرون ما وصفتموهم به أثناء تشرفهم باللقاء بكم لتجديد البيعة حين قلتم " إنكم تمثلون شعب الإيمان والعقيدة والوفاء والإخلاص التمثيل الصحيح إن شاء الله "، ويرعون ما أكدتموه حفظكم الله من السير على منهج الكتاب والسنة الذي سارت عليه هذه البلاد حرسها الله منذ إنشائها إلى اليوم بقولكم : " إن بلادكم بإرادة الله سائرة على الطريق المستقيم بالكتاب والسنة ولن تحيد عنه أبداً مهما كان "، وما نوهتم عنه من وقوف هذا الشعب المسلم وراء قيادته وما تنعم به البلاد من أمن وأمان وهدوء وطمأنينة ولله الحمد . 

 

خادم الحرمين الشريفين :

في هذا الموقف لا بد من الإشادة والتسجيل بالاعتزاز والاستبشار بما وصلت إليه بلادنا من تجاوز الأحداث المؤسفة التي قامت بها فئة ضالة تأثرت بأفكار منحرفة، فقد تغلب الوطن على تلك الأحداث بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل حزم القيادة وحكمتها وإخلاص رجال الأمن والمواطنين، وتكاتف الجهود الأمنية والفكرية والتربوية للقضاء على ما تبقى من ذيول هذا الفكر المنحرف الذي يتنافى مع نهج التسامح واليسر والوسطية التي يدعو إليها ديننا الحنيف ويمثلها هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

وفي هذا الموقف أيضاً نستذكر مناسبات مهمة وإنجازات وطنية شهدتها المملكة في العام المنصرم بتوجيهكم ورعايتكم منها : انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي في مكة المكرمة، وما انتهى إليه من وضع برنامج للعمل الإسلامي يتصدى للتحديات التي يواجهها العالم الإسلامي من النواحي كافة، وزياراتكم الميمونة الناجحة لبعض الدول الكبرى في آسيا مما رسّخ علاقات التعاون بين بلادنا وتلك البلدان، ولا سيما في المجال الاقتصادي، وهاهو عضدكم الأيمن سمو ولي العهد يواصل المسيرة ليتوجه إلى دولة كبرى آسيوية أخرى ، كما نستذكر ما حفلت به ميزانية هذا العام من تقديرات كبيرة في الإيرادات وما خصص منها للمصروفات على مشروعات التنمية وبرامجها من أرقام كبيرة تعزز النشاط الاقتصادي المتنامي للمملكة، وما أصدرتم من توجيهات للأجهزة التنفيذية تؤدي إلى حسن استعمال هذه الموارد ورفع  مستوى معيشة المواطن.

وننوه هنا بما شهده سوق الاقتصاد في بلادنا، من نمو متزايد بدعم من السيولة المالية، وللارتفاع في أسعار النفط أثره الكبير، وأبرز ما في سوق اقتصادنا هذه  الأيام سوق الأسهم إذ زاد عدد المتداولين من أقل من 250 ألف مساهم عام  1422-2002م إلى أكثر من ثلاثة ملايين، وهي طفرة وقفزة تجاوزت كلَّ الحواجز والحسابات، بل المعوقات التنظيمية والتخطيطية .

إن هذه السوق بمقدورها أن تولد ثروةً هائلة في توفير السيولة وجذبِ المستثمرين من الداخل والخارج وإعادةِ صياغة الاستراتيجيات إنتاجاً واستثماراً وتسويقاً بل إيجادِ أسواق جديدة وابتكارِ سياسات ومنتجات جديدة .

ولقد كان لمتابعة مقامكم الكريم وحرصكم على مقدرات شعبكم من صغار مرتادي هذا السوق وكباره الأثرُ في توازنه واستقراره وانعقادِ الآمال الكبرى عليه، مع ما يحتاجه ذلك من مزيد من الشفافية في التعامل والتنظيم والإفصاح ومحاسبة المتلاعبين .

 

خادم الحرمين الشريفين :

إن انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية يقتضي إدخال تغييرات كبيرة في أنظمة التجارة والعمل وإدارة اقتصاد البلاد واستثماراته كما يتطلب وضع أطر تنظيمية فعالة مع مراقبتها ومراقبة مواكبتها مع المتغيرات السريعة بل والتنافسات المفروضة على دول العالم بعامة ودول منطقتنا بخاصة، بل إننا ندرك يا خادم الحرمين الشريفين أن الظرف يتطلب تطوير قطاعات اقتصاد جديدة مثل السياحة والنقل واعتماد نهج جديد لتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية للقطاع الخاص . وكل هذه الآليات والمناشط يتابعها مجلس الشورى ويتعامل معها ويتفاعل، مؤكداً في الوقت نفسه أنه بحاجة إلى مزيد من التحديث ومزيد من الصلاحيات ليواكب تطلعاتكم وليقدم للمقام الكريم الرأي والنصيحة والمشورة والقرار الرشيد بطريقة علمية مخلصة إن شاء الله وليسهم مع زملائه في الجهات الأخرى في ضمان حسن الأداء لأجهزة الدولة والمؤسسات العامة من خلال تطوير دور المجلس الرقابي.  

