إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / مجلس الشورى، في المملكة العربية السعودية









ملحق

ملحق

كلمة معالي رئيس مجلس الشورى، الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ

بمناسبة افتتاح مجلس الشورى، أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة

يوم الأحد 21 ربيع الأول من العام 1431 هـ

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظكم الله ورعاكم.

صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام

أصحاب السمو الأمراء

أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة

أيها الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خادم الحرمين الشريفين:

أهلاً بكم في مجلس الشورى وفي هذه المناسبة الكريمة، التي يسعد فيها المجلس بلقياكم والاستماع إلى رؤاكم ويقف خلالها على ما تقومون به من جهود مباركة خدمة لهذه البلاد ومواطنيها، ونشكر الله تعالى على ما مَنّّ به من تمام الصحة والعافية على أخيكم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وعودة سموه إلى أرض الوطن، وقد كان خلال رحلته العلاجية محفوفاً بحبكم وحب شعبكم ودعاء الجميع له بالسلامة والشفاء.

خادم الحرمين الشريفين:

في اليوم السابع والعشرين من شهر شعبان من عام اثني عشر وأربعمائة وألف للهجرة النبوية الشريفة، صدر نظام مجلس الشورى في صيغته الحديثة بالأمر الكريم ذي الرقم أ/91 لتواصل هذه الدولة مسيرة الشورى، التي انطلقت على يد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه. وهاهي المسيرة تبلغ اليوم خمسة وثمانين عاماً وسط قفزات وإنجازات كبيرة بفضل الله تعالى، ثم بفضل ما توليه القيادة الكريمة لها من دعم ورعاية.

خادم الحرمين الشريفين:

حفلت السنة الماضية – السنة الأولى من الدورة الخامسة – بأعمال ومناقشات وتوصيات وقرارات في أروقة هذا المجلس، مشاركاً بهذا أجهزة الدولة في النهضة التنموية التي تعيشها بلادنا في ظل قيادتكم الحكيمة وتوجيهاتكم السديدة؛ فخلال سبع وسبعين جلسة عقدها المجلس في عامه المنصرم تم إصدار العديد من القرارات حيال الموضوعات التي درسها وناقشها، سواء ما يتعلق منها بمشروعات الأنظمة واللوائح، أو تقارير الأداء، أو الاتفاقيات، ونحو ذلك مما يحال إليه ويدرسه في جلساته. ومن هذه الموضوعات:

1-  نظام النقل بالخطوط الحديدية.

2-  نظام الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي.

3-  النظام الوطني للحماية من الإشعاعات المؤينة.

4-  لائحة عمال الخدمة المنزلية ومن في حكمهم.

5-  ظاهرة ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات نتيجة حوادث السيارات.

6-  نظام المرافعات الشرعية ونظام الإجراءات الجزائية ونظام المرافعات أمام ديوان المظالم.

وقد حرص المجلس، وهو يباشر مهامه ومسؤولياته، على مدّ جسور من التواصل مع المسؤولين في الأجهزة المختلفة، واستضاف في جلساته العامة واجتماعات لجانه عدداً من المسؤولين، حيث استوضح الأعضاء منهم عما يتعلق بأداء أجهزتهم ورؤاهم ووجهات نظرهم، إلى جانب ما قد يعيق أعمالهم من صعوبات وما لديهم من مقترحات.

وكان المجلس مواكباً ومتابعاً الأحداث التي تهم الوطن والمواطن، وكان حاضراً بتفاعله وبقراراته وتوصياته، استشعاراً منه بدوره الوطني الذي يجب أن يؤديه ويضطلع به.

كما كان لمجلس الشورى – في إطار الدبلوماسية البرلمانية – مشاركات في المؤتمرات والمنتديات والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، وأضحى ذا أثر في أعمال هذه المناشط وتوصياتها، إضافة إلى قيام وفود منه بزيارات رسمية، سواء من مسؤوليه، أو من لجان الصداقة فيه للعديد من المجالس واللجان النظيرة في الدول الشقيقة والصديقة. واستقبل المجلس وفوداً سياسية وبرلمانية من عدد من دول العالم. وقد أتاحت تلك المشاركات والزيارات للمجلس دوراً مهماً في إظهار المواقف العادلة والمميزة للمملكة في خضم الأحداث الإقليمية والعالمية، وإبراز مكانتها في رعايتها للإسلام ودعوتها للسلام والتفاهم والتحاور والوئام. وأسهمت هذه الفعاليات في ترسيخ علاقات التعاون مع العديد من البرلمانات الدولية، فيما أكسبت المجلس فرصة الاطلاع على تجارب برلمانية مختلفة.

