إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / سورية من الاستقلال إلى حافظ الأسد




هاشم الأتاسي
أديب الشيشيكلي
أكرم الحوراني
جميل مردم
خالد العظم
حافظ الأسد
حسني الزعيم
سامي الحناوي
صبري العسلي
شكري القوتلي
سعد الله الجابري
فارس الخوري





سورية من عصر الإستقلال والإنقلابات

المبحث الأول: حقائق سورية

الجمهورية العربية السورية جزء من سورية الطبيعية، أو ما يعرف ببلاد الشام[1]، التي قسمت، خلال مراحل تاريخية مختلفة، دولاً، يفصل بينها حدود سياسية، وضعها الاستعمار؛ هي: الأردن وفلسطين (وتسمى بسورية الجنوبية) ولبنان وسورية (وتعرف بسورية الشمالية). ولم يتبقَّ إلا سورية الحالية، هي التي تحتفظ بهذا الاسم القديم لتلك المنطقة.

تُعَدُّ سورية من الدول، التي عرفت أعلى معدلات العنف، سبيلاً إلى تغيير السلطة السياسية بالقوة. وسيطر النمط الانقلابي على الحياة السياسية فيها، طوال فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، وحتى وصول حافظ الأسد إلى السلطة، عام 1970؛ إذ شهدت منذ الاستقلال، تسعة انقلابات، ثمانية منها عسكرية؛ وانقلاب سياسي واحد، حمل الرئيس الأسد إلى الحكم؛ فضلاً عن نحو خمسين محاولة انقلابية فاشلة.

وسورية هي إحدى دول التأثير، على مدى التاريخ العربي؛ يرتبط تاريخها بمراحل التطور، التي مرت بها الأمّة العربية، منذ القدم وحتى الآن؛ إذ يشكل موقعها ممراً رئيسياً من أوروبا وآسيا إلى الشرق الأوسط والمنطقة العربية. ولهذا، فإن الأمن القومي العربي، طالما كان رهيناً بأحداث سورية الرئيسية، عبر العصور المختلفة.

تقع سورية في الجزء الشرقي من البحر المتوسط. يحدها شمالاً تركيا، وشرقاً العراق، وجنوباً الأردن وفلسطين، وغرباً لبنان والبحر الأبيض المتوسط. وتبلغ مساحتها الكلية 185180 كم2 منها مساحة مائية، تبلغ 1130 كم2 إلى جانب أن مساحة الجولان المحتل، تبلغ 1295 كم2 من مساحته الكلية البالغة 1860كم2.

يبلغ إجمالي حدودها البرية مع دول الجوار 2253 كم: منها 605 كم مع العراق، و76 كم مع إسرائيل، و375 كم مع لبنان، و822 كم مع تركيا). أمّا حدودها البحرية، فتبلغ 193كم.

أولاً: أهمية سورية الإستراتيجية

لموقع سورية أهميته الكبرى، وخاصة في نطاق آسيا العربية؛ فجميع المواصلات: البرية والجوية، القادمة من شبه الجزيرة العربية، وبلدان الخليج العربي، والأردن والعراق، وكذلك من إيران وتركيا، تمر بسورية أو تنتهي إلى موانئها البحرية. وتستمد سورية أهميتها الإستراتيجية من:

1. إشرافها على شرقي البحر الأبيض المتوسط.

2. مركزها المتوسط للمواصلات الجوية، بين أوروبا والشرق الأقصى.

3. سيطرتها على طرق المواصلات: البرية والجوية، من جنوب شرقي أوروبا وروسيا إلى باكستان والهند شرقاً، والخليج جنوباً، ومصر غرباً.

4. تحَكُّمها في مرور أنابيب النفط بها، من المملكة العربية السعودية إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط، في بانياس وطرابلس وصيدا؛ وكذلك خطوط النفط من الموصل وكركوك، في العراق.

5. سيطرتها، من خلال هضبة الجولان (المحتلة حالياً)، على الجزء الشمالي من إسرائيل (الجليل الأعلى).