وننوه هنا بما تم ـ على صعيد المنجزات ـ من إكمال تكوين المجالس البلدية وبدئها في مباشرة مهامها المنوطة بها تفعيلاً لدورها المساند للأمانات والبلديات في سياق المؤسسات التي تسهم في دعم عمليات البناء والتنمية، والمشاركة في المسؤولية والرأي وصنع القرار، كما ننوه بالدور المنوط بمجالس المناطق وما تؤديه هذه المجالس من إسهام في التخطيط  والتنمية، ونشيد في هذا المقام بمناشط الحوار الوطني الذي يرعى ثوابت الأمة ويتفاعل مع قضاياها بالرأي والنصح والمشورة .

       ولا ننسى في هذا الموقف قيام هيئة حقوق الإنسان ضمن منظومة تهدف إلى ضمان الحقوق الأساسية للمواطنين والمقيمين وفق أحكام شريعتنا الغراء وطبقاً لنصوص النظام الأساسي للحكم .

ومجلس الشورى وهو ينوه بذلك كله ليؤكد تعاونه مع كل جهة ومؤسسة من أجل بلوغ أهدافها النبيلة ودعم غاياتها السامية .

كما يثمن المجلس ـ يا خادم الحرمين الشريفين ـ باعتزاز المبادرات الإنسانية التي يقوم بها ملك الإنسانية لمساعدة الأشقاء والأصدقاء وعلاج المرضى وإغاثة المنكوبين في النوازل والكوارث .

 

خادم الحرمين الشريفين :

وفي السياق ذاته استمر المجلس في نهجه وحسب التوجيهات الكريمة في التواصل مع الجمهور سواء بطريقة مباشرة عبر حضور المواطنين لجلسات المجلس، أو من خلال وسائل الاتصال الأخرى استشعاراً لمسؤولياته في الوقوف على هموم المواطن وآرائه ومقترحاته، فكان التواصل بين المجلس والمواطن متنامياً عبر آليات فاعلة وبصورة مباشرة وانفتاح منضبط .

       كما استمر المجلس منتهجاً سياسة الانفتاح على وسائل الإعلام الإذاعية والتلفازية والصحفية وغيرها، واستطاع من خلالها ـ ولله الحمد ـ نقل صورة حسنة واقعية لأعماله إلى الجمهور، ونحسب أنهم رأوا ممارسة شورية راقية في مناخ من الحرية المنضبطة والشعور بالمسؤولية وتقدير أمانة الكلمة . مقدراً الدور الذي يقوم به الإخوة الإعلاميون وحرصهم على أداء مهماتهم بمسؤولية ليكونوا جسراً بين المواطن ومؤسساته الخاصة والعامة مستهدفين الحقيقة في نقلها وطرحها وبحثها .

       وواكب ذلك نشاطات للمجلس ومشاركات في كثير من المؤتمرات والاجتماعات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية جعلت المجلس يخطو في ميدان الدبلوماسية البرلمانية خطوات متزايدة وأشواطاً متقدمة في مد جسور التعاون مع جميع البرلمانات الدولية عبر الزيارات الثنائية والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية ولجان الصداقة، وحرص المجلس من خلالها على بيان موقف المملكة إزاء القضايا العربية والإسلامية وحققت بحمد الله النتائج الإيجابية المرجوة من ورائها .

       كما كان للمجلس على صعيد الاتحادات البرلمانية مشاركاته الفاعلة في العديد من المناشط التي تعقد ضمن أنشطة الاتحاد البرلماني العربي، واتحاد مجلس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، والاتحاد البرلماني الدولي وغيرها من الاتحادات التي يحرص المجلس فيها على إبراز الأسس الثابتة والراسخة التي تسير عليها هذه البلاد المباركة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويظهر المجلس من خلالها رؤية المملكة إزاء القضايا الإقليمية والدولية . 

       وفي هذا السياق واصل المجلس برنامج استضافة عدد من الشخصيات البرلمانية المسلمة لأداء مناسك الحج بموافقة كريمة، حيث تم خلال موسم الحج الماضي ( 1426هـ ) استضافة شخصيات برلمانية من المجالس البرلمانية في كل من : بريطانيا ـ بلجيكا ـ الفلبين ـ الكاميرون ـ ساحل العاج ـ كينيا ـ بورندي .

خادم الحرمين الشريفين :

       إن مجلس الشورى وهو يستشرف المستقبل في عهدكم الميمون معتمداً بعد الله على ثقتكم به وثقة سمو ولي العهد ورعايتكم لأعماله وإنجازاته إلى مزيد من خطوات التطوير والدعم لأسلوب عمله ليعرض بهذه المناسبة ما قام به خلال العام الماضي من إنجازات وأعمال بمساندة وتوجيه من مقامكم الكريم وسمو ولي العهد الأمين، من أبرزها : صدور جملة من الأنظمة الجديدة ومراجعة وتعديل بعض الأنظمة بلغ عددها (34) أربعة وثلاثين نظاماً، وصدور عدة قرارات في مختلف الشؤون الإدارية والتنظيمية بلغت (107) مائة وسبعة قرارات، وقد خضعت تلك الأنظمة وموضوعات القرارات لمناقشات ودراسات مستفيضة في (77) سبع وسبعين جلسة سبقتها اجتماعات كثيرة عقدتها لجان المجلس بلغت (263) مائتين وثلاثة وستين اجتماعاً .