خادم الحرمين الشريفين:

خلال العام المنصرم شهدت البلاد قرارات ومنجزات من لدن مقامكم الكريم، تواءمت مع متطلبات المرحلة وتزامنت مع حاجاتها، وكانت جميعها تصب في مصلحة الوطن والمواطن، سواء في حاضره أو مستقبله؛ من تلكم القرارات صدور أمركم الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، فنسأل الله تعالى لسموه العون والتوفيق والسداد.

ومن ذلكم، أيضاً، ما جاءت به ميزانية هذا العام من فيض المشاريع التنموية كان المواطن هو المحور الأول في أهدافها وغاياتها، وبرهنت هذه الميزانية على قوة المملكة الاقتصادية رغم ما يمر به اقتصاد العالم من ظروف وتحديات. ودشنتم- حفظكم الله- عدداً من المشاريع التنموية في مدينتي الجبيل وينبع بلغ مجموع استثماراتها (100) مائة مليار ريال تقريباً، وافتتحتم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي ستكون ــ بإذن الله ــ صرحاً من صروح العلم والبحث والحضارة، كما أردتم لها. كما صدر أمركم الكريم بإنشاء أربع جامعات جديدة في كل من الدمام والخرج وشقراء والمجمعة، وامتدت رعايتكم فأصدرتم أمراً بتمديد فترة برنامجكم للابتعاث الخارجي لمدة خمس سنوات قادمة اعتباراً من العام المالي 1431/1432هـ، ووافقتم ـ رعاكم الله ـ على تحمل الدولة للرسوم الدراسية لـ 50% من أعداد من يقبلون سنوياً في الجامعات والكليات الأهلية لمدة خمس سنوات.

وفي شهر رمضان الماضي صدر أمركم الكريم بصرف مساعدة قدرها مليار ومائة وستة وستون مليون ريال لجميع الأسر المشمولة بنظام الضمان الاجتماعي، لمساعدتها على تلبية مستلزماتها الطارئة. كما أصدرتم أمركم الكريم بصرف مبلغ مليون ريال لذوي كل شهيد غرق جراء السيول التي اجتاحت مدينة جدة في شهر ذي الحجة الماضي، ووجهتم ببناء ( 10.000) عشرة آلاف وحدة سكنية لأبنائكم النازحين إلى مراكز الإيواء على الحدود الجنوبية من البلاد.

وقبل هذا كله واصلتم – رعاكم الله – خدمة الحرمين الشريفين وتوفير الراحة لحجاج بيت الله الحرام وزائري مسجد رسوله، صلى الله عليه وسلم. وقد شهد موسم الحج الماضي نجاحاً مميزاً بفضل الله، ثم بفضل ما بذل من عمل دؤوب وما أنجز من مشروعات جبارة في مكة المكرمة والمشـاعر المقدسة، لـعل من أهــمـها اكـتـمـال تـوسعـة المسـعى وإنـشـاء جسـر الـجـمــرات ذي الأدوار المتـعـددة، وغيرها كثير مما لا يتسع المقام لذكره. جعل الله ذلك كله في ميزان حسناتكم وصحائف أعمالكم الصالحات.

إن ذلكم العطاء المتدفق هو فضل من الله ـ سبحانه ـ وتعالى على هذه البلاد، وهو بعد ذلك ثمرة لجهودكم الكبيرة الساعية إلى مزيد من النماء والازدهار لهذا البلد الخيّر المعطاء في طريقه نحو مدارج الرقي والازدهار.