6. احتضانها حزب البعث، الذي ينادي بالقومية العربية ووحدة أراضيها؛ ومن خلاله تكتسب سورية تأثيراً سياسياً في العديد من الدول العربية.

7. تأثير حضارتها القديمة في الحضارات الأخرى في المنطقة؛ ما دفع العديد من البلدان إلى التفاعل مع سورية.

وأتاح لسورية موقعها الإستراتيجي المهم في المشرق العربي، أن تتأثر المواقف: الإقليمية والدولية، بالتوجهات السورية، ونظام الحكم السوري، وطبيعة الشعب السوري.

ثانياً: تضاريسها

يتكون غربي سورية من سهل ساحلي متعرج. يليه منطقة جبلية، تعرف باسم جبال العلويين (أعلى قمة 1285م)، تنتهي إلى سهل الغاب، الذي يفصلها عن الداخل الصحراوي، حيث تنتشر منبسطات، تمثل 60% من مساحة البلاد، وتنخفض، تدريجاً، كلما اتجهت نحو الشمال (حتى نهر الفرات) والجنوب (حتى بادية الشام). وتتخلل تلك المنخفضات الصحراوية مناطق جبلية متفرقة.

الحدود السورية مع دول الجوار، تتميز، إذاً، بطبيعة خاصة؛ فهي جبلية مع تركيا، حيث جبال طوروس؛ وصحراوية مع العراق، حيث بادية الشام؛ وجبلية، يتخللها وادي البقاع، مع لبنان وإسرائيل؛ وجبلية صحراوية مع الأردن، حيث جبل الدروز وبادية الشام.

ثالثاً: تنوُّع سكانها وتوزُّعهم (انظر خريطة سورية)

يمثل العرب نحو 90.3% من سكان سورية، والأكراد والأرمن وسائر القوميات 9.7%. وبلغ إجمالي عددهم عام 2001، 16728808 أشخاص. وكان، عام 1990، 13338000؛ وعام 1984، 9310000؛ بنسبة نمو، تناهز 2.54 سنوياً. ويناهز سكان الجولان 18200 نسمة؛ منهم 16500 درزي، و1700 علوي، على جانب ألف مستوطن يهودي.

أسهمت طوائف سورية: القومية والدينية، في توجهات نظامها السياسي، وتنظيمها الحزبي، الذي ساعد على استقرار ذلك النظام. وفيما يلي تعريف ببعض تلك الطوائف.

1. السُّنة: هم الغالبية العظمى من المسلمين تبلغ نسبتهم 74% من سكان سورية. وهم ذوو أصول عربية، دخلتها مع  الفتح الإسلامي.

2. الدروز: يُعرف الدروز بالموحدين، لإيمانهم بوحدانية الله؛ وإن عَدُّوا الحاكم بأمر الله الفاطمي تجسيداً للذات الإلهية. وهم ينتسبون إلى محمد إسماعيل الدرزي. وفي عقائدهم أن أركان الإسلام سبعة بدلاً من خمسة؛ لذا، يراوح موقف المسلمين منهم بين القبول والرفض. وهم لا يَعُدُّون أنفسهم من جموع المسلمين، على الرغم من اعترافهم بأن لدينهم أصولاً إسلامية. وتصل نسبتهم إلى 3% من سكان سورية ، ويتركزون في جبل الدروز، ومنطقة الجولان.

3. الشيعة الإسماعيليون: ينتسبون إلى إسماعيل، الابن الأكبر للإمام جعفر الصادق. ورأوا أنه الأحق بالإمامة، السابع بعد أئمة الشيعة الستة الأُوَل؛ فهو سابعهم؛ ولذا، عرفوا "بالسبعية". وهم يهتمون بالرقم 7، حتى إنهم جعلوا الرسل سبعة. يتصف الإسماعيليون بالتشدد. واستعدادهم كبير للتضحية من أجل العقيدة. ولا يتجاوز عددهم 1% من إجمالي السكان، ويتركزون في المنطقة الغربية من سورية.