ومما صدر خلال ذلك العام :

1-  نظام الهيئة العامة للغذاء والدواء .

2-  نظام الكهرباء .

3-  نظام تعريفة الطيران المدني .

4-  نظام الضمان الاجتماعي .

5-  نظام مكافحة الغش التجاري .

6-  نظام المرور .

إلى جانب مناقشة وثائق انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية وخطة التنمية الثامنة للدولة، ودراسة جملة من الاتفاقيات والمعاهدات منها :

1- الاتفاقية المتعلقة بامتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها لعام 1964م .

2- اتفاقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمكافحة الإرهاب .

3-  مشروع اتفاق السكك الحديدية الدولية في المشرق العربي المعد من قبل ( الإسكوا ) .

ولقد تفاعل المجلس مع توجيهات الدولة التي تهدف إلى تحقيق المصلحة الوطنية من حيث إجراءات انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية والإسراع بخطوات الانضمام وذلك بالوفاء بالمتطلبات التي حققت هذه الخطوة الاقتصادية المهمة بإصدار عدة أنظمة لهذه الغاية وهي :

ـ نظام الاستثمار الأجنبي .

ـ نظام مكافحة الإغراق والتدابير التعويضية والحماية الوقائية .

ـ نظام الغش التجاري .

ـ نظام حماية الأموال العامة ومكافحة سوء استعمال السلطة .

ـ نظام السوق المالية .

ـ نظام العمل والعمال .

وقبل أن أتجاوز هذه النقطة أحب أن أشير إلى إنه ومع إدراك المجلس لطبيعة عمله وما تتطلبه الموضوعات التي يدرسها من وقت ودراسات واستضافة ذوي العلاقة من القطاعين العام والخاص وتفاوت المدد والأوقات التي تحتاجها الموضوعات حسب طبيعتها وطولها من أنظمة وتقارير واتفاقيات وغيرها .

ومع حرص المجلس على الإنجاز بقدر من الكمال والاستيفاء إلا أن عامل الوقت لـه حسابه في نظر المجلس وبخاصة تلك المعاملات المرتبطة بزمن محدد أو تحظى بتوجيه سام يعطيها صفة الاستعجال فإنها تلقى العناية اللازمة والسرعة المطلوبة .

وما نظرُ المجلس لموضوع انضمام المملكة لمنظمة التجارة الدولية وخطة الدولة الخمسية الثامنة وموضوع تجزئة الأسهم إلا نماذج لتعامل المجلس واستجابته لتأثير عامل الزمن مسترشداً بالتوجيهات الكريمة مؤكدين لمقامكم الكريم أن صفة الاستعجال هذه لا تؤثر بفضل الله وعونه على وفاء الدراسة ورشاد القرار.

 

خادم الحرمين الشريفين :

       ما ذكر من هذه المنجزات وغيرها ما كانت لتتم لولا فضل الله تعالى وتوفيقه وتسديده ثم دعمكم وثقتكم ومؤازرتكم ودعم وثقة ومؤازرة سمو ولي العهد الأمين، ولذا اسمحوا لي  نيابة عن زملائي في المجلس وأصالة عن نفسي أن أزجي لمقامكم الكريم ولسمو ولي عهدكم الأمين جزيل الشكر ووافر التقدير على هذا الدعم وتلك الثقة والمؤازرة، متطلعين إلى المزيد لبلوغ الغايات السامية التي تطمحون إليها وشعبكم الكريم، والشكر موصول لحكومتكم الموقرة ولأجهزة الدولة كافة على تعاونها وتجاوبها، وأؤكد لكم أننا في مجلس الشورى عازمون على مواصلة السير ـ بإذن   الله ـ لتحقيق آمالكم، باذلين ما في الوسع لنكون عند حسن ظنكم وظن إخواننا المواطنين، ساعون إلى ترجمة همومهم ونقل طموحاتهم وآمالهم من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مشرق بإذن الله تعالى.

       ولا يفوتني هنا أن أقدم الشكر خالصاً لزملائي معالي نائب رئيس المجلس، ومعالي المساعد، وأعضاء المجلس على ما بذلوه من جهد متميز في طروحاتهم وآرائهم  والشكر موصول لمعالي الأمين العام ومنسوبي المجلس لجهودهم في أدائهم وعملهم .

وفقكم الله لكل خير، وحفظكم وسمو ولي عهدكم ذخراً وعزاً، وأدام على بلادنا الأمن والأمان، إنه خير مسؤول .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .