إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / مجلس الشورى، في المملكة العربية السعودية









ملحق

ملحق

كلمة معالي رئيس مجلس الشورى، الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ

بمناسبة افتتاح مجلس الشورى، أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة

يوم الأربعاء 12 ربيع الأول 1437 هـ

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود

صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.

صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

أصحاب السمو الأمراء

أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي والسعادة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أرحب بكم في مجلس الشورى وهو يستهل عاماً جديداً من مسيرته التي يتجدد معها الإنجاز والعطاء بفضل الله تعالى ثم برؤية قادة هذه البلاد وتكاتف شعبها الوفي.

خادم الحرمين الشريفين:

تعيش هذه البلاد المباركة بفضل من الله صورة نادرة من صور التلاحم بين القيادة والشعب، صورة تجسّد شعوراً مترابطاً بين قيادة رشيدة وشعب وفي، أثمرت بفضل الله تعالى أمناً واستقراراً ورخاء ونماء.

خادم الحرمين الشريفين:

منذ أن توليتم مقاليد الحكم وبلادنا تشهد قفزات متسارعة نحو التجديد والرقي والنماء ولقد بادرتم منذ الأسبوع الأول من عهدكم المبارك بجملة من القرارات الإصلاحية والتنموية والإدارية، حيث صدر أمركم الكريم بإلغاء عدد من اللجان والمجالس العليا وإنشاء مجلسين هما: مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، كما صدر أمركم الكريم بدمج وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة تحت مسمى وزارة التعليم.

وصدر أمركم الكريم بإنشاء مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة والأعمال الإنسانية لكي يكون مركزاً لإغاثة المجتمعات التي تعاني من الكوارث وأعلنتم عن تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز.

وفي شهر رمضان الماضي افتتحتم رعاكم الله عدداً من المشروعات المباركة في مكة المكرمة والتي شملت مشروع المبنى الرئيس للتوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام ومشروع خادم الحرمين الشريفين لاستكمال الطريق الدائري الأول.

وفي المدينة المنورة اعتمدتم التصميم المعدل لتوسعة المسجد النبوي الذي يتضمن بناء المرحلة الأولى في الجانب الشرقي والمرحلة الثانية في الجانب الغربي مع توسعة الصفوف الأولى، كما افتتحتم رعاكم الله مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الجديد في المدينة المنورة.

ولأن موضوع توفير السكن المناسب للمواطن هو من أولوياتكم فقد صدر قرار مجلس الوزراء بالموافقة على نظام رسوم الأراضي البيضاء الأمر الذي سيسهم بإذن الله في تقليل تكلفة الحصول على المسكن الملائم وبخاصة لذوي الدخول المحدودة أو المنخفضة.

خادم الحرمين الشريفين:

وعلى صعيد السياسة الخارجية للمملكة لا تزال القضية الفلسطينية تحتل محوراً مهماً في سياسة المملكة ولطالما أكدت المملكة على وجوب احترام قرارات الأمم المتحدة والعهود والمواثيق الدولية والتصدي للممارسات الإسرائيلية التي تقف في وجه جهود السلام.

ولم تقف جهود المملكة عن نصرة قضايا الأمة بل تواصلت الجهود تلو الجهود في سبيل إخراج الشعب السوري من أزمته التي يوشك عامها الخامس على الرحيل جراء العمليات العسكرية التي يشنها النظام السوري على هذا الشعب الشقيق، واحتضنت المملكة من أجل ذلك اجتماع المعارضة السورية المعتدلة لإيجاد حل للأزمة وإنهاء معاناة الشعب السوري.

وخلال شهر جمادى الثانية من العام الماضي وبرؤية حكيمة من مقامكم – حفظكم الله – انطلقت عملية عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة عدد من الدول الشقيقة التي جاءت استجابة ونصرة للحكومة الشرعية في الجمهورية اليمنية الشقيقة بعد أن قامت الميليشيات الحوثية بالتعاون مع الرئيس السابق بنقض العهود والاتفاقيات والانقلاب على الحكومة الشرعية، ولا يفوتني في هذا المقام أن أرسل تحية تقدير للجنود المرابطين الذين يخوضون غمار المعارك نصرة للحق والعدل.

كما أعلنتم حفظكم الله عن تخصيص أكثر من مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق، كما وجهتم باتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح أوضاع الإخوة الأشقاء من أبناء الجمهورية اليمنية المقيمين في المملكة بطريقة غير نظامية.

وفي إطار التعاون العربي مع دول العالم احتضنت عاصمة بلادنا الحبيبة الرياض القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية حيث نجحت القمة بقيادتكم الحكيمة في الخروج بـ«إعلان الرياض» الذي يعد إعلاناً غير مسبوق في شموليته وصدوره بدون أي تحفظات.

كما ترأستم حفظكم الله وفد المملكة في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الجمهورية التركية في تأكيد على ما تمثله المملكة على الصعيد السياسي والاقتصادي من مكانة كبيرة ومساهمة جلية في دعم الاقتصاد العالمي.