4. العلويون: أو النصيريون: يتنسبون إلى محمد بن نصير النميري العابدي. ويتسم المذهب العلوي بتأثره بالمبادئ الإسماعيلية. ويناهز عددهم 11% من إجمالي السكان، يتركزون في محافظتَي دير الزور واللاذقية.

5. الأرمن: وهم جماعات نزحت إلى الوطن العربي من موطنها الأصلي في أرمينيا. يقدَّر عددهم بنحو 4% من إجمالي السكان. ويتحدثون اللغة الهندو – أوروبية. ويتمتعون بحقوقهم: الدينية والسياسية. وينتشرون في المدن السورية.

6. الأكراد: وهم امتداد للأكراد في كلّ من العراق وتركيا وإيران. يتركزون في المناطق الشمالية الشرقية من سورية، ويمثلون نحو 2% من سكانها. وليس لهم توجهات سياسية أو انفصالية، كالتي ينادي بها أكراد العراق وتركيا.

7. الشراكسة: وهم قبائل نازحه من جبال القوقاز. توافدوا إلى سورية بين عامَي 1872 و1912، من الأناضول وأوروبا الشرقية. ويقدر عددهم بنحو سبعين ألف نسمة، يتركزون في منطقة الجولان، وشرق حماة وحمص، ومنطقة رأس العين.

8. الطورانيون: وهم فئات دخلت سورية في صحبة المغول، وبقيت فيها. وهم من أصول تركية أو تركمانية. ويصل عددهم إلى نحو سبعين ألفاً، يتركزون على الحدود السورية - التركية.

9. المسيحيون: تحتضن سورية خمس طوائف مسيحية، هي: الروم الأرثوذوكس، والأقباط الأرثوذوكس، أقباط الناصرة، والأقباط الكالثوليك، والبروتستانت. ويقدَّر عددهم بنحو ، وتصل نسبتهم إلى حوالي 10% من إجمالي السكان، تتوزعهم المدن السورية، زِدْ على ذلك قلة من اليهود في دمشق وحلب والقامشلي.

رابعاً: تأثير الطائفية في استقرارها

طالما لاذت الطوائف السورية بشبه عزلة، أفقدتها ثقة بعضها ببعض، واثارت شكوكها. وأذكى الاحتلال الفرنسي تلك المشاعر، وساعده على ذلك التركز الجغرافي لبعض تلك الطوائف، ولا سيما العلويين حول اللاذقية، وفي التلال المحيطة بها، على ساحل البحر الأبيض المتوسط؛ والدروز حول السويداء، في الجنوب.

كذلك سهلت الطائفية على النظام السوري استمالة بعض الطوائف، من أجل تحقيق أهدافه، وإشاعة البلبلة في الداخل. ولعل تزايد نفوذ العلويين، داخل حزب البعث السوري أولاً، ثم داخل النظام البعثي، الذي حكم سورية، منذ عام 1961 ـ كان تجسيداً لتلك السياسة؛ لا، بل حافز للطوائف الأخرى، وبخاصة جماعات الإخوان المسلمين، المنبثقة من السُّنة، إلى أدوار، انتهت إلى مصادمات دموية.

خامساً: نظامها السياسي

يُعَدُّ النظام السياسي، طبقاً للدستور السوري، "جمهورياً ديموقراطياً شعبياً". وقد حدد الدستور ثلاث سلطات رئيسية، هي قاعدة للنظام الديموقراطي: السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية، والسلطة القضائية. وصدر دستور سورية الحالي في13 مارس 1973 ، فأباح انتخاب رئيس الجمهورية مراراً متتالية ومتواصلة.