خادم الحرمين الشريفين:

إن لقرار مقامكم الكريم في إيقاف المتسللين الباغين وحماية حدود البلاد من المعتدين أصداء حميدة لدى الجميع في الداخل والخارج، وكان لجنودكم البواسل موعد مع النصر والعزة من خلال دحر المعتدين، الذين حاولوا التسلل لحدود بلادنا الجنوبية. وقد سطر هؤلاء الجنود الشجعان أروع الأمثال في الذود عن دينهم ووطنهم، وتجلى التكاتف والتعاضد الكبير بين القيادة والشعب ضد كل من تسول له نفسه الاعتداء على هذا الوطن العزيز في أبهى صورة. وسيبقى هذا الوطن – بإذن الله – شامخاً عزيزاً بدينه، ثم بقيادته وشعبه، وسيظل حصناً منيعاً في وجه كل معتد ضال.

وفي هذا المقام لا بد من تسجيل وقفة تقدير وعرفان للأجهزة الأمنية، التي أحكمت السيطرة في وجه الإرهاب والإرهابيين حتى غدوا يائسين منهزمين، وسلّم الله رجال أمننا وفي مقدمتهم سمو مساعد وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، من محاولات الضالين ومؤامرات الحاقدين.

خادم الحرمين الشريفين:

لقد سارت المملكة العربية السعودية في سياستها الخارجية منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز – رحمه الله – على قيم وثوابت تقوم على احترام سيادة الدول، وتسوية المنازعات بالطرق السلمية، والالتزام بالمبادئ والقرارات الدولية، والتعاون مع المجتمع الدولي في سبيل تحقيق ما فيه صلاح الشعوب والمجتمعات. وقد واصلتم – يحفظكم الله – هذا النهج واستطعتم ـ بفضل الله ـ المضي قدماً إلى مزيد من الرفعة والشراكة الفاعلة المؤثرة في صنع القرار على المستوى الدولي؛ فشاركتم ـ رعاكم الله ـ في قمة العشرين الاقتصادية التي عقدت في لندن وأوضحتم للعالم رؤية المملكة الثاقبة السديدة وموقفها تجاه الوضع الاقتصادي العالمي والأزمة المالية العالمية. كما شاركتم في القمة الثانية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، وعززتم من حضور المملكة الفاعل على المستوى الدولي.

وعلى المستوى العربي والإسلامي لم يهنأ لكم بال وأنتم تشاهدون الوضع الذي تعيشه الساحة العربية، فواصلتم مساعيكم نحو تحقيق المصالحة العربية وردم الخلافات بين الأشقاء، فأثمرت هذه المساعي والجهود عودة الوئام للصف العربي. وكعادة هذه البلاد وقادتها كانت القضية الفلسطينية في أول اهتماماتكم ومحل عنايتكم، فوجهتم إلى قادة الشعب الفلسطيني خطاباً أخوياً صادقاً، دعوتموهم فيه إلى وحدة الصف ورأب الصدع وتنحية الخلافات والالتفاف حول قضيتهم، وأظهرتم روحاً صادقة من الوفاء والإخلاص لأمتكم، فبارك الله في مساعيكم وكللها بالتوفيق والنجاح.

خادم الحرمين الشريفين:

ندرك ما تولونه مجلس الشورى من عناية واهتمام، ونعلم أن طموحاتكم أكبر من إنجازاتنا، وتطلعاتكم أعظم من جهودنا، ونعدكم أن نكون – إن شاء الله – في مستوى ما تحبون وتأملون، وفي المكانة التي تريدون وتطمحون.

واسمحوا لي يا خادم الحرمين الشريفين في هذا الموقف أن أقدم الشكر لزملائي مسؤولي المجلس وأعضائه، على التفاعل الإيجابي والجهود التي يبذلونها لإنجاز المهام المناطة بهذا المجلس والقيام بمسؤولياته.

وفي الختام تقبلوا، أيها القائد الكريم، وافر الشكر وجزيل الامتنان على ما تقدمونه للشعب الكريم ولمجلس الشورى من عناية واهتمام كبيرين، ونسأل الله أن يعينكم وسمو ولي عهدكم وسمو النائب الثاني وحكومتكم الرشيدة في مسيرة الخير والبناء، وأن يديم على بلادنا نعمة الإيمان والأمن والأمان والرخاء والازدهار، إنه سميع مجيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.