كما احتضنت الرياض بقيادتكم ــ رعاكم الله ــ القمة السادسة والثلاثين لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي جاءت قراراتها ترجمة وتأكيداً على وحدة الصف الخليجي في مواجهة التحديات وتعميقاً للروابط الأخوية التاريخية التي تجمع دول الخليج.

وشهدت علاقات المملكة مع عدد من دول العالم تطوراً ونماء من خلال الزيارات المتبادلة وتوقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة حيث زار المملكة منذ توليتم مقاليد الحكم ــ حفظكم الله ــ أكبر عدد في تاريخ المملكة من زعماء الدول.

ولا يفوتني أن أشيد بما تم إعلانه من تكوين تحالف يضم أربعاً وثلاثين دولة إسلامية بقيادة المملكة لمحاربة الإرهاب، والإعلان عن تأسيس مركز عمليات مشتركة يكون مقره الرياض لتنسيق ودعم مكافحة الإرهاب وتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود بعد النجاح الكبير الذي حققه رجال الأمن في بلادنا الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن فلهم منا التحية والتقدير.

خادم الحرمين الشريفين:

وأنتم تتفضلون اليوم بافتتاح أعمال السنة الرابعة ـــ والأخيرة ـــ من الدورة السادسة لأعمال مجلس الشورى، فإنه يطيب لي أن أوضح لمقامكم الكريم بأن مجلس الشورى أنجز في السنة الثالثة من هذه الدورة جملة من مشروعات الأنظمة واللوائح والاتفاقيات والتقارير والخطط وفقاً لما نصت عليه المادة (الخامسة عشرة) من نظامه.

حيث عقد المجلس (إحدى وسبعين) جلسة كان نتاجها (مائة وستة وعشرين) قراراً كان آخرها مشروع نظام رسوم الأراضي البيضاء الذي تمت دراسته في مجلس الشورى وإنجازه خلال ثلاثين يوماً حسب التوجيه الكريم.

كما حضر إلى المجلس عدد من الوزراء والمسؤولين في الأجهزة الحكومية المختلفة كان آخرهم صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السابق ـــ يرحمه الله ـــ، وأجدها فرصة هنا لأوجه الشكر لأصحاب السمو والمعالي الوزراء على تعاونهم مع المجلس وتجاوبهم مع ما تتطلبه اختصاصاته.

واستشعاراً لأهمية صوت المواطن ومقترحاته ولأهمية الوقوف معه على القضايا التي تهمه فإن المجلس عمل خلال العام المنصرم على تطوير الإدارة التي استحدثها سابقاً والتي تختص بالتواصل مع المجتمع، حيث دشن المجلس قنوات تواكب الوسائل الحديثة للتواصل الاجتماعي، إضافة إلى التواصل المباشر مع المواطنين لعرض قضاياهم على لجان المجلس المتخصصة لمناقشتها وإيجاد الحلول اللازمة وفق نظام المجلس ولوائح عمله.

خادم الحرمين الشريفين:

لقد واصل مجلس الشورى جهوده على صعيد الدبلوماسية البرلمانية التي حققت بفضل الله ثم بتوجيهاتكم الحكيمة ودعمكم الكريم نجاحات كبيرة في تعزيز العلاقات البرلمانية مع المجالس المماثلة في الدول الشقيقة والصديقة، سواء من خلال المشاركة في المؤتمرات البرلمانية الدولية والإقليمية أو الزيارات التي يقوم بها مسؤولو وأعضاء المجلس أو لجان الصداقة البرلمانية التي شُكلت لتعزيز أواصر الصداقة مع الدول الشقيقة والصديقة، أو من خلال الوفود البرلمانية التي يستضيفها المجلس من مختلف الدول.

وفي هذا السياق استضاف مجلس الشورى الاجتماع التاسع لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي خرج بعدد من القرارات التي تصب في صالح العمل البرلماني الخليجي المشترك.

وقبل الختام اسمحوا لي يا خادم الحرمين الشريفين أن نؤكد لمقامكم الكريم أننا في مجلس الشورى سائرون ـــ بمشيئة الله ـــ من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات ساعون لتحقيق ما تتطلعون إليه من مستقبل زاهر وعطاء أكبر للوطن والمواطن، مجدداً الشكر والتقدير لكم يا خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظكم الله ـــ على ما يلقاه المجلس من دعم واهتمام ومتابعة من مقامكم الكريم في سبيل تحقيق ما تتطلعون إليه لخدمة المواطن، كما أتقدم بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد ابن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على دعمهما لأعمال المجلس، كما أشكر أعضاء المجلس ومنسوبيه الذين بذلوا كل جهد لتحقيق ما وصل إليه المجلس، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يديم على هذه البلاد المباركة وقادتها فضله وكرمه، وأن يحقق ما يصبوا إليه الجميع من آمال وتطلعات إنه سميع مجيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.