مدة الرئاسة 7 سنوات. وينتخِب الرئيس، أولاً، مجلس الشعب. ويرأس رئيس الجمهورية السلطة التنفيذية للدولة، والمتمثلة في الحكومة. أمّا مجلس الشعب، الذي يمثل السلطة التشريعية، فيتكون من 250 عضواً. وتتمثل السلطة القضائية في القضاء السوري،

1. السلطة التشريعية: يمثلها مجلس الشعب. تتولى إصدار القوانين، وتنظيم العلاقات بين مؤسسات النظام السياسي. وينتخَب أعضاء مجلس الشعب السوري كلّ أربع سنوات، يضطلع بالآتي:

أ. إعلان المرشحين لرئاسة الجمهورية.

ب. إقرار القوانين.

ج. مناقشة سياسة الحكومة.

د. اعتماد ميزانية الدولة وخطط التنمية.

هـ. الموافقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية.

و. حجب الثقة عن الحكومة أو أحد أعضائها.

2. السلطة التنفيذية: تمثلها الحكومة. وهي السلطة المسؤولة عن تنفيذ القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية، والأحكام الصادرة عن السلطة القضائية؛ ومسؤولة عن إقرار السياسة العامة للدولة وتنفيذها.

أ. رئيس الدولة: هو رئيس السلطة التنفيذية. يدير شؤون الدولة، من خلال مجلس الوزراء، والمجالس المحلية المنتخبة. وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة. وهو الذي يعلن حالة الحرب، وحالة التعبئة العامة، وحالة الطوارئ.

ب. مجلس الوزراء: هو الجهاز التنفيذي والإداري الأعلى للدولة. يشرف على تنفيذ القوانين. ويصدر القرارات الخاصة بالشؤون: الداخلية والخارجية. إثر تأليف الحكومة، تعلن لمجلس الشعب بياناً بسياساتها؛ وتعرض عليه، كلّ عام، مشروع ميزانية الدولة والخطة التنفيذية للتنمية.

3. السلطة القضائية: هي سلطة مستقلة تماماً عن السلطتَين: التشريعية والتنفيذية، وفاقاً لمبدأ: "القضاة لا يتبعون إلا القوانين وشرف المهنة والضمير"، طبقاً لما ينص عليه الدستور. وتتبعها المحاكم، بمختلف أنواعها ودرجاتها، بما فيها المحكمة الدستورية العليا، التي تتكون من خمسة قضاة، يعينهم رئيس الجمهورية، ومهمتها الرئيسية مراجعة القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية، وتأكيد عدم معارضتها الدستور.

سادساً: الأحزاب السورية

تكاثرت الأحزاب السورية، منذ ثلاثينيات القرن العشرين؛ ولكن المتغيرات: الإقليمية والدولية، والتوجه السياسي السوري، قضيا على بعضها، وأجبرا بعضها الآخر على  تعديل نُظُمه، لتوافق نظام الدولة العام، أو الانضمام إلى تحالفات، تقيه الاستضعاف. والأحزاب التقليدية، التي تعتمد على الولاء لشخصيات معينة، هي الأحزاب النافذة، ولا سيما العقائدية منها، التي تستند إلى خلايا ومنظمات شبه عسكرية؛ لا، بل إن الأحزاب العقائدية، مثل حزب البعث، ظلت على قوّتها، على الرغم من قرار حل الأحزاب، عام 1958. أمّا أهم الأحزاب السورية، فهي:

1. الحزب القومي السوري

أنشأه أنطون سعادة، عام 1932؛ مستهدفاً توحيد سورية الطبيعية، التي تشمل سورية ولبنان والأردن وفلسطين، علاوة على قبرص والعراق، فيما بعد. نادى الحزب بالقومية السورية، إذ حتم بأن السوريين "أمة كاملة"؛ ولذلك ناهضه المنادون بالقومية العربية، والمنادون بالقومية اللبنانية، على حدٍّ سواء. وكان مؤيداً لأديب الشيشكلي؛ ما حرمه أيّ تأييد شعبي. واتُّهم بتدبير اغتيال قائد الجيش السوري، عدنان المالكي، عام 1955؛ فحظر نشاطه في سورية.

2. حزب الشعب

أُسِّس في نهاية الثلاثينيات. تمتع أعضاؤه بالشفافية، وحب الجماهير، في حمص وحلب خاصة. أولى اهتمامه مواجهة المشاكل: السياسية والاجتماعية بأسلوب سياسي، بعيداً عن الصراعات العسكرية. فانبرى يصارع أديب الشيشكلي؛ ما أدى إلى انقسامه، عام 1954، وهو العام الذي حظي فيه بأعلى نسبة في الانتخابات البرلمانية، التي أجريت في سبتمبر من العام نفسه، حين فاز بثلاثة وأربعين مقعداً في المجلس النيابي، إلى جانب 20 مقعداً أخرى لمستقلين يوالونه.

وأهم زعماء الحزب: رشدي الكخيا، وناظم القدسي، ومعروف الدواليبي، وأحمد قنبر، وهاني السباعي، وعدنان الأتاسي، ونسيب البكري. وكان للحزب ثلاث صحف، هي: "السوري الجديد"، تصدر في حمص؛ و"الشعب"، تصدر في دمشق؛  و"النذير"، تصدر في حلب.

3. الحزب الوطني

أُسِّس فـي نهاية الثلاثينيات وترأسه شكـري القوتلي؛ لمناهضة الانتداب الفرنسي. ، شل نشاطه، منذ عام 1947، بعيد استيلاء حسني الزعيم على الحكم. ونفيه قيادات الحزب، إلى الخارج. وكان أهم إنجازات الحزب، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، مقاومة التوسع الهاشمي، والدفاع عن استقلال سورية دون محاولات إحياء الهلال الخصيب.

تركزت سياسة الحزب في وحدة سورية واستقلالها، وتذكير المواطنين بماضيهم الوطني. وفي عام 1955، انتهج الحزب سياسة اشتراكية. ومن أهم زعمائه: صبري العسلي، أمينه العام؛ والدكتور عبدالرحمن الكيالي، أمينه في حلب؛ ولطفي الحفار، أمينه في دمشق.

4. الحزب الشيوعي العربي

أُسِّس عام 1946 وترأسه خالد بكداش. نشط بين عامَي 1948 و1952، حينما كانت موسكو تشجع التوجهات الشيوعية في المنطقة، وراء ستار التصدي للاستعمار. بيد أن تأثيره ظل ضعيفاً؛ بل إن أعضاءه القلة، كان انضواؤهم إليه إعجاباً بشخصية بكداش، أكثر منه رغبة في الشيوعية.

5. حركة التحرر العربي

حركة تابعة لأديب الشيشكلي، وقد حُلت بعد سقوطه. كانت تميل إلى تنفيذ أهداف الغرب في سورية. وأهم أعضائها: مأمون الكزبري، وعبدالحميد خليل.

6. حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب عربي عقائدي يهدف إلى تحرير التراب العربي كله وتوحيده في ظل نظام تقدمي- اشتراكي، وهو يرى أن نضال الجماهير على امتداد الوطن العربي من أجل تحقيق هذا الهدف شرط لانبعاث الأمة العربية وإسهامها في صنع مستقبل الإنسانية. أسسه في دمشق عام 1943، كل من ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار، باسم حزب البعث العربي، واندمج فيه عام 1953 الحزب العربي الاشتراكي بزعامة أكرم الحوراني، فأصبح يطلق عليه حزب البعث العربي الاشتراكي، وفي الخمسينيات، انتشرت مبادئه في العديد من الدول العربية. وتولى الحكم في العراق، في 8 فبراير1963؛ وفي سورية، في 8 مارس 1963.

والعديد من الأحزاب، التي تكونت في حقبة الخمسينيات والستينيات، ومعظمها يحمل شعارات الاشتراكية والشيوعية ـ لم تتمكن من العمل، منفردة؛ فحالفت أحزاباً، وائتلفت أخرى في جبهات، هي:

أ. الجبهة الوطنية التقدمية

تتولى الحكم منذ أوائل السبعينيات (1972). ويقودها حزب البعث العربي.

ـ الاشتراكي، برئاسة الرئيس حافظ الأسد، ثم الرئيس بشار الأسد منذ 20 يونيه 2000, وتشمل إلى جانب البعث:

ـ الحزب الاشتراكي العربي، برئاسة عبدالغني كانوت.

ـ الحزب الوحدوي الديموقراطي الاشتراكي، برئاسة أحمد الأسد.

ـ الحركة الاشتراكية الوحدوية العربية، برئاسة سامي صوفان.

ـ الحزب السوري العربي الاشتراكي، برئاسة صفوان قدسي.

ـ الحزب الشيوعي السوري، برئاسة خالد بكداش، ثم يوسف فيصل.

ب. المعارضة السورية

بعض الأحزاب، لم تنضم إلى التحالف الحاكم، وآثرت معارضة السلطة؛ فحُظِرت، ولُوْحِق قادتها  وأعضاؤها، منذ سبعينيات القرن العشرين، واعتقل كثير منهم، وفر بعضهم إلى خارج سورية.

وتنضوي الأحزاب المعارضة إلى تجمعَين، هما الجبهة الوطنية لإنقاذ سورية، التي أعلن تكوينها في باريس، في 23 فبراير 1990؛ والتجمع الوطني الديموقراطي، الذي أعلن تكوينه في سورية، في مارس 1980. وتكاد هاتان الجبهتان تكونان عديمَ التأثير في القرار السوري.

ج. الجبهة الوطنية لإنقاذ سورية

ينضوي إليها:

ـ الإخوان المسلمون برئاسة عبدالفتاح أبو عزة، ومحمد ضاوي.

ـ الحزب الوطني الديموقراطي، برئاسة أحمد سليمان.

ـ الاتحاد الاشتراكي العربي، برئاسة أحمد الجراح.

ـ حزب البعث (المنشق)، برئاسة شبلي العيثمي، ومحمد عمر برهان.

ـ جماعة المستقلين (مسؤولون سابقون في الحكم السوري)، ومنهم: الرئيس السابق، أمين الحافظ؛ ومصطفى حمدون وأحمد أبو صالح، وزيران سابقان؛ ومحمد الهواش، عميد سابق في الجيش السوري.

د. التجمع الوطني الديموقراطي

يضم الأحزاب التالية:

(1) الحزب الشيوعي السوري، (المكتب السياسي)، ويرأسه رياض الترك المعتقل منذ أكتوبر 1980).

(2) الاتحاد الاشتراكي العربي، ويرأسه جمال الأتاسي، الذي تخلى عن الجبهة الوطنية الحاكمة، بعد أشهر من تكوينها عام 1972.

(3) حزب البعث الديموقراطي العربي، الذي تُعَدّ عضويته، حالياً، شبه مُعَلَّقة.

(4) حزب العمال الثوري، الذي أنشأه المرحوم ياسين الحافظ.

(5) حزب الاشتراكيين العرب.

سابعاً: إجمالي الناتج القومي

بلغ إجمالي الناتج القومي عام 2000، 50.9 بليون دولار؛ بمعدل نمو 3.5%. وبلغ متوسط دخل الفرد 3100 دولار. ويعتمد الاقتصاد السوري على الزراعة (29%)، والصناعة (22%)، والخدمات (49%).

ثامناً: النظام الإداري

تنقسم سورية، إدارياً، 14 محافظة، هي:

 

المساحة (كم2)

المحافظة

105

دمشق (العاصمة)

18032

ريف دمشق

18500

حلب

42223

حمص

1892

طرطوس

8883

حماة

2297

اللاذقية

33060

دير الزور

6097

إدلب

1861

القنيطرة

2334

الحسكة

19616

الرقة

5550

السويداء

3730

درعا

 

 

 

 



[1] سميت بلاد الشام بهذا الاسم لأنها من " شأمة القبلة " أي البلاد التي تقع على الجانب الأيسر من الكعبة.